حقيقة الصوفية والتصوف

لعلمكم فاني لا افرق بين السلفي والصوفي لانهم بالنسبة لي واحد الا ان الاسم تغير , اما ان تغيرت فعالهم فهم عندي غير الذي كانو عليه وبالتالي هم مبتدعة ومتشددون وغلاة او منحرفون والله اعلم بعلمه
 
فاين انتم من ابن تيمية يا من لم تدعوا صفة قبيحة الا ووصفتمونا بها وكدتم تخرجوننا من دائرة الاسلام



فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وعلى ما اظن يا اخي الكريم فانت لا تفرق بين الصوفي والمدعي للتصوف عكس البعض الذي يعلم ان هناك السلفي الذي في افكاره ينتسب الى اهل السنة والجماعة ولا يخالفهم في اي امر وبين السلفي الذي يدعي اتباعه للسنة ويحل دم ذاك ويحرم دم ذاك , اخي العزيز اعود فأقول ان الصوفي الذي اتحدث عنه هو الصوفي الحقيقي الذي ياخد من الكتاب والسنة منهاجا له لا ذلك الذي ادعى انتسابه للصوفية او دس فيهم ليشوه صورتهم لكن الله متم نوره ولو كره المبغضون والسلام عليكم



الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


بدأت نبتة حسنة طيبة في مجملها، إلا أنها ما لبثت أن لبس عباءتها من ليس منها، وأدخل عليها من البدع العقدية والعملية ما لا تدين به، ومن هنا بإمكاننا القول من خلال النظر في خط سير الصوفية بأنها انحرفت كثيرا عن نهج أعلامها الأول، حتى وصل بها الأمر عند متأخري الصوفية إلى القول بنماذج من البدع بل ربما الإلحاد والشرك لا يقرها عقل ولا دين

معنى التصوف وأصل نسبته
تنازع العلماء في أصل هذه النسبة وإلى أي شيء تضاف فقيل : هي نسبة إلى أهل الصُفَّة ، وقيل : نسبة إلى الصفوة، وقيل : نسبة إلى الصف المقـدّم، وقيل : بل نسبة إلى صوفة بن بشر رجل عرف بالزهد في الجاهلية، قال الإمام ابن تيمية : " وكل هذا غلط ، وقيل - وهو المعروف - أنه نسبة إلى لبس الصوف ". ونفى القشيري صحة هذه النسبة أيضاً، وقال : إن القوم لم يعرفوا بلبس الصوف، وأيا كان أصل النسبة فإن اللفظ صار علما على طائفة بعينها، فاستغني بشهرته عن أصل نسبته.

منهج الصوفية المتقدمين :
امتاز منهج المتقدمين في الجملة بالتعويل على الكتاب والسنة، واعتبارهما مصدري التلقي والاستدلال الوحيدين، ويروى عنهم نصوص كثيرة في ذلك، فمن ذلك ما قاله أبو القاسم الجنيد :" مذهبنا هذا مقيد بالأصول الكتاب والسنة " وقال أيضا : " علمنا منوط بالكتاب والسنة من لم يحفظ الكتاب ويكتب الحديث ولم يتفقه لا يقتدى به " وقال أبو سليمان الداراني :" ربما تقع في نفسي النكتة من نكت القوم أياما فلا أقبلها إلا بشاهدين عدلين الكتاب والسنة "، وقال سهل بن عبدالله التستري :" مذهبنا مبني على ثلاثة أصول :" الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، في الأخلاق والأفعال، والأكل من الحلال، وإخلاص النية في جميع الأعمال ".

العقائد والأفكار
ربما بدأت الصوفية كمجموعة اتخذت الزهد شعارها، وتصفية القلوب دثارها، مع صحة الاعتقاد وسلامة العمل في الجملة، إلا أنه قد دخل في مسمى الصوفية فرق وطوائف متعددة، لم يكن الجامع بينها إلا التحلي بالزهد والاهتمام بأحوال القلوب سواء أكان على وجه الصدق أم كان على وجه الادعاء والتظاهر أمام الخلق، أما العقائد فقد تفرقت بهم السبل فيها، ولا سيما بين جيل الصوفية الأوائل من أمثال إبراهيم بن أدهم، والجنيد، وبشر الحافي، وبين المتأخرين من أمثال الحلاج وابن عربي والفارابي وابن سبعين وغيرهم، وعليه فمن الخطأ بمكان إطلاق الأحكام التعميمية على الصوفية بعامة، لاتحادهم في الاسم مع اختلافهم الجوهري في كثير من العقائد والأفكار، فالعبرة بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني
فمن عقائدهم:

1. القول بالحلول: وهي بدعة كفرية أخذها من أخذها عن كفار الهند، ومعناها عندهم أن الله حالٌّ في مخلوقاته فلا انفصال بين الخالق والمخلوق، وليس في الوجود إلا الله، وهذا ما يسمى بوحدة الوجود.

2. الغلو في الصالحين وفي مقدمتهم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، حيث يعتقد الغالون من الصوفية أن النبي صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون، وأن الخلق ما خلق إلا لأجله ومن نوره، ويقل منسوب الغلو عند بعضهم فيرى أن النبي صلى الله عليه وسلم بشراً رسولا، إلا أنهم يستغيثون به طالبين المدد والعون ولا يستغاث إلا بالله جل جلاله كاشف الضر ورافعه.

ومن أوجه الغلو عند الصوفية كذلك الغلو في صالحيهم، حتى وجد في بعضهم من يعبد شيخه فيسجد له ويدعوه، وربما قال بعضهم كل رزق لا يرزقنيه شيخي فلا أريده ونحو هذه الأقوال، وربما غلا بعضهم في نفسه واغتر بها، حتى روي عن بعضهم قوله: " خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله "، ويلقبون قادتهم ومعلميهم بالأقطاب والأوتاد، ويجعلون لهم تصريف الكون أرضه وسماءه، في منطق يجمع بين الجهل والسخف وقلة العقل والدين.

3. تقسيم الدين إلى شريعة تلزم العامة، وحقيقة تلزم الخاصة، فالشريعة هي ما يسمونه العلم الظاهر، والحقيقة هي ما يدعونه العلم الباطن، فالعلم الظاهر والذي يمثل الشريعة معلوم المصدر وهو الكتاب والسنة، أما علم الحقيقة، علم الباطن فهذا يدعي الصوفية أنهم يأخذونه عن الحي الذي لا يموت، فيقول أحدهم : حدثني قلبي عن ربي، وذهب بعضهم إلى القول بأنه يأخذ عن ملك الإلهام، كما تلقى الرسول صلى الله عليه وسلم علومه عن ملك الوحي، وزعم بعضهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو من يخبرهم بما يتوجب عليهم من عبادة وذكر، وأنهم يلتقون بالأنبياء ويسألونهم عن قصصهم، وقال آخر إذا طالبوني بعلم الورق، برزت عليهم بعلم الخرق.


4. بناؤهم العبادة على المحبة فقط، فلا يعبدون الله خوفا من ناره ولا طمعا في جنته، وقد قال بعض السلف:" من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ، ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري - أي من الخوارج - ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ ، ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد "
هذه بعض أفكار وعقائد بعض الصوفية ولا سيما المتأخرين منهم، وسوف نعقِّب على ما ذكرنا من عقائدهم بالنقد والتقويم في نهاية البحث، والله الموفق .

الطرق الصوفية :
1. التيجانية : وتنسب لأحمد بن محمد بن مختار التيجاني، ولد سنة 1150هـ بقرية بني تيجين من قرى البربر ، ومن مزاعمه أنه خاتم الأولياء فلا ولي بعده، وأنه الغوث الأكبر، وأن أرواح الأولياء منذ آدم إلى وقت ظهوره لا يأتيها الفتح والعلم الرباني إلا بواسطته، وأنه وأتباعه أول من يدخلون الجنة، وأن الله أعطاه ذكرا يسمى " صلاة الفاتح " وأن هذا الذكر يفضل كل ذكر على وجه الأرض ستين ألف مرة، وأن أتباعه يدخلون الجنة بلا عذاب ولا حساب مهما عملوا من المعاصي .

2. الشاذلية: وتنسب إلى أبي الحسن الهذلي الشاذلي نسبة إلى شاذلة ببلاد المغرب، قال الإمام الذهبي في ترجمته في العبر : " الشاذلي : أبو الحسن علي بن عبدالله بن عبدالجبار المغربي، الزاهد، شيخ الطائفة الشاذلية، سكن الإسكندرية وله عبارات في التصوف توهم، ويتكلف له في الاعتذار عنها، وعنه أخذ أبو العباس المرسي، توفي الشاذلي بصحراء عيذاب في أوائل ذي القعدة 656هـ " وتنتشر "الشاذلية" في كل من مصر وبلاد الشام، ويشتهرون بالذكر المفرد "الله، الله، الله" أو المضمر " هو هو " ولهم ورد يسمى الحزب الشاذلي.

3. السنوسية: حركة سلفية صوفية إصلاحية، تأثرت بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، فاهتمت بجانب تصحيح العقائد، والاهتمام بتزكية النفس وإصلاح القلوب، أسسها الشيخ محمد بن علي السنوسي 1202هـ وانتشر خيرها وعم نورها أرجاء عديدة من العالم الإسلامي، منها ليبيا ومصر والسودان والصومال والجزائر حتى وصلت إلى أرخبيل الملايو . وهذه الحركة أو الجماعة مثال للتصوف الإسلامي الصحيح الخالي من شوائب البدع والخرافات، من أشهر رجالاتها الشهيد البطل المجاهد أسد القيروان عمر المختار .

4. الختمية : طريقة صوفية أسسها محمد عثمان المرغني المحجوب ويلقب بالختم، أي خاتم الأولياء ولد سنة 1208هـ /1838م، وأول ما ظهرت الختمية بمكة والطائف، وانتشرت منهما إلى مصر والسودان وارتيريا، وتلتقي عقائدها مع كثير من عقائد فرق المتصوفة الآخرين كالغلو في النبي صلى الله عليه وسلم، والغلو في شيوخهم.

أعلام التصوف :
اشتهر طائفة من رجال التصوف بالزهد، ومراعاة أحوال القلوب، حتى أصبحوا مضرب المثل في ذلك، في حين لم يعرف البعض الآخر من التصوف سوى لبس الخرق والتظاهر بالمسكنة، فضلا عن خروج الكثير منهم عن السنة بكثرة ما أحدث من البدع في العقائد والعبادات، فليست الصوفية سواء وليس رجالها سواء، والبصير العاقل من لم يضع الجميع في سلة واحدة لاتحاد الاسم مع أن المعنى مختلف، وسوف نعرض لتراجم بعض أعلام التصوف وأغلبهم من أهل الاستقامة في الدين لئلا تنفر النفوس من التصوف بمعناه الحسن، فما أحوج القلوب اليوم في زمن الجفاف المادي إلى نسمات الروح وهبات الإيمان لتغتذي بها، وفي ذكر الصالحين نعم العون على ذلك، فمن أعلام التصوف:

1- أبو محمد رويم بن أحمدت 303هـ من أقواله : " إذا رزقك الله المقال والفعال، فأخذ منك المقال وأبقى عليك الفعال فإنها نعمة، وإذا أخذ منك الفعال وأبقى عليك المقال فإنها مصيبة، وإذا أخذ منك كليهما فهي نقمة "

2- أبو العباس أحمد بن محمد الآدمي ت 309هـ كان من كبار مشائخ الصوفية وعلمائهم، وكان من أقران الجنيد - رحمه الله - من أقواله: "من ألزم نفسه متابعة آداب الشريعة، نور الله قلبه بنور المعرفة، ولا مقام أشرف من مقام متابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم في أوامره وأفعاله وأخلاقه ".

3- أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم ت 161هـ كان من أبناء الملوك، فخرج عن حاله تلك وتصوف، حتى صار مقدما في الصوفية، من أقواله : " إني لأسمع النكتة من نكت القوم فلا أقبلها إلا بشاهدين من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ".

4- أبو الفوارس شاه بن شجاع الكرماني ( توفي قبل 300هـ ، كان من أولاد الملوك، وكان يقول: " من غض بصره عن المحارم، وأمسك نفسه عن الشهوات، وعمر باطنه بدوام المراقبة، وظاهره باتباع السنة، وعوّد نفسه أكل الحلال، لم تخطيء له فراسة "

5- أبو القاسم الجنيد بن محمد ت 297هـ: من أقواله : "الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى أثر الرسول عليه الصلاة والسلام ". وقال : " من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، لا يقتدي به في هذا الأمر لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة ".

6- ذو النون المصري أبو الفيض ثوبان بن إبراهيم المصري ت : 245هـ. من أقواله : "مدار الكلام على أربع : حب الجليل، وبغض القليل، واتباع التنزيل ، وخوف التحويل " . وقال : " من علامات المحب لله عز وجل متابعة حبيب الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وأفعاله وأوامره وسننه ".

7- أبو حفص عمر بن مسلمة الحداد ت 260هـ كان أحد أئمة الصوفية من أقواله : " المعاصي بريد الكفر كما أن الحمى بريد الموت " . وقال: " من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره فلا تعده في ديوان الرجال "

فهؤلاء - السالف ذكرهم - بعض أهل التصوف ممن كانت لهم أحوال صالحة، وأثنى عليهم علماء الإسلام، وسنثني بذكر بعض أعلام التصوف ممن عرفوا أو ذكروا ببعض العقائد الفاسدة :

8- أبي يزيد البسطامي، ت: 261هـ من أقواله الصالحة: " لو نظرتم إلى رجل أعطي الكرامات حتى يرتقي في الهواء فلا تغتروا به ، حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي، وحفظ الحدود، وأداء الشريعة " وقيل : "لم يخرج أبو يزيد من الدنيا حتى استظر القرآن كله ".

قال الإمام الذهبي في السير : " وجاء عنه أشياء مشكلة لا مساغ لها، الشأن في ثبوتها عنه، أو أنه قالها في حال الدهشة والسكر والغيبة والمحو فيطوى ولا يحتج بها، إذ ظاهرها إلحاد مثل : سبحاني، وما في الجبة إلا الله، ما النار ؟! لأستندن إليها غدا وأقول اجعلني فداء لأهلها وإلا بلعتها، ما الجنة ؟!! لعبة صبيان، ومراد أهل الدنيا . ما المحدِّثون ؟! إن خاطبهم رجل عن رجل، فقد خاطبنا القلب عن الرب، وقال في اليهود : ما هؤلاء ؟! هبهم لي أي شيء هؤلاء حتى تعذبهم "

9- الحسين بن منصور الحلاج : قال الإمام الذهبي في السير : " كان يصحح حاله - أي الحلاج - أبو العباس بن عطاء ومحمد بن خفيف وإبراهيم أبو القاسم النصر آباذي، وتبرأ منه سائر الصوفية والمشايخ والعلماء، .. ومنهم من نسبه إلى الحلول ومنهم من نسبه إلى الزندقة وإلى الشعبذة .. وقد تستر به طائفة من ذوي الضلال والانحلال وانتحلوه وروجوا به على الجهال نسأل الله العصمة في الدين " وأورد الإمام الذهبي وغيره في ترجمته حكايات عنه فيها شعبذة ومخاريق، واشتهر بالقول بوحدة الوجود وهي من أشنع البدع وأقبحها على الإطلاق.
 
آخر تعديل:
الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ويضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداعبده وخليله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديهم واتبع سنتهم إلى يوم الدين وبعد :
فإن الله جل وعلا أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدىوالنور وجعل حوله رجالاً آمنوا بالله وجاهدوا في سبيل الله وحملوا هذا النور الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبلغوه لعباد الله فكانوا خير القرون فيهذه الأمة كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن خير القرون القرن الذين بعث فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وفي حديث عمران بن حصين رضيالله عنهما يقول : « لا أدري أعدَّ بعد قرنه قرنين أو ثلاثة » ثم ذكر أوصاف من يأتون ،فخير هذه الأمة هم الجماعة الوسط المتمسكون بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في منهجهم وأعمالهم وتحصيل العلم وتعليمه والحكم على الآخرين يقتدون بسيدالبشر وقد شاهدوا أعماله وسمعوا أحكامه واهتدوا بهديه وبلغوا ذلك للناس فلهم منة على كل من جاء بعدهم ولرسول الله صلى الله عليه وسلم منة عليهم وعلى كل من جاءبعدهم فقد اخرج الله به أهل الإيمان إلى نور الهدى ومن رحمة الله جل وعلا بهذه الأمة أن يسر لها في فترتها الأولى من تلقوا العلم وكانوا أهل بيان وفصاحة و أهل لغة يعرفون مقاصد الكلام وما يدل عليه القرآن الذي نزل بلغتهم والسنة التي تكلم بهاأفصح العرب محمد صلى الله عليه وسلم فدونت أقوالهم وعرفت أحكامهم وتحدثوا عن ما قديلاقونه أو يلاقيه من بعدهم من الفتن وحرصوا على أن يكون الناس سائرين على منهج واضح جلي يأخذون بأقوال محمد صلى الله عليه وسلم في انه لم يؤمر بأن يفتش أو يطلع على ما في القلوب بل يكل الناس إلى ظواهرهم ويترك سرائرهم إلى علاّمِ السرائر جل وعلا ثم جاء بعد القرون المفضلة أو القرنين قرن الصحابة وقرن التابعين أناس يتجرءون في التضليل والتفسيق والتكفير فتصدى لهم حملة النور الإلهي وحفاظ السنة النبوية ورسم لنا المنهج منهج أهل السنة الجماعة انهم لا يحكمون على أحد إلا بعمله فمن عمل عملا يدل على كفر حكموا عليه بعمله وهناك أعمال تكون دائرة بين تكفير وتضليل فكل مادار الأمر بين حالين فإن أهل السنة والجماعة يحملونه على الأحوط و الإحتياط للذمةالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من قال لإنسان يا كافر وليس كذلك حار قول هذاالقائل إلى قائله ، ومن قال لأحد يا عدو الله وليس كذلك حار هذا القول إلى قائله فكان الصحابة و التابعون يحذرون من مثل هذا ولما قتل أسامة بن زيد رضي الله عنهماالرجل الذي كان يفتك بالمسلمين ثم لما أهوى إليه زيد رضي الله عنه قال لا إله إلاالله ...( ) فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم غضب قال :« كيف تفعل بلا إله إلا الله » قال: إنما قالها متعوذا قال:« هل شققت على قلبه » حتى قال أسامة وددت أنني لمأكن أسلمت إلا تلك الساعة ،أسامة ولد في الإسلام لآن أباه كان مولى لرسول الله صلىالله عليه وسلم وتبناه وسمي إبن محمد ثم صار مولى محمد لما حرم الله جل وعلا التبني فبين أن محمد ما كان أبا أحد من الناس وفي عصرنا هذا كثرت الأقوال والأقاويل وتحدث متحدثون وتجرأ متجرئون على أحكام الشريعة ما بين مُصدرٍ للأحكام دون ضابط و لاانضباط وما بين مستهتر لا يحمكه ميثاق ولا يصده صادٌّ ويأخذ بأن الإنسان لا يكفرمهما أتى بأعمال الكفر والمخرج من هذا ما كان عليه سلف هذه الأمة وما تمسك به أهل السنة والجماعة الذين هم الطائفة المنصورة كما في حديث افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاثوسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قال منهي قال من كان ما أنا عليه وأصحابي فكل من تمسك بالسنة وتقيد بأحكامها وانضبط بضوابطها و السنة تفسر القرآن وتبين ما قال .......( )وتبين عموماته إطلاقاته فمن تمسك بها فهو على منهج أهل السنة والجماعة.
من ارتكب أعمالا كفرية ولم يتحول عنها يحكم عليه بعمله ولذلك كان الصحابة يرون المتعمد لترك الصلاة كافر ،ويقول التابعون :ما كان أصحاب محمد صلىالله عليه وسلم يرون ترك شيء من العمل كفر إلا الصلاة لأن سواها قد يوجد له عذر هذاإذا كان الترك ترك العمل ،وأما إذا قال أن العمل الفلاني لا يجب أو ليس من الإسلام،فهذا يختلف لأن من أنكر جزئية من جزئيات هذا الدين الثابتة بالقرآن والسنة ثبوتاجلياً قوياً ،فأنكرها بعد بيانها له يكفر بذلك ،وأما إذا أولها بأي نوع من أنواعالتأويلات التي تحتملها لغة القرآن فهذا وإن عد مخالفا مخطئا لكنه لايكفر.
ومذهب أهل السنة والجماعة أنهم لا يكفرون أحد بذنب ،لا شك أن الذنوب لهاأثر على صلة الإنسان وربما على خاتمته ،فإن تكاثر الذنوب وتراكم السيئات قد يصدالإنسان عن أن يختم له بلا إله إلا الله لكن(.......) لا يحكم عليه بشيء من الدنوب،وغنما الذنوب تحت مشيئة الله جل وعلا ،الشيء الذي لا يعتذر عنه إلا بالتوبةالصادقة هو الشرك وما يؤول إليه ،لأن الله يقول :{ إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنيُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ}أما بقية الذنوب فكما في حديث أبي ذر رضي الله عنه ومحاورته النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأزمنة الحاضرة وحصول تضليلات كثيرة تزف إلى جماعات وأفراد أو إلى دول ،ينبغيللمسلم أن يحرص على أن يتعرف موقفه وأن يتثبت ويثبت على الحق لأن لا تزل به قدم والإنسان إذا زلّت به القدم لا يُدرى ولا يَدري هو ،هل ينتشل نفسه من تلك العثرة أويستمر هاويا في عثرته فالمرء يحتاج إلى أن يتعاهد نفسه بالإكثار من التوبة والإستغفار والإلحاح على الله جل وعلا بأن يحفظه ويثبته ،وأن يهديه لما اختلف فيه منالحق ، فإن الإنسان مهما كان ذا عزيمة وإرادة قوية وتحصيل الكلم إذا لم يحط بلطف مناللطيف الخبير فهو ضعيف كما في حديث أبي ذر القدسي الذي يقول الله جل وعلا فيه يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدك .
ولهذا شرع لنا أن نطلب الهداية من الله جل وعلا في مواقف خمسة فرضت علينا فرضاً في الصلوات الخمس ،أن نسأل ربنا الهداية لأن الإنسان ضعيف إلا بالله ،ضالٌ إلا أن هداه الله ،مظلوم إلا إننصره الله ،فالإنسان المسلم ينبغي له أن يتعاهد نفسه بالدعاء ليثبته الله ،فالواحد محتاج إلى ذلك دائما ولكن في هذه الأزمنة التي توالت أعاصير الفتن وتقابلت الشبهات وتكررت على الناس القوانع يحتاج كل أحد أن يلح بالالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى،لأنه لا عاصم من الله إلا من رحم الله جل وعلا ،رحمته قريب من أهل الإيمان وأهلالإحسان ،يتجمع كثير من الناس على تكفير الآخرين وإن رأوهم يصلون ويصومون ولا يعرفلهم ارتكاب مبطل من مبطلات الإسلام ولكن بتأويلات فاسدة وانجراف وراء أهواء الله أعلم ببواعثها و إرادات حامليها .
فإذا استعصم الإنسان بالكتاب والسنة وتعرف منهج سلف الأمة الصالحين واعتنى بذلك وأحسن الالتجاء إلى الله جل وعلا فهو حري بإذن الله أن ينجوا وإن كانت الأخطار كثيرة ،والنبي عليه الصلاة والسلام لما ذكر هذه الفتن المتوالية التي تأتي كقطع الليل المظلم ،أخبر « أن الرجل يمسي مسلما ويصبح كافرا ويصبح مسلما ويمسي كافراً ،يبيع دينه بعرض من الدنيا » من ينجو ؟ من استعصم بالله ،وألح على الله جل وعلا ،فكم من إنسان شهر عمه استقامة وثبات وعناية بالعبادة ثم زلت به القدم والله ذكر عن الرجل الذي أتاه الله آياته فانسلخ منها .فالإنسان لا يأمن بسبب ما عنده من علم أو بما يعيشه في اجتماع أو غير ذلك نبلينبغي أن يكون رجاءه وثقته وإلحاحه على ربه جل وعلا أن يثبته لأن الإنسان يبتلى بفتن كثيرة في بيته من جلسائه من أمور دنياه ،وربما عرضت له شبه فتردد وقد تزل به القدم أثناء تردده وقد حصل شيء من ذلك من بعض الناس في القرون المفضلة والمعصوم منعصمه الله .
وأنصح الإنسان طالب العلم أن يراجع كلام السلف ولاسيما الأئمة في القرن الأول والثاني والثالث ،والأفذاذ الذين جاءوا بعدهم والرجال المبَرِّزون فيعلمهم وثباتهم فإذا أحسن مراجعة لكلام العلماء المتقدمين ،كطبقة الأئمة في القرن الثاني والثالث ،وتلامذتهم وتحرى في ذلك وألَحَّ على الله أن يهديه لأن الإنسان قد تنغلق عليه بعض الأمور ولو كان واسع الإطلاع فإذا أنزل فاقته وفقره بالفعال لمايريد وحرص على معرفة الحق وتطلب دليله ،فهو حري أن يوفق لأنه من يتق الله يجعل له مخرجا
 
آخر تعديل:
الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ويضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده وخليله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديهم واتبع سنتهم إلى يوم الدين وبعد :
فإن الله جل وعلا أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى والنور وجعل حوله رجالاً آمنوا بالله وجاهدوا في سبيل الله وحملوا هذا النور الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبلغوه لعباد الله فكانوا خير القرون في هذه الأمة كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن خير القرون القرن الذين بعث فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وفي حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما يقول : « لا أدري أعدَّ بعد قرنه قرنين أو ثلاثة » ثم ذكر أوصاف من يأتون ،فخير هذه الأمة هم الجماعة الوسط المتمسكون بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في منهجهم وأعمالهم وتحصيل العلم وتعليمه والحكم على الآخرين يقتدون بسيد البشر وقد شاهدوا أعماله وسمعوا أحكامه واهتدوا بهديه وبلغوا ذلك للناس فلهم منة على كل من جاء بعدهم ولرسول الله صلى الله عليه وسلم منة عليهم وعلى كل من جاء بعدهم فقد اخرج الله به أهل الإيمان إلى نور الهدى ومن رحمة الله جل وعلا بهذه الأمة أن يسر لها في فترتها الأولى من تلقوا العلم وكانوا أهل بيان وفصاحة و أهل لغة يعرفون مقاصد الكلام وما يدل عليه القرآن الذي نزل بلغتهم والسنة التي تكلم بها أفصح العرب محمد صلى الله عليه وسلم فدونت أقوالهم وعرفت أحكامهم وتحدثوا عن ما قد يلاقونه أو يلاقيه من بعدهم من الفتن وحرصوا على أن يكون الناس سائرين على منهج واضح جلي يأخذون بأقوال محمد صلى الله عليه وسلم في انه لم يؤمر بأن يفتش أو يطلع على ما في القلوب بل يكل الناس إلى ظواهرهم ويترك سرائرهم إلى علاّمِ السرائر جل وعلا ثم جاء بعد القرون المفضلة أو القرنين قرن الصحابة وقرن التابعين أناس يتجرءون في التضليل والتفسيق والتكفير فتصدى لهم حملة النور الإلهي وحفاظ السنة النبوية ورسم لنا المنهج منهج أهل السنة الجماعة انهم لا يحكمون على أحد إلا بعمله فمن عمل عملا يدل على كفر حكموا عليه بعمله وهناك أعمال تكون دائرة بين تكفير وتضليل فكلما دار الأمر بين حالين فإن أهل السنة والجماعة يحملونه على الأحوط و الإحتياط للذمة النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من قال لإنسان يا كافر وليس كذلك حار قول هذا القائل إلى قائله ، ومن قال لأحد يا عدو الله وليس كذلك حار هذا القول إلى قائله فكان الصحابة و التابعون يحذرون من مثل هذا ولما قتل أسامة بن زيد رضي الله عنهما الرجل الذي كان يفتك بالمسلمين ثم لما أهوى إليه زيد رضي الله عنه قال لا إله إلا الله ...( ) فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم غضب قال :« كيف تفعل بلا إله إلا الله » قال: إنما قالها متعوذا قال:« هل شققت على قلبه »( ) حتى قال أسامة وددت أنني لم أكن أسلمت إلا تلك الساعة ،أسامة ولد في الإسلام لآن أباه كان مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتبناه وسمي إبن محمد ثم صار مولى محمد لما حرم الله جل وعلا التبني فبين أن محمد ما كان أبا أحد من الناس وفي عصرنا هذا كثرت الأقوال والأقاويل وتحدث متحدثون وتجرأ متجرئون على أحكام الشريعة ما بين مُصدرٍ للأحكام دون ضابط و لا انضباط وما بين مستهتر لا يحمكه ميثاق ولا يصده صادٌّ ويأخذ بأن الإنسان لا يكفر مهما أتى بأعمال الكفر والمخرج من هذا ما كان عليه سلف هذه الأمة وما تمسك به أهل السنة والجماعة الذين هم الطائفة المنصورة كما في حديث افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قال منهي قال من كان ما أنا عليه وأصحابي فكل من تمسك بالسنة وتقيد بأحكامها وانضبط بضوابطها و السنة تفسر القرآن وتبين ما قال .......( )وتبين عموماته إطلاقاته فمن تمسك بها فهو على منهج أهل السنة والجماعة.
من ارتكب أعمالا كفرية ولم يتحول عنها يحكم عليه بعمله ولذلك كان الصحابة يرون المتعمد لترك الصلاة كافر ،ويقول التابعون :ما كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يرون ترك شيء من العمل كفر إلا الصلاة لأن سواها قد يوجد له عذر هذا إذا كان الترك ترك العمل ،وأما إذا قال أن العمل الفلاني لا يجب أو ليس من الإسلام ،فهذا يختلف لأن من أنكر جزئية من جزئيات هذا الدين الثابتة بالقرآن والسنة ثبوتا جلياً قوياً ،فأنكرها بعد بيانها له يكفر بذلك ،وأما إذا أولها بأي نوع من أنواع التأويلات التي تحتملها لغة القرآن فهذا وإن عد مخالفا مخطئا لكنه لا يكفر.
ومذهب أهل السنة والجماعة أنهم لا يكفرون أحد بذنب ،لا شك أن الذنوب لها أثر على صلة الإنسان وربما على خاتمته ،فإن تكاثر الذنوب وتراكم السيئات قد يصد الإنسان عن أن يختم له بلا إله إلا الله لكن(.......) لا يحكم عليه بشيء من الدنوب ،وغنما الذنوب تحت مشيئة الله جل وعلا ،الشيء الذي لا يعتذر عنه إلا بالتوبة الصادقة هو الشرك وما يؤول إليه ،لأن الله يقول :{ إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ}أما بقية الذنوب فكما في حديث أبي ذر رضي الله عنه ومحاورته النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأزمنة الحاضرة وحصول تضليلات كثيرة تزف إلى جماعات وأفراد أو إلى دول ،ينبغي للمسلم أن يحرص على أن يتعرف موقفه وأن يتثبت ويثبت على الحق لأن لا تزل به قدم والإنسان إذا زلّت به القدم لا يُدرى ولا يَدري هو ،هل ينتشل نفسه من تلك العثرة أو يستمر هاويا في عثرته فالمرء يحتاج إلى أن يتعاهد نفسه بالإكثار من التوبة و الإستغفار والإلحاح على الله جل وعلا بأن يحفظه ويثبته ،وأن يهديه لما اختلف فيه من الحق ، فإن الإنسان مهما كان ذا عزيمة وإرادة قوية وتحصيل الكلم إذا لم يحط بلطف من اللطيف الخبير فهو ضعيف كما في حديث أبي ذر القدسي الذي يقول الله جل وعلا فيه يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدك .
ولهذا شرع لنا أن نطلب الهداية من الله جل وعلا في مواقف خمسة فرضت علينا فرضاً في الصلوات الخمس ،أن نسأل ربنا الهداية لأن الإنسان ضعيف إلا بالله ،ضالٌ إلا أن هداه الله ،مظلوم إلا إن نصره الله ،فالإنسان المسلم ينبغي له أن يتعاهد نفسه بالدعاء ليثبته الله ،فالواحد محتاج إلى ذلك دائما ولكن في هذه الأزمنة التي توالت أعاصير الفتن وتقابلت الشبهات وتكررت على الناس القوانع يحتاج كل أحد أن يلح بالالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى ،لأنه لا عاصم من الله إلا من رحم الله جل وعلا ،رحمته قريب من أهل الإيمان وأهل الإحسان ،يتجمع كثير من الناس على تكفير الآخرين وإن رأوهم يصلون ويصومون ولا يعرف لهم ارتكاب مبطل من مبطلات الإسلام ولكن بتأويلات فاسدة وانجراف وراء أهواء الله أعلم ببواعثها و إرادات حامليها .
فإذا استعصم الإنسان بالكتاب والسنة وتعرف منهج سلف الأمة الصالحين واعتنى بذلك وأحسن الالتجاء إلى الله جل وعلا فهو حري بإذن الله أن ينجوا وإن كانت الأخطار كثيرة ،والنبي عليه الصلاة والسلام لما ذكر هذه الفتن المتوالية التي تأتي كقطع الليل المظلم ،أخبر « أن الرجل يمسي مسلما ويصبح كافرا ويصبح مسلما ويمسي كافراً ،يبيع دينه بعرض من الدنيا » من ينجو ؟ من استعصم بالله ،وألح على الله جل وعلا ،فكم من إنسان شهر عمه استقامة وثبات وعناية بالعبادة ثم زلت به القدم والله ذكر عن الرجل الذي أتاه الله آياته فانسلخ منها .فالإنسان لا يأمن بسبب ما عنده من علم أو بما يعيشه في اجتماع أو غير ذلك نبل ينبغي أن يكون رجاءه وثقته وإلحاحه على ربه جل وعلا أن يثبته لأن الإنسان يبتلى بفتن كثيرة في بيته من جلسائه من أمور دنياه ،وربما عرضت له شبه فتردد وقد تزل به القدم أثناء تردده وقد حصل شيء من ذلك من بعض الناس في القرون المفضلة والمعصوم من عصمه الله .
وأنصح الإنسان طالب العلم أن يراجع كلام السلف ولاسيما الأئمة في القرن الأول والثاني والثالث ،والأفذاذ الذين جاءوا بعدهم والرجال المبَرِّزون في علمهم وثباتهم فإذا أحسن مراجعة لكلام العلماء المتقدمين ،كطبقة الأئمة في القرن الثاني والثالث ،وتلامذتهم وتحرى في ذلك وألَحَّ على الله أن يهديه لأن الإنسان قد تنغلق عليه بعض الأمور ولو كان واسع الإطلاع فإذا أنزل فاقته وفقره بالفعال لما يريد وحرص على معرفة الحق وتطلب دليله ،فهو حري أن يوفق لأنه من يتق الله يجعل له مخرجا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top