الشعوذة الفسبوكية

احلامdz

:: عضو مُشارك ::
إنضم
25 جوان 2011
المشاركات
214
نقاط التفاعل
36
نقاط الجوائز
7
" من منا لم يصادف يوما ما خلال إبحاره في شبكة الانترنيت ، سواء في المنتديات أو في مواقع التواصل الاجتماعي ومنها الفايسبوك عبارة " انشر تؤجر .." ولم تثر انتباهه .فهناك آلاف المنشورات تتذيلها أمثال هذه العبارة أو تعلوها . و بفعل انتشارها الواسع وتداولها بين فئات عريضة بشكل سخيف أحيانا ، ونظرا لخطورة ما يرد من رسائل ملغومة - من قبل جهات معينة ، اغلبها مستأجرة من قبل تنظيمات معادة للإسلام مختلفة الأشكال - قررت تحرير موضوع في نقدها ، منبها إليها ، أملا أن نتحرر كليا من قيود السذاجة ونسمو الى سماء العقلانية والتبصر قبل الإقدام على أي نشر ."

إذا كم هي مثيرة للقرف - في مواقع التواصل الاجتماعي - تلك المنشورات البئيسة ، ذات الصبغة الدينية ، التي تحمل بعض العبارات السخيفة كالعبارات التالية : " انشرها إذا كنت تحب الله " ، " إن كنت تحب الله اضغط هنا " ، " انشرها إذا كنت مؤمنا ب ... " الى غير ذلك من العبارات التي تحث على النشر أو إعادة النشر والإرسال أو حتى التوقيع بالإعجاب ، ومن أفظعها مثل هذه العبارات المستفزة: " انشرها على 5 جروبات إذا لم تنشرها تأكد أن ذنوبك منعتك... أو لنرى الشيطان هل سيمنعك ".

تتعدد هذه الجمل كما تتعدد أساليبها فتأتي أحيانا بصفة الرجاء و الترغيب : " انشرها و لك الأجر.. لن تأخذ من وقتك الكثير" ، وأخرى تكتسي طابع التهديد و التخويف الصريح أو الضمني : لا تبخل على نبيك بحركة زر ... لا تهمل هذه الرسالة إنه موضوع جدّي... انشرها وإلا فالويل لك " أو مقرونة بأدوات الشرط المختلفة التي تنتج عنها عواقب إن لم يطع الأمر بالنشر : " أنشرها بقدر حبك للرسول و إن لم تفعل فقد فعلت قدر حبك له" ...أو وان لم تفعل فاعلم أن الشيطان منعك .. إن لم تنشرها فستموت " ... وفي بعض الأحيان يحدد لك صاحب المنشور حجم الأجر الذي حصلت أو ستحصل عليه وعدد الحسنات التي ربحتها :" محتاج شوية حسنات, حسنات كتير , تلاتة أربعة مليون حسنة كده .. هل تعلم انك الآن حصلت على ... انك حتكسب أكتر من 2 مليار حسنة في 20 ثانية؟ " كأن الأمر يتعلق بتجارة دنيوية أو مزايدة عقارية .. كما تأتي أحيانا أخرى متصلة بأنباء غيبية ، كأمور ستقع لك مستقبلا حسب تعاملك مع الرسالة التي توصلت بها أو فقط صادفتها بمرورك على إحدى الصفحات ..." أرسل هذه الرسالة إلى عشرة أشخاص و وستسمع خبر جميل في منامك ، و إذا أرسلتها لأكثر من عشرة سترى ... " ، حيث تحمل الرسالة وعودا تختلف حسب المرسل والغاية منها . كما يذكرك أحيانا بما وقع لأشخاص تجاهلوا الرسالة ولم ينفذوا تعليماتها : " من ينشرها خلال 4 أيام فسيفرح فرحا شديدا وان من يتجاهلها فسيحزن حزنا شديد ... أرسل هذه الأسماء الحسني الخمسة إلى احد عشر من أصدقائك وستري إن اكبر مشكلة عندك ستحل " ... وعندما تنتهي أمامه كل الحيل يكتفي صاحبها باستحلافك بالله أو يستعطفك بشكل بئيس " استحلفك بالله أخي أن تضغط " .... إلى غير ذلك من الأساليب المضحكة المبكية انطلاقا من السذاجة التي تنطق بها، والجهل الذي تنم عنه ، والتي عادة ما تثير حنق وامتعاض العقلاء. فهذا غيض من فيض ، والأمثلة نوردها على سبيل الذكر لا الحصر ..

وتتخذ هذه المنشورات أشكالا متنوعة ، فهي رسائل قصيرة أو نصوص أو صور ،أو صفحات خاصة وقع الآلاف عليها بالإعجاب ، وقد تكون عنوانا لمجموعة انخرط فيها أكثر من 200 ألف منخرط في الفايسبوك ،كما أنها تتذيل غالبا منشورات أو قصاصات واقتباسات ذات علاقة بالدين.. أما بالنسبة لأسلوب الكتابة فيتسم غالبا بالوصاية والاستعلاء على شكل أوامر يجب أن تنفذ وقد يأتي بصبغة الاستعطاف و الرجاء : انشر ، بادر فورا بالاتصال ، هيا لا تتقاعس ... فبقدر ما تعكس هذه العبارات تفاهة أصحابها بقدر ما تخفي وراءها تساؤلات عميقة ، فهي جزء من واقع مأزوم يستسلم بسهولة أمام قوة التنويم المغناطيسي الممارسين عليه بوعي أم من دون وعي من أطراف معادية للدين ، تستغل جهل زوار المواقع من اجل السخرية منهم ، وتبخيس اعز ما يمتلكون .
إن إنتاج مثل هذه الرسائل و تداولها و التفاعل معها بشكل ملفت يطرح أسئلة كثيرة . هل نحن بهذه الدرجة من السذاجة ؟ أيعقل أن نصل الى هذا المستوى من الجمود وضعف استعمال العقل ؟ ... إن التعاطي في العالم الافتراضي مع المعلومة كيفما كان نوعها بمثل هذه الأساليب يعكس جهلا مطبقا بذاتنا وغياب لاستعمال العقل من قبل شبابنا . ففي الكثير من الأحيان يكون المرسل أو الناشر يهدف إلى خدمة دينه أو قيمه بشكل عام ، لكنه في الحقيقة يسيء إليه من حيث لا يدري ، فهو يريد إن يصل إلى غاية نبيلة لكن استخدام وسيلة خسيسة.

واقل ما يمكن أن توصف به مثل هذه المنشورات أنها مغرضة ومستنكرة لأنها تستخف عقول وأذهان الناس كما تحتقر ذكاءهم. لكن للأسف فان درجة التفاعل معها عالية ،بسبب الفراغ الروحي والعقدي لدى فئات واسعة من المجتمع ، أو طابعها الترغيبي و الترهيبي ، كما أنها ترتكز على مخاطبة العاطفة الدينية و استغلالها بأكثر من شكل. وتستهدف فئات محددة ، خاصة الفئات الشابة من المراهقين أي الفئات الحديثة السن حيث الحماس المفتقر للتجربة ، فتمارس إذا تأثيرا بالغا على المتلقي يمكن أن نصطلح عليه بالشعوذة الفايسبوكية . فإذا كان العراف أو المشعوذ في الواقع يمارس تأثيره على الناس بمخاطبة عواطفهم ونقط الضعف فيهم ، فان محررو هذه الرسائل ليسوا ببعيدين عنه لأنهم يحاولون بعبارات براقة أن يتلاعبوا بأحاسيس قرائها ،وبنسب عالية ينجحون في ذلك .

ومن الأسباب الأساسية التي تدفع إلى انتشار مثل هذه الرسائل والترويج ، لها كما نلاحظ عند بعض الفئات ، هو ضعف الانتباه الى مضامينها ، حيث إن كل ما يرد إلى المنخرط الفايسبوكي يوقعه حتى دون قراءته أحيانا أو دون وعي بخطورة معطياته . كما أن التنافس على النشر مع تركيز الفايسبوكي على عدد المعجبين بالمنشور أكثر مما يركز على مضمونه يغيبثقافة التعقل و بعد النظر. وللأسف فقد صادفنا الكثير منه هذه العبارات ملتصقة بأحاديث موضوعة أو محرفة ، تدخل في باب ما حذر العلماء من تداوله ، لكن رغم ذلك تتم تزكيتها من قبل شبابنا بكثافة ، حتى أصبحت هذه المنشورات من كثرتها مهزلة يشمت بها منا الأعداء ، في الوقت الذي يستفيد واضعوها من عائدات- مادية أو معنوية - مهمة سواء بمساهمتنا لنشر إيديولوجيتهم أو تشويه معتقد مرتبط بدياتنا الإسلامية أو توسيع عدد المنخرطين في صفحة معينة، وتركيز ثقافتنا في القشور دون الجوهر ..

إن التبليغ و الدعوة الدينيين ينبغي أن يتسم صاحبهما بنوع من الاتزان في النشر والإرسال بعيدا عن العجلة والاستعجال الذي يتم من غير تبين ولا تثبت، وهو من اكبر الخلل الذي يبغي أن نبينه نواجهه.كما ينبغي أن نعيد النظر في تعاملنا مع ثقافة نشر الخبر لأنها قد تعود علينا بالضرر لا الخير، والتغليط لا الإصلاح ، فنتخبط كمن يصطاد في الماء العكر . فإذا كان الله لا يعبد إلا بعلم كذلك ، لا ينبغي أن ندعوا الى دينه إلا بفقه حتى لا تتشوه الصورة . فالغيرة على الدين وحدها لا تكفي ولا تكون الأمور سليمة إلا إذا قدرت نتائجها وعواقبها عند كل نشر.خاصة وان محتوى معظم هذه الرسائل مهزوز و أغلب الأحاديث المتداولة موضوعة كما سبق أن اشرنا الى ذلك .

وفي هذا الصدد بين العلماء أن الرسائل التي تحمل أخبارا مستقبلية (.. أرسلها و ستسمع خبر سعيد الليلة ..ان الله سيكافئه بعد 4 ساعات ... ) " لا يجوز نشرها" لأنها " رجم بالغيب " و ادعاء على الله سبحانه وتعالى بل هو افتراء على الخالق عز وجل . فما يكون في المستقبل لا يَعلمه إلا الله . كما أكدوا انه "لا يجوز إلزام الآخرين بما لم يلزمهم به الله ورسوله ( ص)" بل هذا فرض ما ليس بواجب . ولا يجوز إرسال مثل هذه الرسالة ، ولا وضعها أمانة في أعناق الناس. كما أن ما يَكون فيها " ترتّب أُجور" ، أو تَوَقّع حدوث شيء في الْمُسْتَقْبَل "لا يَجوز نشره ، ولا اعتقاد ما فيه " .كما انه لا يجوز الجزم بثواب احد ، فنحن لا نطلع على القلوب والإخلاص من شروط طاعة الله عز وجل . فمتى سنتوقف على مثل هذه السخافات ؟
منقول بقلم عبد الرحيم هاشي
 
جازاكم الله خيرا

شكرا جزيلا

شكرا
 
الف الف شكر علا الموضوع القمة
عيد سعيد وكل عام وانتم بخير
الف شكر ليك
وربي يقضيلك ما في قلبك ويهنيك
تقبل تحياتي
بيكــــــــــــــهام
تشاو تشاو
+
تقيييييييييييييم

 
شكرا جزيلا اخي بيكام دائما تفرحنا بردودك المشجعة شكرا
 
جزاك الله خيراً

وبارك الله فيك

لاأدري لمَ هذا كله

فمن يرد خيراً يكتب ما هو مفيد سواءً دينياً أوثقافياً أو.. أو...... ولا داعي لهذا كله

هل هو استغباء للعقل المسلم أم أن هناك أيدٍ مسيئة مبغضة لديننا هي من تقوم بذلك

ونحن ننشرها دونما تفكر

حيا الله أصلك وبارك فيك أخيتي أحلام
 
بل هي ايد مبغضة اخي وشكرا لك على الرد العطر والمرور المشجع والمشرف
 
العودة
Top