سوف أهمس في أذنك.. ''كل ما تظنه شراً يتحوّل خيراً في نهاية الأمر''، إن لم تصدق ذلك؛ كل ما عليك فعله هو أن ترضى بالواقع الذي أنت فيه الآن، وتصبر وستعرف أن بعض الألم الآن هو الطريق المؤدي إلى الصحة، وبعض البلاء الآن هو بداية لسعادة قادمة، فقد تساهم في تغيرك تغيراً تاماً أو تغيير من حولك. كل ما عليك أن تفعله الآن وأنت تعاني من ضيق اليد، أو استفحال المرض، أو البحث عن مكان آمن أو الرغبة في تكون كما تحلم أن تكون، هو أن تصبر وتتوكل على الله وتسلم أمرك له تسليماً كاملاً، لا مجال فيه لمرور أي كلمة شك أو خوف أو تردد، فالرضا كل الرضا هو أن تسير مع تيار الكون بقوانينه المطلقة، ترى داخلك بالضبط كحركة الليل والنهار، ترى إلى خلاياك بالضبط كرسائل الشمس والقمر، ترى إلى أيامك بالضبط كرحلة المد والجذر، بالضبط كما تتنفس الآن الشهيق يعقبه زفير والزفير يعقبه شهيق، ما كتبه الله لك من رزق وفرح وسعادة ستأخذه ولو من فم الأسد، وما لم يكتبه لك سيهرب منك ولو دق عليك الباب، دع قوانين الحياة تأخذك إلى ما تريده لك، ولن تكون الخاتمة إلا ما تحب. هذا ما تعلمنا القصص المعبرة عن تلك الحالة، حالة التسليم لأمر الله في حالة الحاجة إلى المساعدة أو طلب اللقمة أو الإصابة بأحد الأمراض المستعصية، وأذكر حكاية تقول ''إن سفينة غرقت ونجا بعض الركاب، ومنهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة، ما كاد الرجل يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه حتى سقط على ركبتيه، وطلب من الله المعونة والمساعدة، وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم، مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر وما يصطاد من أرانب، ويشرب من جدول مياه قريب وينام في كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من برد الليل وحر النهار. وذات يوم أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلاً ريثماً ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة، ولكنه عندما عاد فوجئ أن النار التهمت كل ما حولها، فأخذ يصرخ: لماذا يا رب؟ حتى الكوخ احترق، لم يتبق لي شيئاً في هذه الدنيا وأنا غريب في هذا المكان، والآن أيضاً يحترق الكوخ الذي أنام فيه.. لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتي إليّ؟. ونام الرجل من الحزن وهو جائع، ولكن في الصباح كانت هناك مفاجأة في انتظاره.. إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة وينزل منها قارب صغير لإنقاذه. أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه؟! فأجابوه: لقد رأينا دخاناً، فعرفنا أن شخصاً ما يطلب الإنقاذ''. إن ما تظنه سوء حظ هو الخير لك. لذلك أقول لك بحب؛ في كل وقت تشعر بالحزن أو تشعر بالفرح، تكون صامتاً أو راقصاً مع الآخرين، تذكر أن تسلم أمرك لله، وتذكر أن الحياة ليست شهيقاً مستمراً والتعاسة ليست دائمة والليل لابد أن يعقبه النهار.