محارب الصحراء
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 4 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 478
- نقاط التفاعل
- 7
- النقاط
- 17
سوناطراك تعتبر في الجزائر "البقرة الحلوب" التي تروي ضمأ الجميع لكن يبدو أن مديرها العام اغتصبها نيابة عن باقي الإخوان ؟ فهل كان محمد مزيان الوحيد المتورط أم معه من معه من الإخوان؟ في هذا المقال نتابع بجدية وبعيدا عن السخرية ما حدث لبقرة الأيتام..
أثار قرار وضع المدير العام لمؤسسة سوناطراك أكبر شركات النفط في إفريقيا والعالم العربي تحت الرقابة القضائية بشبهة الفساد جدلا واسعا في الأوساط الاقتصادية والسياسية داخل البلاد وخارجها. فتوقيف محمد مزيان المعين منذ سنة 2003 بهذا الشكل المتزامن مع التحقيقات الكبرى التي أشرفت عليها رئاسة الجمهورية وهي التي تشرف على تعيين مدراء هذه المؤسسة يؤكد أن حجم التجاوزات والفساد في سوناطراك بلغ حدا لا يحتمل، فمؤسسة سوناطراك ليست راعي النفط في الجزائر فقط بل هي علامة سياسية تمثل الواجهة التي تحدد ملامح تعامل الدول الأجنبية مع بلادنا ، لذلك تبدو العملية التي امتدت إلى العديد من الإطارات أشبه بحملة جني لعناقيد الفساد في الجزائر ويرى المتتبعون أن فتح ملف سوناطراك يأتي في ظرف حساس جدا ، إذ أن المواطن تابع باهتمام بالغ منذ سنوات الخطابات السياسية التي حددت معالم المرحلة القادمة التي تهدف إلى وضع للتجاوزات المرتكبة في حق الاقتصاد الوطني . وفجرت فضيحة الطريق السيار شرق غرب خلال الصائفة الماضية ملف الفساد على أعلى المستويات حيث أكدت التسريبات أن هذا الملف ظل محل متابعة من طرف الرئيس نفسه خاصة وأن مشروع الطريق السيار شرق غرب كان يمثل ولازال حلما جزائريا في تحقيق أكبر مشاريع القرن في عهد حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة . وعجلت الفضائح التي كشفت عن تورط العشرات من المسئولين والإطارات ووسطاء من دول أجنبية في الفضيحة بفتح ملف للفساد في الجزائر خاصة وأن الرأي العام أصيب بصدمة كبرى كون مشروع الطريق السيار متابع من طرف واحد من أكفأ الوزراء في حكومة أحمد أويحي.
الفساد في مؤسسة سوناطراك لا يقتصر على المستويات العليا التي يمكن أن تكشف عن أرقام وخسائر خيالية بل أن المستويات المحلية سجلت تجاوزات بالجملة . في مركب أرزيو الضخم عرفت سوناطراك العديد من الفضائح فقبل سنتين تعرض 48 إطارا للتوقيف لتورطهم في صفقات اقتناء عتاد من طرف شركة أمريكية تملك فرعا لها في فرنسا وتم وقتها الحديث عن عتاد لا يحمل المواصفات التقنية المطلوبة . في تلمسا ن عرفت نافطال المؤسسة التي يتدفق لها الوقود بحجم أضعاف ما تستهلكه العاصمة فضيحة تحايل ألحقت بالشركة خسائر فادحة. وفي مجمع أنبوب الغاز المغاربي الأروبي بمنطقة القصدير التابعة لولاية النعامة يحتج مئات الشباب على طريقة التشغيل التي تعتمدها المؤسسة وعلى سطوة الشركات الوسيطة التي تتولى تشغيل الشباب وهو الملف المطروح على مستويات عليا لم يتم الحسم فيه. وتشير آخر الأخبار المتداولة في هذا الشأن إلى تعيين نواب رؤساء بالنيابة لثلاثة فروع من شركة سوناطراك بعد وضع الرئيس المدير العام تحت الرقابة القضائية لمخالفته التشريع.
لقد كان الجزائريون وإلى وقت قصير يعتقدون أن ملف الخليفة قد يكون أكبر وآخر قضايا الفساد والاحتيال ومع بداية موسم قطف عناقيد الفساد ظهر عشرات الرؤوس من خلفاء الخليفة.