أخي ابن البلد في الجزائر ظهرت الحركات الإسلامية الأولى على يد رائد النهظة الجزائرية الشيخ الإمام عبد الحميد ابن باديس والمتثل في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ولعلمك هذه الجمعية كانت لها اتصالات بمختلف مثيلاتها في العالم وبالخصوص حركة الإخوان المسلمين حيث يقول المرحوم عباس السيسي في مذكراته أنه كان يحضر درس الثلاثاء اثنين من الجزائر وهما الشيخ الإبراهيمي والشاب الفضيل الورتلاني بل وكانا أحيانا
يقومان بتقديم الدرس، جمعية العلماء المسلمين وقفت في وجه المستمعر في وقت كان من يكتب حرفا بالعربية يقطع رأسه وتحداه الإمام ابن باديس بقصيدته المشهورة :
شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة يبتسب
من قال حاد عن أصله أو قال مات فقد كذب
وقام الإمام بتشييد المدارس وإصدار المجلات والجرائد باللغة العربية متحديا المستعمر وكان الفضل لهذه الجمعية في صمود مقومات الهوية الوطنية الجزائرية أمام آلة التغريب الفرنسية,
بعد الاستقلال ظهرت حركات جديدة متمثلة في حركة الإخوان المسلمين والتي انقسمت بعدها إلى حركة النهضة بقيادة جاب الله وحمس بقيادة الراحل نحناح وهذه الأخيرة هي من اعتمدتها الحركة الأم في مصر كممثل شرعي لها ولكن السنة الماضية إنقسمت حمس إلى مجموعتين وتبرأت الأم منهما الإثنين,
كما ظهرت حركة الجزأرة وهي أميل للإخوان لكن لا تعترف بالنظام العالمي بل تؤمن أن الحركة يجب أن تكون من المجتمع الذي تنشأ فيه وبالتالي سميت بالجزأرة نسبة للجزائر، كما ظهرت السلفية والهجرة والتكفير وغيرها بل حركات أخرى مشكوك فيها مثل القرآنيين
أما الفيس أو الجبهة الإسلامية للإنقاذ فلم تكن حركة بل حزب سياسي ظم تحت عباءته مجموعة من اليتارات منها السلفية بزعامة علي بلحاج والجزأرة بقيادة محمد السعيد وغيرها من التيارات ضلت تتصارع فيما بينها حتى وهي في أوج قوتها
بل كنت سأختار حركة إسلامية فسأقول حركة الإخوان المسلمين ويكفي أن الإمام البنا انطلق في الدعوة من المقهى وهي دلالة على أنها حركة شاملة
وإن كنت لا أظن أن أي من التيرات الإسلامية قادرة على الحكم في ظل أفكارهم الحالية
أيضا النموذج التركي وهو قريب من فكر الإخوان استطاع أن يثبت نجاعته لكن عقلية الأتراك تختلف عن عقليتنا نحن الأعراب
كلما أذكر ما حدث بين المجاهدين الأفغان عقب هزيمة الروس والإقتتال فيما بينهم أوقن أن الحل لن يأتي على يد هؤلاء