arwa amine
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 8 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 68
- نقاط التفاعل
- 0
- نقاط الجوائز
- 1
- آخر نشاط
بداية أود أن أنوه أنني لا أدعي امتلاك ناصية الشعر العربي و معانيه و بحوره المختلفة. لكن ذلك لا يمنع في شيء أن أتذوقه و أحب الجميل منه.
هذا الموضوع ليس دراسة معمقة للمرأة في الشعر العربي العمودي بل مجرد محاولة أولية لمقاربة تلك الصور والوقوف على بعض ملامحها.
لاشك أن الصور التي تأخذها المرأة في الشعر العربي تتنوع وتختلف باختلاف وضعيتها إزاء الحبيب. فنراها أحيانا تقدس بل تكاد تعبد، كل ذلك في صور شعرية بديعة تصل بالمبالغة حدودها كأن يقول الشاعر العربي:
لك يا أميري في الملاحة ناظر صعب علي و حاجب لا ينصف
كذب الذي قال الملاحة كلهـــا في يوسف كم في جمالك يوسف
ورغم أن في هذا البيت تطاولا واضحا على المقدس و استعارة لرموزه، إلا أن جمال الصورة الشعرية التي يتضمنها تغفر له و لا شك تطاوله.
أو كأن يقول شاعر آخر:
أراكـ طربــا ذا شجـى و تـرنــم تميل إلى ذكر المحاسن بالفم
لها علم لقمان و صورة يوسف ونغمة داوود و عفة مريــــم
أرجو هنا الانتباه إلى أن كل هذه الأوصاف البديعة والخصال الحميدة التي تسبغ على المرأة، لا تنطبق في حقيقة الأمر إلا على المرأة الخيالية التي يمني الرجل النفس بالحصول عليها. إنها صورة مزيج من الخيال و الرغبة و الرغبة و الكبت. لذلك فلا غرو أن ينافق الشاعر الذي يتقنع في هيئة الوله العاشق و يبالغ في مدح و إطراء الحبيبة بغية لفت نظرها و جلب رضاها.
و رغم أنه يستحيل قطعا – من وجهة نظر غيبية على الأقل – أن تجتمع في امرأة واحدة مميزات و معجزات الأنبياء كافة و الصالحين إلا أن المبالغة هنا محض كذب يضفي على الشعر رونقا على رونق.
أو لم يقولوا أن أجمل الشعر أكذبه؟؟
من الصور الشائعة كذلك للمرأة العربية في شعرنا العربي هناك صورة الحبيبة المعرضة التي لا تولي من يحبها اهتماما. هنا تطفو إلى السطح صور الحرمان و المعاناة و الكبت. يقول شاعر عربي:
قلب المتيم كاد أن يتفتـتــــا فإلى متى هذا الصدود إلى متى
يا معرضا عني بغير جناية فـعوائـــد الــغزلان أن تتلفتــــــا
صد وهجر زائـد و صبابـة مــا كــل هذا الأمـر يحمله الفتى
في حين يقول آخر:
بديع الحسن كم هذا التجني ومن أغراك بالإعراض عني
و ما دام الرجل الشرقي في موقف ضعف فإنه لا يملك أكثر من الظهور بمظهر الحمل الوديع المسالم المغلوب على أمره. صورة كما سنرى فيما بعد لا تلبث أن تنقلب بعد أن يمل من الحبيبة و بعد أن تنطفئ شمعة الحب، ليتحول الرجل الشرقي التملكي والشهواني بطبعه إلى حب امرأة أخرى ذات جسد أكثر نضارة و شبابا و جاذبية.
من دون شك تبقى أكثر صور المرأة حضورا في الشعر العربي هي صورتها و هي حبيبة مفقودة، فرقت نوائب الدهر بينها و بين من تحب و تهوى. هنا غالبا ما يقلب الحديث عن المعشوقة البعيدة إلى ملحمة بكائية طويلة و نواح و ندب للحظ العاثر. في الواقع أن استحضار الحبيب البعيد بشكل مكثف في الشعر العربي مع ما يصاحب ذلك من مرثاة الذات و حزن مستشر هو طريقة ذكية للتمويه على الأزمة الوجودية التي يعانيها الإنسان العربي بسبب وضعية ملؤها الإحساس بالغبن و القهر وهدر الآدمية والقيمة الإنسانية للفرد. غير أن الأمر يلبس بلباس البكاء على حبيب وهمي لكي لا يبدو التذمر واضحا صريحا على الأوضاع الحياتية بشكل عام.
يقول أحد الشعراء:
ما بال نومي من عيني قد نفرا أأنت علمت طرفي بعدك السهرا
ويقول آخر:
طال الفراق ودام الهم و الوجل والدمع يا صاح في مقلتي منهمل
و القلب ودعته يوم الفراق و قد بقيـت فــردا فــلا قـلب و لا أمــــل
ويقول شاعر آخر:
نذر الزمان بأن يـفرق شملنــا والآن قد أوفى الزمان بنذره
حكم الزمـان فـلا مـرد لحكمـه من ذا يعارض سيدا في أمره
وهذا آخر يقول:
ألا يا عين بالـعبرات جــودي فوجـدي قد عدمت بـه وجـودي
فلو أن السجود يحل شرعــا لــغير الله كــان لـــه ســجــودي
والملاحظ هنا أن الرجل العربي وهو يتقمص دور الحبيب يتخلى عن عباءته البدوية وطبعه الفج ليتجمل في لباس الحبيب اللبق الغية في اللطف. كما يلاحظ كذلك أن هذه الصورة الفجائية التي يتمظهر بها الرجل الشرقي هنا ليس لها امتداد ما في حياته اليومية. فعلى أحسن تقدير هي جزيرة متقدمة وسط بحر من الاعتقادات المتخلفة. مسكنة واستعطاف لا أكثر.
هناك مسألة أخرى مهمة هي ارتباط مفهوم المرأة المعشوقة بصورة لامرأة أخرى غير زوجة الشاعر. بل هي مرأة أخرى لم يتمكن الرجل بعد من الحصول عليها. الحب هنا إذن ليس أكثر من ثمرة لرغبة آثمة أو علاقة محرمة. فكل ممنوع مرغوب.
بعد صورة الحبيبة البعيدة نتحول إلى صورة أخرى من الصور التي يقدمها الشعر العربي عن المرأة. تلكم هي صورة الحبيبة التي تراسل أو تواعد محبوبها. و بما أن في الأمر اهتماما من طرف المرأة فإن شعورا بالغبطة و اللهفة واستعجال موعد اللقاء يغلب على أشعار الرجل. مثل أن يقول:
أطيب الطيبات قتل الأعادي واحتمال على ظهور الجياد
ورسـول يأتي بوعـد حبيب وحبيب يـأتـي بغـير ميـعــاد
أو أن يقول آخر:
يــا كتابـي إذا رآك حبيبـي فقبل الأرض و النعـال لديـــه
وتمهل ولا تكــن بعجــول إن روحي وراحتي بين يديــه
ثم تأتي بعد ذلك صور اللقيا و الوصال ونيل المراد، فبعد أن يكون الرجل قد تجشم ويلات الهوى يكلل سعيه بالنجاح في لقاء محتشم و سري مع الحبيبة. حينها يتحول الرجل إلى مفاتن الحبيبة و محاسنها يصفها ويتغنى بها. و قد تحدث انزلاقات فيتطور هذا الشعر إلى شعر فاحش. و كأن ذلك بمثابة تنفيس عميق عن مرض أو عقدة نفسية، بل و كأن هذا الشعر صرخة نصر يطلقها الرجل انتقاما من المرأة التي فرطت في نفسها وسلمته نفسها.
يقول شاعر عربي في وصف اللقاء:
إنني عجبت وكم في الحب من عجب فيه الهموم و فيه الوجد والكلف
أرى الطريق قريبــا حــيـن أسـلـكــه إلى الحبيب بعيدا حـين أنصـرف
ويقول آخر:
جاءت بلا موعـد في ظلمة الغسق كأنها البـدر فـي داج مـن الأفـــق
ويقول آخر في الوصال:
ونسينا الماضي يا سادتي وعفا الرحمان عمـا سلفــا
ما ألــذ العيش مـا أطيبــه لم يزدني الوصال إلا شغفا
ويقول آخر:
بدت لي في البستان بالحلل الأخضر مفككة الأزرار مـحـلولـة الشـعـر
فقلت لهـا مـا الاسـم قالت أنـا التــي كويت قلوب العاشقين على الجمر
ووصفت ثلاثة أخوات منظر اللقاء بالمعشوق فقلن:
الأولى:
عجبت أن زارني في النوم ضجيعي ولو زارني مستيقظا كان أعجبا
الثانية:
وما زارني في النوم إلا خياله فقلت له أهلا و سهلا ومرحبا
الثالثة:
بنفسي و أهلي من أرى كل ليلة ضجيعي ورياه من المسك أطيبا
ويقول شاعر عربي آخر:
ورب كبيرة ما حال بينــي وبيـن ركوبهـا إلا الحيــاء
وكان هو الدواء لها ولكن إذا ذهـب الحيـاء فــلا دواء
وأعتذر هنا إذ اقتصرت على نماذج معتدلة و أعرضت عن ذكر الفحش البالغ،وربما يكون لنا موعد ذات يوم مع هذا النوع من الشعر في ركن بلا رقيب.
بعد الحصول على الحبيبة ونيل المبتغى، تخبو جذوة الحب و تختفي صور العشق و الوله والهيام والصبابة لتحل محلها صور أخرى ملؤها التطير و التشاؤم بل وحتى الهجاء أحيانا. حيث تتحول المرأة بقدرة قادر إلى رمز الشرور ومكمن الضعف و العار والنقص باعتبارها الحلقة الأضعف في سلسلة القهر الاجتماعي و التراتبية الطبقية.
يقول شاعر:
لا تأمنن إلى النساء ولا تثق بعهودهن
فرضاؤهن وسخطهن معلق بفروجهن
ويقول آخر:
إن الأفاعي و إن لانت ملامسها تبدي انعطافا وتبدي السم قتالا
لاحظوا معي تشييء المرأة وتحويلها دون سبب ظاهر إلى مجرد وسيلة للمتعة الجنسية ولتمضية الوقت.انه إفراغ لكلمة المرأة لأبسط معانيها وأبعادها . لا عواطف ولا مشاعر إنها مجرد كائن من الدرجة الثانية وآلة للإنجاب.
يقول شاعر آخر:
في الليل عندك سرها وحديثها وغدا لغيرك ساقها والمعصم
كالخان تسكنه وتصبح راحلا فيحل بعدك فيه من لا تعلــــــم
ثم تكون الخاتمة هكذا:
إذا ذهب الحمار بأم عمـــــرو فلا رجعت ولا رجع الحمـــار
منقــــــــــــول
هذا الموضوع ليس دراسة معمقة للمرأة في الشعر العربي العمودي بل مجرد محاولة أولية لمقاربة تلك الصور والوقوف على بعض ملامحها.
لاشك أن الصور التي تأخذها المرأة في الشعر العربي تتنوع وتختلف باختلاف وضعيتها إزاء الحبيب. فنراها أحيانا تقدس بل تكاد تعبد، كل ذلك في صور شعرية بديعة تصل بالمبالغة حدودها كأن يقول الشاعر العربي:
لك يا أميري في الملاحة ناظر صعب علي و حاجب لا ينصف
كذب الذي قال الملاحة كلهـــا في يوسف كم في جمالك يوسف
ورغم أن في هذا البيت تطاولا واضحا على المقدس و استعارة لرموزه، إلا أن جمال الصورة الشعرية التي يتضمنها تغفر له و لا شك تطاوله.
أو كأن يقول شاعر آخر:
أراكـ طربــا ذا شجـى و تـرنــم تميل إلى ذكر المحاسن بالفم
لها علم لقمان و صورة يوسف ونغمة داوود و عفة مريــــم
أرجو هنا الانتباه إلى أن كل هذه الأوصاف البديعة والخصال الحميدة التي تسبغ على المرأة، لا تنطبق في حقيقة الأمر إلا على المرأة الخيالية التي يمني الرجل النفس بالحصول عليها. إنها صورة مزيج من الخيال و الرغبة و الرغبة و الكبت. لذلك فلا غرو أن ينافق الشاعر الذي يتقنع في هيئة الوله العاشق و يبالغ في مدح و إطراء الحبيبة بغية لفت نظرها و جلب رضاها.
و رغم أنه يستحيل قطعا – من وجهة نظر غيبية على الأقل – أن تجتمع في امرأة واحدة مميزات و معجزات الأنبياء كافة و الصالحين إلا أن المبالغة هنا محض كذب يضفي على الشعر رونقا على رونق.
أو لم يقولوا أن أجمل الشعر أكذبه؟؟
من الصور الشائعة كذلك للمرأة العربية في شعرنا العربي هناك صورة الحبيبة المعرضة التي لا تولي من يحبها اهتماما. هنا تطفو إلى السطح صور الحرمان و المعاناة و الكبت. يقول شاعر عربي:
قلب المتيم كاد أن يتفتـتــــا فإلى متى هذا الصدود إلى متى
يا معرضا عني بغير جناية فـعوائـــد الــغزلان أن تتلفتــــــا
صد وهجر زائـد و صبابـة مــا كــل هذا الأمـر يحمله الفتى
في حين يقول آخر:
بديع الحسن كم هذا التجني ومن أغراك بالإعراض عني
و ما دام الرجل الشرقي في موقف ضعف فإنه لا يملك أكثر من الظهور بمظهر الحمل الوديع المسالم المغلوب على أمره. صورة كما سنرى فيما بعد لا تلبث أن تنقلب بعد أن يمل من الحبيبة و بعد أن تنطفئ شمعة الحب، ليتحول الرجل الشرقي التملكي والشهواني بطبعه إلى حب امرأة أخرى ذات جسد أكثر نضارة و شبابا و جاذبية.
من دون شك تبقى أكثر صور المرأة حضورا في الشعر العربي هي صورتها و هي حبيبة مفقودة، فرقت نوائب الدهر بينها و بين من تحب و تهوى. هنا غالبا ما يقلب الحديث عن المعشوقة البعيدة إلى ملحمة بكائية طويلة و نواح و ندب للحظ العاثر. في الواقع أن استحضار الحبيب البعيد بشكل مكثف في الشعر العربي مع ما يصاحب ذلك من مرثاة الذات و حزن مستشر هو طريقة ذكية للتمويه على الأزمة الوجودية التي يعانيها الإنسان العربي بسبب وضعية ملؤها الإحساس بالغبن و القهر وهدر الآدمية والقيمة الإنسانية للفرد. غير أن الأمر يلبس بلباس البكاء على حبيب وهمي لكي لا يبدو التذمر واضحا صريحا على الأوضاع الحياتية بشكل عام.
يقول أحد الشعراء:
ما بال نومي من عيني قد نفرا أأنت علمت طرفي بعدك السهرا
ويقول آخر:
طال الفراق ودام الهم و الوجل والدمع يا صاح في مقلتي منهمل
و القلب ودعته يوم الفراق و قد بقيـت فــردا فــلا قـلب و لا أمــــل
ويقول شاعر آخر:
نذر الزمان بأن يـفرق شملنــا والآن قد أوفى الزمان بنذره
حكم الزمـان فـلا مـرد لحكمـه من ذا يعارض سيدا في أمره
وهذا آخر يقول:
ألا يا عين بالـعبرات جــودي فوجـدي قد عدمت بـه وجـودي
فلو أن السجود يحل شرعــا لــغير الله كــان لـــه ســجــودي
والملاحظ هنا أن الرجل العربي وهو يتقمص دور الحبيب يتخلى عن عباءته البدوية وطبعه الفج ليتجمل في لباس الحبيب اللبق الغية في اللطف. كما يلاحظ كذلك أن هذه الصورة الفجائية التي يتمظهر بها الرجل الشرقي هنا ليس لها امتداد ما في حياته اليومية. فعلى أحسن تقدير هي جزيرة متقدمة وسط بحر من الاعتقادات المتخلفة. مسكنة واستعطاف لا أكثر.
هناك مسألة أخرى مهمة هي ارتباط مفهوم المرأة المعشوقة بصورة لامرأة أخرى غير زوجة الشاعر. بل هي مرأة أخرى لم يتمكن الرجل بعد من الحصول عليها. الحب هنا إذن ليس أكثر من ثمرة لرغبة آثمة أو علاقة محرمة. فكل ممنوع مرغوب.
بعد صورة الحبيبة البعيدة نتحول إلى صورة أخرى من الصور التي يقدمها الشعر العربي عن المرأة. تلكم هي صورة الحبيبة التي تراسل أو تواعد محبوبها. و بما أن في الأمر اهتماما من طرف المرأة فإن شعورا بالغبطة و اللهفة واستعجال موعد اللقاء يغلب على أشعار الرجل. مثل أن يقول:
أطيب الطيبات قتل الأعادي واحتمال على ظهور الجياد
ورسـول يأتي بوعـد حبيب وحبيب يـأتـي بغـير ميـعــاد
أو أن يقول آخر:
يــا كتابـي إذا رآك حبيبـي فقبل الأرض و النعـال لديـــه
وتمهل ولا تكــن بعجــول إن روحي وراحتي بين يديــه
ثم تأتي بعد ذلك صور اللقيا و الوصال ونيل المراد، فبعد أن يكون الرجل قد تجشم ويلات الهوى يكلل سعيه بالنجاح في لقاء محتشم و سري مع الحبيبة. حينها يتحول الرجل إلى مفاتن الحبيبة و محاسنها يصفها ويتغنى بها. و قد تحدث انزلاقات فيتطور هذا الشعر إلى شعر فاحش. و كأن ذلك بمثابة تنفيس عميق عن مرض أو عقدة نفسية، بل و كأن هذا الشعر صرخة نصر يطلقها الرجل انتقاما من المرأة التي فرطت في نفسها وسلمته نفسها.
يقول شاعر عربي في وصف اللقاء:
إنني عجبت وكم في الحب من عجب فيه الهموم و فيه الوجد والكلف
أرى الطريق قريبــا حــيـن أسـلـكــه إلى الحبيب بعيدا حـين أنصـرف
ويقول آخر:
جاءت بلا موعـد في ظلمة الغسق كأنها البـدر فـي داج مـن الأفـــق
ويقول آخر في الوصال:
ونسينا الماضي يا سادتي وعفا الرحمان عمـا سلفــا
ما ألــذ العيش مـا أطيبــه لم يزدني الوصال إلا شغفا
ويقول آخر:
بدت لي في البستان بالحلل الأخضر مفككة الأزرار مـحـلولـة الشـعـر
فقلت لهـا مـا الاسـم قالت أنـا التــي كويت قلوب العاشقين على الجمر
ووصفت ثلاثة أخوات منظر اللقاء بالمعشوق فقلن:
الأولى:
عجبت أن زارني في النوم ضجيعي ولو زارني مستيقظا كان أعجبا
الثانية:
وما زارني في النوم إلا خياله فقلت له أهلا و سهلا ومرحبا
الثالثة:
بنفسي و أهلي من أرى كل ليلة ضجيعي ورياه من المسك أطيبا
ويقول شاعر عربي آخر:
ورب كبيرة ما حال بينــي وبيـن ركوبهـا إلا الحيــاء
وكان هو الدواء لها ولكن إذا ذهـب الحيـاء فــلا دواء
وأعتذر هنا إذ اقتصرت على نماذج معتدلة و أعرضت عن ذكر الفحش البالغ،وربما يكون لنا موعد ذات يوم مع هذا النوع من الشعر في ركن بلا رقيب.
بعد الحصول على الحبيبة ونيل المبتغى، تخبو جذوة الحب و تختفي صور العشق و الوله والهيام والصبابة لتحل محلها صور أخرى ملؤها التطير و التشاؤم بل وحتى الهجاء أحيانا. حيث تتحول المرأة بقدرة قادر إلى رمز الشرور ومكمن الضعف و العار والنقص باعتبارها الحلقة الأضعف في سلسلة القهر الاجتماعي و التراتبية الطبقية.
يقول شاعر:
لا تأمنن إلى النساء ولا تثق بعهودهن
فرضاؤهن وسخطهن معلق بفروجهن
ويقول آخر:
إن الأفاعي و إن لانت ملامسها تبدي انعطافا وتبدي السم قتالا
لاحظوا معي تشييء المرأة وتحويلها دون سبب ظاهر إلى مجرد وسيلة للمتعة الجنسية ولتمضية الوقت.انه إفراغ لكلمة المرأة لأبسط معانيها وأبعادها . لا عواطف ولا مشاعر إنها مجرد كائن من الدرجة الثانية وآلة للإنجاب.
يقول شاعر آخر:
في الليل عندك سرها وحديثها وغدا لغيرك ساقها والمعصم
كالخان تسكنه وتصبح راحلا فيحل بعدك فيه من لا تعلــــــم
ثم تكون الخاتمة هكذا:
إذا ذهب الحمار بأم عمـــــرو فلا رجعت ولا رجع الحمـــار
منقــــــــــــول