- إنضم
- 26 جوان 2007
- المشاركات
- 2,156
- نقاط التفاعل
- 93
- النقاط
- 77
- العمر
- 36
في منتصف اللّيل, كنت أسير وحدي في رحاب مكانٍ مظلم , في عتمة الليل أتغنّى بمن أحلم به كلِّ ليلةٍ أقضيها من عمري, أمشي وحيداً دون سماع صوت أحد, أنظر للأشجار وللناس واسير بينهم, ولكنِّ لم أكن لأستمع أصواتهم ولو لـ لوهلةٍ واحدة,
كنت استمع للأغاني والشعر وكل مايتعلق بمن أحلم به,تائهاً بين حلقات الدنيا, وظلام الليل,
قررت بعدها الذهاب للنهر, لأسمع خرير المياه المتدفِّقة منه, ومن ثمَّ ذهبت الى الحديقة, لأستمع لحفيف الأشجار الهادئ الجميل , ونظرت بعدها للورود التي تتحرَّك يمنةً ويسرى في سكون اللَّيل وعتمة الظلام, تلك الظلمة لم تعطي للورود ألوانها الزاهية , الأبيض والأحمر والأزرق, بل جعلتني أراها سوداء متلألئةً تزيِّن القلوب المتعبة , جعلتني أبتسم قليلاً وأنا في أشدِّ حالة مقتٍ أعيشها, خرجت بعدها من الحديقة وابتعدت عن النهر , وعن الأزهار وعن كل ما يذكّرني بأجمل ليال العمرالتي قضيتها هناك, وبدأت بعدها أبحث عن مكانٍ ينيرُ لي قلبي المتعب في هذا الظلام الحالك, ذهبت لمدينة الألعاب علّي أبتعد عن الكآبة التي أشعر بها, بسماع صوت الأطفال , ولكنِّي لم أجد ونيسي هناك , فالساعة بلغت بعد منتصف اللَّيل , والأطفال نيام , والناس من شدّة البرد في منازلهم مختبئون, أمّا أنا فلم أكن أشعر لا بالبرد ولا بالجوع ولا بأيِّ شيءٍ سوى التعب والكآبة, وفجأة رنَّ هاتفي فارتعدت من صوته, فقد كنت سارحاً بالسماء , رأيت رقم أخي , لم أجبه فحالتي لم تسمح لي بالإجابة , ولا حتى بكلمة واحدة , وأكملت سيري وحيداً ولم يكن ونيسي سوى صوت كاظم الساهر , الذي كان يرافقني في كلِّ خطوةٍ أمشيها وكلِّ لحظةٍ أمرُّ بها,
ورنّ هاتفي مرّة ثانية وثالثة ورابعة , وبعدها قمت بالردِّ على أخي ,
فيصل أين انت؟ بالشارع
أين انت بشكل محدّد؟ لاأدري تحديداً ولكنّي أرى بجانبي قلعة حلب
حسناً سآتي لآخذك فالبرد قارص والمطر على وشك النزول ... حسناً أخي بالانتظار,
وقفت بجانب القلعة أنظر إليها نظرةً فيها كل ملامح الشوق والحب, فهذا المكان جمعني مع من أحلم به مرة في أجمل أيّام حياتي , ليس هنا فحسب,
بل بجانب النهر والحديقة والآن في القلعة , ذكريات لن تمحى من ذاكرتي أبداً,
اشتقت لكل لحظة كانت هي بجانبي , في كلّ مكانٍ جمعنا في مدينتي قبل سفرها,
أنظر بشوق وأنا أنتظر عودتها من بلاد الغربة, وفي أثناء ذكرياتي كان المطر قد بدأ بالهطول بغزارة , لكنّي لم ألتفت له أبداً لأنّي كنت أنادي من أعماق قلبي : أين أنت ياحبيبتي لتحميني من شدَّة هذا البرد القارص, كنت أتغنّى كما قال كاظم الساهر: الآن أجلس والأمطار تجلدني , على ذراعي , على ظهري , على بطني , فمن يدافع عنّي؟
نعم شوقي لها كان يشعرني بدفءٍ بعيدٍ تحمله بطيفها الدافئ, بهذه اللحّظات الصعبة سمعت صوتها تنادي : حبيبي يكفيك تعباً فأنا قادمةٌ إليك,
سمعت هذا الصوت ينادي من داخلي, ربّما كان وهماً ولكنّه حقيقةٌ أيضاً,
وهنا استيقظت للحياة وللأمطار لأجد جسمي مبللّ بالكامل, وجسدي يرتجف من البرد , وأخي يقف وهو ينظر إليَّ متعجّب من أمري ,
ولكنَّه علم أنَّ الشوق هو سبب حالتي هذه,
ركبت معه وذهبت للمنزل وأنا أضحك على نفسي من سوء حالي الّذي مررت به اليوم ولكنّها كانت أجمل لحظات الشوق في حياتي
. انتهى
...
همسة
حبيبتي:
أنا أنتظرك, فلا تتأخرِّي عليّ, فنيران شوقي بدأت تلتهمني,
أحبّك أحبّك أحبّك
انتهى
كنت استمع للأغاني والشعر وكل مايتعلق بمن أحلم به,تائهاً بين حلقات الدنيا, وظلام الليل,
قررت بعدها الذهاب للنهر, لأسمع خرير المياه المتدفِّقة منه, ومن ثمَّ ذهبت الى الحديقة, لأستمع لحفيف الأشجار الهادئ الجميل , ونظرت بعدها للورود التي تتحرَّك يمنةً ويسرى في سكون اللَّيل وعتمة الظلام, تلك الظلمة لم تعطي للورود ألوانها الزاهية , الأبيض والأحمر والأزرق, بل جعلتني أراها سوداء متلألئةً تزيِّن القلوب المتعبة , جعلتني أبتسم قليلاً وأنا في أشدِّ حالة مقتٍ أعيشها, خرجت بعدها من الحديقة وابتعدت عن النهر , وعن الأزهار وعن كل ما يذكّرني بأجمل ليال العمرالتي قضيتها هناك, وبدأت بعدها أبحث عن مكانٍ ينيرُ لي قلبي المتعب في هذا الظلام الحالك, ذهبت لمدينة الألعاب علّي أبتعد عن الكآبة التي أشعر بها, بسماع صوت الأطفال , ولكنِّي لم أجد ونيسي هناك , فالساعة بلغت بعد منتصف اللَّيل , والأطفال نيام , والناس من شدّة البرد في منازلهم مختبئون, أمّا أنا فلم أكن أشعر لا بالبرد ولا بالجوع ولا بأيِّ شيءٍ سوى التعب والكآبة, وفجأة رنَّ هاتفي فارتعدت من صوته, فقد كنت سارحاً بالسماء , رأيت رقم أخي , لم أجبه فحالتي لم تسمح لي بالإجابة , ولا حتى بكلمة واحدة , وأكملت سيري وحيداً ولم يكن ونيسي سوى صوت كاظم الساهر , الذي كان يرافقني في كلِّ خطوةٍ أمشيها وكلِّ لحظةٍ أمرُّ بها,
ورنّ هاتفي مرّة ثانية وثالثة ورابعة , وبعدها قمت بالردِّ على أخي ,
فيصل أين انت؟ بالشارع
أين انت بشكل محدّد؟ لاأدري تحديداً ولكنّي أرى بجانبي قلعة حلب
حسناً سآتي لآخذك فالبرد قارص والمطر على وشك النزول ... حسناً أخي بالانتظار,
وقفت بجانب القلعة أنظر إليها نظرةً فيها كل ملامح الشوق والحب, فهذا المكان جمعني مع من أحلم به مرة في أجمل أيّام حياتي , ليس هنا فحسب,
بل بجانب النهر والحديقة والآن في القلعة , ذكريات لن تمحى من ذاكرتي أبداً,
اشتقت لكل لحظة كانت هي بجانبي , في كلّ مكانٍ جمعنا في مدينتي قبل سفرها,
أنظر بشوق وأنا أنتظر عودتها من بلاد الغربة, وفي أثناء ذكرياتي كان المطر قد بدأ بالهطول بغزارة , لكنّي لم ألتفت له أبداً لأنّي كنت أنادي من أعماق قلبي : أين أنت ياحبيبتي لتحميني من شدَّة هذا البرد القارص, كنت أتغنّى كما قال كاظم الساهر: الآن أجلس والأمطار تجلدني , على ذراعي , على ظهري , على بطني , فمن يدافع عنّي؟
نعم شوقي لها كان يشعرني بدفءٍ بعيدٍ تحمله بطيفها الدافئ, بهذه اللحّظات الصعبة سمعت صوتها تنادي : حبيبي يكفيك تعباً فأنا قادمةٌ إليك,
سمعت هذا الصوت ينادي من داخلي, ربّما كان وهماً ولكنّه حقيقةٌ أيضاً,
وهنا استيقظت للحياة وللأمطار لأجد جسمي مبللّ بالكامل, وجسدي يرتجف من البرد , وأخي يقف وهو ينظر إليَّ متعجّب من أمري ,
ولكنَّه علم أنَّ الشوق هو سبب حالتي هذه,
ركبت معه وذهبت للمنزل وأنا أضحك على نفسي من سوء حالي الّذي مررت به اليوم ولكنّها كانت أجمل لحظات الشوق في حياتي
. انتهى
...
همسة
حبيبتي:
أنا أنتظرك, فلا تتأخرِّي عليّ, فنيران شوقي بدأت تلتهمني,
أحبّك أحبّك أحبّك

انتهى