الحراڤ الذي تحول إلى مطرب (الى كل الجزائرين قصة معبرة جداااااااا)

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

وهراني

:: عضو منتسِب ::
إنضم
1 جويلية 2007
المشاركات
28
نقاط التفاعل
0
نقاط الجوائز
3
الحراڤ الذي تحول إلى مطرب الحي والحراڤة
</B>
icon.aspx


مثل معظم الشباب الذين اتخذوا من البحر السبيل الوحيد لبلوغ الصفة الأخرى، أخذ عبد الحق من الهجرة السرية الملجأ والطريق الأمثل للهروب من مرارة العيش وقسوة الحياة، ليحقق أحلامه التي راودته منذ أمد بعيد، فما كان عليه سوى إنتظار أول فرصة ليركب فيها قوارب النجاج حسب@-@ ‬ظنه،@-@ ‬ليشق@-@ ‬رحلته@-@ ‬إلى@-@ ‬إسبانيا،@-@ ‬قبل@-@ ‬أن@-@ ‬يتحول@-@ ‬إلى@-@ ‬مطرب@-@ "‬للحمراوة@-@ ‬و@-@ ‬الحراڤة@-@".‬



عبد الحق ندير من مواليد 15 أوت 1984 بحي الحمري العتيق، تخلى عن مقاعد الدراسة في سن مبكرة، ليلج بعدها أبواب الحياة العملية ويكسب قوته من بيع الملابس عله يوفر قسطا من المال يمكنه من تحقيق هدفه المنشود، ويحذو حذو من سبقوه في الترشح للهجرة، فبات الأمر هاجسا لابد من تحقيقه، وبعد فترة تمكن من جمع المال المطلوب للقيام بأول مغامرة بالنسبة له، والتي انتظرها كثيرا حسب ما أورده، فكانت وجهته إلى "الغزوات" بداية لأول حلقة من مسلسل "الهدّة"، حدث ذلك في أوائل شهر رمضان من السنة الفارطة، إذ التقى "عبد الحق" بالوسيط رفقة عدة@-@ ‬شبان@-@ ‬لإعطائه@-@ ‬المبلغ@-@ ‬المطلوب،@-@ ‬فكلفه@-@ ‬ذلك@-@ ‬6@-@ ‬ملايين@-@ ‬سنتيم@-@ ‬على@-@ ‬متن@-@ "‬بوطي@-@" ‬وهو@-@ ‬زورق@-@ ‬يتسع@-@ ‬لـ@-@ ‬8@-@ ‬أشخاص@-@ ‬على@-@ ‬الأكثر@-@.‬

ورغم المخاوف والأحاسيس المقلقة التي انتابته، غير أنه بات مصرا في أن لا رجعة من ذلك، بعد أن ضمن لهم "الوسيط" حسب قوله الوصول في أمان وأقنعنم بأن "الدليل" يعرف كل أسرار البحر، ويعي جيدا الطريق الذي سيشقه.

يُغمى@-@ ‬على@-@ ‬أحدهم@-@ ‬من@-@ ‬فرط@-@ ‬الفزع@-@...!‬
يقول عبد الحق، ما هي إلا لحظات من شقنا أمواج البحر، حتى بدت تقاسيم الخوف والفزع جلية، مما أثر على ردة فعلهم حين رأوا الأمواج تلتطم بمركبتهم وبقوة، ناهيك عن الظلام الحالك والدامس، فلم يعد بمقدوره رؤية حتى من هم بجانبه، وهذا ما تسبب في إغماء أحد الشبان المرشحين للهجرة السرية، بعدها قرروا العودة إلى الشاطئ بحجة أن الظرف الطبيعي غير مناسب وأن القارب قد لا يقوى على تحمل الأمواج العاتية لهشاشته وصغر حجمه، فكان لزاما على متحدثنا الرضوخ لرغبتهم في العودة!

فشعر بالأسى والشؤم، وقرر أن يعيد الكرة مرة ثانية، فقام ببيع كل ما يملكه، واشترط هذه المرة أن تكون رحلته على متن زورق أكثر أمان وضمان حتى لا يُضطر للعودة.. كما فكر في أن تكون الانطلاقة من شواطئ وهران المعزولة التي ظلت وجهة معروفة لدى الشباب الراغبين في التوجه إلى إسبانيا عن طريق الهجرة السرية، ذاكرا أن عزيمته هذه المرة أقوى في تقحيق ذلك، لأنه تعرّف على أشخاص من مدينته يمكن الوثوق بقدراتهم على مواجهة الظروف القاهرة واعتبرهم من ذوي تجربة ودراية بما يخفيه البحر من مخاطر.

@-@"‬الزودياك@-@" ‬بـ@-@ ‬18@-@ ‬مليونا@-@ "‬للتذكرة@-@"‬
وبعد أسبوعين تم اختيار شاطئ "عين فرانين" الذي يبعد حوالي 15 كلم عن وهران، وحددوا الوقت المناسب والمركبة المناسبة لهذا الغرض، وكانت هذه المرة رحلته في زورق من نوع زودياك، ورغم كونه يتطلب أموالا من ذي قبل، إذ يذكر أنه كلما كانت الوسيلة المستعملة كبيرة ومجهزة، كانت المصاريف أكثر، وقد تفوق الـ 18 مليونا في حال استعمال "الزوارق النصف الصلبة" فتأكد أن وصوله إلى إسبانيا سيكون سهلا هذه المرة وبأقل الضرر، بحيث كانت الظروف الطبيعية جيدة ومشجعة على الانطلاق والسير في عرض البحر لمدة ساعتين دون أية مشاكل، إلا أن العقبة هذه@-@ ‬المرة@-@ ‬تمثلت@-@ ‬في@-@ ‬عطب@-@ ‬ميكانيي@-@ ‬بالمحرك@-@ ‬أدى@-@ ‬إلى@-@ ‬نفاد@-@ ‬الوقود،@-@ ‬وبالتالي@-@ ‬تبخر@-@ ‬أحلامه@-@ ‬وأحلام@-@ ‬من@-@ ‬رافقوه،@-@ ‬إذ@-@ ‬راح@-@ ‬يثور@-@ ‬ويصرخ@-@ ‬عن@-@ ‬الحظ@-@ ‬الذي@-@ ‬لم@-@ ‬يحالفه@-@ ‬في@-@ ‬بلوغ@-@ ‬الشواطئ@-@ ‬الإسبانية@-@.‬

مرحلة@-@ ‬اليأس@-@.. ‬واليأس@-@ ‬من@-@ ‬المرحلة
يسرد لنا عبد الحق أنه كلما حاول اقناع نفسه بعدم المغامرة أكثر من ذلك فإنه يلقى ظروف اليأس والملل التي يعيشها المواطن ببلاده، تزيد من عزيمته في عدم البقاء والرحيل بعيدا عن هذا المكان حسب قوله، فإن الشبان يعانون من البطالة والحڤرة والرشوة التي تعد من جملة الأسباب والدوافع الرئيسية للترشح "للحرڤة" كما يضيف أن من سنحت له الفرصة للذهاب الوصول إلى إسبانيا فإنه سوف ينسى كل المعاناة ويعود بأموال قد تنزع الغبن عن عائلته، وتحقق له الحياة المستقبلية الأكثر رفاهية، مما دفع به إلى إعادة التجربة للمرة الثالثة.

المحاولة@-@ ‬الثالثة@-@ ‬والأخيرة@-@!‬؟
يضيف متحدثنا أنه قرر الذهاب رفقة صديقه من الحي و3 أشخاص من بجاية و 2 من مستغانم و 4 من المغرب وشخص من تموشنت، وكان عبد الحق أصغرهم سنا، إذ تتراوح أعمارهم بين 29 و49 سنة من مختلف شرائح المجتمع، فبعضهم إطارات بمؤسسات وطنية، والآخرون من خريجي الجامعة، ويقول أن الروح الاندفاعية كانت تغمرنا لبلوغ التراب الإسباني، فكانت انطلاقته هذه المرة قبل 03 أسابيع من شاطئ "أولاد بن عايد" والمعروف بـ "البحيرة" عند أهل المنطقة والذي يبعد بحوالي 45 كلم عن مدينة "مغنية" بولاية تلمسان، وكان إقلاعهم في غضون الساعة 10 ليلا، فبمجرد أن أبحروا لمسافة 03 كلم حتى رأواء أضواء بعيدة في عرض البحر وبدأت تقترب شيئا فشيئا، حينها أدركوا بأنها مركبة تابعة لحراس السوائل وأنها ستكون لهم بالمرصاد، فلا مخرج لهم سوى العودة من حيث انطلقوا، وأثناء العودة يصف لنا الحالة المزرية التي كانوا يعيشونها عندما شاهدوا الأسماك المتشوقة لتقطيعهم وأكلهم، تحوم من حولهم، إذ يكمل عبد الحق كلامه قائلا "حينها أدركت بشاعة أن تموت في وسط المياه الباردة، وتمزق إلى قطع"، وهذا ما حدث مع العديد من الذين كان مصيرهم الموت المحتم، ويروي لنا مأساوية الحوادث العنيفة التي تسببت في موت أصدقائه وجيرانه، إذ عاد إلى الشاطئ بعد جهد جهيد في حالة من الجوع والعطش، ليعود مع بزوغ الفجر إلى مدينته، ويفكر في الاستقرار قرب والديه والاعتناء بهما بدلا من ارتكابه حماقة أخرى قد تؤدي به إلى إلى ما لا يحمد عقباه، ويلفظه البحر جثة هامدة على حد تعبيره.

من@-@ ‬قال@-@ ‬أن@-@ "‬مطرب@-@ ‬الحي@-@" ‬لا@-@ ‬يغنّي؟
ومن خلال ما مر به وعاناه في تجاربه العديدة "للحرڤة"، جاءت الفرصة مواتية "لإبن الحمري" في الإفصاح عن موهبته التي رافقته منذ صغره والمتمثلة في أداء الأغاني الرياضية "للحمراوة"، فإن هذا قد يشعره بالرضا والسعادة إلى أن لقي استحسانا وتشجيعا من قبل الأشخاص الذين ساندوه ليخرج أشرطة ناجحة، واتخذ من تجربته القاسية ومعاناته الشخصية سندا لتسجيل أغنية عن "الحرڤة و"الحراڤة" كما يقول في مقاطع من أغنيته التي يوصيهم فيها بكل صدق وتأثر بعدم الإقبال على هذا العمل الجنوني والتجربة التي يكون مصيرها إلى المجهول.

لا@-@ ‬فيزا@-@ ‬لا@-@ ‬بوطي
غي@-@ ‬هنا@-@ ‬ونڤابل@-@ ‬قيميت
الغربة@-@ ‬مرة
ڤالوها@-@ ‬ناس@-@ ‬بكري
ALLEZ@-@ ‬ALLEZ@-@ ‬VIVE@-@ ‬L@-@'‬ALGERIE
يأكلني@-@ ‬الدود
وما@-@ ‬يأكلنيش@-@ ‬الحوت
و@-@ "‬ريسك@-@" ‬البوطي
ما@-@ ‬يعرفه@-@ ‬غي@-@ ‬لّي@-@ ‬ضايق@-@ ‬فيه
هكذا يختم الشاب عبد الحق قصته وذكراه المؤلمة حول الهجرة السرية، ويعبر عن سعادته في نقل مأساته لتكون عبرة ودرسا لكل الشباب قصد التأثير في رغبتهم "للحرڤة" التي كانت تجربتها قاسية ومريرة على حد قوله، بدلا من البعض الذي كان يتهافت على إخراج أغاني تحث على "الحرڤة@-@" ‬وانتهاج@-@ ‬السلوك@-@ ‬الانتحاري،@-@ ‬ذكر@-@ ‬عبد@-@ ‬الحق@-@ ‬أن@-@ ‬جملة@-@ ‬أغانيه@-@ ‬ستكون@-@ ‬ردا@-@ ‬عن@-@ ‬الذين@-@ ‬قالوا@-@:‬

نعطيها@-@ ‬في@-@ ‬البوطي
ولي@-@ ‬فيها@-@ ‬فيها
ياكلني@-@ ‬الحوت@-@ ‬وما
ياكلنيش@-@ ‬الدود
مابقات@-@ ‬ڤعدة@-@ ‬في@-@ ‬بلادي
الهدة@-@ ‬لإسبانيا@-@...‬
ويَعد@-@ ‬بأن@-@ ‬ألبومه@-@ ‬الجديدة@-@ ‬بعنوان@-@ "‬لافيزا@-@ ‬لا@-@ ‬بوطي@-@" ‬سوف@-@ ‬يكون@-@ ‬له@-@ ‬بعد@-@ ‬آخر،@-@ ‬يكون@-@ ‬إجتماعيا@-@ ‬بالدرجة@-@ ‬الأولى،@-@ ‬ويضيف@-@ ‬أنه@-@ ‬لا@-@ ‬يغني@-@ ‬من@-@ ‬أجل@-@ ‬الغناء@-@ ‬فقط،@-@ ‬وإنما@-@ ‬لمحاكاة@-@ ‬ومعالجة@-@ ‬مشاكل@-@ ‬هذه@-@ ‬الفئة@-@ ‬المحرومة@-@.‬
 
مشكور خويا على الموضوع
 
شكرا اخي على الموضوع
والله شيئ اصعب على انسان ان يرحل ويترك كل شيئ من ورائه
لك مني احلى التحيات و التقدير:)
 
شكراااااااااااااااااااااااااا على الموضوع​
 
والله عجبتني هاد العيطة :lol:
نعطيها@-@ ‬في@-@ ‬البوطي
ولي@-@ ‬فيها@-@ ‬فيها
ياكلني@-@ ‬الحوت@-@ ‬وما
ياكلنيش@-@ ‬الدود
مابقات@-@ ‬ڤعدة@-@ ‬في@-@ ‬بلادي
الهدة@-@ ‬لإسبانيا@-@...‬


:lol: فنان صح
 
شكرا لك اخي على نقلك لنا هذه القصة
اتمنى ان يجد الشباب الجزائري من الأسباب التي تثنيه عن الحرقة وتبقيه في بلاده
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top