عندما وصلت إلى نهاية الدرب أدركتني ضحكة الأنثى فأخذتني من نفسي ، لم أدرِ حين لمعت ضكحتها بغتة كنصل سيف استل من غمده أنها الفخ الذي سأَصطاد به ، أو أنها حصان طروادة الذي سيقتحم عنوة أسواري المنيعة ، ويزلزل عرش وحدانيتي ، أو عقب أخيل الذي سيجمع النائحات على جثتي ..!
في الوهلة الأولى عندما لمعت ضحكتها فجأة ، و تبدّت أسنانها كماسات مصرورة بالضوء ، غابت حكمتي الربانية ، ففي غمرة الضحكة البيضاء "كرجفة أثواب الملائكة " رأيت جحافل الخلق يدبون في مسام جلدي ، فتلقيتهم كما يتلقى الظمآن عاصفة من المزن..!
ما كان لي أن أتجنب الضحكة الساحرة فهي لم تكن قهقهة وقحة ، ولا افترارة متحفظة ، ولا ابتسامة صامتة حيية ، بل كانت ضحكة فاتنة ، رهيّة ، سبقها صوت افترار الشفتين كحصاد قبلة حارة ، ثم تلاها رنين ثري كأنما جاء يسعى بماء الكوثر ، أو كأنما جاء من ذاكرة طفليّة انجابت عنها المخاوف و الحجب و الأوهام و أوراق التوت في لهفة الحنين إلى شجرة الخلد !
كانت الضحكة حميمية كالتقاء يدين برّح بهما الشوق ، حانية و دافئة كشك هرّبه اليقين المحاصر ، مفاجئة كعفو قبيل الضغط على زناد البنادق المصوبة إلى الصدر ، ثرية كالبلاغة في إيجازها لهذا حجبت زلزلة عرشي ، مع أنني سمعت صوت تقصّفه ، و سرت في جسدي كالنفير ، شعيرة أو طقساً من مقام الكهوف الأثيثة بالسعار المشرئب كرأس الأفعى..!
كنت أنا ساهي الساير ، قد وصلت إلى النقطة التي لا رجوع عنها كمن أحرق مراكبه ، أو رمى نفسه في تيار سريع الجريان ، فنسجت حياتي بصبر نملة و دأبها و حراساتها المريضة بالنظام لكل صغيرة وكبيرة ، فابتعدت عن النساء والخمرة كي لا تفترسني كلماتي ، ولا يخونني لساني في تصريح يوقع بي في وحل المعارضة الفاحشة ، وجعلت من نفسي قلعة حصينة أحتمي بها من ضلالات الآخرين وتماثلهم .. محوت ذاتي الاجتماعية لأبني ذاتي الأنوية المتوارية بنفسها ،والتي ليس كمثلها شيء ، هكذا من حصني الحصين، من ذاتي الفانية بذاتها أرى الخلق وهم لا يرونني ..!
تغذّى دربي إلى ألوهية ذاتي بنسغ الخوف والرعب الذي يمشي في دمائي ، فأنا رجل شديد الرعب ، كثير الهواجس ، وكنت أعوذ بالله من كلمة ( أنا ) لأنها تبوح بما أحاول أن أخفيه ، وتثبت ما أحاول أن أمحوه أمام الآخرين (( ذاتي )) المرعوبة التي تقنع الخوف بقناع الألوهية ، إلا أن درب الوحدانية أخذني من نفسي ، فعرفت أوتوهمت أنني عرفت ،أن (( أنا )) سر أسراري ، وأنها ذكري لنفسي كما هي كلمة الله ذكر للعابدين .. وأنها اختزال الحقيقة ، ونبعها الوحيد ، إلا أنه كما لا يكشف السالك في درب الله فناءه بذات الخالق ، لا أكشف أنا عن فناء ذاتي في ذاتي .. كيف أكشف (( أنا )) الواحد ما لا تستطيع (( نحن )) المتماثلين استيعابه ، فأوغل في الغياب متوارياً عن الخلق وعن نفسي فأرى الخلق صوراً زائلة ، و(( أنا )) الوحيد الباقي ! لكن الضحكة أدركتني فأخذتني من نفسي ..
لم يخترني أحد من قبل واختارتني الضحكة ، لم يلمسني أحد ولمستني الضحكة ، اشتهتني ، اصطفتني ، أنا الذي كنت قد وصلت إلى حياة محصنة ضد كل الخطايا والآثام والنساء .. أردت الخلود فخسرت الهدف والمعنى ، والحياة التي لا هدف لها ولا معنى لا يطاردها الوشاة النمامون ولا المخبرون الأتقياء ، ولا تعاجلها المنايا ..!
أسرتني الضحكة فأدمنت دربها ، وحاولت أن أفصل بين الضحكة والمرأة لآخذ الضحكة وأترك المرأة ، فالضحكة هدفي والمرأة عقابي ، لكنني رأيت المرأة تنتعل ضحكتها فتطوي بها الزمان والمكان ، وهي تحكي حكايتي اللامعقولة للعابرين ، فمشى الخوف في دمي كما يمشي الشيطان في دم الأنثى فرأيت نفسي ممسوكاً من (( عرّوطتي )) غارقاً في وحل المعارضة الفاحشة ..!
في الوهلة الأولى عندما لمعت ضحكتها فجأة ، و تبدّت أسنانها كماسات مصرورة بالضوء ، غابت حكمتي الربانية ، ففي غمرة الضحكة البيضاء "كرجفة أثواب الملائكة " رأيت جحافل الخلق يدبون في مسام جلدي ، فتلقيتهم كما يتلقى الظمآن عاصفة من المزن..!
ما كان لي أن أتجنب الضحكة الساحرة فهي لم تكن قهقهة وقحة ، ولا افترارة متحفظة ، ولا ابتسامة صامتة حيية ، بل كانت ضحكة فاتنة ، رهيّة ، سبقها صوت افترار الشفتين كحصاد قبلة حارة ، ثم تلاها رنين ثري كأنما جاء يسعى بماء الكوثر ، أو كأنما جاء من ذاكرة طفليّة انجابت عنها المخاوف و الحجب و الأوهام و أوراق التوت في لهفة الحنين إلى شجرة الخلد !
كانت الضحكة حميمية كالتقاء يدين برّح بهما الشوق ، حانية و دافئة كشك هرّبه اليقين المحاصر ، مفاجئة كعفو قبيل الضغط على زناد البنادق المصوبة إلى الصدر ، ثرية كالبلاغة في إيجازها لهذا حجبت زلزلة عرشي ، مع أنني سمعت صوت تقصّفه ، و سرت في جسدي كالنفير ، شعيرة أو طقساً من مقام الكهوف الأثيثة بالسعار المشرئب كرأس الأفعى..!
كنت أنا ساهي الساير ، قد وصلت إلى النقطة التي لا رجوع عنها كمن أحرق مراكبه ، أو رمى نفسه في تيار سريع الجريان ، فنسجت حياتي بصبر نملة و دأبها و حراساتها المريضة بالنظام لكل صغيرة وكبيرة ، فابتعدت عن النساء والخمرة كي لا تفترسني كلماتي ، ولا يخونني لساني في تصريح يوقع بي في وحل المعارضة الفاحشة ، وجعلت من نفسي قلعة حصينة أحتمي بها من ضلالات الآخرين وتماثلهم .. محوت ذاتي الاجتماعية لأبني ذاتي الأنوية المتوارية بنفسها ،والتي ليس كمثلها شيء ، هكذا من حصني الحصين، من ذاتي الفانية بذاتها أرى الخلق وهم لا يرونني ..!
تغذّى دربي إلى ألوهية ذاتي بنسغ الخوف والرعب الذي يمشي في دمائي ، فأنا رجل شديد الرعب ، كثير الهواجس ، وكنت أعوذ بالله من كلمة ( أنا ) لأنها تبوح بما أحاول أن أخفيه ، وتثبت ما أحاول أن أمحوه أمام الآخرين (( ذاتي )) المرعوبة التي تقنع الخوف بقناع الألوهية ، إلا أن درب الوحدانية أخذني من نفسي ، فعرفت أوتوهمت أنني عرفت ،أن (( أنا )) سر أسراري ، وأنها ذكري لنفسي كما هي كلمة الله ذكر للعابدين .. وأنها اختزال الحقيقة ، ونبعها الوحيد ، إلا أنه كما لا يكشف السالك في درب الله فناءه بذات الخالق ، لا أكشف أنا عن فناء ذاتي في ذاتي .. كيف أكشف (( أنا )) الواحد ما لا تستطيع (( نحن )) المتماثلين استيعابه ، فأوغل في الغياب متوارياً عن الخلق وعن نفسي فأرى الخلق صوراً زائلة ، و(( أنا )) الوحيد الباقي ! لكن الضحكة أدركتني فأخذتني من نفسي ..
لم يخترني أحد من قبل واختارتني الضحكة ، لم يلمسني أحد ولمستني الضحكة ، اشتهتني ، اصطفتني ، أنا الذي كنت قد وصلت إلى حياة محصنة ضد كل الخطايا والآثام والنساء .. أردت الخلود فخسرت الهدف والمعنى ، والحياة التي لا هدف لها ولا معنى لا يطاردها الوشاة النمامون ولا المخبرون الأتقياء ، ولا تعاجلها المنايا ..!
أسرتني الضحكة فأدمنت دربها ، وحاولت أن أفصل بين الضحكة والمرأة لآخذ الضحكة وأترك المرأة ، فالضحكة هدفي والمرأة عقابي ، لكنني رأيت المرأة تنتعل ضحكتها فتطوي بها الزمان والمكان ، وهي تحكي حكايتي اللامعقولة للعابرين ، فمشى الخوف في دمي كما يمشي الشيطان في دم الأنثى فرأيت نفسي ممسوكاً من (( عرّوطتي )) غارقاً في وحل المعارضة الفاحشة ..!