سراي علي
:: عضو مثابر ::
حياكم الله ...
قرات هذه الكلمات فوجدتني أشعر بانني في حاجة الى لحظة صمت طويلة اجلالا لصرخة طلقة مؤمنة موؤودة بقرار عربي ... وتآمر صليبي عالمي ...
فتحية لصاحب هذه الكلمات فقد أشفى ما في صدري .. ولم أشأ ان استاثر بلحظة الصمت هذي دون إخواني .. فاحببت ان تكون فاتحة عودة طيبة الى مردجات المنتدى من جديد لنستفيد مما نقرؤه بين اقسامه المباركة ..
***
أعيرُونَا مَدَافعَكُم
** ــــــــــــــــــــــــــــــ **
أعيرُونَا مَدَافعَكُم ليَومٍ ..
لا مَدَامِعَكمْ ..
أعيرُونَا وظَلُّوا في مَوَاقِعكُمْ ..
بَني الإسْلامِ .. مَازَالتْ مَواجعُنا مَوَاجِعكُمْ
إذا مَا أغْرَقَ الطُوفَانُ شَارعَنا
سَيَغرَقُ منْه شَارعُكُمْ
يَشَقُّ صُرَاخُنا الآفَاقَ من وَجَعٍ
فَأينَ تُرَى مَسَامعكُمْ ..؟
ألَسْنَا إخْوَةً في الدّينِ .. قدْ كُنَّا ..
ومَازلنَا ..
فهلْ هُنتُمْ .. وهلْ هُنَّا ..؟
أنَصرُخُ نَحنُ من ألَمٍ .. ويَصْرُخُ بعْضُكُمْ ضُعْنَا ..؟
أيُسعدُكمْ إذا جُعنَا ..؟
ومَا مَعنى بأنَّ - قُلُوبَكُمْ مَعَنا - ..؟
لَنَا نَسَبٌ بكُمْ – والله – فوقَ حُدودِ هَذي الأرضِ يَرفَعُنَا
وإنَّ لَكُمْ بنَا رَحمًا .. أنَقْطَعُها وتَقْطَعُنا ..؟
مَعَاذ الله ..إنَّ خَلائقَ الإسْلامِ تَمْنَعُكمْ وتَمْنَعُنا
ألَسْنَا بَني الإسلامِ إخْوَتُكمْ
أليسَ مظلةَ التَوحيدِ تَجْمَعُنا ..؟
أعيروُنَا مَدافعَكمْ ..
رَأينا الدّمعَ لا يُشْفي لَنَا صَدراً
ولا يُبري لَنَا جُرْحا ..
أعيرُونَا رَصَاصًا يَخرقُ الأجْسَامَ ..
لا نَحْتَاجُ لا رُزًا ولا قَمْحًا
تَعيشُ خيَامُنَا الأيّامَ .. لا تَقْتَاتُ إلاّ الخُبْزَ والملْحَا
فَليسَ الجُوعُ يُرهبُنَا
ألا مَرْحَى له مَرْحَى .
بكَفٍّ منْ عَتيقِ التَّمرِ نَدفَعُه
ونَكْبحُ شَرّهُ كَبحَا
أعيروُنَا وكُفُّوا عنْ بَغيضِ النُّصْحِ بالتَّسْليم
نَمْقتُ ذلكَ الـنُّصْحَا
أعيرُونَا ولو شِبْرًا نَـمُرُّ عليه للأقْصى
أتَـنْتظرونَ أنْ يـُمْحَى وُجودُ المسجدِ الأقصَى ..
وَأنْ نُـــمْحــَى
أعيرُونَا وخَلُّوا الشَّجْبَ واسْتَحيُوا
سَئمْنَا الشَّجْبَ والردْحَا
أخي في الله أخْبِرْني .. متَى تَغْضبْ ..؟ ؟! ..
إذا انْتُهكَتْ مَحَارمُنا ..
إذا نُسفَتْ مَعَالِـمُنَا ..ولـمْ تَغْضَبْ ..
إذا قُتلَتْ شَهَامَتُـنَا..
إذا دِيْسَتْ كَرَامَتُنا ..
إذا قَامَتْ قيَامَتُنا ولـمْ تَغْضَبْ
فأخْبرني مَتى تَغضبْ .. ؟! ..
إذا نُهبَتْ مَواردُنَا
إذا نكبَتْ معاهدُنَا
إذات هُدمَتْ مَسَاجدُنَا
وظلَّ الـمسجدُ الأقصَى ..وظلّتْ قُدسُنَا تُغْصَبْ ..
ولَـمْ تَغْضبْ
فأخْبرني مـَتى تَغضَبْ
إذا لـمْ يُحيي فيكَ الثَّأرُ ما نَلقَى
فلا تَتْعَبْ
فلَستَ لَنَا .. ولا منَّا ..ولَستَ لعَالـمِ الإنسَانِ مَنْسُوبا
فَعشْ أرنَبْ
ومُتْ أرنَبْ
ألـمْ يُحزنكَ ما تَلقَاهُ أُمَتُنَا منَ الذلِّ
ألَـمْ يخجلكَ ما تَجنيهِ منْ مُستَنقعِ الـحَلِّ
وما تَلقَاهُ منْ دّوّامةِ الإرهَابِ والقَتلِ
ألـمْ يُغضبكَ هذا الـواقعُ الـمَعجُونُ بالهَولِ
وتَغضبُ عندَ نقصِ الـملحِ في الأكلِ .. !!
أخي في الله ..
قدْ فَتَكتْ بنَا العلَلُ
ولكنْ صرْخَةُ التكبيرِ .. تشفي هذه العِلَلاَ
فاصْغِ لها تُجَلجلُ في نـواحي الأرضِ
ما تَركتْ بها سَهلاً ولا جَبَلاَ
تَجُوزُ حُدُودُنا عَجَلاَ
وتَعْبُرُ عُنوةً دُولاً
تَقضُّ مضَاجعَ الغَافينَ ..تَحرقُ أعيُنَ الـجُهَلاَ
فَلا نَامَتْ عُيُونُ الجُبنِ والدُخَلاءِ والعُمَلا
عَدوّي أو عَدُوّكَ يَهتكُ الأعرَاضَ
يَعبَثُ في دَمي لَعبَا ..
وأنتَ تُراقبُ الـمَلْعبْ
إذا لله ، والحُرُماتِ ، والإسلامِ لـمْ تَغْضبْ
فأخبرني .. متى تَغْضبْ .. ؟!
رَأيتَ هُنَاكَ أهْوالا
رَأيتَ الدَّمَ شَلاّلا
عَجائزُ شَيَّعتْ للمَوتِ أطْفالا
رَأيتَ القَهرَ ألوانا وأشْكَالا
ولـمْ تَغْضبْ ..
فأخبرني .. متى تَغْضبْ .. ؟!
وتَجلسُ كالدُّمَى الخَرْسَاء
بَطْنُكَ يَـمْلأُ الـمَكْتبْ ..
تَبيتُ تُقَدّسُ الأرقَامَ .. كالأصْنَامِ فوقَ مَلفها تنكبْ
رَأيتَ الـمَوتَ فوق رُؤُوسنَا ينصبْ
ولـَمْ تَغضَبْ ..
فَصارحني بلا خَجَلٍ ..
لأيةِ أمّةٍ تُنْسَبْ .. ؟
***
توقيع / د عبد الغنى التميمى