اللغة العربية بين التطور و الاندثار ***خاص بالمنافسة***

ابن الجزائر العميقة

:: عضو منتسِب ::
إنضم
21 أوت 2010
المشاركات
29
نقاط التفاعل
0
نقاط الجوائز
1
آخر نشاط
لقد عرفت القرون الوسطى حركة ترجمة غير عادية من اللغة العربية إلى مختلف اللغات الأوربية و قد كانت البداية أثناء الحروب الصليبية نظرا للاحتكاك المباشر بين العرب و الأوربيين و ما وقف عليه الأوربيون من تطور حضاري، ثقافي ، فكري و علمي لدى العرب، هذه الحركة أتت أكلا مختلفا ألوانه فما لبثت العلوم أن تتخمر في أوربا حتى فجرت ثورة صناعية أولى جعلت من أوربا مركز ثقل الأرض العلمي و الثقافي. آنذاك كانت الفكرة الهدامة عند الأتراك و هي عدم الأخذ بعلوم الكفار سببا في دخول المجتمعات الإسلامية نفقا أظن ما زلنا فيه حتى اليوم و بغض النظر عما كان و ما يحدث، فإنه بملاحظة متأنية للأحداث التاريخية ندرك تمام الإدراك أن الحال انعكس في أوربا التي انغمست في عصر الظلمات بعد أفول نجم الإغريق، انتفضت و فجرت ثورة صناعية أدخلتها عصر الأنوار، عصر لا بد من الوقوف عنده طويلا لإدراك أن ما وصل إليه الأوربيون جذوره تعود إلينا، فبدون ابن خلدون ما كان ليكون أوغست كومت، و بدون الخوارزمي ما كان ليكون علماء الرياضيات في الغرب و في كل المجالات من الطب و ابن سينا إلى الفنون و زرياب،

و لا شك أن نهضة أوربا و تطورها في شتى المجالات، يجعلنا نفكر في الكثير من الأمور، إن لم نقل التفكير في أمر واحد هو كيف نستعيد مجدنا التليد و نعيد أنفسنا إلى واجهة العالم بالإيجابية و ليس بالسلبية كما نحن عليه اليوم، صدقا إن التفكير في هذا الموضوع يجعلني اطرح مجموعة لا متناهية من الإشكاليات و أختار لها العديد من الفرضيات التي أحيانا أراها مناسبة و أحيانا لا، ففي الأول و الآخر ما نحن إلا بشر و كمال الفكر أمر لا يمكن سوى القول أنه من النادر الحدوث.

غير أن وسط هاته الإشكاليات تطل واحدة برأسها للتصدر كل هاته الإشكاليات لأهمية موضوعها و الأثر المنعكس عنها، فأوربا في عصرها الإقطاعي كانت غارقة في عصر من الظلمات و كان الملوك الأوربيون يطلبون علوم و علماء المشرق و الأندلس لما يملكه هؤلاء من علم و معرفة و بعد نظر في العلوم و المعارف، حتى أن الأوربيون ذاتهم آمنوا بفكرة أن اللغة اللاتينية لا يمكنها استيعاب هذا التطور الحديث فما كان منهم إلا تطوير لغاتهم القومية فظهرت الفرنسية و الإيطالية و الإسبانية و غيرها من اللغات الأوربية مواكبة للتطور الحاصل و الناتج عن الحركة الترجمية التي شهدها الغرب، فما كان إلا أن أصبحت هاته اللغات لغات عالمية و لها في كل مجال مصطلحات خاصة و هي في تطور مستمر، فنأخذ مثلا اللغة الفرنسية فالأكاديمية الفرنسية كل سنة تضيف ما يقارب 300 كلمة في قاموسها السنوي هذا و إن دل على شيء فإنه يدل على امتداد هاته اللغة، و مثيلاتها من اللغات الأخرى كثيرة كالألمانية و الإنجليزية ... إلخ. كما لا يمكن القول أن اللغة اللاتينية بقيت منتشرة كما كانت عليه في القرون الوسطى.

لنسقط هذه المعطيات على واقعنا، اليوم كثير منا ينزعج لمجرد استعمال جهاز حاسوب باللغة العربية، كل العلوم التطبيقية و النظرية في جامعاتنا تدرس باللغة الفرنسية و الإنجليزية بدرجة أقل، و إذا سألت طلاب الطب عن إمكانية دراسة الطب بالعربية فأنك ستجد عدد غير منتهيا من المتهكمين و المستهزئين و كأن العيب في اللغة، من هذا الواقع و بنظرة إجمالية لشخص غير عارف باللغة العربية يجزم بأن اللغة تمر على نفس خط سير اللغة اللاتينية و أنها آيلة لا محالة إلى الانكماش على نفسها إن لم نقل الزوال. أمر مخيف عندما نفكر فيه، و لكن للأسف فإن تفكيرنا لا يتعدى التفكير في اندثارها، و لا يتجاوز إطلاقا فكرة ما هو الحل، فلا أحد فينا سأل نفسه أو غيره ما هو الحل لمعضلة اللغة العربية.

حقا إن من يقول أن اللغة العربية بخير في أيامنا فهو إما أعمى البصيرة أو يحاول ذر الرماد في العيون، فالأمر ظاهر للعيان لا غبار عليه "لغتنا العربية تحتضر"، أمر مخيف و مصاب جلل، لغة كرمها الله بالقرآن تعاني التهميش و ممن؟ من أناس كرمهم الله بالإسلام، لكنه القرآن و ما أدراك ما القرآن كلام المولى عز و جل و معجزة نبيه، فمن هذا الباب يمكن الجزم أن العربية باقية ما بقي البشر على الأرض و بمعنى آخر إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.

و لكن هل نقتصر لغتنا التي تربينا عليها على العلوم الدينية و نترك المجال مفتوحا لشتى العلوم الأخرى في العلوم التطبيقية و النظرية للغات الأجنبية و تصبح العربية لغة تدرس في المساجد و الزوايا. إذن تصبح كاللاتينية التي مازالت تدرس في الفاتيكان لقراءة النصوص القديمة، من رأيي و أنا العبد الضعيف لخالقه أن العربية تمتلك في مقوماتها القدرة على التطور و مسايرة العلوم الحديثة، قد يتسائل البعض كيف ذاك و العربية متخلفة كتخلف العرب أو أكثر، كيف ذاك و الفرق بين العرب و أوربا بعيد بعد السماء عن الأرض، لهؤلاء أقول من كان يقول أوربا يمكنها أن تتقدم يوم غرقت في أوهام الكنيسة من كان يظن أن بعد الإزدهار الذي عرفته بغداد أن تؤول إلى دمار على يد المغول، أنا هنا أقول لكل هؤلاء اقرأو سيرة حياة ليوناردو دافنشي هذا الرجل الذي أبدع في شتى مجالات العلوم و الفنون درس في بجاية و طبعا من غير المعقول أن يدرس باللغة الإيطالية في بجاية، و لكن جل كتبه و مخطوطاته و تصاميمه كانت باللغة الإيطالية، فقد قام بطريقة عفوية أو عن قصد في بناء اللبنة الأولى لتطور المعارف الغربية بنتاجه العلمي و الفكري و ساهم في تطوير اللغة الإيطالية عن طريق كتاباته، كيف ذلك؟ إن الكتابة باللغة الإيطالية دفعت تلاميذ ليوناردو دافنشي إلى الإبداع باللغة الإيطالية لأن العلوم التي تلقوها كانت باللغة التي يفهمونها، هنا يجب الوقوف على عظمة هذا الرجل من جانب لا يراه الكثير من الباحثين و العلماء، دافنشي لم يخترع دبابة و طائرة، دافنشي لم يرسم لوحة و يشيد قلعة، دافنشي لم يصنف نباتات و لم يشرح جثة فقط، ببساطة دافنشي بنى لغة علمية إيطالية أسس لها بشتى كتاباته و اختراعاته و إلمامه بعديد المجالات،

إن أحسن تطوير للغة العربية يتم بنفس الطريقة التي بنى بها دافنشي اللغة الإيطالية، أنا لست هنا لأقول يجب أن نبحث عن عبقري مثل دافنشي فعبقرية مثله عبقرية نادرة الحدوث و لكن كل منا له مجال مختص فيه يتقنه و يلم بركائزه و دعائمه لذا وجب علينا أن نكتب و أن نكتب بإبداع نترك إنتاجا لأجيال قادرة على أخذ العلوم باللغة العربية، كما يجب هنا القول أن الكتابة لما فهمه العالم أو الباحث يجب أن يتدعم بترجمة النصوص الأصلية، فهنا على الباحث أن يترجم النص الذي تلقى منه الأساسيات و لا ضير أن يكون نتاجه بالغة العربية فما نتج و وصل إليه سيكون نقطة بداية لباحث آخر من أجيالنا القادمة و هذا على ما أعتقد يضمن لنا أمرين هامين و هما ضمان تطور اللغة العربية و استمراريتها و ثانيهما الوصول للتطور العلمي المنشود و منه العودة إلى واجهة العالم بإيجابية و ليس بسلبية كما نحن عليه اليوم.
 

موضوع قررأته فيما قبل، قبل انقطاع اللمة
و ها انا اقراه و اؤكد لك أخي اني ساعيد قراءته كلما مررت من هنا
رائع ما كتبت, محصت و دققت و جمعت حقائق ثم سردتها بترتيب متقن
الموضوع في حد ذاته و اختياره كان موفق منك الى ابعد الحدود
لك مني تحية على غيرتك للغة القرآن الكريم و هذا ان دلّ على شيء فانما يدل على مستوى عالي و احساس مرهف و ادراك للمسؤولية

واصل ابداعك موفق باذن الله
 
شكرا أختي و لكنني اختصرت على قدر ما استطعت فالموضوع نؤلف فيه كتب و رسائل
 
أخي العزيز وقفت على موضوعك وتأثرت جدآ بما قرأت

نعم هي حقيقة

لغتنا أضحى البعض يخجل منها

بل حتى العامية لم تعد تعجب

أخي الكريم لكم يسعدني أن أرَ يومآ حاسوب بلغة عربية محضة لا يشوبها أي حرف انكليزي أو فرنسي أو أو

ولكم يسعدني أن أفتح كتاب الرياضيات لأرَ تمارينه ومسائله برموز عربية محضة

ولكم ولكم ولكم .............

أخي الكريم لعل الحل يبدأ بنا نحن فلو التزم العبد الفقير لربه بكتابة عربية محضة واخي ابن الجزائر العميقة كذلك وأختي تسنيم الهناء كذلك

ولو وسعنا النطاق ليشمل بعض حديثنا بمجتمعنا لا أقل كله وهكذا ...

صدقني ستولد لغتنا من جديد

هذا رأيي المتواضع أما موضوعك الهام والراقي والواسع الأفق

لن أزيد فقلبي تفطرَّ ألمآ مما قرأت

لا حول ولاقوة إلا بالله

يلزمنا ألف ألف نوّضاحة تنوح على ما إلنا إليه

كل الحب والاحترام والود والشكر لك ايها الغيور على لغتك عروبتك

وبارك الله بك وأكثر من أمثالك
 
أخي العزيز وقفت على موضوعك وتأثرت جدآ بما قرأت

نعم هي حقيقة

لغتنا أضحى البعض يخجل منها

بل حتى العامية لم تعد تعجب

أخي الكريم لكم يسعدني أن أرَ يومآ حاسوب بلغة عربية محضة لا يشوبها أي حرف انكليزي أو فرنسي أو أو

ولكم يسعدني أن أفتح كتاب الرياضيات لأرَ تمارينه ومسائله برموز عربية محضة

ولكم ولكم ولكم .............

أخي الكريم لعل الحل يبدأ بنا نحن فلو التزم العبد الفقير لربه بكتابة عربية محضة واخي ابن الجزائر العميقة كذلك وأختي تسنيم الهناء كذلك

ولو وسعنا النطاق ليشمل بعض حديثنا بمجتمعنا لا أقل كله وهكذا ...

صدقني ستولد لغتنا من جديد

هذا رأيي المتواضع أما موضوعك الهام والراقي والواسع الأفق

لن أزيد فقلبي تفطرَّ ألمآ مما قرأت

لا حول ولاقوة إلا بالله

يلزمنا ألف ألف نوّضاحة تنوح على ما إلنا إليه

كل الحب والاحترام والود والشكر لك ايها الغيور على لغتك عروبتك

وبارك الله بك وأكثر من أمثالك

شكرا أخي على الرد القيم و أدامك الله لنا
 
العودة
Top