56 سنة من الكفاح.. من يخاف اليوم حزب الشعب الجزائري؟

N@riM@N

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
22 جوان 2009
المشاركات
1,595
نقاط التفاعل
12
النقاط
77
العمر
31
استقلال الجزائر هدف لم يكن يؤمن به سوى حزب الشعب الجزائري، سليل نجم شمال افريقية، الذي واصل الكفاح في سبيل أهدافه، من خلال حركة انتصار الحريات الديمقراطية، ثم جبهة التحرير الوطني والحركة الوطنية الجزائرية.

هذه حقيقة وواقع لا يختلف حوله عاقلان، أما باقي مكونات الحركة الوطنية، من لبراليي فرحات عباس والحزب الشيوعي الجزائري وجمعية العلماء المسلمين، وبرغم مساهماتهم في تطور الوعي والدفاع عن مصالح الشعب الجزائري الروحية والمادية، فإنها لم تؤمن أبدا باستقلال الجزائر على فرنسا وكانت تناضل من اجل إصلاحات داخل السيادة الفرنسية وطالبت بإلحاق الجزائر بفرنسا في جوان 1936 من خلال المؤتمر الإسلامي، ما أثار حفيظة مصالي الحاج، الذي قرر دخول الجزائر، وتنظيم نجم شمال افريقية في الداخل، وواجه أنصار المؤتمر الإسلامي في اجتماع تاريخي شعبي يوم 2 أوت .1936

عندما سئل المرحوم محمد بوضياف، بعد عودته من المنفى، ليرأس البلاد، رد على صحفية أوروبية أرادت أن تعرف اذا كانت الثورة الجزائرية استلهمت قوتها ومبادئها من ثورة 1789 الفرنسية، ام من الثورة البلشفية، قائلا: "لا الثورة الفرنسية ولا الروسية.. الثورة الجزائرية بدأت عندما رفع مصالي الحاج حفنة تراب وصاح هذه الارض ليست للبيع يوم 2 أوت .''1936 شهرين بعد إقدام الجبهة الشعبية على حل نجم شمال افريقية، يوم 26 جانفي ,1937 أسس مصالي الحاج رفقة مجموعة من المناضلين "حزب الشعب الجزائري"، بمدينة نانطير الفرنسية، وخطب يومها امام 400 مناضل قائلا..

اإخواني الأعزاء.. لقد ذهبت اليوم 11 مارس 1937 مع أخي فيلالي مبارك، وقدمنا ملفا إلى محافظة شرطة باريس، للتصريح بتأسيس حزب الشعب الجزائري، وهذا حدث عظيم، سيكون له بدون شك تأثير كبير في الجزائر. لقد ولد اليوم صبي أضعه في حماية الله واضعه في حماية الوطنيين الجزائريين. إخواني الأعزاء.. افعلوا كل ما في وسعكم ليكبر الصبي ويتطور في أحسن الظروف الممكنة، واحرصوا على أن يكون ميلاده وتطوره محققا لكل الأهداف التي ولد من أجلها، وليحمه الله، وليكن رسول استقلال الجزائر".

وبعد خطابه بملعب بلكور، تعرض مصالي الحاج إلى حملة تشهير من طرف الشيوعيين والاصلاحيين والعلماء، ونعت بكل أنواع النعوت البذيئة: من المغامر، المجنون، الناكر لفضل فرنسا، إلى الانفصالي وأحيانا المتطرف الديني.. ومرات: الملحد الشيوعي، وأخرى: السكير، زوج الفرنسية. نجم شمال افريقية، كجمعية طالبت باستقلال الجزائر وتونس ومراكش حافظت على مبادئها المغاربية، لتكرس عن طريق حزب الشعب الجزائري هدف استقلال الجزائر. وان كانت حكومة الجبهة الشعبية "اليسار الاستعماري" أخذت قرار حل النجم، فإن هذا الحظر تم بموافقة حلفاء الجبهة بالمؤتمر الإسلامي، والذين دعموا بكل قواهم مشروع بلوم فيوليت الاصلاحي.

وفي اجتماع للمؤتمر بإحدى قاعات العاصمة، أواخر سنة 1936، تم الافتتاح بإنشاد "لا مارسييز"، وحين حاول وطنيون إنشاد النشيد الوطني الجزائري "فداء القضية"، أخرجتهم الشرطة من القاعة بطلب من مكتب المؤتمر الإسلامي.

وبعد دورات واجتماعات تحسيسية داخل الوطن، ألقي القبض على مصالي الحاج من طرف الشرطة يوم 27 أوت 1937، ولم يغادره حتي 1946، حيث تنقل بين سجون سركاجي، "بربروس"، الحراش، وهران، قسنطينة وسجون مدن جنوب فرنسا، فعرف المنفى والإقامة الجبرية بعين صالح، قصر الشلالة، برازافيل.. وبقي على هذه الحال حتي عام .1962

بقيت أطراف الحركة الوطنية الاصلاحية تطارد وهم مشروع بلوم فيوليت دون أن ترى مطالبها المتواضعة تتجسد، وتم حل حزب الشعب الجزائري سنة 1939، لكنه بقي ينشط في السرية، ولم يقبل حزب مصالي الحاج الإصلاحات التي اقترحها ديغول في مارس 1944، وهي شبيهة بمشروع فيوليت، لكنه تحالف مع فرحات عباس وجمعية العلماء في اطار حركة أحباب البيان والحرية، وهي الحركة التي كانت قاعدتها قوية، انخرط فيها مناضلي حزب الشعب المحل بقوة، وانتهت بمظاهرات 8 ماي 1945، التي قمعت بوحشية من طرف الجيوش الفرنسية، في سطيف وخراطة وقالمة، حيث طالب المتظاهرون بالحرية لمصالي الحاج والجزائر.

وكان قمع المظاهرات في ماي 1954 قد أرعب الاصلاحيين، ووضع حدا لتحالف أحباب البيان والحرية، الذين تخلوا عن مطالبهم الوطنية، كما أعلنوها في اطار أحباب البيان والحرية ليطالبوا ببرلمان داخل السيادة الفرنسية.

اما حزب الشعب الجزائري، الذي لم يتراجع عن مبدأ الاستقلال في أحلك الظروف، فقد أسس سنة 1946 تحت رئاسة مصالي الحاج "الحركة من اجل انتصار الحريات الديمقراطية" كواجهة قانونية انتخابية، مع المحافظة على حزب الشعب في السرية، ليتم في السنة الموالية خلال المؤتمر الأول لـ"ح.ا.ح.د" تأسيس المنظمة شبه العسكرية "أوس"، التي أوكلت إليها مهمة التحضير للعمل المسلح.

ورفض حزب الشعب السري، عن طريق منتخبيه في المجلس الوطني، قانون الجزائر لعام ,1947 وكان خطاب الدكتور لمين دباغين لوضح للمجلس مبادئ حزب الشعب وارتباطه مع الشعب الجزائري بالاستقلال التام، حيث قال لممثلي الشعب الفرنسي والحكومة..

ا الشعب الجزائري ضحى بما فيه الكفاية خلال الحربية الكونيتين الأخيرتين، وله الحق في أن يطالب لنفسه بإقرار وتطبيق هذه الديمقراطية التي ساهم في بنائها في العالم. فلنعط الشعب الجزائري الكلمة، ولنسمح بانتخاب جمعية تأسيسية بالاقتراع العام كما سمح بهذا للهند من طرف الإنجليز، وسنرى رأي الشعب الجزائري في النظام الذي يريد أن يعيش فيه ويسيـّر به أموره، وكذا طبيعة العلاقات التي يريد أن تكون له مع فرنسا ومع الآخرين، وإذا عبر الشعب عن إرادته في الاستقلال، فيجب أن نقر له بذلك إن كنا ديمقراطيين" فعلا مواقف مصالي الحاج ونجم شمال افريقية وجبهة التحرير الوطني والحركة الوطنية الجزائرية لخصها لمين دباغين قبل الاستقلال ب15 سنة في جمل من خطابه"أن الجزائر لا تعترف بالوضع الذي خلقه الاحتلال عام 1830 وأن الجزائر ليست فرنسية، وأنها لم تكن يوما فرنسية، ولا تعترف لفرنسا أن تضع لها قانونا مهما كان".

بعد حل المنظمة الخاصة، والمصاعب الناتجة عن القمع والمطاردة وسجن مصالي الحاج ونفيه، انقسمت حركة انتصار الحريات الديمقراطية في، 1954 وأطلقت مجموعة من قدماء المنظمة الخاصة جبهة التحرير الوطني، كما أطلق مصالي في 5 ديسمبر الحركة الوطنية الجزائرية.

الحزبان يؤمنان بالمبادئ نفسها، وبالكفاح المسلح ضد الاستعمار، لكن اقتتالا رعته الأجهزة الفرنسية أدى إلى إراقة دماء بين الاخوة الوطنيين منذ 1956 في الجزائر وفرنسا.

مصالي والحركة الوطنية.. الذي كانت له ايضا مجموعات مقاتلة خلال الثورة التحريرية، ونشاط دبلوماسي واسع، مازال يثقل عليه حتى اليوم تعتيم كبير، لم يدخل في محاولة تكسير مطالب الأفالان بالاستقلال، برفضه ضمه إلى مفاوضات إيفيان ووقف ضد مشاريع التقسيم وفصل الصحراء.

في الفاتح من جويلية 1962، عندما كان الشعب الجزائر يصوت في استفتاء تقرير المصير، أسس مصالي الحاج مرة أخرى حزب الشعب الجزائري، بهدف تحسين الاستقلال الوطني عن طريق نظام ديمقراطي ومجلس تأسيسي يضمن التعددية الحزبية والحريات النقابية وحرية الصحافة،، لكن مناضلي حزب الشعب ومسؤوليه على غرار مولاي مرباح، الذين دخلوا البلاد سنة 62 للاحتفال بالذكرى الأولى لثورة نوفمبر المباركة، تعرضوا للاعتقال والتعذيب، وطبقت عليهم ممارسات لا انسانية عانوا منها كثيرا خلال نضالهم ضد المستعمر، وبقي حزب الشعب ممنوعا مثل باقي الأحزاب. ورغم دخول الجزائر مرحلة التعددية، بعد إقرار دستور 1989، إلا أن حزب الشعب الجزائري لم يظفر باعتماد حتى اليوم، رغم أن برنامجه وطني وبناء.

تاريخ الحركة الوطنية كتب بطريقة مغلوطة، وبتوجيهات مصلحية سياسوية ضيقة، والسؤال المطروح اليوم: من.. ولماذا يخاف حزب الشعب الجزائري

أوبترون منتصر


الصوة / وفد قادة الحركة الوطنية المعتدلين في باريس جوان ..1936بن جلول فرحات عباس والدكتور سيدقارة الذي ترأس لجنة الإنقاذ في 1958 أسسه مصالي الحاج في 11مارس 1937
**منقول**

 
العودة
Top