ذكرى للعالمين

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

آمِيْرَتُه

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
13 جوان 2011
المشاركات
14,544
نقاط التفاعل
19,263
النقاط
971
محل الإقامة
: ♥ قلب عسكوري ♥
الجنس
أنثى
ذكرى للعالمين -مع الأخ مافهمت والو و الاخت منيني -

810.gif


الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين، سيدنا و نبينا و حبيبنا محمد و على آله و صحابته أجمعين



أما بعد


هنا أنا و الاخ ما فهمت والو سنذكر

و صايا سيدنا الحكيم لقمان عليه السلام


ملاحظة

الوصايا ستكون كتابية و مقروءة في فيديو من أجل التحميل و الإستفادة

856.gif


تقبلو تحياتنا

856.gif



و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

 
آخر تعديل:
السلام عليكم
مرحبا بكم في هدا الموضوع المشترك مع الاخت منيني والذي نضع فيه وصايا الحكيم لقمان لابنه عسانا ننتفع بها
واول ما نبدأ به موضوعنا هذا هو نبذة عن سيدنا لقمان الحكيم

اسمه : لقمان بن باعوراء ، ولقمان اسم أعجمي .

وكان عبدا أسود حبشيا من سودان مصر ، عظيم الشفتين والمنخرين ، قصيرا أفطس مشقق القدمين ، وليس يضره ذلك عند الله عز وجل ؛ لأنه شرفه بالحكمة بقوله تعالى : ( ولقد آتينا لقمان الحكمة )
وقيل : خير السودان 3رجال : لقمان بن باعوراء . وبلال بن رباح المؤذن : الذي عذب في الله ما لم يعذبه أحد ، وهو يقول : أحد أحد . والنجاشي : ملك الحبشة .
وأول ما ظهر من حكمته : أنه كان مع مولاه ، فدخل مولاه الخلاء فأطال الجلوس ، فناداه لقمان ، إن طول الجلوس على الحاجة تنجع منه الكبد ، ويورث الباسور ، ويصعد الحرارة إلى الرأس ، فاقعد هوينا وقم . فخرج مولاه وكتب حكمته على باب الخلاء .
وقيل : كان مولاه يقامر ، وكان على بابه نهر جار ، فلعب يوما بالنرد على أن من قمر صاحبه شرب الماء الذي في النهر كله أو افتدى منه ! فقمر سيد لقمان ، فقال له القامر : اشرب ما في النهر وإلا فافتد منه ؟ قال فسلني الفداء ؟ قال : عينيك افقأهما أو جميع ما تملك ؟ قال : أمهلني يومي هذا ؟ قال لك ذلك .
قال : فأمسى كئيبا حزينا ، إذ جاءه لقمان وقد حمل حزمة حطب على ظهره فسلم على سيده ثم وضع ما معه ورجع إلى سيده ، وكان سيده إذا راه عبث به فيسمع منه الكلمة الحكيمة فيعجب منه ، فلما جلس إليه قال لسيده : ما لي أراك كئيبا حزينا ؟ فأعرض عنه فقال له الثانية مثل ذلك ، فأعرض عنه ثم قال له الثالثة مثل ذلك فأعرض عنه ، فقال له : أخبرني فلعل لك عندي فرجا ؟ فقص عليه القصة ، فقال له لقمان : لا تغتم فإن لك عندي فرجا ، قال : وما هو ؟ قال : إذا أتاك الرجل فقال لك : اشرب ما في النهر ، فقل له : اشرب ما بين ضفتي النهر أو المد ؟ فإنه سيقول لك اشرب ما بين الضفتين ، فإذا قال لك ذلك فقل له : احبس عني المد حتى اشرب ما بين الضفتين ، فإنه لا يستطيع أن يحبس عنك المد ، وتكون قد خرجت مما ضمنت له . فعرف سيده أنه قد صدق فطابت نفسه ، فأعتقه
 
هذه بعض من نصائح ومواعظ لقمان لابنه :


1 - يا بني : إياك والدين ، فإنه ذل النهار ، وهم الليل
2 - يا بني : كان الناس قديما يراؤون بما يفعلون ، فصاروا اليوم يراؤون بما لايفعلون
3 - يا بني : إياك والسؤال فإنه يذهب ماء الحياء من الوجه
4 - يا بني : كذب من قال : إن الشر يطفئ الشر ، فإن كان صادقا فليوقد نارا إلى جنب نار فلينظر هل تطفئ إحداهما الأخرى ؟ وإلا فإن الخير يطفئ الشر كما يطفئ الماء النار .
5 - يا بني : لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة .
6 - يا بني : إذا كنت في الصلاة فاحفظ قلبك ، وإن كنت على الطعام فاحفظ حلقك ، وإن كنت في بيت الغير فاحفظ بصرك ، وإن كنت بين الناس فاحفظ لسانك .
7 - يا بني : احذر الحسد فإنه يفسد الدين ، ويضعف النفس ، ويعقب الندم .
8 - يا بني : أول الغضب جنون ، وآخره ندم .
9 - يا بني : الرفق رأس الحكمة .
10 - يا بني : إياك وصاحب السوء فإنه كالسيف يحسن منظره ، ويقبح أثره .
11 - يا بني : لا تطلب العلم لتباهي به العلماء ، وتماري به السفهاء ، أو ترائي به في المجالس . ولا تدع العلم زهاده فيه ورغبة في الجهالة ، فإذا رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم ، فإن تك عالما ينفعك علمك وإن تك جاهلا يعلموك . ولعل الله أن يطلع عليهم برحمة فيصيبك بها معهم .
12 - يا بني : لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم .
13 - يا بني : لا يأكل طعامك إلا الأتقياء ، وشاور في أمرك العلماء .
14 - يا بني : لا تمارينّ حكيما ، ولا تجادلنّ لجوجا ، ولا تعشرنّ ظلوما ، ولا تصاحبنّ متهما .
15 - يا بني : إني قد ندمت على الكلام ، ولم أندم على السكوت ..
16 - يا بني : إذا أردت أن تؤاخي رجلا فأغضبه قبل ذلك ، فإن أنصفك عند غضبه وإلا فأحذره .
17 - يا بني : من كتم سره كان الخيار بيده .
18 - يا بني : لا تكن حلو فتبلع ، ولا مرّا فتلفظ .
19 - يا بني : لكل قوم كلب فلا تكن كلب أصحابك ، قالها لابنه يعظه حين سافر .</b></i>
 
الوصية الأولى


( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) [ لقمان : 13]


قال ابن كثير رحمه الله في تفسيرها: يوصي ولده الذي هو أشفق الناس عليه ، وأحبهم إليه ، فهو حقيق أن يمنحه أفضل ما يعرف . ولهذا أوصاه أولاً بأن يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً ، ثم قال له محذراً : ( إن الشرك لظلم عظيم أي هذا أعظم الظلم ، قال البخاري : عن عبد الله رضي الله عنه قال : لما نزلت ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) قلنا : يا رسول الله ، أينا لا يظلم نفسه ؟ قال : " ليس كما تقولون " ، (ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) بشرك ، أولم تسمعوا قول لقمان لابنه : ( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) .


فالشرك هنا عبر عنه بالظلم ، ويلبسون إيمانهم بظلم ؛ أي لم يخلطوا إيمانهم بشرك . ثم قرن بوصيته إياه بعبادة الله وحده ؛ البر بالوالدين ، كما قال تعالى " ( وقضى ربك ألاتعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسناً ) [ الإسراء " 23 ] . وكثير ما قرن الله تعالى بين ذلك في القرآن الكريم .
 
آخر تعديل:
الوصية الثانية


البر بالوالدين والإحسان إليهما في المعروف وبالمعروف .
قال تعالى : {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} (14) سورة لقمان.
هذه الوصية الثانية من وصايا العبد الصالح لقمان لابنه وهو يعظه ، وقد ثمنها الله تعالى في كتابه ، وجعلها تتلى إلى يوم القيامة ، وما ذلك إلا لعظم شأنها حتى تبقى ركنا قائما في قاموس وصايا التعامل في البناء التربوي العائلي ، يوصي بها الأباء الأبناء جيلا بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فإن تقدير الوالدين وتوقيرهما والبر بهما مستقر في الفطر تحكمه العاطفة الغريزية التي أودعها الله في نفس الأولاد للأباء، وإن كانت عاطفة الأباء وحبهم للأبناء أكثر بكثير، ولا يعرف هذا الحب وتلك العاطفة الجامحة عند الأباء لأبنائهم إلا من رزقه الله الأولاد ورأى فلذة كبده تذب أمامه على الأرض فكل مولود يجد في نفسه ذلك لوالديه ، ولكن يمكن أن تنحرف به الفطرة بسب عوامل خارجية ، وتسلط الشيطان على بني آدم ، ولا يستيقظ إلا إذا أصبح هو والدا له أولاد، فلا يعرف قيمة الوالدين إلا من رزق بنعمة الأولاد.
وإن لقمان الحكيم ، ذاق طعم هذه العاطفة والمحبة الأبوية ، وعرف قدرها فأراد أن يتركها وصية في عقبه لولده ، وهكذا لولده من بعده ..وهكذا قبلها الله تعالى وأكدها وأنزلها في كتابه ، كيف لا تكون بهذه المكانة من الأهمية وقد قرنها سبحانه بإفراده بتوحيده في عبادته .
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره عند هذه الآية : .. ثم قرن وصيته إياه بعبادة الله وحده بالبر بالوالدين لعظم حقهما ، فالأم حملت ولدها بمشقة والأب تكفل بالانفاق ، فاستحقا من الولد الشكر .{حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}.
وجعل الله ذلك الشكر من أحب الأعمال إليه فعن أبي عمرو الشيباني قال : حدثنا صاحب هذه الدار – وأومأ بيده إلى دار عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: {{سألت النبي صلى الله عليه وسلم :أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل ؟قال: << الصلاة على وقتها>> قلت : ثم أي؟ قال :<< ثم بر الوالدين >> ..}} متفق عليه .
وقد بين الله تعالى تلك الوصية المبهمة :{{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ }}وبقوله تعالى : {{ {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا }} (15) سورة الأحقاف.
قال البغوي رحمه في تفسيره :أي برا بهما وعطفا عليهما ، معناه ووصينا الانسان أن يفعل بوالديه ما يحَسن .
وقد أمر الله تعالى بهذه الإحسان فقال :{{ {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} (23) سورة الإسراء }} الاسراء .
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة : أي أحسنوا إليهما ، بجميع وجوه الإحسان ، القولي والفعلي ، لأنهما سبب وجود العبد ،ولهما من المحبة للولد ، والإحسان إليه ، والقرب ، ما يقضي تأكد الحق ووجوب البر .[ج3/ 103]
قلت : بل يفعل بهما ولهما الأحسن ، ولايقدم عليهما ما يستحسنه لنفسه لأن قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :<< ثم بر الوالدين >> مفهومه الإتساع في الإحسان إليهما وصلتهما وأداء حقوقهما ، وهذا معنى البر فإنها كلمة كبيرة واسعة المعنى . كإتساع رضا الله فإنه يشمل الرضا بجميع الأعمال الصالحة ، ومن أعظمها بر الوالدين ، لذلكم قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :<< رضا الرب في رضا الوالدين ، وسخط الرب في سخط الوالدين >> حديث حسن موقوف ، وصح مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم انظر له السلسلة الصحيحة [ح515].
ومن تمام رضا الرب عن العبد شكره لله تعالى وللوالدين ، اشكر العظيم على هذه النعمة العظيمة أن الله جعله في رعاية والديه من حين الحمل والوهن المصاحب له، إلى وقت الولادة مع الكره الذي تجده الأم ، إلى فصاله وفصامه في عامين ، إلى الرعاية به وحبه والعطف والحنان عليه حتى اشتد عضده وأصبح عضوا صالحا في المجتمع ،وذلك في قوله سبحانه :{{ {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (15) سورة الأحقاف }}.المقصود بالكره في الآية هو المشقة التي تجدها الأم في الحمل ، وليس الكره بمعنى البغض والنفر من الشيء، فإن المرأة مجبولة على حب الحمل والإنجاب، ولو كان فيه من الوهن والمشقة ما فيه ، وإذا أردت أن تعرف ذلك فاسأل بعض من لم يرزقهم الله الأولاد كيف لفهم وولعهم على فقدان تلك النعمة .
واعلموا - جعلني الله وإياكم من أوعية العلم – أن الله كما أمر بالبر بهما بكل أنواعه ، نهى عن العقوق لهما بكل أشكاله وصوره ،فرتب النهي بدءا بأصغر ما يؤذيهما ويسوء إليهما، ليدل على تحريم ما زاد عليه فقال :{{ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}} فإذا كان العقوق حاصل بأدنى المراتب التي هي :{{ فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ}} كما في هذه الجملة من الآية وأنه من أكبر الكبائر كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور فكيف بما زاد على ذلك ؟؟؟ ممن يرفع يديه ليضربهما أو يسبهما، أو يرميهما في دور العجزة، أو يهملهما أو يحرمهما دنيا كانا سببا في تنعمه بها ، اللهم عفوك ، اللهم عفوك .
وقد أوجب الله هذه الوصية وأمربها ، إلا في حالة واحدة وهي : أن يأمراك بمعصيته تعالى ، فحينئذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ومع عدم طاعتهما في المعصية ، وجب الإحسان إليهما في غيرها من المباحات ، ومصاحبتهما بالمعروف ، وهذا من عظمة هذا الدين وتعظيمه لحقوق الوالدين اللذين كانا سببا في وجود الولد .
فقال سبحانه وهو يوصي بذلك : {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} ( سورة العنكبوت.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية : أي إن حرصا عليك كل الحرص أن تتبعهما على دينهما ، فلا تقبل منهما ذلك ، ولا يمنع ذلك من أن تصاحبهما في الدنيا معروفا أي محسنا إليهما ، واتبع سبيل المؤمنين .
قلت : أي، إن أمراك بمعصية ، من تخل عن واجب أو تمذهب بمذاهب ، سواء كان مذهب كفري أو حزبي مبتدع كأن يأمراك بأن تتشيع أو أن تسلك سبيل الخوارج والتكفيرين ، والقدرية المجوس والمرجئة المميعين ، ومذهب العلومة والعلمانين ، والاشتراكية والرأس ماليين ، وغيرها مما يسمى بالثقافات الحضارية التقدمية التي تحارب الإسلام وتسعى إلى هدم قواعده ،أو أمراك بمعصية كمنعك من الصلاة ، أو الذهاب إلى المسجد ، أو تعلم المعلوم من الدين بالضرورة ، أو يلزماك بحضور وإقامة حفلات الزفاف المليئة بالمنكرات ، أو يجبراك على الدراسة والعمل في الاختلاط ، أو التبرج والسفور ، لأن بعض الأباء يعد ذلك تقدما ، ويعد الحجاب الشرعي تأخرا ورجعية ، فلا تتبعهما وصاحبهما في الدنيا بالمعروف المتعارف عليه شرعا أو عرفا مما لا يخالف شرع الله قال تعالى : {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (15) سورة لقمان ، وقوله سبحانه : {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا } يعني مصاحبتهما في جميع أمور دنياك مما ليس فيه مخالفة ،وعلى امتداد دنياك أي حياتك .
ومن الإحسان إليهما في ذلك مناقشتهما بالتي هي أحسن للتي هي أقوم ، والصبر على ذلك وعدم التنازل عن شيء من دينك مما هو من الواجبات ، على خلاف المندوبات إذا كان ذلك يؤلف بينك وبينهما فلا حرج حنئذ ، على أن لا يستمر ذلك طويلا ويصبح عادة لهما يجدانه بابا للنتقيص من دينك شيئا فشيئا ،واسمع لهذه المناقشة والمحاورة الأدبية الرائعة :{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (41)إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ
الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا(44)يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} (45) سورة مريم } وفي آخرها قال له : {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} (47) سورة مريم، فانظروا -رحكم الله وإيانا - كم من مرة يكرر هذه اللفظة الرقيقة اللطيفة يستلطف بها شعور والده فيلين لها ويسمع لما وراءها : { يَا أَبَتِ} أي أدب هذا وأي تلطف ذلكم في إقرار التوحيد وإفراد الله بالعبادة، ودعوة الوالد إلى ذلك وهو المشرك .
ويتكرر هذا الخلق الرفيع مع يوسف ،وأبيه وهو أدب الأنبياء ودأبهم عليه، فاسمع يا رعاك الله {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ، وبنفس اللطف والحنان والرقة يبادله أبوه الخطاب فيقول : { قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}(4- 5) سورة يوسف. يالها من كلمة لطيفة رائعة ترفع من معنوات الابن وهو يسمعها من واليه ،فتنزل على قلبه كقطرات الندى لتبلله بحنان وعطف الأبوة ، فيطرب لها ويسعد بها ،فما أحوجنا لمثل هذه الآداب الرائعة مع أبائنا في النسب وآبائنا في العلم ،وأبناءنا كذلك .
واعلم أن كل ما ثبت للوالدين من الوصية بهما والإحسان إليهما فهو ثابت للعالم والمعلم لأنه في مرتبة أحد الوالدين ، قال تعالى : {{{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ...} (59) سورة النساء}}فأولوا الأمر منا هم العلماء والأمراء، فطاعتهم واجبة ، وحق المعلم على المتعلم لا يقل عن حق الوالدين على ولدهما لأن الحاجة إليه أعظم من حاجته لوالديه .
 
آخر تعديل:
والآن نأتي إلى تلخيص الفوائد المستقاة من هذه الوصية العظيمة .
1- وصية الإنسان بوالديه ، مهما كان جنسه ، ودينه ، فهو مأمور بهذه الوصية ، فلا فرق بين مسلم وكافر إذ لفظ الإنسان يشمل جميع أنواع بني آدم ، وفي هذا إشارة إلى أن جميع الإنسانية مخاطبة بأصول وفروع الشريعة الإسلامية .
2 – الوصية بالإحسان للوالدين والبر بهما ، والصبر عليهما في جميع الأحوال وفي كل حين لأنه مهما أحسنت إليهما فلا يمكن أن تكافأهما على الوجه المرضي إلا أن تجد أحدهما عبدا فتشتريه وتعتقه فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : << لايجزي ولد والده ، إلا أن يجده مملوكا،فيشتريه فيعتقه >>رواه مسلم ك العتق [ح 25- 26] والبخاري في الأدب المفرد[ح 8].
قال السندي في شرحه سنن ابن ماجة :[ج2/ 388]: وفي الحديث أن العبد كالهالك ، فكأنه بالإعتاق أخرجه من الهلاك إلى الحياة ، فصار فعله ذلك مما يعدل فعل الأب حيث كان سببا للوجود وإخراجه من العدم إليه .
3 – النهي عن طاعتهما إذا أمرا بشرك أو كفر أو معصية ، وأنه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وإنما الطاعة في المعروف ،وهذه قاعدة عامة وليست خاصة بالوالدين لأن قوله تعالى :{ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ } تفيد عدمُ طاعةِ وإتباعِ من لم يُنب ويرجع إلى الله .
4- الشكر للوالدين باعتبار أنهما كانا سببا في وجوده ، والشكر لله تعالى على تلك النعمة ، وهي أنه جعل للعبد والدين كان سببا في وجوده ورعايته إلى أن أصبح إنسانا سويا مكلفا فطُلب بالشكر تكليفا وليس تشريفا .

5- مصاحبتهما في الدنيا بالمعروف وللمعروف ، مالم يجاهداك لتشرك بالله أو تعصيه ، وقوله تعالى :{.. فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا..} يفيد أن ذلك في جميع دنياك فلا تحرمهما شيئا منها ، وطول عمرك أيضا فلا تقصر في حقهما في وقت دون آخر . فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الدرداء :<< ... وأطع والديك وإن أمراك أن تخرج من دنياك ، فاخرج لهما ..>> ابن ماجه [ح 4034] وصحيح الأدب المفرد [14] .
6- عظم حق الوالدين ، وأن الله قرنه بحقه من إفراده بالتوحيد والعبادة ..
7- عظم جرم عقوق الوالدين فكما قرن طاعتهما بطاعته وتوحيده ، قرن معصيتهما بمعصيته والشرك به ، فعقوق الوالدين كبيرة وعظيمة من العظائم لمقارنتها بالشرك ، كما أن الإحسان إليهما وطعاتهما في الله من أعظم أعمال البر ، كما جاء في حديث عبد الله بن مسعود .
8- عدم الأخذ بهذه الوصية من البر بهما يوقع العبد في أكبر كبائر الذنوب ، وهو العقوق .قال عليه الصلاة والسلام :<< ألا أنبئكم بأكبر الكبائر [ ثلاثا ] قالوا : بلى : قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين ..>> .متفق عليه .
9- العقوق يحصل بأصغر أمر نهى الله عنه ، وهو لفظة [ أف ] ويتعاظم كلما ازداد حجم المخالفة التي يكون بها العقوق ، قال بعض السلف لو كان هناك ما هو أصغر من هذه اللفظة [أف ] لنهى الله عنه تقديرا وتعظيما لحق الوالدين على الولد .
10- الوصية بالأبناء فهم نعمة يجب المحافظة عليها ، وعدم الإضرار بها ، فلا يكون العباد والدا يعطى حقوقه ، حتى يكون ولدا يعطى حقوقه من الرعاية والربية الصالحة .وصلي اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد .
 
والآن نأتي إلى تلخيص الفوائد المستقاة من هذه الوصية العظيمة .
1- وصية الإنسان بوالديه ، مهما كان جنسه ، ودينه ، فهو مأمور بهذه الوصية ، فلا فرق بين مسلم وكافر إذ لفظ الإنسان يشمل جميع أنواع بني آدم ، وفي هذا إشارة إلى أن جميع الإنسانية مخاطبة بأصول وفروع الشريعة الإسلامية .
2 – الوصية بالإحسان للوالدين والبر بهما ، والصبر عليهما في جميع الأحوال وفي كل حين لأنه مهما أحسنت إليهما فلا يمكن أن تكافأهما على الوجه المرضي إلا أن تجد أحدهما عبدا فتشتريه وتعتقه فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : << لايجزي ولد والده ، إلا أن يجده مملوكا،فيشتريه فيعتقه >>رواه مسلم ك العتق [ح 25- 26] والبخاري في الأدب المفرد[ح 8].
قال السندي في شرحه سنن ابن ماجة :[ج2/ 388]: وفي الحديث أن العبد كالهالك ، فكأنه بالإعتاق أخرجه من الهلاك إلى الحياة ، فصار فعله ذلك مما يعدل فعل الأب حيث كان سببا للوجود وإخراجه من العدم إليه .
3 – النهي عن طاعتهما إذا أمرا بشرك أو كفر أو معصية ، وأنه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وإنما الطاعة في المعروف ،وهذه قاعدة عامة وليست خاصة بالوالدين لأن قوله تعالى :{ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ } تفيد عدمُ طاعةِ وإتباعِ من لم يُنب ويرجع إلى الله .
4- الشكر للوالدين باعتبار أنهما كانا سببا في وجوده ، والشكر لله تعالى على تلك النعمة ، وهي أنه جعل للعبد والدين كان سببا في وجوده ورعايته إلى أن أصبح إنسانا سويا مكلفا فطُلب بالشكر تكليفا وليس تشريفا .

5- مصاحبتهما في الدنيا بالمعروف وللمعروف ، مالم يجاهداك لتشرك بالله أو تعصيه ، وقوله تعالى :{.. فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا..} يفيد أن ذلك في جميع دنياك فلا تحرمهما شيئا منها ، وطول عمرك أيضا فلا تقصر في حقهما في وقت دون آخر . فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الدرداء :<< ... وأطع والديك وإن أمراك أن تخرج من دنياك ، فاخرج لهما ..>> ابن ماجه [ح 4034] وصحيح الأدب المفرد [14] .
6- عظم حق الوالدين ، وأن الله قرنه بحقه من إفراده بالتوحيد والعبادة ..
7- عظم جرم عقوق الوالدين فكما قرن طاعتهما بطاعته وتوحيده ، قرن معصيتهما بمعصيته والشرك به ، فعقوق الوالدين كبيرة وعظيمة من العظائم لمقارنتها بالشرك ، كما أن الإحسان إليهما وطعاتهما في الله من أعظم أعمال البر ، كما جاء في حديث عبد الله بن مسعود .
8- عدم الأخذ بهذه الوصية من البر بهما يوقع العبد في أكبر كبائر الذنوب ، وهو العقوق .قال عليه الصلاة والسلام :<< ألا أنبئكم بأكبر الكبائر [ ثلاثا ] قالوا : بلى : قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين ..>> .متفق عليه .
9- العقوق يحصل بأصغر أمر نهى الله عنه ، وهو لفظة [ أف ] ويتعاظم كلما ازداد حجم المخالفة التي يكون بها العقوق ، قال بعض السلف لو كان هناك ما هو أصغر من هذه اللفظة [أف ] لنهى الله عنه تقديرا وتعظيما لحق الوالدين على الولد .
10- الوصية بالأبناء فهم نعمة يجب المحافظة عليها ، وعدم الإضرار بها ، فلا يكون العباد والدا يعطى حقوقه ، حتى يكون ولدا يعطى حقوقه من الرعاية والربية الصالحة .وصلي اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد .
يعطيك الصحة منيني
 
بـــــــــــاركـ الله فيكم وجزاكمـ عنــا الف خيــــر

موضوع ثري جدا

بالتوفيــــق لكمــا
 
الله يبارك هـ الأنامل

عمل مميزوفقكم الله



 
بارك الله فيكما
وجعله الرحمن في ميزان حسناتكما
فعلا وصايا ولا ارووع
طرح جد مفيد
حفظكما الباري
 
موضوع رائع يا اختي
لكم مني كل الاحترام والتقدير لك وللاخ
موفقين ان شاء الله
احترامي وتقديري
 
موضوع رائع يا اختي
لكم مني كل الاحترام والتقدير لك وللاخ
موفقين ان شاء الله
احترامي وتقديري

نورتي الصفحة و تسلمي بارك الله فيك
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top