يبدوا أن محاوري وسع شراكته مع أسامة سراي من اللقب إلى ملاحقة الإخوان بعبارات وأحكام لاتكلف قلما هاويا جهدا لنفيها، طالما ان السمسرة لايمكن أبدا أن تجمع بين الإستمرار عبر التاريخ والإنتشار عبر الجغرافيا وطالما ان هذه السمسرة لم تتمخض يوما عن نموذج كحماس والتي بتنا نخشى ان نسمع يوما انها صناعة صهيونية وفق نظرية المؤامرة،وطالما أنها أيضا لم تتمخض عن علم كفقه الشيخ القرضاوي أو فكر كفكر الراشد العراقي أو كعبقرية كعبقرية زغلول النجار.والله المستعان
أوافقك الرأي هذا ليس موضوعنا.
تمنيت أن أجد ردا علميا اكثر انضباطا لايخلي مساحة لعبارة كـ " الا اننا لا نملك دليلا حول ذلك وأخواتها" والتي إن وجدت تكون قد منحت عذرا كافيا لعدم التعليق والتعقيب ومع هذا أقول:
المحدد الحقيقي الذي يعتمده النقاد لتحديد غاية العملية الإعلامية هو تلك المادة التي تؤدى بطريقة(يفترض تقييمها) على يد منفذ(يهم معرفة مرجعيته)،فالتغطية المستمرة والجهد الواضح المشهود للجزيرة منذ إنشائها لمحطات القضية الفلسطينية وتسليطها الضوء على الجرائم الصهيونية تباعا أعطى انطباعا للرأي العام العربي لايمكن حجبه أنها لاتسير في فلك التطبيع خاصة إذا اعتلى بعضا من منابرها عدو التطبيع الأول ـ الشيخ القرضاوي ـ أو الإعلامي هيكل الذي لايتوان كلما سنحت له الفرصة تصريحا أو تلميحا في اظهار عداءه له بغض النظر عن رأينا فيه وفي حصته فضلا عن أن النخبة من هذا الشارع(وأحسبك منهم) باتت شبه مجبرة على استخدام نوافذ تعرف أنهم من فتحها أو مولها ما أغناهم ـ الصهاينة ـ سعيا مكلفا عن التطبيع الإعلامي ولا أعتقد انك تبتعد كثيرا عن غوغل والفايس بوك.
التطبيع الذي ينشده الصهاينة حسب أهميته على هذا الترتيب:سياسي،إقتصادي، ثقافي،عسكري ثم إجتماعي.
وبالإنتقال إلى الأجندة الثانية التي ذكرت ـ تبرير الهزائم العربية في الصراع العربي الإسرائيلي ـ وهو ماسيمر حتما عبر التغطية على فشل التجربة الناصرية ما يقودني إلى سؤال استنكاري:كيف لمؤسسة إعلامية بهذا الحجم ان تعمل بإتجاهين متناقضين، تحقيق التطبيع وإظهار نجاح المرحلة الناصرية القائمة أساسا على العداء للمشروع الصهيوني؟
إن اعترافك الصريح بحرفية طاقم الجزيرة المتعدد المدارس والمشارب ثم اتهامهم بالعمل لأجندة لايمكن أن توافق هذه المدارس لهو في نظري استخفاف مؤلم بعقول النخبة من هذه الأمة فإذا كانت هذه النخب تقاد بهذه الطريقة فما عسانا نقول في العامة.
الخوف الحقيقي في نظري على نخبنا ومثقفينا هو الإستسلام اللامشروط في وعيهم ولا وعيهم لإنهزام معدي إتخذ من نظرية المؤامرة مسكنا ترتاح له النفس وتدافع عنه.أخاف أن يكون قد أصابك.
مع التحيات.
آخر تعديل: