أمريكا والغرب وعلاقة وطيدة قوية قديمة مع الصوفية

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

ابوعمرالفاروق

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
3 سبتمبر 2008
المشاركات
8,454
نقاط التفاعل
62
النقاط
317
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
إخواني المسلمين
أمريكا اليوم والأمس ولها علاقات قوية ووطيدة وقوية مع الصوفية ؟
لماذا ؟
لأنها تراها هي الإسلام ؟
عجيب أمريكا تدعو للإسلام الصليبيين يدعون للإسلام ويرحبون به ويرغبون فيه
الغرب النصراني الصليبي يدعو للإسلام بإسم الصوفية لأن الصوفية هدفها وهدف الصليب منذ قرون واحد وهو هدم الإسلام وقتل المسلمين لو وجدوا ولا تمانع الصوفية أن تتظاهر بالإسلام تماما مثل الرافضة لتحقيق غاياتها الخبيثة

المصري - أسامة المهدي
استلمت 7 طرق صوفية صباح اليوم دعوة رسمية من السفارة الأمريكية بالقاهرة، لحضور احتفال عيد الاستقلال الأمريكي في أول يوليو المقبل.

وأكد الشيخ "محمد الشهاوي" رئيس اللجنة الخماسية لإدارة أعمال المجلس الأعلى لطرق الصوفية، أن السفارة الأمريكية أرسلت دعوات رسمية إلي 7 من مشايخ الطرق الصوفية لحضور احتفالها بعيد القومي الأمريكي وهم الشيخ "محمد أبو العزايم" شيخ الطريقة العزمية،والشيخ "محمد عبد الخالق الشبراوي" شيخ الطريقة الشبراوية ، والشيخ "محمد جميل بخيت" شيخ الطريقة النقشنبدية ، والشيخ "سالم الجازولي" شيخ الطريقة الجازولية ، والشيخ "محمد علي عاشور" شيخ الطريقة البرهامية ، والشيخ "أحمد التيجاني" شيخ الطريقة التيجانية.

وأشار "الشهاوي" لــ "المصري اليوم" إلى أنه تلقي دعوات المشايخ من أحد موظفي السفارة، الذي حضر إلى مقر اللجنة المؤقت لتسليم الدعوات موقعة من "مارجيت سكوبي"السفيرة الأمريكية بالقاهرة ، لحضور الاحتفال.

وأوضح أن المشايخ المختارين وافقوا علي الحضور لتوثيق العلاقات الأمريكية الإسلامية التي دعا إليها خطاب "أوباما" لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام .

لافتا إلى أن الطرق الصوفية بعيده تماما عن الشهبات، والعمل بأجندات سياسية، موضحا أن مشايخ الطرق الصوفية لو رصدت اعتراض أي جهات سيادية بالدولة لحضورها الاحتفال فيمكنها الاعتذار للسفارة عن عدم الحضور .


__________
قام 16 شيخا من شيوخ الطرق الصوفية، على رأسهم الشيخ علاء أبوالعزايم بعقد اجتماع مع سكرتير السفارة الأمريكية ممثلا للإدارة الأمريكية فى مقر الطريقة العزمية بمنطقة السيدة زينب. استمر الاجتماع لمدة ساعتين، وحضره ممثل لجهاز مباحث أمن الدولة خلال اللقاء تمت مناقشة التنسيق بين شيوخ الصوفية فى مصر وبين الإدارة الأمريكية لنشر الإسلام الصوفى المعتدل بين المسلمين الأمريكيين، اتفق الشيوخ مع ممثل السفارة الأمريكية على أن تستضيف الإدارة الأمريكية على نفقتها (!) شيوخ الصوفية، كما اتفقوا معه، وإقامة فاعليات وأنشطة مكثفة لنشر الإسلام الصوفى بين مسلمى أمريكا، وعلى تبادل الزيارات بين الطرفين.


كما تم الاتفاق على اختيار الشيخ علاء أبوالعزايم كمنسق بين الصوفية فى مصر وبين الإدارة الأمريكية. وقال الشيخ محمد عبدالمجيد الشرنوبى (الذى لم يذكر الخبر صفته) أن ممثل الإدارة الأمريكية طلب استمرار اللقاءات والتنسيق بين الجانبين. وأكد على أن نموذج الإسلام الصوفى يمثل الإسلام المقبول والمرحب به فى أمريكا، لكونه إسلاما وسطيا ومعتدلا. وكان الشيخ علاء أبوالعزايم ــ شيخ مشايخ الطرق الصوفية ــ الذى استضاف اللقاء، وأكد فيه على متانة العلاقة بين الصوفية والشعب الأمريكى.
__________
الصوفية والاستعمار الإيطالي:
ولعل أفضل ما يستهل به الحديث عن العلاقة بين الصوفية والغزاة بوجه عام هو ما حكاه السياسي المصري مصطفى كامل عن رجل فرنسي ادعى الإسلام في تونس ثم جاور أحد الأضرحة، وظل يتقرب من سدنته حتى صار سادنه الأول، ولما أرادت فرنسا غزو تونس واحتلالها استعد أهلها للقتال وذهبوا إلي ذلك الضريح ليستمدوا منه البركة وفقًا لمعتقداتهم الباطلة، وهنا قال السادن (الفرنسي) دعوني حتى أستشير الشيخ، فدخل ثم خرج فقال للناس إن مولانا يقول لكم إن الفرنسيين قضاء وقدر، ويجب عليكم التسليم للقضاء والقدر، فصد الناس عن الجهاد واحتلت فرنسا تونس[2].
وربما هذا ما سار عليه شيوخ وأتباع الطرق الصوفية في ليبيا مع المحتل الإيطالي، فباستثناء الطريقة السنوسية بقيادة المجاهد عمر المختار آنذاك، الذي جاهد وأتباعه القوات الإيطالية حتى ألقى القبض عليه وحكم عليه بالأعدام شنقًا عام 1931م، لم يعرف عن أي من الطرق الصوفية الليبية الاضطلاع بقتال الإيطاليين الغزاة، وربما يعود ذلك وفقًا لكثير من الباحثين إلى تأثر الطريقة السنوسية في ليبيا بالحركة الوهابية، نسبة إلى الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية، ومن ثم فتعد هذه الطريقة قريبة للمسلك السني في العقائد والفقه وربما لم تكن كذلك حال نشأتها ولكنها شهدت تحولات كبيرة على مسلكها لاسيما في حقبة الجهاد ضد الاستعمار الإيطالي.
المتصوفة والقذافي.. نسيج العنكبوت:
وعلى ذات المسلك والموقف من الغزاة المستعمرين تعد العلاقة بين الطرق الصوفية في ليبيا ونظام القذافي علاقة مصلحية بحتة، فالقذافي ومنذ إحكام قبضته على الحكم في بلاده بالانقلاب على الملك إدريس السنوسي، قام بحظر الطريقة السنوسية التي جاهدت الاستعمار الإيطالي وتولت الحكم بعد استقلال البلاد باعتبارها خطرًا على سلطته وتعطشه للحكم، وإن تم ذلك الحظر بشكل غير رسمي وغير معلن، واحتوى الطرق الصوفية الأخرى بالمال الذي أغدقه عليهم من قوت الشعب وخيرات أرضه، وجعل يؤسس لإسلام خاص ، لا يعارض ولا يجاهد، وليس له علاقة بالسياسة ولا بالحكم، بل دوره الأساسي يكمن في إلهاء الشعب بالأوراد وحلقات الذكر، وبالبعد عن الدنيا وزينتها وتركها للقذافي وعشيرته ينالون حظهم منها بغير رادع!
وعلى الجانب الآخر يكفل القذافي للطرق الصوفية الموالية لحكمه العيش الرغيد وضمان الوجود بإجهاض أيه مشاريع إصلاحية للحركات الإسلامية، لعلمهم أن نجاح مشاريع الصحوة الإسلامية تعني ضياع باطلهم وخرافاتهم التي يقتاتون عليها، فالناس إذا ما استفاقت من غفلتها ستلفظهم لا محالة، وستنفر من ممارساتهم وانحرافاتهم العقدية والشعائرية، ومن ثم فلا عجب من موالاة الطرق الصوفية للقذافي ونظامه حتى بعد اندلاع الثورة الليبية في فبراير من العام الجاري.
فجميع الطرق الصوفية في ليبيا بما فيها السنوسية، ربما لضعفها وتقطع أوصالها بعد عقود من الحظر والتضييق، لم تضطلع بأي دور في الثورة أو حتى تقف موقفًا صامتًا محايدًا يتسم مع طبيعتهم السكونية الانعزالية، وليس هذا فحسب بل إنهم عقدوا في شهر شعبان/يوليو الماضي مؤتمرًا بطرابلس تحت عنوان "دور الصوفية في عصر العولمة"، أصدروا فيه بيانًا وصفوا فيه الثورة الليبية بأنها "هجمة غربية صليبية -صهيونية ضد الشعب الليبي ورمزه القائد الثائر المسلم معمر القذافي وتأتي ضمن مخطط صليبي صهيوني غربي يهدف لتكريس التبعية البغيضة للغرب من خلال مشروعه لتقسيم العالم الاسلامي إلى دويلات"[3].
ولأن أبرز الانتشار الصوفي، كما سلف بيانه عند استعراضنا لأبرز الطرق الصوفية في ليبيا، يتركز في مناطق كثيرة من الغرب الليبي حيث معاقل القذافي ونظامه، فإن مشايخ المتصوفة وأتباعهم يخرجون في تظاهرات يصورها التليفزيون الرسمي التابع للقذافي وهم يحملون الأعلام الخضراء ويهتفون بحياة القذافي وينددون بالثوار ويصفونهم بالخونة والعملاء والمأجورين[4], وهي ذات الأوصاف التي ينعت بها القذافي أبناء الثورة في أحاديثه وتصريحاته المتلفزة التي يبثها بين الحين والآخر ليفت من عضد الثوار ويشد من أزر عصابته.
هذا دأبهم وذلك ديدنهم وهذا مسلكهم في كل زمان ومكان، وقريبًا حين تهوي آخر قلاع القذافي ويذهب حكمه إلى غير رجعة بتوفيق الله تعالى، ستجدهم يزعمون كما زعم إخوانهم في مصر بأنهم كانوا مع الثورة منذ بدايتها، وسترتفع حناجرهم بالتحذير من خطر السلفيين وغيرهم من الحركات الإسلامية وبأنهم يريدون سرقة الثورة ويقفزون على منجزاتها، وليس هذا فحسب بل ربما أيضًا يشكلون الأحزاب السياسية التي ستدعمها أمريكا وحلفاؤها حتمًا باعتبارهم الوجه المقبول للإسلام غربيًا في مقابل الإسلام الوهابي الأصولي المتطرف وفقًا للمنطق والرؤية الأمريكية.
وفي هذا الصدد يقول ستيفن شوارتز، من منظري تيار المحافظين الجدد بالولايات المتحدة الأمريكية، في كتابه "وجها الإسلام"[5]: "علي الأمريكيين أن يتعلموا المزيد عن الصوفية وأن يتعاملوا مع شيوخها ومريديها وأن يتعرفوا على ميولها الأساسية، يجب علي أعضاء السلك الدبلوماسي الأمريكي في المدن الإسلامية من برشتينا في كوسوفو إلى كشغار في غرب الصين ومن فاس في المغرب إلي عاصمة إندونيسيا جاكرتا أن يضعوا الصوفيين المحليين على قائمة زياراتهم الدورية، يجب أن ينتهز الطلاب الأمريكيون ورجال الأعمال وعمال الإغاثة والسائحون فرص التعرف علي الصوفيين، الأهم من ذلك أن أي شخص داخل أو خارج الحكومة يشغل منصبًا يسمح له بالتأثير علي مناقشة ورسم سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط يمكنه أن يستفيد من هذا التقليد الفطري من التسامح الإسلامي الصوفي".




_______

هذا نموذج بسيط عن تقاطع مصالح المتصوفة مع الغرب والتالي يتبع إن شاء الله
 
متصوفة اليوم بين الصحو والمحو*

د. عبدالعزيز بن محمد العبداللطيف


لا جَرَمَ أن متصوفة هذا الزمان في حراك مستمر، وكدح متلاحق في سبيل إحياء التصوف، وبعث رميمه، وترميم متآكله، وإحياء «الغِناء» وإيقاظ «السُّكْر» و «الاصطلام» وأشباهه[1]!

فمؤتمرات القوم تتوالى، وندواتهم تترى، وتعاهد التصوف ورعايته تجاوز «الزوايا» إلى إشاعة التصوف عبر قنواتهم الفضائية، ومواقعهم الإلكترونية، فضلاً عن الإذاعات والمجلات. وسماع الصوفية اعتراه التحويل والتطوير فلم يعد قاصراً على الدفِّ والشبابة، بل أُقحمت آلات العزف وسائر أدوات الطرب في هذا الزمان، واتسع خرق هذا السماع المحدَث والفاجر واستطار ضرره وتفاقم شرّه.

وعمد المتصوفة في السنين الأخيرة إلى إنشاء الجامعات والمراكز البحثية والمجلات المحكَّمة التي تهدف إلى إحـيــاء ما اندرس من هذا التصوف البائد، وسعوا إلى تكوين محاضن تربوية في سبيل تنشئة الأجيال على الرهبانية المبتدعة والروحانية الشوهاء.
ويلحظ في هذا النشاط المربح مظاهر صارخة من العمالة المكشوفة للغرب، والتواطؤ مع الأنظمة العَلْمانية والتعاون على الإثم والعدوان (محاربة المدّ السلفي)، إضافة إلى ضروب من الزندقة الصلعاء والكفر البواح، كما في إحداثهم الحج إلى أضرحةٍ ومشاهد، والمجاهرة بذلك، ومضاهاة شعيرة الحجّ إلى بيت الله الحرام، والدعوة إلى الإبراهيمية (وحدة الأديان)، والتعبُّد بالرقص والفجور كما في الموالد والذكريات.

فصوفية «الأرزاق»[2] لهم علاقات حميمة مع أمريكا، ومن ذلك: اللقاءات المتكررة لشيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر مع السفير الأمريكي (دوني)، بل عرض السفيرُ فكرةَ دخول المتصوفة إلى الانتخابات بوصفهم تياراً دينياً «معتدلاً»[3]! كما أن السفير المذكور حريص على حضور مولد البدوي في طنطا كل عام[4].

وفي مؤتمر تحت رعاية الطرق الصوفية في مصر طالبوا بجَعْل التصوف مقرراً دراسياً في التعليم العام، وإفساح المجال للمنهج الصوفي لعلاج «التطرف»[5]! وأقامتْ مؤسسة (داود الحمراء) في فلسطين ندوة عن الإنسانية والإبراهيمية تحت رعاية يهودية نصرانية ثم صوفية؛ إذ جمعتْ بين الحاخام والقسيس وشيخ الطريقة الخلوتية[6]! وطالب أحدهم الحكومة الجزائرية بإنشاء تجمُّع للطرق الصوفية لمحاصرة المدّ السلفي في الجزائر، خاصة أن الرئيس الجزائري بذل جهوده من أجل نفض الغبار عن الصوفية؛ على حدّ تعبير شيخ الطريقة[7]!
وعلَّل بعض الكُتَّاب سرَّ إحياء التصوف في المغرب بأنه إرادة الحكومة من أجل مواجهة التطرف[8].

ولم يقتصر المتصوفة على التمسُّح بأعتاب الأولياء والمجاذيب، بل ضمُّوا إلى ذلك التمسُّح بالغرب والركون إليه، كما أنهم تجاوزوا عبادة الشيوخ والغلو في المعتوهين، إلى التذلل والانطراح للأنظمة والحكومات. هذا الصحو والاستيقاظ عند المتصوفة لا ينفك عن تهافت وإفلاس؛ حيث يكشف عوار هؤلاء الطرقية وتعثُّرهم؛ إذ ركنوا إلى الكفار والأنظمة المستبدة، فوالوا أعداء الله تعالى، ولاذوا بهم، ولا يعقب ذلك إلا الصغار والخذلان.
قال - تعالى -: {لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً } [الإسراء: ٢٢].
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: «من أحبَّ في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله؛ فإنما تُنال وَلاية الله بذلك، ولن يجد عبدٌ طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئاً»[9].

فكيف إذا كانت الصِّلات مع أعداء الله - تعالى - لأجل محاربة السنَّة وأهلها؟!
قال ابن تيمية: (والناس إذا تعاونوا على الإثم والعدوان أبغض بعضهم بعضاً، وإن كانوا فعلوه بتراضيهم، قال طاووس: ما اجتمع رجلان على غير ذات الله إلا تفرّقا عن تَقَالٍ «بغضاء»..)[10].

وقـال أيضاً: (وليعـتبر المعتـبـر بسـيرة نـور الديـن (زنكي) وصلاح الدين، ثم العادل، كيف مكّنهم الله وأيّدهم، وفتح لهم البلاد، وأذلَّ لهم الأعداء، لما قاموا من ذلك بما قاموا به، وليعتبر بسيرة من والى النصارى كيف أذلَّه الله - تعالى - وكبته)[11].
والمقصود أن التوكل على غير الله تعالى، والركون إلى أعداء الله - تعالى - لا يخلِّف إلا الفشل والاندحار؛ فما لم يكن بالله لا يكون، وما لم يكن لن ينفع ولا يدوم، والله عز وجل لا يصلح عمل المفسدين.

وأحدث زنادقة المتصوفة الحج إلى ضريح أحمدو بامبا في السنغال، ويسمّون تلك البلدة «مكة الإفريقية»، ويقال: إن عدد الحجاج خلال العام المنصرم بلغ مليون حاج[12]!

كما أحدثوا الحج إلى كازاخستان، وسمّوه الحج الأصغر! وأطلقوا عليه: مكة الثانية، وعللوا الحج إلى تركستان لأجل مشقة الحج إلى مكة وكثرة النفقة[13]!
هذه الزندقة البشعة امتداد لزندقة الحلاّج، إذ زعم أن من فاته الحج فإنه يبني في داره بيتاً ويطوف به كما يطوف ببيت الله الحرام، ويتصدَّق على ثلاثين يتيماً.. وقد أجزأه ذلك عن الحج، فاتفق العلماء على وجوب قتله، فقُتل بسيف الشرع سنة بضع وثلاثمائة من الهجرة[14].

كما أنها زندقة تضاهي زندقة الروافض في الحج إلى قبر الحسين، وتفضيل كربلاء على الكعبة، وأن زيارة كربلاء يوم عرفة أفضل من سائر الأيام[15].
إن المكر الكُبَّار من أجل حيلولة الأمة عن بيت الله الحرام، والسعي إلى تفريق اجتماعها، وصرف القلوب عن مهوى أفئدة المسلمين، وأفضل البقاع على الإطلاق:
لا يرجع الطرفُ عنها حين ينظرُها *** حتى يعودَ إليها الطرفُ مشتاقا
واتباع الشهوات والاستمتاع بالقاذورات والانفلات من اتِّباع الشرائع؛ هو ضربة لازب لا تفارق موالد الصوفية واحتفالاتهم، فضريح (ابن حمدوش) في المغرب حافل بالدعارة والفواحش والشذوذ[16].. وضريح (أبي حصيرة) في مصر يشهده اليهود ويعمر بالرذائل والفجور[17]، والاحتفاء بالرقص والتعبد بالغناء والتمايل والقفز هو سبيلهم للتعريف بالإسلام في الغرب!

وقال أبو الوفاء ابن عقيل: (نص القرآن على النهي عن الرقص؛ فقال - عز وجل -: {وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا} [الإسراء: ٧٣]، وذمَّ المختال؛ فقال - تعالى -: {إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: ٨١]، والرقص أشد المرح والبطر.. وهل شيء يزري بالعقل والوقار ويخرج عن سمت الحلم والأدب أقبح من ذي لحية يرقص، فكيف إذا كانت شيبة ترقص وتصفِّق على وقاع الألحان والقضبان؛ خصوصاً إذا كانت أصوات نسوان ومردان؟! وهل يحسن بمن بين يديه الموت والسؤال والحشر والصراط ثم هو إلى إحدى الدارين صائر أن يشمس[18] بالرقص كشمس البهائم ويصفق تصفيق النسوة؟!)[19].
إن هذا الصحو العارض للمتصوفة سيعقبه - بإذن الله تعالى - محو واندراس، فإن الله - تعالى - إذا أراد قطع بدعة أظهرها[20].
ومن أسباب ظهور الحق ظهور المعارضين له[21]. وإن تربية الأمة على توحيد الله تعالى، والاعتصام بنصوص الوحيين، وتعظيم الشريعة واتِّباعها، وتحرير العقول من رقِّ الخرافة واستعباد شيوخ الطرقية، وهتك أستار التصوف، وكشف حمقه وسفهه، وبيان حكم الله - تعالى- في زنادقة المتصوفة.. كل ذلك ونحوه سبيل لمحوه وانقشاعه.
قال القاسم بن أحمد (ت 1217هـ):
فدع التصوفَ واثقاً بحقيقة **** واحرصْ ولا يغررك لمعُ سرابهِ
للقوم تعبيرٌ به تسبى النُّهَى **** طرباً وتثني الصّب عن أحبابهِ
فيرون حق الغير غيرَ محرم **** بل يزعمون بأنهم أَوْلى بهِ
لبسوا المدارعَ واستراحوا جرأة **** عن أمر باريهم وعن إيجابهِ
خرجوا عن الإسلام ثم تمسكوا ****بتصوف فتستَّروا بحجابهِ
فأولئك القوم الذين جهادُهم **** فرضٌ فلا يعدوك نيل ثوابهِ[22]

_____________

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=G7lqzYH3w9Y#!

الصوفية لم تجد خيرا من الصهيوني موباراك يحكم مصر

___________

وأيضا في المؤتمر الخامس للقيادة الشعبية الإسلامية العالمية متصوفة مصر يبايعون القذافي لثيادة المسلمين

عن اليوم السابع
 
آخر تعديل:


















16 أغسطس, 2010

طعن الصوفية فى النبي صلى الله عليه واله وسلم .!!




3agel.gif
طعن الصوفية فى الرسول صلى الله عليه واله وسلم .!!
بسم الله الرحمن الرحيم
دائماً ما يردد الصوفية انهم يحبون النبي ويوقرونه ويعظمونه ولكن ما ان تتطلع وتتبحر في كتبهم تجد ان هذه كذبة عظيمة وفرية كبيرة لا يداريها شيء ..
فقد احببت ان اقطع الطريق على هؤلاء المتنطعين وابين لهم عوارهم وكذب منهجهم فإن كانوا صادقين لتبرئوا من شيوخهم وكفروهم ولكن هيهات هيهات ..
فهاهو شيخهم البسطامي ابو يزيد كما يروي عنه الدباغ في كتابه الابريز يقول(خضنا بحرا وقف الانبياء بساحله )الابريز للدباغ ص276
فهم يرون انفسهم افضل من الانبياء والرسل بل ان هذا البسطامي قد تجرأ فقال(تالله ان لوائي اعظم من لواء محمد صلى الله عليه وسلم لوائي من نور تحته الجان والجن والانس كلهم من النبيين )الانسان الكامل للجيلي وانطر ايضا هامش الابريز ص286



فهل سيتشجع المتصوفة ويتبرأوا من البسطامي والجيلي والدباغ ويكفرونهم وينسبونهم الى النفاق والى الخوارج؟؟؟
بل انهم جعلوا مقام الولاية ارفع واجل من مقام الرسالة فقال زنديقهم ابن عربي في فصوصه ما نصه (ولهذا مقامه -اي الرسول -من حيث هو عارف اتم واكمل من حيث هو رسول او ذو تشريع وشرع)فصوص الحكم ص135ج1
بل الانكى انه جعل ان الرسل لايرون الكرامات والعرفانية الا من خلال خاتم الاولياء فيقول ابن عربي متابعاً في فصوصه ( وليس هذا العلم الا لخاتم الرسل وخاتم الاولياء ومايراه احد من الانبياء والرسل الا من مشكاة الرسول الخاتم ولايراه احد من الاولياء الا من مشكاة الولي الخاتم حتى ان الرسل لايرونه متى راوه الا من مشكاة خاتم الاولياء )فصوص الحكم ص62
او ليس هذا طعناً بمقام الرسالة والنبوة؟؟!!
اين المتصوفة حتى يكفروا الكبريت الاحمر !!!
بل انهم نسبوا لانفسهم من المعجزات والامور التي لم تكن للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لاحد اصحابه فقال البسطامي (ادخلني في الفلك الاسفل فدورني في الملكوت السفلي فاراني الارضين وماتحتها الى الثرى ثم ادخلني في الفلك العلوي فطوف بي في السماوات واراني مافيها من الجنان )قوت القلوب ص70 ج2
بل ان وليهم الدسوقي جعل في يده النار والجنة والعياذ بالله فقال (انا كل ولي في الارض خلعته بيدي البس منهم من شئت انا في السماء شاهدت ربي وعلى الكرسي خاطبته انا بيدي ابواب النار اغلقتها وبيدي جنة الفردوس فتحتها من زارني اسكنته جنة الفردوس )طبقات الشعراني ص18 ج 1


بل انهم وصل بهم التطاول فقالوا ان من راي اوليائهم كانه راى الله لان الله حل فيه !!
لاتستعجب فهاهو البسطامي مرة اخرى يقول (رفعني مرة فاقامني بين يديه وقال لي يا ابا يزيد ان خلقي يحبون ان يروك فقلت زيني بوحدانيتك والبسني انانيتك وارفعني الى احديتك حتى اذا رآني خلقك قالوا رايناك فتكون انت ذاك ولا اكون انا هنا )اللمع للطوسي ص461

وقالوا ايضاً : ( معاشر الأنبياء ، أو تيتم اللقب ، وأوتينا ما لم تؤتوه ) لطائف المنن والأخلاق للشعراني 1/125.

ويقولون ايضاً ( مقام النبوة في برزخ .. فويق الرسول ودون الوليّ ) طبقات الشعراني 1/ 68.

وأما الصوفي الآخر سعد الدين حمويه فيقول في مثنويّه : ( واو الولاية أقرب إلى الحضرة الإلهية من نون النبوة ، فلأجل هذا التقرب تعتبر الولاية أفضل من النبوة ) [ جهل المجلس .. علاء الديم سمناني ص 45 – 46 ].

ويقول الأخر ( مالي حاجة إلى محمد ومحمداه ) [المشرع الروي في مناقب السادة آل باعلوي 2/9 ].

وهذا تلميذ لابن عربي يستنقص من النبوة ويفضل الولاية عليها : ( وفي الحقيقة : الولاية هي باطن النبوة , والفرق بين النبي والرسول والوليّ أن النبي والرسول لهما التصرف في الخلق بحسب الظاهر والشريعة , والولي له التصرف فيهم بحسب الباطن والحقيقة ومن هذا قالوا : النبوة تنقطع , والولاية لا تنقطع أبدا ) [كتاب نص النصوص لحيدر الآملي مخطوط ص 91 وما بعد ]

وصوفي رآى النبي عليه الصلاة والسلام في المنام فيحتلم والعياذ بالله .. جاء في كتاب الغرر .. لمحمد علي باعلوي (( فرأيت في المنام وأنا في البحر النبي صلى الله عليه وسلم وكانه أمسك رأسى وقال : انت تعبت يوم مازرت ؟ عادك تزور زيارة حسنة ونحن راضون عنك وقد قبلنا وبش بي بشاشة عظيمة ، مع كلام لطيف وتحنن منه عليه الصلاة والسلام واعزاز ، ونلت بذلك لذة عظيمة حتى اني احتلمت ، وانا قليل الإحتلام )) [ ص 435].

النبي عليه الصلاة والسلام يسكر ويغيب عن وعية ولايعرف زوجته ولا أبيها .. ورد في كتاب " الجواهر في مناقب الشيخ أبي بكر تاج الأكابر" : قلت تشبه هذه الواقعة ما أوردته الدكتورة (( قمر كيلاني في كتابها التصوف الإسلامي قالت وجد الصوفي الذي تغيب عن المحسوسات قد عاناه الرسول مرة وتروي التالية فقد حدث أن دخلت عائشة على الرسول وهو في حالة الغيب فلما رآها سألها من أنت ؟ فأجابت أنها عائشة فسألها النبي ثانية من عائشة ؟ فأجابته بقولها ابنه الصديق ولكن النبي عاد يتساءل مرة أخرى من الصديق فكان الجواب حمو محمد ولكن عندما سألها النبي محمد لزمت الصمت إذ علمت أن الرسول لم يكن بحالة عادية هذه تكفي لتدلنا على حالة السكر والغيبة عند الصوفية وأنها مقتبسة من الرسول الكريم وحادثة الإسراء تفسر تنقل الصوفية بأرواحهم من قطر إلى قطر )) ..[ ص 249 ]
ملاحظة : ليس يقصد بالسكر شرب الخمر بل سكر الصوفية وفي كلا الحالين يذهب العقل وطعن بالنبي صلى الله عليه وسلم ..!!



فهل سيتبرأ الصوفية من هذا القول ويكفرون اوليائهم الذين تطاولوا على مقام النبي صلى الله عليه وسلم وفى الانبياء.....!!!
ننتظر..

منقول عن الكاتب أسامة صلاح المصري











 
تنسيق (روحى)مع أمريكا

فهمي هويدي


دخلنا فى مرحلة «التنسيق الروحى» مع الولايات المتحدة. لكى يضاف إلى التنسيق الأمنى والسياسى والاقتصادى والعسكرى، وتكتمل بذلك حلقات التحالف الاستراتيجى مع «الأشقاء» فى واشنطون، وإذا كان لديك شك فى ذلك فاقرأ الخبر التالى الذى نشرته صحيفة «الدستور» على الصفحة الأولى يوم الثلاثاء الماضى 3/8: فى الوقت الذى كان فيه شيخ الطرق الصوفية يبرم اتفاقا مع الحكومة ممثلة فى مؤسسة الأهرام لمواجهة المد السلفى والفكر الإخوانى، قام 16 شيخا من شيوخ الطرق الصوفية، على رأسهم الشيخ علاء أبوالعزايم بعقد اجتماع مع سكرتير السفارة الأمريكية ممثلا للإدارة الأمريكية فى مقر الطريقة العزمية بمنطقة السيدة زينب. استمر الاجتماع لمدة ساعتين، وحضره ممثل لجهاز مباحث أمن الدولة خلال اللقاء تمت مناقشة التنسيق بين شيوخ الصوفية فى مصر وبين الإدارة الأمريكية لنشر الإسلام الصوفى المعتدل بين المسلمين الأمريكيين، اتفق الشيوخ مع ممثل السفارة الأمريكية على أن تستضيف الإدارة الأمريكية على نفقتها (!) شيوخ الصوفية، كما اتفقوا معه، وإقامة فاعليات وأنشطة مكثفة لنشر الإسلام الصوفى بين مسلمى أمريكا، وعلى تبادل الزيارات بين الطرفين.

كما تم الاتفاق على اختيار الشيخ علاء أبوالعزايم كمنسق بين الصوفية فى مصر وبين الإدارة الأمريكية. وقال الشيخ محمد عبدالمجيد الشرنوبى (الذى لم يذكر الخبر صفته) أن ممثل الإدارة الأمريكية طلب استمرار اللقاءات والتنسيق بين الجانبين. وأكد على أن نموذج الإسلام الصوفى يمثل الإسلام المقبول والمرحب به فى أمريكا، لكونه إسلاما وسطيا ومعتدلا. وكان الشيخ علاء أبوالعزايم ــ شيخ مشايخ الطرق الصوفية ــ الذى استضاف اللقاء، وأكد فيه على متانة العلاقة بين الصوفية والشعب الأمريكى.

لم أصدق عيناى حين وقعت على الخبر، وانتظرت خمسة أيام مترقبا أى تصويب له أو تعليق على ما ورد فيه من معلومات مدهشة، لكننى لم أجد له أى صدى منشور، الأمر الذى يرجح صحته، حتى الآن على الأقل. وهو ما يدعونا إلى التعامل معه على هذا الأساس، الأمر الذى يستدعى الملاحظات التالية:
1ــ لم أفهم الشق الأول منه الذى تحدث عن قيام مؤسسة الأهرام بحسبانها ممثلة للحكومة بعقد اتفاق مع شيخ شيوخ الطرق الصوفية لمواجهة الفكر السلفى والمد الإخوانى، وذلك إن صح يمثل نقلة نوعية مدهشة فى الوضع القانونى والمهنى لمؤسسة الأهرام ودورها الذى عرفناه واحترمناه حينا من الدهر.

2 ــ استغربت التركيبة العجيبة للذين شاركوا فى اللقاء الذى استضافته مشيخة الطرق الصوفية. إذ جمع بين 16 من شيوخ الطرق وبين ممثل الإدارة الأمريكية ومندوب عن جهاز أمن الدولة فى مصر. صحيح أن السفير الأمريكى الأسبق ريتشاردونى كان مولعا بالموالد وبالطرق الصوفية وحاضرا فى فعالياتها، لكنها المرة الأولى التى يعلن فيها على الملأ أن مسئولا أمريكيا حضر اجتماعا تنسيقيا مع شيوخ الطرق الصوفية، وأن ذلك تم برعاية أمنية مصرية.

3ــ فهمنا أن يقيم جهاز مباحث أمن الدولة علاقة مع الطرق الصوفية ضمن سياساته التقليدية الهادفة إلى اختراق المنظمات الأهلية وتوجيهها، لكننا لابد أن نستغرب رعاية الجهاز لإدخال الأمريكيين على الخط وتمكينهم من القيام باختراق مماثل للطرق الصوفية، رغم ما قد يمثله ذلك من تماس مع اعتبارات الأمن القومى، علما بأن الاختراق الأمريكى بات يمثل بالضرورة قاطرة تسحب وراءها اختراقا إسرائيليا أكثر خطورة.

4ــ صياغة الخبر أعطت انطباعا بأن الإدارة الأمريكية لا تشجع الحركة الصوفية فى مصر فحسب، ولكنها حريصة أيضا على تشجيع نشر ما سمى بالإسلام الصوفى بين المسلمين الأمريكيين، بما يعنى أن التصوف سوف يحتل مكانة ضمن صادرات مصر إلى الولايات المتحدة، منافسا للمنسوجات!

قبل ثلاث سنوات أصدرت مؤسسة «راند» الأمريكية تقريرا عن الحالة الإسلامية دعت فيه إلى توجيه الاهتمام إلى الطرق الصوفية المخاصمة للسياسة وتشجيعها، باعتبارها نموذجا لما اعتبرته إسلاما معتدلا. وقد شهد العالم العربى خلال فترة ما سمى بالحرب على الإرهاب تشجيعا للتصوف، بدا واضحا فى مصر وأكثر وضوحا فى دول المغرب العربى التى تعددت فيها مؤتمرات الصوفية خلال السنوات الأخيرة. ويعد وزير الأوقاف فى المملكة المغربية من الناشطين فى ذلك المجال. وهو من أطلق مصطلح «الأمن الروحى» فى سياق حثه على نشر التصوف فى بلاده.

ذلك كله ليس جديدا، فقد سبق الجميع فى هذا المضمار اللورد كرومر المعتمد البريطانى لدى مصر بعد احتلالها فى ثمانينيات القرن التاسع عشر، الذى كان أول من أسس مجلسا أعلى للطرق الصوفية، واختار لرئاسته من سماه شيخ مشايخ الطرق، إنه فيلم قديم وسقيم جربه الاستعمار فى مصر والهند. والجديد فى الإخراج الأخير له أن جهاز أمن الدولة صار طرفا فيه ــ أيكون شعار المرحلة القادمة «التصوف هو الحل» ــ الأمنى الأمريكى؟
 
آخر تعديل:
16 أغسطس, 2010

طعن الصوفية فى النبي صلى الله عليه واله وسلم .!!





3agel.gif
طعن الصوفية فى الرسول صلى الله عليه واله وسلم .!!


دائما ما يحارب المتصوفة هنا السلف وإمامهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
فلا غرابة إذن إذا عرف أن من دينهم الطعن في نبينا صلى الله عليه وسلم قبحهم الله
 
مشكور على التنبيه
كل يوم أتأكد أن الحركات الإسلامية مجرد عملاء حيث
الصوفية والإخوان عملاء أمريكا
السلفية عملاء اسرائيل
لا فرق بينهم في العمالة فقط يزايدون على بعضهم بعضا
 
اعترافات خطيرة حور دور التصوف في خدمة المحتل

صاحب السجادة الكبرى يلقي بين يدي فرنسا " خطبة الإخلاص" الجزائر في 23/1/1350هـ لمراسل مجلة الفتح، التي يصدرها الأستاذ محب الدين الخطيب.
نشرت جريدة "لابريس ليبر Lapresselibre " وهي جريدة فرنسية استعمارية يومية كبرى تصدر في عاصمة الجزائر في عددها الصادر يوم السبت 16 مايو (28ذي الحجة)، خطبة طويلة ألقاها الشيخ "سيدي" محمد الكبير صاحب "السجادة الكبرى"، أي رئيس الطريقة الصوفية المسماة بالطريقة التجانية، بين يدي الكولونيل سيكوني "الفرنسي" الذي ترأس بعثة من الضباط قامت بنزهة استطلاعية في الجنوب الجزائري، ومهدت "لابريس ليبر" للخطبة بكلمة جاء فيها.
وبعد ما طافت هذه البعثة العسكرية في مدينة الأغواط، سافرت إلى عين ماضي المركز الأساسي للطريقة الصوفية الكبرى "التجانية"، ملبين دعوى رئيس هذه الطريقة المحترمة المبجلة الشيخ سيدي محمد الكبير، وبعدما تفرجوا على المدينة، يعني: قرية عين ماضي، وعلى الزاوية ذهبوا إلى القصر العظيم الذي شيِّد بإيعاز من السيدة الفرنسية مدام اوريلي التجاني (أيّم التجاني)، وفي ردهات هذا القصر الرائعة الجميلة أقيمت مأدبة فخمة فاخرة كبرى لهؤلاء الضباط ولنواب الحكومة العسكرية المحلية بالأغواط وعين ماضي، وفي أثناء شرب الشاي قام حبيبنا حسن سي أحمد بن الطالب، وتلا باسم المرابط سيدي محمد الكبير صاحب السجادة التجانية الكبرى خطبة عميقة مستوعبة للخدمات الجليلة الصالحة التي قامت بها الطائفة التجانية لفرنسا وفي سبيل فرنسا من توطيد الاستعمار الفرنسي، وفي تسهيل مهمة الاحتلال على الفرنسيين، وفي إشارات التعقل التي كانت تسديها هذه الطريقة الصوفية لمريدها من "الأحباب".
ثم قالت الجريدة: وحيث طلب منا نشر هذه الخطبة القيمة فإننا ننشرها فيما يلي: وهنا أوردت الجريدة جانباً كبيراً من الخطبة – نصفها أو ثلثيها – كله ثناء لا يحصى ولا يعد على فرنسا المستعمرة، فوصفها الخطيب بأنها "أم الوطن الكبرى"، وانهال عليها مدحاً وشكراً بما لا يخرج عن معنى ما نسمعه دائماً من دعاتها المأجورين، إلا أنه قال: "حتى الأرذال الأوباش أعداء فرنسا الذين ينكرون الجميل، ولا يعترفون لفاضل بفضل، قد اعترفوا لفرنسا بالمدنية والاستعمار، وبأنها حملت عنا ما كان يثقل كواهلنا من أعباء الملك والسيادة، وحملت الأمن والثروة والرخاء والسعادة والهناء.
ولكن المهم من الخطبة هو الجانب الأخير منها، لأنه يحوي اعترافات خطيرة مثبتة بتواريخها، ونحن ننقل هذه الاعترافات حرفياً، ونعرضها على صفحات الفتح المجلة التي يثق بها المسلمون جميعاً، ولكل مسلم أن يحكم على هذه الاعترافات بما يشاء.
قال الشيخ سيدي محمد الكبير صاحب السجادة الكبرى "التجانية"، وهو "خليفة" الشيخ أحمد التجاني الأكبر مؤسس هذه الطريقة، وهذا "الخليفة" يسيطر على جميع أرواح الأحباب المريدين التجانيين في مشارق الأرض ومغاربها.
إنه من الواجب علينا إعانة حبيبة قلوبنا مادياً وأدبياً وسياسياً، ولهذا فإني أقول لا على سبيل المن والافتخار، ولكن على سبيل الاحتساب والتشرف بالقيام بالواجب: إن أجدادي قد أحسنوا صنعاً في انضمامهم إلى فرنسا قبل أن تصل بلادنا، وقبل أن تحتل جيوشها الكرام – كذا – ديارنا.
ففي سنة 1838 كان جدي سيدي محمد الصغير – رئيس التجانية يومئذ – أظهر شجاعة نادرة في مقاومة أكبر عدو لفرنسا، الأمير عبد القادر الجزائري، ومع أن هذا العدو – يعني : الأمير عبد القادر – قد حاصر بلدتنا عين ماضي، وشدد عليها الخناق ثمانية أشهر، فإن هذا الحصار تم بتسليم فيه شرف لنا نحن المغلوبين، وليس فيه شرف لأعداء فرنسا الغالبين، وذلك أن جدي أَبى وامتنع أن يرى وجهاً لأكبر عدو لفرنسا، فلم يقابل الأمير عبد القادر!
وفي سنة 1864 كان عمي سيدي أحمد – صاحب السجادة التجانية يومئذ – مهد السبيل لجنود الدوك دومال،وسهل عليهم السير إلى مدينة بسكرة، وعاونهم على احتلالها.
وفي سنة 1870 حمل سيدي أحمد هذا تشكرات الجزائريين للبقية الباقية من جنود "التيرايور" الذي سلموا من واقعة "ريش – هوفن"، وواقعة "ويسانبور"، ولكي يظهر لفرنسا ولاءه الراسخ وإخلاصه المتين، وليزيل الريب وسوء الظن اللذين ربما كانا بقيا في قلب حكومتنا الفرنسية العزيزة عليه –يعني: من حيث كونه مسلماً ولو بالاسم فقط – برهن على ارتباطه بفرنسا ارتباطاً قلبياً، فتزوج في أمد قريب بالفرنسية الانسة أوريلي بيكار (مدام أو أيّم التجاني بعدئذ)، وبفضل هذه السيدة – نعترف به مقروناً مع الشكر – تطورت منطقة كوردان هذه ضاحية من ضواحي عين ماضي من أرض صحراوية إلى قصر منيف رائع، ونظراً لمجهودات مدام أوريلي التجاني هذه المادية والسياسية فإن فرنسا الكريمة قد أنعمت عليها بوسام الاحترام من رتبة "جوقة الشرف".
المراسل: وسيدي أحمد هذا لما تزوج في سنة 1870 بهذه المرأة الفرنسية، كان أول مسلم جزائري تزوج بأجنبية، وقد أصدرت هي كتاباً فرنسياً في هذه الأيام أسمته: "أميرة الرمال" تعني نفسها، وقد ملأته بالمثالب والمطاعن على الزاوية التجانية، وذكرت فيه أن سيدي أحمد هذا إنما تزوجها على يد الكاردينال لافيجري على حسب الطقوس المسيحية، وذلك لأن قانون الزواج الفرنسي كان دينياً مسيحياً لا مدنياً، ولما توفي عنها سيدي أحمد هذا خلفه عليها وعلى السجادة التجانية أخوه سيدي علي!.
ولما أنعمت فرنسا بوسام الشرف على هذه السيدة منذ أربعة أعوام، قالت الحكومة في تقريرها الرسمي ما نصه: لأن هذه السيد قد أدارت الزاوية التجانية الكبرى إدارة حسنة كما تحب فرنسا وترضى، ولأنها كسبت للفرنسيين مزارع خصبة ومراعي كثيرة، لولاها ما خرجت من أيدي العرب الجزائريين (التجانيين)، ولأنها ساقت إلينا جنوداً مجندة من "أحباب" هذه الطريقة ومريدها يجاهدون في سبيل فرنسا كأنهم بنيان مرصوص.
واليوم تعيش هذه السيدة (أيم التجاني) في مزرعة لها كبرى في ضواحي مدينة بلعباس – وهران عيشة المترفين ذوي الرفاهية والنعيم، وهي الآن لم تقطع علاقاتها بالزاوية التجانية، بل لا تزال تسيطر عليها، وتقبض على أزمتها، ومع أن الأحباب التجانيين يتبركون بهذه السيدة ويتمسكون بآثارها ويتيممون لصلواتهم على التراب الذي تمشي عليه، ويسمونها "زوجة السيدين"، فإنها لا تزال مسيحية كاثوليكية إلى هذه الساعة، ومن العجيب أن إحدى وستين سنة قضتها كلها في الإسلام وبين المسلمين من (1870-1930)، لم تغير من مسيحيتها شيئاً، وهذا دليل على ما كانت تكنه في قلبها لهؤلاء الأحباب في رقابهم وأموالهم!!
ولنرجع إلى نقل الاعترافات فنقول: ثم قال سيدي محمد الكبير: وفي سنة 1881 كان أحد "مقاديمنا" سي عبد القادر بن حميدة مات شهيداً مع الكولونيل فلاتير حي كان يعاونه على احتلال بعض النواحي الصحراوية.
وفي سنة 1894 طلب منا جول كوميون والي الجزائر العام يومئذ أن نكتب رسائل توصية، فكتبنا عدة رسائل ، وأصدرنا عدة أوامر إلى أحباب طريقتنا في بلاد الهكار (التوارق) والسودان نخبرهم بأن حملة فو ولامي الفرنسية هاجمة على بلادهم، ونأمرهم بأن لا يقابلوها إلا بالسمع والطاعة، وأن يعاونوها على احتلال تلك البلاد، وعلى نشر العافية فيها!!
وفي سنة 1906-1907 أرسل المسيو جونار والي الجزائر العام يومئذ ضابطه المترجم مدير الأمور الأهلية بالولاية العامة سيدي مرانت برسالة إلى أبي المأسوف عليه سيدي البشير، فأقام عنده في زاوية كوردان شهراً كاملاً لأداء مهمة سياسية، ولتحرير رسائل وأوامر أمضاها سيدي البشير والدي – رئيس التجانية يومئذ 0، ثم وجهت – أرسلت – إلى كبراء مراكش – المغرب الأقصى – وأعيانها وزعماء تلك البلاد وجلهم، أو قال: وأكثرهم تجانيون من أحباب طريقتنا نبشرهم بالاستعمار الفرنسي، ونأمرهم بأن يتقبلوه بالسمع والطاعة والاستسلام والخضوع التام، وأن يحملوا الأمة على ذلك، وأن يسهلوا على جيوش فرنسا تلك البلاد.
وفي الحرب العالمية الكبرى أرسلنا ووزعنا في سائر أقطار شمال أفريقية منشورات تلغرافية وبريدية استنكاراً لتدخل الأتراك في الحرب ضد فرنسا الكريمة وضد حلفائها الكرام، وأمرنا أحباب طريقتنا بأن يبقوا على عهد فرنسا وعلى ذمتها ومودتها.
وفي سنة 1913 إجابة لطلب الوالي العام للجزائر أرسلنا بريداً إلى المقدم الكبير للطريقة التجانية في السنغال سيدي الحاج مالك عثمان ساي نأمره بأن يستعمل نفوذنا الديني الأكبر هنالك في السودان لتسهيل مأمورية كلوزيل الوالي العام للجزء الشمالي من إفريقية الغربية، أي لكي يسهل عليه احتلا واحة شنقيط.
وفي سنة 1916 إجابة لطلب المريشال ليوتي عميد فرنسا في مراكش كان سيد علي – صاحب السجادة الرئيس الذي كان قبلي – كتب مئة وثلاث عشرة رسالة توصية، وأرسلها إلى الزعماء الكبار وأعيان المغاربة يأمرهم بإعانة فرنسا في تحصيل مرغوبها وتوسيع نفوذها وذلك بواسطة نفوذهم الديني!
وفي سنة 1925 في أثناء حرب الريف أرسلت أنا – حبيبنا – المخلص ومريد طريقتنا ومستشارنا المعتبر حسني سي أحمد بن الطالب، الذي قرا هذه الخطبة بلسان سيده، إلى المغرب الأقصى، فقام بدعاية كبرى – وبروباغندا – واسعة في حدود منطقة الثوار، وتمكن من أخذ عناوين الرؤساء الكبار والأعيان الريفيين والمقاديم وأرباب النفوذ على القبائل الثائرة، وكتبنا إليهم رسائل نأمرهم فيها بالخضوع والاستسلام لفرنسا، وقد أرسلنا هذه الرسائل إلى مقدمنا الأكبر في فاس فبلغها إلى المبعوث إليهم يداً بيد. وبالجملة فإن فرنسا ما طلبت من الطائفة التجانية نفوذها الديني إلا وأسرعنا بكل فرح ونشاط بتلبية طلبها وتحقيق رغائبها، وذلك كله لأجل عظمة ورفاهية وفخر حبيبتنا فرنسا "النبيلة".
والله المسؤول أن يخلد وجودها بيننا لنتمتع برضاها الخالد! ثم لما ختم خطبته هذه بالثناء العاطر على الموظفين الفرنسيين وعلى الضباط العسكريين واحداً واحداً، ومدح الوالي العام الحالي ووصفه بأنه "المستعمر الأكبر".
وما انتهى الشيخ من خطبته حتى نهض ليوتنان كولونيل سيكوني رئيس البعثة العسكرية وشكر الشيخ وأثنى عليه، ثم قال له: "ومن كمال مروءتك وإحسانك يا سيدي الشيخ "المرابط" أنك لم تذكر ولا نعمة واحدة من النعم التي غمرتني بها، فأنت الذي أنجيتني من الطوارق الملثمين، وأنقذتني من أيديهم، وهكذا جعل الكولونيل يذكر مناقب أخرى للشيخ كثيرة.
ونلفت نظر القراء إلى شيئين اثنين: أحدهما: أن الرئاسة الروحية في هذه الطريقة التجانية هي موحدة في يد الخليفة، وليس لأحد منهم أن يستقل عنه، وأما هم اليوم يقفون موقفاً حرجاً جداً للغاية، فهم يحاربون ويحاربهم دعاة الإباحية والإلحاد، وأهل الجمود والخرافات، ويقاومون في هؤلاء وهؤلاء الاستعمال الغاشم، وما فيه من قسوة وطغيان.

من كتاب مشتهى الخارف الجانى في رد زلقات التجاني الجاني
تأليف العلامة محمد الخضر الشنقيطي
دار البشير – عمان 616- 621
 
قال الرئيس [فيليب قونداس] من المستعمرين الفرنسيين: لقد اضطر حكامنا الإداريون وجنودنا في أفريقيا إلى تنشيط دعوة الطرق الدينية الإسلامية لأنها كانت أطوع للسلطة الفرنسية ، وأكثر تفهماً وانتظاماً من الطرق الوثنية التي تعرف باسم [بيليدو، وهاجون] أو من بعض كبار الكهان أو السحرة السود) انتهى كلام الدكتور زكي مبارك.

كتاب كتاب التصوف الإسلامي 2/301 نقلاً عن البحر المرود ص292" للدكتور زكي مبارك.

وفي كتاب [تاريخ العرب الحديث والمعاصر] تحت عنوان "المتعاونون مع فرنسا في الجزائر" :

(وتتألف هذه الفئة من بعض الشباب الذين تثقفوا في المدارس الفرنسية ، وقضى الاستعمار على كل صلة لهم بالعروبة ، ويضاف إليهم بعض أصحاب الطرق الصوفية الذين أشاعوا الخرافات والبدع ، وبثوا روح الانهزامية والسلبية في النضال فاستخدمهم الاستعمار كجواسيس) ص372.

يقول [الدكتور عمر فروخ] :
(يقول الصوفية:إذا سلط الله على قوم ظالماً فليس لأحد أن يقاوم أرادة الله أو أن يتأفف منها)
 
شاهدنا فعلا توقف العدد من القنوات المحسوبة على الإسلام قبل الثورات العربية مما ينبىء عن صدق هذا الخبر الذي من خلاله تتعاون الصوفية مع أمريكا
ولعلها مقدمات لدخول المتصوفة عالم هوليوود













http://www.tanseerel.com/main/writer.aspx?id=0
الخميس 14 أكتوبر 2010
كشف عبد المنعم الألفي، رئيس مجلس إدارة المنطقة الحرة الإعلامية، عن قرارات حاسمة سوف تتخذ في الأيام القادمة بغلق مزيد من القنوات التي "ثبت تورطها في بث مواد تحث على الكراهية والفتنة" على حد تعبيره . وكشفت مصادر مطلعة أن قرار غلق تلك القنوات جاء بعد أن أبدت عدد من القيادات الكنسيية غضبها لجهات سيادية عليا من الحملة التي شنتها تلك القنوات على الأنبا بيشوي وعدد من القيادات الكنسية ، وفي الوقت نفسه كشفت تلك المصادر بأن مفاوضات تجري بين السفارة الأمريكية وعدد من القيادات الصوفية لإطلاق قناة فضائية "تحارب الفكر السلفي




 
الصوفية مفتاح امريكا السري للشرق الأوسط الكبير الجديد
مفكرة الإسلام: قبل الحديث عن الدور المرتقب للحركة والتيار الصوفي على الساحة اليمنية خلال السنوات القادمة، لابد من التعريج على طبيعة العلاقة القائمة –اليوم- بين التصوف والغرب في ظل الصراع القائم بين ما يوصف بـ'الإسلام الأصولي' والغرب على الصعيد الفكري والعسكري. هذه العلاقة -القائمة على تقاطع المصالح بين واجهتين متناقضتين في أسسها العقدية ومنطلقاتها الحضارية والتاريخية- لن تجد لدى العقلاء من أبناء هذا التيار العريض قبولا –حسب تصوري، لأن خلاف التيار الصوفي مع 'الإسلام الصوفي' أو 'الإسلام الحركي السياسي' مهما بلغ لا يجوِّز لأتباع التصوف موالاة غير المسلمين على إخوانهم..

علاقة الغرب بالتصوف:

'.. مع انتهاء الحرب الباردة ومع تراجع القومية العربية ومع تزايد النضج السياسي للحركات الإسلامية ودخولها معترك الحياة السياسية، بدأت هذه الحركات في قيادة المقاومة للاستعمار الغربي.وهنا بدأ يظهر العداء الغربي للإسلام، وبدأ الحديث عن الإرهاب الإسلامي وضرورة إصلاح الخطاب الديني الإسلامي. ومما له دلالته أن العالم الغربي الذي يحارب الإسلام، يشجع الحركات الصوفية. ومن أكثر الكتب انتشاراً الآن في الغرب مؤلفات محيي الدين بن عربي وأشعار جلال الدين الرومي.



وقد أوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية. فالزهد في الدنيا والانصراف عنها وعن عالم السياسة يضعف ولا شك صلابة مقاومة الاستعمار الغربي. ومن ثم فعداء الغرب للإسلام ليس عداء في المطلق، وإنما هو عداء للإسلام المقاوم، ولأي شكل من أشكال المقاومة تتصدى لمحاولة الغرب تحويل العالم إلى مادة استعمالية'[1].



هذه التوصيف الدقيق لأبعاد الموقف السياسي الغربي من حركات التصوف -الذي يجليه الدكتور/ عبد الوهاب المسيري- ليس بعيدا عن الحقائق القائمة اليوم على واقع الحراك الدعوي للحركات الصوفية والظهور والاهتمام الإعلامي بهم عبر وسائل الإعلام المختلفة والقنوات الفضائية الرسمية وغير الرسمية.



ولفهم المزيد من طبيعة العلاقات القائمة بين الغرب وحركات التصوف نذكر هنا بمؤتمر [فهم الصوفية والدور الذي ستلعبه في رسم السياسة الأمريكية]، والذي عقد في مركز 'نيكسون' بالولايات المتحدة الأمريكية، في24/10/2003م أي بعد عامين من أحداث سبتمبر وعقب سقوط بغداد بأشهر قليلة، وكان الهدف من هذا المؤتمر حسب إعلان المنظمين له هو تقديم [الإسلام الوسطي] أو [الإسلام الثقافي] لصانعي القرار والأكاديميين الأمريكيين!!



وكان من أبرز المشاركين في المؤتمر، الذي أقيم برعاية وزارة الدفاع الأمريكية، بيرنارد لويس، أستاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة برينستون بولاية نيوجيرسي، وأحد أشد الكتاب الأمريكيين عداوة للإسلام من خلال كتاباته الناقدة والمستهدفة للإسلام، وهو من منظري الحرب الأساسيين على العراق، له العديد من المؤلفات المثيرة للجدل عن التاريخ العربي والإسلامي والشرق الأوسط، منها 'أين الخطأ' و'الصدام بين الإسلام والتحضر بالشرق الأوسط' و'كارثة الإسلام' و'الحرب المقدسة والإرهاب الرهيب'...

وفي الجانب المسلم شارك الشيخ محمد هشام قباني، نائب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في أمريكا، 'ISCA'، الذي تأسس عام 1997م, ويتبع الطريقة النقشبندية الصوفية، ويهدف فيما يهدف إليه إلى 'رسم مستقبل المسلمين في أمريكا وفي أرجاء العالم'. وكان القباني قدم في يناير عام 1999م محاضرة في وزارة الداخلية الأمريكية بعنوان [التطرف الإسلامي وخطورته على الأمن القومي الأمريكي]، أوضح فيها بـ'أنهم –كصوفيين- يبقون المتحدثين الأهم عن الجمعيات الإسلامية لمحاربة الإرهاب والتجمعات المتطرفة الدينية'. وقد لقبه 'بول ولوفتس'، نائب وزير الدفاع الأمريكي، بـ'الرجل الشجاع والأهم بأمريكا'، لأنه يبشر بالقيم مثل [كرامة الإنسان, حرية الرأى, العدالة المتساوية, احترام المرأة والتسامح الديني].



وتحدث الشيخ القباني في هذا المؤتمر قائلا: إنه يجب على الحكومة الأمريكية التعامل مع الصوفيين وليس الوهابيين، لأن الوهابيين يريدون الهيمنة على العالم الإسلامي مثلما تسيطر أمريكا على الغرب، وزعم بأن السعوديين يّدعون بأنهم سلفيون مثلما كان السلف الصالح في القرن الأول والثاني والثالث وهم في الحقيقة غير ذلك.



ووزعت خلال المؤتمر دراسة بيانية توضح المذاهب الإسلامية ونسبة المسلمين المنتمين لها, وبأن مجموعة السلفية الذين ينتمون إلى مدرسة ابن تيمية التي أطلقوا عليه اسم [جماعة الإسلام السياسي] والتي وضعوها داخل دائرة حمراء تضم حسب قولهم: [الوهابية, الجماعات الفلسطينية الإرهابية, الجماعات الإسلامية, حزب التحرير, جماعة التبليغ] هي التي تشكل خطرا على الإسلام.



هذه الحقيقة يؤكدها د.جهاد عودة و د. عمار علي حسن، في دراسة بعنوان [عولمة الحركة الإسلامية الراديكالية، الحالة المصرية]، بالقول: 'وفضلا عن الإخوان المسلمين، فإن هناك تيارا دينيا واسع الانتشار، يتعدى في تمدده حدود الدولة القومية، وهو الطرق الصوفية، حيث نجد أن بعض الطرق المصرية لها أتباع في دول عديدة بما فيها الدول الأوروبية والولايات المتحدة ذاتها. لكن سكونية هذا التيار وانسحابه السياسي، أو موالاته للحكم في مصر عبر التاريخ، وتماهيه في الفلكلور الشعبي أكثر من تفاعله مع الحالة السياسية، يخرجه من المعادلة التي نحن بصددها الآن. وإذا كانت للطرق الصوفية المصرية مواقف من القضايا الخارجية، فإن هذه المواقف، لا تخرج في الغالب الأعم عن تلك التي تتبناها الحكومة'[2].



إذن فالحركات الصوفية، في مصر أو في الوطن العربي، لا تخرج في مواقفها السياسية عن مواقف الحكومات العربية الخانعة غالبا، بل إن هذه الحكومات تواجه حركات المد الإسلامي السني [والسلفي خصوصا] بالاستناد إلى الفكر والحركات الصوفية، وعبر تقديمها كبديل تعليمي ومرجعي للأمة.



يقول الكاتب 'ستيفن شوارتز'، صاحب كتاب 'وجها الإسلام: الأصولية السعودية ودورها في الإرهاب'، في مقال بعنوان 'التعرف على الصوفية': 'ينطوي العالم الإسلامي على طيف واسع من التفسيرات الدينية. فإذا وجدنا في أحد أطراف الطيف المذهب الوهابي المتعصب الذي يتصف بالقسوة والاستبداد ما يجعله أشبه بالإيديولوجية العربية الرسمية السائدة منه بالمذهب الديني، فإننا نجد في الطرف الآخر التعاليم المتنورة للصوفية. لا تؤكد هذه التعاليم على الحوار داخل الإسلام وعلى الفصل بين السلطة الروحية وسلطة رجال الدين وعلى التعليم باللغة المحلية فحسب، بل إنها تحترم أيضاً جميع المؤمنين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود أو هندوسيين أو بوذيين أو من ديانات أخرى. وتشدد الصوفية علاوة على ذلك على التزامها باللطف والتفاعل والتعاون المتبادل بين المؤمنين بغض النظر عن مذاهبهم'. ويسرد الكاتب أمثلة متعددة على تسامح الصوفية مع العقائد غير الإسلامية بالقول: 'إن تاريخ الصوفية مليء بأمثلة عن التلاحم بين العقائد على عكس النزعة الانفصالية المتشددة التي تميز الأصولية الإسلامية. يشارك الصوفيون البلقان والأتراك المسيحيين في الأماكن المقدسة. ومازال الصوفيون في آسيا الوسطي يحتفظون بالتقاليد الموروثة عن الشامان والبوذيين. كما تكيّف الصوفيون في أفريقيا الغربية الناطقة بالفرنسية مع العادات المحلية، وكذلك الأمر بالنسبة للصوفيين في تركستان الشرقية الذين اقتبسوا من التعاليم الصينية مثل الكونفوشية والطاوية إضافة إلى تعلمهم فنون القتال دفاعاً عن النفس. لقد قبل الصوفيون في البلقان وتركيا ووسط آسيا العلمانية كمتراس ضد التعصب الديني واحتكار رجال الدين للأفكار الدينية'.



ويشير شوارتز إلى انشغال رموز الصوفية بالدنيا في الوقت الراهن بقوله: 'لكن معظم الصوفيون في العالم الإسلامي يعيشون حياة عمل عادية وقد أصبح بعضهم غنياً؛ ولقد قيل إنه عندما أقيمت جنازة الشيخ المالكي [يقصد محمد علوي المالكي] في مكة غصت مطارات السعودية بالطائرات الخاصة عدة أيام. وقد مارست الصوفية تأثيراً، وإن يكن محدوداً، على المفكرين والباحثين عن الروحانيات في الغرب أيضا'ً.



ويعطي أمثلة معاصرة لطبيعة تعايش الصوفية مع واقع الاحتلال الجديد للمنطقة: 'كردستان العراق مركز آخر للصوفية؛ إذ كان زعماؤهم الروحيون بارزين في قتال صدام حسن، وهم يدعمون الآن دعماً فاعلاً التحالف العراقي مع الولايات المتحدة الأمريكية. كذلك كان الصوفيون هم الملهمين للنضال ضد العدوان الروسي في الشيشان والمناطق القوقازية المسلمة الأخرى وذلك حتى نهاية التسعينات حين اغتصب العرب الوهابيون الصراع وحولوه في اتجاه إرهابي'، ويستحث شوارتز لاستغلال الصوفية في بث ثقافة العلمنة: 'يمكن أن نرى نموذجاً آخر حيث الصوفية هي الشكل المهيمن من الإسلام وذلك في بلاد تمتد من أفريقيا الغربية الناطقة بالفرنسية والمغرب إلى البلقان وتركيا وآسيا الوسطى ومن الهند إلى إندونيسيا. أثرت الصوفية هنا تأثيراً عميقاً على الثقافات المحلية مما سهل وجود المواقف العلمانية إضافة إلى التعايش السلمي مع غير المسلمين. ليس بمحض الصدفة أن المملكة المغربية وتركيا وإندونيسيا التي ينتشر فيها جميعاً الإسلام الصوفي هي الدول التي يعتبر أنها تحمل أفضل الإمكانيات لنشوء الديمقراطيات الإسلامية. بالطبع، فإن المسلمين في الهند، الذين بلغ عددهم الآن 130 مليون مسلماً، يعيشون منذ نصف قرن كأقلية في ديمقراطية نشطة'، ويضيف: 'قد تلعب التقاليد الروحية في الأمكنة التي تهيمن عليها الصوفية دوراً إيجابياً في تعزيز القيم المدنية التي تفضي إلى نشوء الديمقراطية. فمثلاً أعلن صوفيو البيكتاشي الذين يعيشون على الأراضي الألبانية والذين يبلغ عددهم 3 ملايين عضو ينتشرون من كوسوفو إلى شمال اليونان بجرأة أنهم 'أكثر المسلمين تقدماً في العالم!'، كما نبهني إلى ذلك بانفعال بابا طاهر أميني زعيمهم في مقدونيا عام 2003م. يشتهر هؤلاء خاصة بالتزامهم بحقوق المرأة والتعليم العام وهم الطريقة الصوفية الوحيدة التي تسمح بشرب الكحول'، ويواصل بالقول: 'تبقى الصوفية في هذه البلاد -من بينها سورية وإيران و السودان- أهدأ ما يكون. لا يمكن لأحد أن يتنبأ بالدور الذي قد تلعبه الصوفية هنا في النهاية، عندما يبدأ كل نظام أو يسرع في التحول بعيداً عن البعثية [في الحالة الأولى] أو حكم رجال الدين [في الثانية] أو الإسلام العنيف [في الثالثة]. لكن التزام الصوفية بالتعددية الدينية والفكرية لا يمكنه سوى تعزيز أية تطورات إيجابية قد تنشأ'.



لهذه الأسباب يرى شوارتز: أن 'من الواضح جداً أن على الأمريكيين أن يتعلموا المزيد عن الصوفية وأن يتعاملوا مع شيوخها ومريديها وأن يتعرفوا على ميولها الأساسية. ليس هذا صعباً، حيث يسهل العثور على بيوت اجتماع الطرق الصوفية في كل دولة إسلامية عدا المملكة العربية السعودية. يجب على أعضاء السلك الدبلوماسي الأمريكي في المدن الإسلامية من بريشتينا في كوسوفو إلى كشغار في غرب الصين ومن فاس في المغرب إلى عاصمة إندونيسيا جاكرتا أن يضعوا الصوفيين المحليين على قائمة زياراتهم الدورية. يجب أن ينتهز الطلاب الأمريكيون ورجال الأعمال وعمال الإغاثة والسائحون فرص التعرف على الصوفيين. الأهم من ذلك، أن أي شخص داخل أو خارج الحكومة يشغل موقعاً يسمح له بالتأثير على مناقشة ورسم سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط يمكنه أن يستفيد من فهم هذا التقليد الفطري من التسامح الإسلامي'، لكنه يحذر بهذا الصدد من إظهار الدعم الأجنبي للحركات الصوفية: 'لا حاجة للقول بأنه يجب تجنب القيام بمحاولات الاختيار أو الدعم المباشر لبديل صوفي عن الإسلام المتطرف. لكي تبقى الصوفية صادقة مع نفسها فإنها يجب أن تبقى حرة. لا يحتاج الصوفيون إلى المال بل يحتاجون إلى الفهم والاحترام كعنصر أساسي في المجتمع الإسلامي العالمي'، و'في نفس الوقت، ومن منطلق حقوق الإنسان، يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تدافع عن الصوفيين ضد من يضطهدهم باستخدام العنف في كثير من الأحيان، خاصة في المملكة العربية السعودية. لابد من التأكيد على أنه في المملكة التي يهيمن عليها الوهابيون تبرز هناك ثقافة معارضة روحية صوفية تجذب الشباب خاصة. وعلى نقيض التطرف السعودي، بما فيه الدعم المفتوح للإسلام الراديكالي الذي تقدمه أغنى وأقوى شخصيات الرياض، فإن الصوفية تمثل التعددية الإسلامية التي لو أعيدت إلى المملكة العربية السعودية فإنه قد تغلق تدفق المال إلى القاعدة وحلفائها في جميع أنحاء العالم. وسيكون من الحماقة أن تضيع الولايات المتحدة هذه فرص في الحرب ضد الإرهاب'[3].



لقد نشرت وحدة البحث في الأمن القومي التابعة لمركز 'راند' بالولايات المتحدة، وهو من أهم معاقل المحافظين الجدد وأحد أذرعهم الفاعلة في توجيه السياسة الخارجية والدفاعية الأمريكية، ورقة بحثية مطولة تحت عنوان 'الإسلام المدني الديمقراطي: شركاء وموارد واستراتيجيات'، قدمت خلالها رصدا عاما للساحة الثقافية والسياسية الإسلامية ومختلف تياراتها الفاعلة، محددة على ضوء ذلك ملامح السياسة الأمريكية المطلوب توخيها في التعاطي مع الحالة الإسلامية الواسعة بمفرداتها المتنوعة.



'وهذه الوثيقة ليست مجرد ورقة بحثية تتعلق بحقل دراسي مخصوص، كما هو شأن البحوث الأكاديمية والإستراتيجية عادة، بقدر ما هي عبارة عن برنامج عمل سياسي مفصل. وتقسم الورقة الساحة الإسلامية إلى أربعة اتجاهات وتيارات كبرى، تيار أول تسميه بالأصوليين الذين هم بحسب التعريف الوارد 'الأكثر عداء للغرب عامة وللولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، فهم يهدفون بدرجات متفاوتة إلى تقويض الحداثة والديمقراطية'، وتيار ثان أطلقت عليه أسم التقليديين الذين هم -بحسب وصف الورقة- إن كانوا أكثر اعتدالا وهدوء، إلا أنهم ليسوا على وفاق مع القيم الحداثية والديمقراطية، وهم ينقسمون بدورهم إلى تفريعات مختلفة، بعضها أميل إلى التوجهات الأصولية، وبعضها الآخر أكثر انشغالا بتثبيت المعايير والمؤسسات التقليدية للمجتمعات الإسلامية، أما التيار الثالث فتطلق عليه تسمية التحديثين الذين يراهنون على إدماج العالم الإسلامي في فضاء 'الحداثة العالمية'، ويرغبون في إصلاح الإسلام وتحديثه، على ما ورد في التقرير، أما التيار الرابع فتصفه بالعلماني، وهو تيار يحث المجتمعات الإسلامية على قبول الفصل بين الدين والدولة على منوال الديمقراطيات الصناعية الغربية، ويدعو إلى إرجاع الدين لدائرة الحياة الخاصة، ويصف التقرير هذا التيار بأنه الحليف الطبيعي والأوثق للولايات المتحدة الأمريكية'.



وبعد هذا التشخيص المفصل لمكونات الساحة الإسلامية، تنتهي الورقة إلى ضبط ما يشبه برنامج عمل مفصل يضبط صيغة التعامل مع هذه الاتجاهات الأربعة، ومن أبرز خطوط هذا البرنامج 'تشجيع التصوف خاصة في البلدان الإسلامية ذات التقاليد الصوفية الراسخة مثل أفغانستان وبقية الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطي وفي العراق، نظرا لما يتسم به التصوف من مرونة وانفتاح في الرؤية والقراءة للنصوص الدينية على ما يذكره التقرير البحثي'[4].

إذن فالغرب وفقا لـ'ليبير نارد لويس' 'يسعى إلى مصالحة [التصوف الإسلامي] ودعمه لكي يستطيع ملء الساحة الدينية والسياسية وفق ضوابط [فصل الدين عن الحياة]، و[إقصائه نهائيا عن قضايا السياسة والاقتصاد]، وبالطريقة نفسها التي استخدمت في تهميش المسيحية في أوروبا والولايات المتحدة[5].

علاقة الصوفية بالسلطة:

تقوم فكرة التصوف في تجلياتها المتأخرة على فكرة الهيمنة على المجتمع من خلال الجانب الفكري والروحي، عبر تقديس الزعامات الروحية والفكرية للحركة في نفوس أتباع الطريقة، وذلك من خلال إضفاء هالة من التعظيم عليهم استنادا لمكانتهم السلالية [الانتساب لآل البيت] أو للأحوال والكرامات المكذوبة عنهم..



وبالتالي يمارس مرجعيات الصوفية السلطة ذاتها التي يمارسها القساوسة والرهبان في الديانات الأخرى، والمرجعيات والآيات في الفرق الشيعية والباطنية، الأمر الذي يخرج علماء الدين من دورهم كمبلغين وحاملين للعلم إلى مشرعين إضافيين في الإسلام.

ومن هنا فإن الحركة الصوفية تتأقلم –كما هو شأنها تاريخيا- مع السلطة الحاكمة طالما تركت لها مزاولة السلطة الروحية على المجتمع في حين تترك هي السياسة للحاكم يحكم بها كيف يشاء..



ومع ذلك فإن الصوفية لم تكن كذلك مطلقا، بل ظهرت في التاريخ الإسلامي حركات تصوف مجاهدة ناصرت المظلومين وقاومت الاحتلال ورفضت مظاهر الانحلال والإلحاد.. كما وقع مع الشيخ المجاهد عمر المختار بليبيا.



والصوفية في اليمن قديمة جدا، والحديث عنها ذو شجون، وقد مر عليها ما مر على الدعوات من قبلها، وعانت من الانحسار عقب سقوط الخلافة العثمانية التي عملت على نشر الصوفية وطرقها وشجعتها وتبنتها وناصرتها على مناوئيها. كما أن قيام الدولة السعودية وانتشار دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي على نطاق واسع من العالم الإسلامي أثر في اندثار التصوف وغياب معالم الوثنية الحديثة، أو ما عرف بـ'القبورية'[6]! كما أن بروز الحداثة وانتشار التعليم في العالم الإسلامي عموما، وفي اليمن أيضا، قلل من مظاهر الخرافة والدجل الذي مارسته الصوفية عبر قرون من الزمن.



إلا أن الصوفية في اليمن، كما هي في العالم، وعقب أحداث 11 سبتمبر، برزت بقوة وأصبحت تجد اهتماما إعلاميا ورسميا ملحوظا..



وعند الحديث عن الصوفية القبورية في اليمن لا يمكن إغفال أبرز معالمها الدينية.. قبر النبي هود علية السلام، المزعوم في حضرموت، والذي يشهد نشاطا صوفيا قبوريا يحضره عدد كبير من دول العالم، وبالأخص من جنوب وجنوب شرق آسيا، والمراسيم البدعية التي يقيمها رموز التصوف في وادي حضرموت تجد اهتماما في وسائل الإعلام الرسمية، ويقدم رموزها، كأمثال الشيخ عمر بن حفيظ -مدير دار المصطفى للدراسات الإسلامية، بتريم، والحبيب علي الجفري[7] –الداعية الصوفي المشهور، على أنهم رموز للاعتدال والوسطية!



كما لا يمكن إغفال أبرز معاقلها العلمية، 'دار المصطفى للدراسات الإسلامية' بتريم في حضرموت، والتي تأسست عام 1414هـ، وعلى الرغم أن مناهجها الشرعية لا تخضع لمناهج وزارة التربية والتعليم، ورغم أن الدار تعد من المدارس الدينية التي لا تخضع للوزارة عموما، كما هو الحال مع بقية المراكز والمدارس الدينية التي تعمل الحكومة على إغلاقها، إلا أنها تعمل بشكل علني ومستقل وتستقبل العديد من الطلاب غير اليمنيين [من دول مختلفة]!! وتقدم دراسة منهجية على مدار العام، ودورات متخصصة للدعاة والأئمة والخطباء وطلاب المدارس. وللدار العديد من الفروع داخل وخارج محافظة حضرموت. وهي تلزم الطلاب بدفع رسوم شهرية مقدارها 1000 ريال يمني!



وتضم مدينة تريم، التي يتمركز فيها النشاط الصوفي، عددا كبيرا من المخطوطات الصوفية، وقد أشار عبدالرحمن السقاف -مدير الهيئة العامة للآثار في حضرموت- في تصريح له للصحافة اليمنية إلى أن 'الهيئة التي يديرها ستعكف على مراجعة الفهرس العام لمكتبة الأحقاف للمخطوطات في مدينة تريم بمحافظة حضرموت والتي تضم ستة آلاف مخطوطة لكافة العلوم، والمقرر طباعته بجمهورية إيران الإسلامية وفقا لاتفاقية تعاون ثقافي بين اليمن وإيران'، وهذه التبرع السخي من حكومة إيران يأتي بغرض التقريب بين التيارين الصوفي والشيعي، وفي سبيل توظيف الموروث الفكري للتصوف في إزاء المد السني المتنامي في اليمن.

بالإضافة إلى دار المصطفى هناك صرح آخر يمثل الوجه التحديثي للصوفية، وهي جامعة الأحقاف التي يرأسها الدكتور عبد الله با هارون، والذي يرى في حوار له مع صحيفة '26 سبتمبر' الرسمية، [عدد 1051، ص10] بأن 'الصوفية هي شيء عظيم في تاريخ الأمة، احتاجت إليه ومازالت تحتاج إليه، وهو عنصر إيجابي يطهر النفس من نوازع الشر فيها وينمي نوازع الخير، يجعل الإنسان مخلصاً لله سبحانه وتعالى في حركاته وسكناته'. ويصف طبيعة التدين [الصوفي] في حضرموت بأنه 'نمط من التدين أثر على كل التكوين الثقافي في حضرموت، وهذا النمط حضري متدين يريد أن يبتعد دائماً عن الصراع، تدين فيه اعتدال، فيه ورع، فيه معاني روحية صوفية'، ويضيف في إطار حديثة عن مدينة المكلا بأن المرجعية التي تكونت في الساحل 'تكونت على اعتبار أن التدين أفضل من العمل السياسي، بمعنى الانفصال عن الصراع السياسي'، 'فتجنب العلماء الدخول في أي صراع منذ ذلك الحين وإلى الآن، وامتنعوا عن الدخول في الاستقطاب السياسي، وهذا جعلهم واسطة مقبولة بين المتصارعين أنفسهم وبين المتصارعين وعامة الشعب، وأُسست ثقافة سلمية قائمة على التورع عن الدم، والتورع عن المال، والقائمة على نشر المحبة وتعظيم قيم السلام والتآلف'!



هذا التدين الذي على أساسه تقوم جامعة الأحقاف بالمكلا اليوم، هو ذاته الذي جعل للجامعة الأهلية هذه ومخرجاتها قبولا على الصعيد الرسمي والدولي: 'ربما رأيتم زيارة دولة رئيس وزراء ماليزيا إلى كلية الشريعة، فقد زار الطلبة الدارسين في تريم في كلية الشريعة بدار المصطفى، وفي رباط تريم، وخاطبهم وأبدى إعجابه بالطريقة التي نشؤوا عليها، وهي طريقة علمية رصينة وتتسم بالاعتدال والبعد عن الصراع، ودون شك أن بلدانهم ترحب بهذا التوجه الايجابي، وهناك توقع لزيارة وزير الشؤون الدينية في أندونيسيا الذي أشعرنا أنه عندما يزور اليمن يريد أن يزور الكلية'، ويضيف 'وزارنا أيضاً وزير التعليم في تنزانيا، وآخرون من أفريقيا أو آسيا، وكل هذا يعني أن الدراسة في اليمن تحظى بتقدير كبير.. وشهادتنا تحظى، وكذا الدراسة تحظى، بأولوية وتقدير خارجي'.

والجامعة برغم كونها أهلية إلا أن 'جميع الطلبة اليمنيين [فيها] لا يدفعون رسوما إطلاقاً، ويدرسون مجاناً' بحسب تعبير رئيس الجامعة، 'أما تمويل الجامعة' والحديث لا يزال له 'فهو تمويل أهلي، أي من رجال الأعمال، بالذات المغتربين في الخارج، والدولة تشجع وتحث رجال الأعمال سواءً في الداخل أو في الخارج على دعم هذه المؤسسة التعليمية'.



وحول سؤال عن الدعم الرسمي الذي تحظى به الجامعة، يقول با هارون: 'فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حضر حفل تخرج الدفعة الأولى من الجامعة، وقال كلمة نحن نعتبرها تلخيصاً لهدف الجامعة قال: جامعة الأحقاف جامعة طموحة وأنا أشجع هذا الطموح. وترجم التشجيع هذا إلى الأمر باستيعاب خريجي كلية الشريعة والبنات، للاستفادة من خبراتهم في المستوى الرفيع الذي تخرجوا به'، و'الآن جميع الخريجين استوعبوا بصورة أسرع، حيث تم استيعاب الخريجين من الكليات المدنية، وجميع الدفعات من الجامعة مستوعبة'.



الجامعة التي تدفع لعضو التدريس 'ضعف ما تدفعه الجامعات الحكومية'، حظيت من قبل الرئيس بدعم نوعي –حسب تعبير با هارون- و'المتمثل في منحنا أراضي استثمارية، كوقف تدر على الجامعة دخلاً مادامت الجامعة تقدم عملاً خيرياً لصالح المجتمع، كما وجه الأخ الرئيس باستيعاب عدد من خريجي كلية الشريعة بالمعهد العالي للقضاء' على 'اعتبار أنها –الجامعة- تمثل الطرح المعتدل القائم على التخصص العلمي والخطاب الديني المعتدل'.



وفي الجهة المقابلة من الساحل اليمني الغربي تنتصب جامعة 'دار العلوم الشرعية' بمدينة الحديدة، ويرأسها الشيخ محمد علي مرعي، وهي جامعة صوفية الانتماء، وتجد قبولا واهتماما رسميا، حيث يحضر الرئيس علي عبدالله صالح حفل التخرج السنوي للجامعة.

وفي كلمته –بمناسبة احتفال التخرج بالدفعة الثالثة في يناير 2004م- نوه الشيخ محمد علي مرعي بالرعاية التي يوليها رئيس الجمهورية 'للجامعة منذ أن بدأت كدار للعلوم الشرعية، إلى أن أصبحت جامعة تضم عدة كليات'، وأضاف: 'أن ما تحظى به المؤسسات العلمية في الوطن من اهتمام الأخ الرئيس، ومنها هذه الجامعة، هو تجسيد لنظرته الثاقبة ورؤيته البعيدة، التي ترى أن العلم هو أساس الحياة ومرتكز النهضة والتقدم، ولهذا كان الاهتمام بنشر العلم والتوسع فيه ليضاف منجز النهضة التعليمية إلى المنجزات العظيمة للأخ الرئيس وفي شتى مجالات الحياة وعلى مختلف الأصعدة'.



وفي الاحتفال بالدفعة السابعة للجامعة قال الرئيس: 'أهنِّئ الخريجين والخريجات, وأكرر الشكر لإدارة الجامعة وأساتذتها على هذه الروح الوطنية الرائعة, وعلى ما سنحصده من وراء تخرجكم من ثمار عندما تلتحقون بميدان العمل, وستكون هذه الثمار عظيمة لتنوير عامة الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وقول الحقيقة, وأنا متأكد أنكم لن تقولوا إلا الحق ولن تجاروا أولئك الذين لديهم نزوات شخصية فردية وغير قادرين على التعبير عنها، فيلجؤون إلى استخدام مصطلحات غير سوية, ونحن ندعو لهم بالهداية والصلاح، وأن يهديهم الله إلى طريق الحق'، وهو يقصد بهم أتباع حركة الحوثي، وأضاف: 'أنا متأكد أننا بدأنا نجني ثمار الدفعات التي تخرجت من هذه الجامعة ونلمس ثمارها وروائحها العطرة في كل المحافظات'. من جهته رحب رئيس الجامعة بالرئيس وتوجه إليه مخاطبا 'إنه في عهدك الميمون تحقق للوطن الكثير من تطلعات أبنائه، حيث انتشرت آلاف المدارس والمعاهد وعشرات الجامعات، وأنجزت الكثير من مشاريع الخير والعطاء في مختلف جوانب البناء والإعمار والازدهار والتقدم، وأصبح الشعب يقطف ثمار كل ذلك وينال من خيراته'، وقال: 'إن الأعمال الكبيرة لا ينكرها إلا حاقد، وأن كل هذه المنجزات التاريخية وفي مقدمتها منجز الوحدة العظيم, ولما عرفت به يا فخامة الرئيس من الإقدام والشجاعة والحكمة في تحقيق كل ذلك, يجعل الشعب أكثر تمسكاً بقيادتك وأكثر حرصاً على مواصلتك قيادة مسيرته, وسيمنحك ثقته ويؤكد التفافه وراءك من أجل نهضة الوطن ومستقبله وأمنه وأمانه واستقراره, وعليك أن تستجيب لصوت الشعب الذي أوفيت له وأخلصت من أجل تحقيق مصالحه ورعايتها'. [26 سبتمبر، عدد 1262].



وقد وجه رئيس الجمهورية باستيعاب وتوظيف جميع خريجين الجامعة في مرافق الأوقاف والقضاء والتعليم منذ أعوامها الأولى، الأمر الذي شكل لها عامل جذب لدى الراغبين في تأمين وظائف حكومية لهم تتناسب مع ميولهم للدراسات الأدبية.

اليمن.. في ظل التصوف المرعي:

أشرنا إلى أن التصوف -والصوفية- يجد قبولا ورعاية غربية ومحلية من قبل الأنظمة الحاكمة، بما فيها اليمن، لا لشيء سوى للدور الفكري والتثقيفي الذي سيمارسه هذا التيار على المجتمع من خلال الهيمنة الروحية وتقديم الخطاب الديني البديل، والموصوف غربيا وعربيا بالمعتدل والوسطي والمتسامح!



'ومن بين النتائج الأخرى التي توصلنا إليها أن البيت الأبيض أقر استراتيجية سرية جديدة وضع لها عنوان 'Muslim World Outreach'، بمعنى الوصول إلى كامل العالم الإسلامي، وهي تنص للمرة الأولى أبداً أن للولايات المتحدة مصلحة أمن قومي في التأثير على ما يجري ضمن الإسلام نفسه. ولأن أمريكا ملوثة إشعاعياً في العالم الإسلامي [بمعنى مكروهة يتم تجنبها- المترجم]، كما عبر أحد المسئولين عن الوضع، فإن خطة الوصول لكل العالم الإسلامي تقتضي العمل من خلال أطراف ثالثة، مثل الدول الإسلامية المعتدلة والمؤسسات والجماعات الإصلاحية، من أجل الترويج للقيم المشتركة كالديمقراطية وحقوق المرأة والتسامح'.



'في أربعٍ وعشرين بلداً على الأقل، قدمت واشنطن الدعم المالي بصمت لعشرات البرامج الإذاعية والتلفزيونية الإسلامية، ولمقررات دراسية في المدارس الإسلامية، ولمراكز أبحاث إسلامية، ولورش عمل سياسية، ولبرامج أخرى تروم الترويج للإسلام المعتدل. الحكومة الفيدرالية في واشنطن إذن سوف تنفق لترميم المساجد والمحافظة على النسخ القديمة من القرآن، وحتى لبناء المدارس الإسلامية. وقد أثار هذا التشابك العام مع الإسلام الكثير من التساؤلات عما إذا كانت عملية التمويل هذه قانونية أصلاً، بسبب الفصل القاطع الذي يقيمه الدستور الأمريكي ما بين الدين والدولة'.



'على أية حال، تعيد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الـ'سي آي إيه' بدورها إحياء برامج العمل السري التي ساعدت يوماً على كسب الحرب الباردة ضد الكتلة الشيوعية، وهدفها الآني هو وسائل الإعلام الإسلامية والقيادات الدينية والأحزاب السياسية. الوكالة إذن تتلقى حالياً زيادة انفجارية في المال والقوى العاملة والأصول للمساعدة بالتأثير على المجتمعات الإسلامية- حسب مسئول مخابراتي رفيع المستوى. ومن بين تكتيكاتها المتبعة مؤخراً: التعاون مع الناشطين الإسلاميين المختلفين مع تنظيم القاعدة، وشن حملات سرية لضرب مصداقية أكثر المعادين لأمريكا تعصباً بين الناس'.



وتصرح 'زينو باران'، محللة شؤون الإرهاب في مركز نيكسون، وأحد الذين أشرفوا على وضع إستراتيجية الوصول لكامل العالم الإسلامي، : 'عليك فقط أن تقدم المال وأن تساعد بخلق المساحة السياسية للمسلمين المعتدلين لينظموا صفوفهم ولينشروا وليذيعوا أفكارهم وليترجموا أعمالهم'! 'وأحد الحلول التي يروج لها في هذا السياق هو تقديم دعم أمريكي خفي للإصلاحيين المرتبطين بالصوفية، أحد أفرع الإسلام المتسامحة'.



وفي تقرير عن العلاقة مع الحركة الصوفية: 'يعتقد الإستراتيجيون الأمريكيون بشكل متزايد أن الحركة الصوفية بأفرعها العالمية قد تكون واحداً من أفضل الأسلحة ضد تنظيم القاعدة والإسلام الجهادي. فالصوفية بطرقها الباطنية تمثل برأيهم توجهاً مناقضاً للطوائف الأصولية كالوهابية التي يمنع أشد أئمتها تعصباً 'الموسيقى والرقص لا بل حتى الحب الرومانسي'، كما يقول التقرير. فالمزارات الصوفية دمرت في السعودية واضطر أتباعها إلى التواري عن الأنظار بعد اتهامهم بالزندقة بذريعة تقديسهم للقديسين. ولكن الصوفية تعود، ولها اليوم عشرات ملايين الأتباع المخلصين في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وأفريقيا الغربية، ناهيك عن مئات الملايين ممن يتبعون التقاليد الصوفية. لكن النشطاء الصوفيين يقولون أنهم يواجهون في ميدان الدعوة مليارات الدولارات التي تنفقها الإرساليات المدعومة رسمياً من الدولة السعودية لنشر الوهابية.

وهناك صراعات حادة بين الوهابيين والصوفيين على الصعيد الأيديولوجي لفتت أنظار صناع السياسة الأمريكية بشدة. وبينما لا يستطيع الرسميون الأمريكيون أن يقروا الصوفية علناً، بسبب فصل الدين عن الدولة في الدستور الأمريكي، فإنهم يدفعون علناً باتجاه تعزيز العلاقة مع الحركة الصوفية. وهناك بالمقابل مجموعة صوفية في واشنطن نفسها تسعى لتعزيز العلاقة مع الإدارة الأمريكية. وتقول مديرة هذه المجموعة، واسمها هادية مير أحمدي: الهدف يجب أن يكون الحفاظ على تلك الأشياء التي تشكل النقيض الأيديولوجي للإسلام الجهادي. ومن بين البنود المقترحة هنا: استخدام المعونة الأمريكية لترميم المزارات الصوفية في الخارج، والحفاظ على وترجمة مخطوطاتها الكلاسيكية التي تعود إلى القرون الوسطى، ودفع الحكومات لتشجيع نهضة صوفية في بلادها. وقد اجتذبت الفكرة على ما يبدو ملك المغرب محمد الخامس الذي جمع القيادات الصوفية المحلية بصمت وعرض عليها ملايين الدولارات لاستخدامها في الدعوة ضد الأصولية الجهادية' -على ذمة التقرير!!

هذا هو الدور وهذه هي الخفايا المعلنة..

كتب بواسطة أنور قاسم محمد الخضري عن مفكرة الأسلام
 
اليوم بشكل عملي يقوم أردوغان الوكيل الوحيد للبيت الأبيض في هذا النهج بتسويق الصوفية في غلاف ديموقراطي أمريكي في الدول العربية في مصر وتونس وليبيا وغيرها
 
وهاهم المتصوفة عُبَّاد اللهو والهوى وأتباع من ضل وغوى يجتمعون في القاهرة لتسويق الإسلام الذي تريده أمريكا وأوربا قاتلهم الله وأخزاهم وعراهم وقبحهم لما يضمرون للإسلام والمسلمين من الشر ومن قرون ماضية
فالحذر الحذر عباد الله من هؤلاء المضلين المفسدين واعلموا أنهم أقبح من الرافضة ويهود والنصارى

المختصر/ وسط علامات استفهام حول التوقيت وبعض المشاركين، تحتضن العاصمة المصرية القاهرة، نهاية الشهر الجاري، مؤتمرًا عالميًّا للصوفية هو الأول من نوعه فى تاريخ التصوف بالشرق الأوسط، تحت عنوان "التصوف منهج أصيل للإصلاح" في المدة من 24 - 26 سبتمبر الجاري.
وذلك تحت رئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وبمشاركة عدد كبير من رموز التصوف من قبيل مفتي مصر علي جمعة، وعلي الجفري (يمني)، ومحمد سعيد البوطي (سوري)، وعبد الله بن بيَّه (موريتاني).
وسيشارك في المؤتمر الذي سيُعقد بمركز مؤتمرات الأزهر بالقاهرة الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، وزير الأوقاف المصري، ومحمود الشريف،نقيب الأشراف، و الدكتور عبد الهادي القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر.
وسيُقدم خلال المؤتمر الذي تنظمه "أكاديمية الإمام الرائد لدراسات التصوف وعلوم التراث بالعشيرة المحمدية" ما يقرب من 50 بحثا من رموز ومشايخ التصوف ودعاته.
ونقلت جريدة "اليوم السابع" المصرية عن الدكتور إبراهيم نجم المستشار الإعلامى للمؤتمر قوله: إن "المؤتمر يهدف إلى بيان دواعى الإصلاح وضروراته فى المرحلة الراهنة من تاريخ الأمة وتحرير محل النزاع فيما يتعلق بجدلية الإصلاح وإصلاح الهياكل أو المؤسسات وإصلاح الأفراد والمجتمعات، وبيان أهمية الخيار الصوفى فى ضوء الخيارات المتاحة للإصلاح، وتوجيه وترشيد التصوف ورد الممارسات الصوفية إلى الكتاب والسنة بفهم العلماء العاملين من السلف الصالح دون إفراط أو تفريط، ومن ثم توجيه الطاقات الإيمانية لدى قطاعات عريضة من الجماهير فى ربوع العالم الإسلامى نحو البناء والإصلاح على المنهج الربانى الروحى الأصيل بدلاً من الهدم والتفريق والتكفير الذى تنتهجه بعض الجماعات المتطرفة، والتأكيد على أهمية إيقاظ وإنقاذ الحضارة الإسلامية من مُستنقع المادة التى طغت قوانينها بحكم الزمان على كل مناحى الحياة بكافة صورها ومستوياتها" وفق قوله.
وأوضح أن "المؤتمر يبحث خمسة محاور تتناول الحاجة إلى الإصلاح ودواعى الإصلاح فى المجتمعات العربية والإسلامية، وطرح التصوف كمنهج للإصلاح، وإشكاليات التصوف والإصلاح، والتصوف وإمكانيات الإصلاح ، ونماذج من الإصلاح عند الصوفية.ويشارك فى المؤتمر عدد كبير من علماء التصوف والإسلام والمفكرين من مصر والعالم".
 
متصوفة اليوم بين الصحو والمحو*

د. عبدالعزيز بن محمد العبداللطيف


لا جَرَمَ أن متصوفة هذا الزمان في حراك مستمر، وكدح متلاحق في سبيل إحياء التصوف، وبعث رميمه، وترميم متآكله، وإحياء «الغِناء» وإيقاظ «السُّكْر» و «الاصطلام» وأشباهه[1]!

فمؤتمرات القوم تتوالى، وندواتهم تترى، وتعاهد التصوف ورعايته تجاوز «الزوايا» إلى إشاعة التصوف عبر قنواتهم الفضائية، ومواقعهم الإلكترونية، فضلاً عن الإذاعات والمجلات. وسماع الصوفية اعتراه التحويل والتطوير فلم يعد قاصراً على الدفِّ والشبابة، بل أُقحمت آلات العزف وسائر أدوات الطرب في هذا الزمان، واتسع خرق هذا السماع المحدَث والفاجر واستطار ضرره وتفاقم شرّه.

وعمد المتصوفة في السنين الأخيرة إلى إنشاء الجامعات والمراكز البحثية والمجلات المحكَّمة التي تهدف إلى إحـيــاء ما اندرس من هذا التصوف البائد، وسعوا إلى تكوين محاضن تربوية في سبيل تنشئة الأجيال على الرهبانية المبتدعة والروحانية الشوهاء.
ويلحظ في هذا النشاط المربح مظاهر صارخة من العمالة المكشوفة للغرب، والتواطؤ مع الأنظمة العَلْمانية والتعاون على الإثم والعدوان (محاربة المدّ السلفي)، إضافة إلى ضروب من الزندقة الصلعاء والكفر البواح، كما في إحداثهم الحج إلى أضرحةٍ ومشاهد، والمجاهرة بذلك، ومضاهاة شعيرة الحجّ إلى بيت الله الحرام، والدعوة إلى الإبراهيمية (وحدة الأديان)، والتعبُّد بالرقص والفجور كما في الموالد والذكريات.

فصوفية «الأرزاق»[2] لهم علاقات حميمة مع أمريكا، ومن ذلك: اللقاءات المتكررة لشيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر مع السفير الأمريكي (دوني)، بل عرض السفيرُ فكرةَ دخول المتصوفة إلى الانتخابات بوصفهم تياراً دينياً «معتدلاً»[3]! كما أن السفير المذكور حريص على حضور مولد البدوي في طنطا كل عام[4].

وفي مؤتمر تحت رعاية الطرق الصوفية في مصر طالبوا بجَعْل التصوف مقرراً دراسياً في التعليم العام، وإفساح المجال للمنهج الصوفي لعلاج «التطرف»[5]! وأقامتْ مؤسسة (داود الحمراء) في فلسطين ندوة عن الإنسانية والإبراهيمية تحت رعاية يهودية نصرانية ثم صوفية؛ إذ جمعتْ بين الحاخام والقسيس وشيخ الطريقة الخلوتية[6]! وطالب أحدهم الحكومة الجزائرية بإنشاء تجمُّع للطرق الصوفية لمحاصرة المدّ السلفي في الجزائر، خاصة أن الرئيس الجزائري بذل جهوده من أجل نفض الغبار عن الصوفية؛ على حدّ تعبير شيخ الطريقة[7]!
وعلَّل بعض الكُتَّاب سرَّ إحياء التصوف في المغرب بأنه إرادة الحكومة من أجل مواجهة التطرف[8].

ولم يقتصر المتصوفة على التمسُّح بأعتاب الأولياء والمجاذيب، بل ضمُّوا إلى ذلك التمسُّح بالغرب والركون إليه، كما أنهم تجاوزوا عبادة الشيوخ والغلو في المعتوهين، إلى التذلل والانطراح للأنظمة والحكومات. هذا الصحو والاستيقاظ عند المتصوفة لا ينفك عن تهافت وإفلاس؛ حيث يكشف عوار هؤلاء الطرقية وتعثُّرهم؛ إذ ركنوا إلى الكفار والأنظمة المستبدة، فوالوا أعداء الله تعالى، ولاذوا بهم، ولا يعقب ذلك إلا الصغار والخذلان.
قال - تعالى -: {لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً } [الإسراء: ٢٢].
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: «من أحبَّ في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله؛ فإنما تُنال وَلاية الله بذلك، ولن يجد عبدٌ طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئاً»[9].

فكيف إذا كانت الصِّلات مع أعداء الله - تعالى - لأجل محاربة السنَّة وأهلها؟!
قال ابن تيمية: (والناس إذا تعاونوا على الإثم والعدوان أبغض بعضهم بعضاً، وإن كانوا فعلوه بتراضيهم، قال طاووس: ما اجتمع رجلان على غير ذات الله إلا تفرّقا عن تَقَالٍ «بغضاء»..)[10].

وقـال أيضاً: (وليعـتبر المعتـبـر بسـيرة نـور الديـن (زنكي) وصلاح الدين، ثم العادل، كيف مكّنهم الله وأيّدهم، وفتح لهم البلاد، وأذلَّ لهم الأعداء، لما قاموا من ذلك بما قاموا به، وليعتبر بسيرة من والى النصارى كيف أذلَّه الله - تعالى - وكبته)[11].
والمقصود أن التوكل على غير الله تعالى، والركون إلى أعداء الله - تعالى - لا يخلِّف إلا الفشل والاندحار؛ فما لم يكن بالله لا يكون، وما لم يكن لن ينفع ولا يدوم، والله عز وجل لا يصلح عمل المفسدين.

وأحدث زنادقة المتصوفة الحج إلى ضريح أحمدو بامبا في السنغال، ويسمّون تلك البلدة «مكة الإفريقية»، ويقال: إن عدد الحجاج خلال العام المنصرم بلغ مليون حاج[12]!

كما أحدثوا الحج إلى كازاخستان، وسمّوه الحج الأصغر! وأطلقوا عليه: مكة الثانية، وعللوا الحج إلى تركستان لأجل مشقة الحج إلى مكة وكثرة النفقة[13]!
هذه الزندقة البشعة امتداد لزندقة الحلاّج، إذ زعم أن من فاته الحج فإنه يبني في داره بيتاً ويطوف به كما يطوف ببيت الله الحرام، ويتصدَّق على ثلاثين يتيماً.. وقد أجزأه ذلك عن الحج، فاتفق العلماء على وجوب قتله، فقُتل بسيف الشرع سنة بضع وثلاثمائة من الهجرة[14].

كما أنها زندقة تضاهي زندقة الروافض في الحج إلى قبر الحسين، وتفضيل كربلاء على الكعبة، وأن زيارة كربلاء يوم عرفة أفضل من سائر الأيام[15].
إن المكر الكُبَّار من أجل حيلولة الأمة عن بيت الله الحرام، والسعي إلى تفريق اجتماعها، وصرف القلوب عن مهوى أفئدة المسلمين، وأفضل البقاع على الإطلاق:
لا يرجع الطرفُ عنها حين ينظرُها *** حتى يعودَ إليها الطرفُ مشتاقا
واتباع الشهوات والاستمتاع بالقاذورات والانفلات من اتِّباع الشرائع؛ هو ضربة لازب لا تفارق موالد الصوفية واحتفالاتهم، فضريح (ابن حمدوش) في المغرب حافل بالدعارة والفواحش والشذوذ[16].. وضريح (أبي حصيرة) في مصر يشهده اليهود ويعمر بالرذائل والفجور[17]، والاحتفاء بالرقص والتعبد بالغناء والتمايل والقفز هو سبيلهم للتعريف بالإسلام في الغرب!

وقال أبو الوفاء ابن عقيل: (نص القرآن على النهي عن الرقص؛ فقال - عز وجل -: {وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا} [الإسراء: ٧٣]، وذمَّ المختال؛ فقال - تعالى -: {إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: ٨١]، والرقص أشد المرح والبطر.. وهل شيء يزري بالعقل والوقار ويخرج عن سمت الحلم والأدب أقبح من ذي لحية يرقص، فكيف إذا كانت شيبة ترقص وتصفِّق على وقاع الألحان والقضبان؛ خصوصاً إذا كانت أصوات نسوان ومردان؟! وهل يحسن بمن بين يديه الموت والسؤال والحشر والصراط ثم هو إلى إحدى الدارين صائر أن يشمس[18] بالرقص كشمس البهائم ويصفق تصفيق النسوة؟!)[19].
إن هذا الصحو العارض للمتصوفة سيعقبه - بإذن الله تعالى - محو واندراس، فإن الله - تعالى - إذا أراد قطع بدعة أظهرها[20].
ومن أسباب ظهور الحق ظهور المعارضين له[21]. وإن تربية الأمة على توحيد الله تعالى، والاعتصام بنصوص الوحيين، وتعظيم الشريعة واتِّباعها، وتحرير العقول من رقِّ الخرافة واستعباد شيوخ الطرقية، وهتك أستار التصوف، وكشف حمقه وسفهه، وبيان حكم الله - تعالى- في زنادقة المتصوفة.. كل ذلك ونحوه سبيل لمحوه وانقشاعه.
قال القاسم بن أحمد (ت 1217هـ):
فدع التصوفَ واثقاً بحقيقة **** واحرصْ ولا يغررك لمعُ سرابهِ
للقوم تعبيرٌ به تسبى النُّهَى **** طرباً وتثني الصّب عن أحبابهِ
فيرون حق الغير غيرَ محرم **** بل يزعمون بأنهم أَوْلى بهِ
لبسوا المدارعَ واستراحوا جرأة **** عن أمر باريهم وعن إيجابهِ
خرجوا عن الإسلام ثم تمسكوا ****بتصوف فتستَّروا بحجابهِ
فأولئك القوم الذين جهادُهم **** فرضٌ فلا يعدوك نيل ثوابهِ[22]

_____________

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=G7lqzYH3w9Y#!

الصوفية لم تجد خيرا من الصهيوني موباراك يحكم مصر

___________

وأيضا في المؤتمر الخامس للقيادة الشعبية الإسلامية العالمية متصوفة مصر يبايعون القذافي لثيادة المسلمين

عن اليوم السابع
بارك الله فيك أخي أبو عمر الفاروق على هذا الطرح الموفق و الوافي .

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه البخاري ومسلم ، وفي رواية لمسلم : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"

تقبل مروري.



 
بارك الله فيك أخي أبو عمر الفاروق على هذا الطرح الموفق و الوافي .

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه البخاري ومسلم ، وفي رواية لمسلم : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"

تقبل مروري.



بارك الله فيك أخي المحب إيباز ووفقك

والتحذير من الفرق الضالة واجب
 
إحذروا عباد الله المتصوفة واعرفوهم فمن علاماتهم سبهم وقدحهم وازدرائهم وتسفيههم لأهل السلف وإمامهم صلى الله عليه وسلم
واعلموا أنهم دائما لا يواجهونكم في المعارك ولكنهم يقتلونكم بسلاح غيرهم كما يجري الان في سوريا وما جرى في الجزائر ومصر وغيرها من الدول وهم أخبث وأشد ضررا من الرافضة وقويت شوكتهم في بلاد المسلمين بعد الحملات الصليبية على فلسطين من هنا يتضح أن من رعى المتصوفة هم الصليبيين منذ القدم
 
منقول




ولقد عاصر أئمة الصوفية الكبار "كالغزالي" و"ابن الفارض" و"ابن عربي" كثيراً من معارك المسلمين فماذا فعلوا؟ وماذا قالوا؟ وماذا كتبوا؟ لم يحرك واحد منهم ساكناً.. يقول الأستاذ "عبد الرحمن الوكيل" في كتابه [هذه هي الصوفية ص170]:
هذا بيت المقدس سقط في يد الصليبيين عام 492 هجرية، والغزالي الزعيم الصوفي الكبير على قيد الحياة، فلم يحرك فيه هذا الحادث الجلل شعرة واحدة.. ولقد عاش "الغزالي" بعد ذلك 13 عاماً، إذ أنه مات سنة 505 هجرية، فما ذرفت عيناه دمعة واحدة، ولا استنهض همم المسلمين ليذودوا عن القبلة الأولى



أهزّ هذا الصريخ الموجع زعامة الغزالي؟ كلا، إذ كان عاكفاً على كتبه يقرر فيها أن الجمادات تخاطب الأولياء!! ويتحدث عن مراتب الولاية كالصحو والمحو، دون أن يقاتل أو يدعو غيره إلى قتال، "وابن عربي" و"ابن الفارض" الزعيمان الصوفيان الكبيران عاشا في عهد الحروب الصليبية، فلم نسمع أن واحداً منهما شارك في قتال أو دعا إلى قتال أو سجل في شعره أو في نثره آهة حر على الفواجع التي نزلت بالمسلمين، لقد كان يقرران للناس أن الله هو عين كل شيء، فليدع المسلمون الصليبيين فما هم إلا الذات الإلهية متجسدة في تلك الصور.

وحين أغار الفرنجة على "المنصورة" قبل منتصف القرن السابع الهجري اجتمع الصوفيون الزعماء، أتدري لماذا؟ لقراءة "رسالة القشيري" والمناقشة في كرامات الأولياء بدلاً من أن يجتمعوا لإعداد العدة وإعلان كلمة الجهاد. قد يقول القارئ: ربما فعلوا إلا أنه لم تصلنا آثارهم؟ فنقول لهم: فلماذا توافرت آثار الصحابة والتابعين وتابعي التابعين.. وليس هذا فحسب بل أن موقف "ابن تيمية" أمام "قازان" إمبراطور التتار "والعز بن عبد السلام" وغيرهما كثير تعج بآثارهم كتب التاريخ "كالبداية والنهاية" لابن كثير و"تاريخ الإسلام" و"سير أعلام النبلاء" و"أعيان المائة الثامنة".

وكي لا نتّهم بالتجنى على "الغزالي" و"محيي الدين بن عربي" و"ابن الفارض" نعرض شهادتين: إحداهما: "للدكتور عمر فروخ" والثانية "للدكتور زكي مبارك".

كتب الدكتور عمر فروخ يقول: "ألا يعجب القارئ إذا علم أن حجة الإسلام أبا حامد الغزالي شهد القدس تسقط في أيدي الفرنج الصليبيين وعاش اثنتي عشرة سنة بعد ذلك، ولم يشر إلى هذا الحدث العظيم، ولو أنه أهاب بسكان العراق وفارس وبلاد الترك لنصرة إخوانهم في الشام لنفر مئات الألوف منهم للجهاد في سبيل الله، ولوفّر إذاً على العرب والمسلمين عصوراً مملوءة بالكفاح، وقروناً ذاخرة بالجهل والدمار. وما غفلة
 
العلاقة مابين الصوفية و الاستعمار الصليبي المعادي للاسلام وضلال نهج الطرق الصوفية جميعا (Re: Kamel mohamad)

كتب الدكتور عمر فروخ يقول: "ألا يعجب القارئ إذا علم أن حجة الإسلام أبا حامد الغزالي شهد القدس تسقط في أيدي الفرنج الصليبيين وعاش اثنتي عشرة سنة بعد ذلك، ولم يشر إلى هذا الحدث العظيم، ولو أنه أهاب بسكان العراق وفارس وبلاد الترك لنصرة إخوانهم في الشام لنفر مئات الألوف منهم للجهاد في سبيل الله، ولوفّر إذاً على العرب والمسلمين عصوراً مملوءة بالكفاح، وقروناً ذاخرة بالجهل والدمار. وما غفلة "الغزالي" عن ذلك إلا أنه كان في ذلك الحين قد انقلب صوفياً أو اقتنع على الأقل بأن الصوفية سبيل من سبل الحياة.

وكذلك عاش "عمر بن الفارض" و"محيي الدين بن عربي" في إبان الحروب الصليبية ولم يرد في كتابات أحدهما ذكر لتلك الحروب. وبينما كان الأفرنج يغيرون على "المنصورة" في مصر سنة 647 هجرية 1259 ميلادية تنادي الصوفيون لقراءة "رسالة القشيري" وأخذوا يتجادلون في كرامات الأولياء [الشعراني 1/14].

الاستعمار من عند الله
ويزعم الصوفية أن لهم كرامات، ولكنهم لم يظهروا هذه الكرامات للدفاع عن دينهم وأوطانهم.. إلا أن الصوفية لا يعدمون ادعاء أو يعللون سكوتهم ورضاهم بما ينزل بقومهم من المصائب بأنها عقاب من الله تعالى للمكذبين من خلقه (كذا). فإذا كان الله تعالى قد سلط على قوم ظالماً فليس لأحد أن يقاوم إرادة الله تعالى أو أن يتأفف منها".

انتهت الشهادة الأولى، وقد نقلناها من كتاب "التصوف في الإسلام" للدكتور عمر فروخ.. ونضيف أنه مما يؤسف له أن "الغزالي" ذكر في كتابه "المنفذ من الضلال عند بحث طريقة التصوف" أنه كان خلال الحروب الصليبية مشغولاً في خلوته تارة في مغارة دمشق وتارة في صخرة بيت المقدس يغلق بابهما عليه في مدة تزيد على السنتين.

ثم ننتقل إلى الشهادة الثانية وهي كما ذكرتُ من قبل للدكتور زكي مبارك كتب يقول: "أتدري لماذا ذكرت لك هذه الكلمة عن الحروب الصليبية؟ لتعرف أنه بينما كان "بطرس الناسك" يقضي ليلة ونهاره في إعداد الخطب وتحبير الرسائل يحث أهل أوروبا على احتلال أقطار المسلمين، كان الغزالي "حجة الإسلام" غارقاً في خلوته، منكباً على أوراده المبتدعة لا يعرف ما يجب عليه من الدعوة إلى الجهاد في سبيل الله تعالى".

ومضى فضيلة الشيخ يقرأ من مراجعه المختلفة نصوصاً كثيرة طويلة أثبتنا بعضها وضربنا صفحاً عن بعضها الآخر.. لكننا عدنا نسأله
- قلنا: هل نفهم من هذا أنك تنفي دور الصوفية في مواجهة الظلم ومجابهة الظالمين مع أننا نقرأ في المأثور والمنشور عنهم الكثير من هذه المواقف التي يحق لنا -إن صحت- أن نعتبرها مشرفة.
- أجاب فضيلته في حدة قائلاً: يا أخي أنا حريص في هذا الحوار الصحفي وفيما سبقه أن أكثر من "النقول" حتى لا أتهم بالتحيّز، كذلك فإني حريص على أن تكون هذه "النقول" من كتب الصوفية بل ومن كتب أئمتهم وأقطابهم الكبار.

الصوفية ركائز الاستعمار

يقول "الشعراني": -وهذا النقل من كتاب: التصوف الإسلامي 2/301 نقلاً عن البحر المرود ص292-: "لقد أخذ علينا العهد بأن نأمر إخواننا أن يدوروا مع الزمان وأهله كيفما دار، ولا يزدرون قط من رفعه الله عليهم، ولو كان في أمور الدنيا وولايتها. كل ذلك أدباً مع الله عز وجل الذي رفعهم، فإنه لم يرفع أحداً إلا لحكمة هو يعلمها". انتهى.

أليس هذا القول من أقوال المجبرة؟ فأين هم إذن ممن نعى الله عليهم. وقال:
{ وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَآءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ . قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ } [الأعراف:28-29].

وأين هم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ».

وننقل من نفس الكتاب للدكتور زكي مبارك: "هناك كثير من الطرق ثابرت على انحرافها عن الطريق السوي فكانت أروع انقياداً للمستعمرين من الزنوج الوثنيين. قال الرئيس "فيليب قونداس" من المستعمرين الفرنسيين: لقد اضطر حكامنا الإداريون وجنودنا في أفريقيا إلى تنشيط دعوة الطرق الدينية الإسلامية لأنها كانت أطوع للسلطة الفرنسية، وأكثر تفهماً وانتظاماً من الطرق الوثنية التي تعرف باسم (بيليدو، وهاجون) أو من بعض كبار الكهان أو السحرة السود". انتهى كلام الدكتور زكي مبارك.

وفي كتاب "تاريخ العرب الحديث والمعاصر" تحت عنوان: "المتعاونون مع فرنسا في الجزائر: "وتتألف هذه الفئة من بعض الشباب الذين تثقفوا في المدارس الفرنسية، وقضى الاستعمار على كل صلة لهم بالعروبة، ويضاف إليهم بعض أصحاب الطرق الصوفية الذين أشاعوا الخرافات والبدع، وبثوا روح الانهزامية والسلبية في النضال فاستخدمهم الاستعمار كجواسيس" [ص 373].

يقول الدكتور عمر فروخ: "يقول الصوفية: إذا سلط الله على قوم ظالماً فليس لأحد أن يقاوم إرادة الله أو أن يتأفف منها. لا ريب أن الأوروبيين قد عرفوا في الصوفية هذا المعتقد فاستغلوه في أعمالهم، فقد ذكر الزعيم الوطني مصطفى كامل المصري في كتابه "المسألة الشرقية" قصة غريبة عن سقوط "القيروان" قال:
ومن الأمور المشهورة عن الاحتلال الفرنسي للقيروان في تونس أن رجلاً فرنسياً دخل الإسلام وسمى نفسه "سيد أحمد الهادي"، واجتهد في تحصيل الشريعة حتى وصل إلى درجة عالية، وعيّن إماماً لمسجد كبير بالقيروان.. فلما اقترب الجنود الفرنسيون من المدينة استعد أهلها للدفاع عنها.. وجاءوا يسألونه أن يستشير الضريح الذي في المسجد، ودخل "سيدي أحمد الهادي" الضريح.. ثم خرج يقول: إن الشيخ ينصحكم بالتسليم لأن وقوع البلاد صار محتماً.. فاتبع القوم كلمته، ودخل الفرنسيون آمنين في 26 أكتوبر سنة 1881".

ثم يعقب الدكتور "عمر فروخ" بقوله: "من أجل ذلك يجب ألا نستغرب إذا رأينا المستعمرين لا يبخلون بالمال أو التأييد بالجاه للطرق الصوفية.. وكل مندوب سامي أو نائب الملك.. لابد أنه يقدم شيخ الطرق الصوفية في كل مكان، وقد يشترك المستعمر إمعاناً في المداهنة في حلقات الذكر.

والطريقة التيجانية التي كانت تسيطر على الجزائر أيام الاستعمار معروف أنها كانت تستمد وجودها من فرنسا، وأن إحدى الفرنسيات من عميلات المخابرات تزوجت شيخاً فلما مات تزوجت بشقيقه، وكان الأتباع يطلقون عليها "زوجة السيدين" ويحملون التراب الذي تمشي عليه لكي يتيمموا به، وهي كاثوليكية مازالت على شركها.. وقد أنعمت عليها فرنسا بوسام الشرق، وجاء في أسباب منحها الوسام.. أنها كانت تعمل على تجنيد مريدين يحاربون في سبيل فرنسا كأنهم بنيان مرصوص".

ومن كتاب "في التصوف" لمحمد فهر شقفة السوري، ص217 يقول: "نرى من واجبنا خدمة الحقيقة والتاريخ أن نذكر أن الحكومة الفرنسية في زمن الانتداب على سوريا حاولت نشر هذه الطريقة، واستأجرت بعض الشيوخ لهذه المهمة.. فقدمت لهم المال والمكان لتنشئة جيل يميل إلى فرنسا.. لكن مجاهدي المغرب لفتوا انتباه المخلصين من أهل البلاد إلى خطر الطريقة التيجانية، وأنها فرنسية استعمارية تتستر بالدين.. فهبت "دمشق" عن بكرة أبيها في مظاهرات صاخبة".

الصوفية وفاروق

من الأمثلة المضحكة المبكية في مسيرة رجال الصوفية وراء الاستعمار، والحكام الفسقة الظالمين.. أن الصوفية في مصر لاذوا أخيراً بفاروق ملك مصر السابق، يشكرونه على أنه منحهم كسوة، وبين يدي "فاروق" وقف شيخ الصوفية يقول: "إنها يا مولاي رمز لما أعطاك الله من مواهب، وعنوان لفيض من فيوضاته سبحانه على قلب فاروق الطاهر تكشف عن مدى طهر وضعه الله فيك. فصفت روحك الطيبة، وأن هذا التكريم للصوفية إنما هو قبس من قلبك النقي ينير لك الطريق".

وخدمة الصوفية للاستعمار الفرنسي في مصر أيضاً معروفة، وخدمتها للإنجليز.. هل تعرف السبب الحقيقي في هزيمة "عرابي".. لقد شغل أهل الصوفية الجنود في التل الكبير في أذكار حتى نصف الليل.. ثم نام الجنود.. فدخل الإنجليز في الفجر!!

- ثم ماذا يا دكتور.. لقد طال الموضوع!! نعم، إنه هام ولكن القراء يجب أن نقدر وقتهم؟

-بقيت كلمة واحدة.. الطرق الصوفية حسب آخر تعداد من رئاسة الجمهورية عددها 64 طريقة لو أنهم على هدى، لماذا لا يتفقون على طريقة واحدة مادام كلهم يدعون للإسلام؟ أؤكد أنهم لا يفعلون ذلك ولن يفعلوا؛ لسبب واحد، هو أن لكل مشيخة دخول، ومنتفعين، ومسائل أخرى كلها تتعلق بالمال والأعمال. وصناديق النذور!!
 
منقول
--
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فقد علمنا أنه من سنن الله الكونية أن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، دل على ذلك قوله تبارك وتعالى
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال53
وقوله سبحانه {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }الرعد11

غزا الصليبيون أنطاكية سنة 491 هـ ثم معرة النعمان في الشهر الأخير من تلك السنة حتى قالوا : إنهم قتلوا فيها مائة ألف, ثم اجتاحوا البلاد كلها يقتلون ويدمرون, واقتحموا القدس سنة 495 هـ وذبحوا من ذبحوا مما يذكره التاريخ ولا ينساه
فما لنا لم نسمع صوت الغزالي هنا, وهو صاحب الكلمة المسموعة, والبيان المؤثر, والحجة البالغة؟ ما له لم يتحدث عن الجهاد؟ وما له لم يحرك الجماهير كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية؟ ما سر هذه السلبية؟
والحق أن هذا موقف محير من أبي حامد ، ومثله لا يجهل ما يجب أن يقال, وما يجب أن يعمل في زمن الإغارة على أهل الإسلام,… فقد غزا الصليبيون أنطاكية سنة 491 هـ ثم معرة النعمان في الشهر الأخير من تلك السنة حتى قالوا : إنهم قتلوا فيها مائة ألف, ثم اجتاحوا البلاد كلها يقتلون ويدمرون, واقتحموا القدس سنة 495 هـ وذبحوا من ذبحوا مما يذكره التاريخ ولا ينساه, وكان الغزالي لا يزال في عزلته

وفي هذا الظرف جمحت نفس الغزالي عليه فأراد أن يؤدبها فلم يذهب إلى الجهاد ولكنه ذهب إلى ( السميساطية ) مدرسة بجانب المسجد الأموي بدمشق- ينظف كنفها ومراحيضها]/ - قصص من التاريخ للشيخ علي الطنطاوي ص 215 المكتب الإسلامي الطبعة الثانية
يقول د. زكي مبارك : أتدري لماذا ذكرت لك هذه الكلمة عن الحروب الصليبية ؟ لتعرف أنه بينما كان بطرس الناسك يقضي ليله ونهاره في إعداد الخطب وتحبير الرسائل لحث أهل أوروبا على امتلاك أقطار المسلمين، كان الغزالي ( حجة الإسلام ) غارقاً في خلوته، منكباً على أوراده، لا يعرف ما يجب عليه من الدعوة والجهاد (2) .
ثم لما كتب بعض كتبه كتب ما يغيظ الصديق ويسر العدو فشهد لهولاء الصليبيين الذين يغيرون على بلاد المسلمين ويعملون السيوف فيهم بالجنة فقال: [(روي عن عائشة رضي الله عنها , أنها قالت: فقدت النبي r ذات ليلة فابتغته فإذا هو في مشربة يصلي, فرأيت على رأسه أنواراً ثلاثة فلما قضى صلاته, قال: مهيم من هذه؟ قلت: أنا عائشة يا رسول الله, قال: أرأيت الأنوار الثلاثة؟ , قلت: نعم يا رسول الله, قال: إن آتٍ أتاني من ربي فبشرني أن الله تعالى يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب ولا عذاب, ثم أتاني في النور الثاني آتٍ من ربي فبشرني أن الله تعالى يدخل الجنة من أمتي مكان كل واحد من السبعين ألفاً سبعين ألفاً بغير حساب ولا عذاب, ثم أتاني في النور الثالث آتٍ من ربي فبشرني أن الله تعالى يدخل الجنة من أمتي مكان كل واحد من السبعين ألفاً المضاعفة سبعين ألفاً بغير حساب ولا عذاب, فقلت: يا رسول الله لا تبلغ أمتك هذا, قال: يكملون لكم من الأعراب ممن لا يصوم ولا يصلي,)/(الحديث سنده واه وهو إلى الوضع أقرب)… بل أقول (والقول للغزالي )إن أكثر نصارى الروم والترك في هذا الزمان تشملهم الرحمة إن شاء الله تعالى … ثم يقول وأما من كذبه بعدما قرع سمعه التواتر عن خروجه وصفته ومعجزته الخارقة …فهذا هو الجاحد الكاذب ، وهو الكافر ، ولا يدخل في هذا أكثر الروم والترك الذين بعدت بلادهم عن بلاد المسلمين
وإذا كان هذا الموقف من الغزالي غاية في السلبية فإن من الصوفية من اتخذ مواقف تتجاوز ذلك لتدخل في إطار تحريف الكلم عن بعض مواضعه ومن أمثلة ذلك
1 – عن داود بن صالح أنه قال : قال لي أبو سلمة بن عبد الرحمن ، يابن أخي هل تدري في أي شيء نزلت هذه الآية (( اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ))/آل عمران 200
قلت : لا ، قال : يابن أخي لم يكن في زمن رسول الله غزو يربط فيه الخيل ولكنه انتظار الصلاة بعد الصلاة فالرباط لجهاد النفس والمقيم في الرباط مجاهد لنفسه /عوارف المعارف للسهروردي /نقلا عن مظاهر الإنحرافات العقدية عند الصوفية /2/900
وقيل إن بعض الصالحين كتب إلى أخ له يستدعيه إلى الغزو فكتب إليه ، يا أخي كل اثغور مجتمعة لي في بيت واحد والباب علي مردود ، فكتب إليه أخوه لو كان الناس كلهم لزموا ما لزمته لاختلت أمور المسلمين وغلب الكفار ، فلا بد من الغزو والجهاد ،فكتب إليه يا أخي لو لزم الناس ما أنا عليه وقالوا في زواياهم وعلى سجادتهم الله أكبر لانهدم سور القسطنطينية /عوارف المعارف /السهروردي /82
هذا المسلك الذي سلكه الصوفية لم يكن أيام الحروب الصليبية فحسب بل تراه ممتدا على مر العصور
وهذه بعض الأمثلة :
كان للشيخ صالح الأحمدي الرفاعي، شيخ الفقراء الرفاعية في وقته.
قبول واعتقاد عند الناس ، لاسيما التتار والمغل. وكانت الملوك يكرمونه غاية الإكرام، وقدم إلى القاهرة، وحضر مجلس السلطان مراراً عديدة، وكان له فضل ومشاركة جيدة، وهو الذي تناظر مع الشيخ تقي الدين بن تيمية بالقصر بحضرة السلطان، وحنق الشيخ صالح من ابن تيمية وقال: نحن ما يتفق حالنا إلا عند التتر، وأما قدام الشرع فلا.
وكان يسكن بالمنيبع إلى أن طرقها التتار، فلما وصل قطلوشاه مقدم التتار نزل عنده وأظهر من المحبة له مالا يوصف،/المنهل الصافي 2/38 ابن تعزي بردي
ونص مجموع الفتاوى هو : "فقال شيخ البطائحية الذين ناظرهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وحكى عنهم: "وقال شيخهم الذي يسيح بأقطار الأرض كبلاد الترك ومصر وغيرها: أحوالنا تظهر عند التتار، لا تظهر عند شرع محمد بن عبد الله، وإنهم نزعوا الأغلال من الأعناق وأجابوا إلى الوفاق". مجموع الفتاوى 11455.

أما ابن عربي الصوفي الوجودي فكان كالغزالي يبحث فيما يخرج النصارى والمشركين من النار فيقول في الفتوحات :
وأما أهل التثليث فيرجى لهم التخلص لما في التثليث من الفردية لأن الفرد من نعوت الواحد فهم موحدون توحيد تركيب فيرجى أن تعمهم الرحمة المركبة ولهذا سموا كفارا لأنهم ستروا الثاني بالثالث فصار الثاني بين الواحد والثالث كالبرزخ فربما لحق أهل التثليث بالموحدين في حضرة الفردانية لا في حضرة الوحدانية وهكذا رأيناهم في الكشف المعنوي لم نقدر أن نميز ما بين الموحدين وأهل التثليث إلا بحضرة الفردانية فإني ما رأيت لهم ظلا في الوحدانية ورأيت أعيانهم في الفردية ورأيت أعيان الموحدين في الوحدانية والفردانية فعلمت الفرق بين الطائفتين وأما ما زاد على أهل التثليث فالكل ناجون بحمد الله من جهنم ونعيمهم في الجنة يتبوؤون منها حيث يشاءون كما كانوا في الدنيا ينزلون من حضرات الأسماء الإلهية حيث يشاءون بوجه حق مشروع لهم كما كانوا إذا توضئوا يدخلون من أي باب شاءوا من أبواب الجنة الثمانية وإذا علمت هذا فاعلم أن هذه الرحمة المركبة تعم جميع الموجودات وأنها مركبة من رحمة عامة وهي التي وسعت كل شئ ومن رحمة خاصة وهي الرحمة التي تميز بها من اصطفاه الله واصطنعه لنفسه من رسول ونبي وولي وبهذه الرحمة المركبة جمع الله الكتب وأنزل كل كتاب سورا وآيات/ الفتوحات المكية - ابن العربي - ج 3 - ص 172
وحين أغار الفرنجة على "المنصورة" قبل منتصف القرن السابع الهجري اجتمع الصوفيون الزعماء، أتدري لماذا؟ لقراءة "رسالة القشيري" والمناقشة في كرامات الأولياء بدلاً من أن يجتمعوا لإعداد العدة وإعلان كلمة الجهاد.
موقف الطوائف الأخرى من المبتدعة والضلال
لم يكن موقف المبتدعة الآخرين بأحسن من موقف ا لصوفية تجاه الصليبيين فقد استسلم افتخار الدولة الفاطمي في عام 492هجرية للصليبيين الذين دخلوا القدس وقاموا بذبح كل من يجدونه من المسلمين حتى أن ريموند "أحد قادة الحملة الصليبية" كان يسير والدماء والأشلاء تصل إلى ركبتيه. أما غودفري وهو قائد آخر، فقد أرسل رسالة إلى البابا باعتباره القائد الأعلى للجيوش الصليبية يقول فيها: "إن خيولنا تغوص في بحر من دماء
و استعان الوزير شاور بالصليبيين ليثبت نفوذه في مصر لأنه كان على خلاف مع الخليفة الفاطمي وبالمقابل استعان الخليفة الفاطمي العاضد بنور الدين زنكي وطلب منه الإسراع في الدخول إلى مصر قبل أن يسيطر عليها الصليبيون. عندئذ جهز نور الدين زنكي جيشاً بقيادة أسد الدين شيركوه ومعه ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي. ولم يكن سلوك الخليفة الفاطمي حبا بالإسلام بل لمواجهة الوزير الخائن شاور وللحفاظ على كرشي الخلافة الذي كان مهددا
وبعد معارك عديدة مع الصليبيين وحلفائهم من الفاطميين وبعد قتل الوزير الخائن شاور، تسلم أسد الدين شيركوه منصب الوزارة عام 564هـ/ 1169م في ظل الحكم الفاطمي. ولما مات أسد الدين شيركوه سلم الخليفة العاضد منصب الوزارة إلى صلاح الدين الأيوبي.
نجد هذا المعنى واضحا في نص شيخ الإسلام ابن تيمية التالي : لم يُعرف عنهم ((أي الشيعة بشقيهم الإثني عشري والإسماعيلي ))أنهم جاهدوا أو قاتلوا الصليبيين، بل هناك وقائع كثيرة جداً تثبت أنهم عندما يأتي الصليبيون إلى بعض الإمارات التي كانت بشمال لبنان وفي شمال بلاد الشام من الدويلات الشيعية، يسلِّمون لهم هذه البلاد، مقابل أن يتحالفوا معهم على أهل السنة ، فلم يوجد لهم أي دور، وإنما حدثت بعض المناوشات والخلافات بين العبيديين والصليبيين عندما اختلفوا كما يختلف الناس عادةً اختلافاً سياسياً، لم يكن العبيديون يحاربونهم من منطلق أنهم كفار أو صليبيون، والأساس في العلاقة بين العبيديين الذين يدَّعون أنهم فاطميون وبين الصليبيين هي علاقة المسالمة والسفارات المتبادلة والهدايا والصلح الدائم، وطوال الحروب الصليبية التي امتدت قروناً كان هذا هو السائد الغالب.

استمرار تعاونهم مع اليهود والنصارى في التاريخ المعاصر
هذه الحال التي كان عليها الصوفية والشيعة وباقي فرق الإنحراف استمرت مصاحبة لهم في العصر الحديث فقد كتب الزعيم مصطفى كامل في كتابه المسألة الشرقية: "ومن الأمور المشهورة عن احتلال فرنسة للقيروان: أنَّ رجلاً فرنساويًّا دخل في الإسلام، وسمّى نفسه سيد أحمد الهادي واجتهد في تحصيل الشريعة حتى وصل إلى درجةٍ عاليةٍ، وعُيِّن إماماً لمسجد كبيرٍ في القيروان فلما اقترب الجنود الفرنساوية من المدينة: استعدَّ أهلها للدفاع عنها، وجاءوا يسألونه أنْ يستشير لهم ضريح شيخٍ في المسجد! يعتقدون فيه. فدخل سيد أحمد الضريح، ثم خرج مهوِّلاً لهم بما سينالهم من المصائب، وقال لهم بأنَّ الشيخ ينصحكم بالتسليم لأنَّ وقوع البلاد صار بحتاً، فاتبع القوم البسطاء قوله، ولم يدافعوا عن القيروان أقل دفاع بل دخلها الفرنساويون آمنين"/ إحسان عايش العتيبي/شبكة أنا المسلم
يقول الفرنسي فيليب فونداس : لقد اضطر حكامنا الإداريون وجنودنا في افريقيا إلى تنشيط دعوة الطرق الدينية لأنها كانت أطوع للسلطة الفرنسية وأكثر تفهما والتزاما من الطرق الوثنية – والمقصود بها الطرق الصوفية _/الاستعمار الفرنسي في افريقيا السوداء /52
وقد كان أتباع الطريقةالتجانية وشيوخها من أكثر العملاء نفعا لفرنسا في الجزائر وبعض الأقطار الإقريقية ، ففي عام 1870استطاعت سيدة فرنسية تدعة ((أوريلي بيكار )) أن تتسلل إلى الزاوية التجانية وتتزوج شيخها المدعو (سيدي أحمد ) ولما توفي تزوجت أخاه فأصبحت السيدة المذكورة مقدسة عند التجانيين وأطلقوا عليها لقب ((زوجة السيدين ))وكانوا يتيممون بالتراب الذي تمشي عليه مع أنها بقيت كاثوليكية /مظاهر الأنحرافات /2/908
لقد علق أحد المسؤولين الفرنسيين عند منح هذه المرأة وسام الشرف الفرنسي : إن هذه السيدة أدارت الزاوية التجانية الكبرى إدارة حسنة …وساقت إلينا جنودا مجندة من أحباب الطريقة التجانية ومريديها يجاهدون في سبيل فرنسا /المصدر السابق

قال الشيخ محمد الكبير صاحب السجادة التجانية الكبرى وخليفة الشيخ أحمد التجاني الأكبر مؤسس هذه الطريقة في خطبة ألقاها أمام رئيس البعثة العسكرية الفرنسية في مدينة عين ماض المركز الأساسي للصوفية لاتجانية بتاريخ 28/12/1350هجرية : إن من الواجب علينا إعانة حبيبة قلوبنا فرنسا ماديا ومعنويا وسياسيا ولهذا فإني أقول لا على سبيل المن والإفتخار ولكن على سبيل الاحتساب والشرف بالقيام بالواجب : إن أجدادي قد أحسنوا صنعا في انضمامهم إلى فرنسا قبل أن تصل إلى بلادنا وقبب أن تحتل جيوشها الكرام ديارنا /تاريخ المغرب في القرن العشرين/روم لاندو /ص143/نقلا عن مظاهر الانحرافات

والأعجب من هذا استمرار حالات الود مع الغرب الصليبي، ومع الشيعة الذين يقودون ويمولون الحملات المشبوهة على الصحابة -رضي الله عنهم-، فكان لقاء الشيخ حسن الشناوي شيخ مشايخ الطرق الصوفية مع السفير الأمريكي في القاهرة، ثم كان هذا الحوار الذي أجراه موقع العربية نت مع شيخ مشايخ الطرق الصوفية، وكان مما جاء فيه أنه قال حول لقائه بالسفير الأمريكي: "أنا لم أسع للسفير الأمريكي بأي طريقة وهو الذي طلب مقابلتي، فهل أرفضه؟..(لا يليق هذا وإلا صرتَ رافضياً!!!) وافقت وحددت له موعداً، وأبلغت مباحث أمن الدولة في مصر، فحضر منها مسئول في صورة شخص عادي، وسجل كل ما دار باللقاء. وقال: إن هدف اللقاءات هو معرفة مدى عمق الطرق الصوفية داخل المجتمع المصري، وعددهم ومدى تأثير الفكر الصوفي على المصريين (تحت أي مسمى تمت هذه المساءلة؟!) ولقد زارني في مدينة طنطا مرتين(92كم شمال القاهرة)، منها مرة أثناء احتفال الطرق الصوفية بمولد السيد أحمد البدوي، وقد حضر السفير الأمريكي برفقة زوجته وابنته وخطيبها(!!!!) وتفقد بعض المشروعات التي تم إنشاؤها بالمدينة".
أما دور الشيعة في العراق فقد عاصرتموه وليس بخاف عليكم ولا على أحد فالمعلومات الأمريكية المزيفة عن امتلاك العراق للسلاح النووي كانت غالبيتها بتقارير مقدمة من عراقيي شيعة كانوا يعملون لصالح الإستخبارات الأمريكية
ثم لما دخل الأمري،كان إلى العراق استقبلهم الشيعة بالأحضان وبالزغاريد كأنهم فاتحون
يقول الكاتب الشيعي ولي نصر في كتابه (صحوة الشيعة): (في آذار مارس 2003 وبينما كانت القوات الأمريكية تندفع من الناصرية باتجاه الشمال، أوعز القائد الأعلى لشيعة العراق غير المعروف على نطاق واسع آيه الله العظمى علي الحسين السيستاني إلى أبناء طائفته بعدم مقاومة الزحف الأمريكي على بغداد، وبعد ذلك بفينة وجيزة حين شق مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) طريقهم إلى وسط مدينة كربلاء في منتصف الليل وجدوها هاجعة يعمها السكون ويخيم عليها الظلام فيما خلا القبة المذهبة المتلألأة لمقام الإمام الحسين، منظر ملؤه الصفاء والبهاء، انبهر لمرآه المحاربون الأمريكيون الشباب، كان الوجه الوحيد للتشيع الذي تجلى للجنود الأمريكين وهم يدخلون أقدس المدن عند الشيعة، وجهاً هادئاً ساكناً بلا ريب، هذا إن لم نقل وجهاً روحانياً.
نائب وزير الدفاع الأمريكي بول وولفويتز فسر إيعاز آية الله السيستاني على أنه فأل حسن للولايات المتحدة وأخبر الكونجرس بأن هناك الآن فتوى لصالح أمريكا قائمة، وأوحى بأن الحرب في العراق آخذة فعلاً في تحقيق ما تتمناه إرادة بوش، ألا وهو حصول تغيير في العالم الإسلامي)( ).
وأخيرا بدا واضحا من خلال زيارة الرئيس الأمريكي أوباما للمنطقة هذا التعاون الجلي بين الأطراف المذكورة
ففي العراق مازال الرئيس الأمريكي يعد بدعم الحكومة الشيعية التي وصلت إلى الحكم بالبندقية الأمريكية وفي مصر يقدم أوباما طرحا جديدا للإسلام الذي يجب علي المسلمين أن يلتزموا به وهوالإسلام الروحاني الذي اشار اليه عند حديثه عن القواسم المشتركة بين امريكا والاسلام والتي تتمثل في مبادئ العدالة والتقدم والتسامح وكرامة الانسان ، هذه الصورة التسامحية المفصلة أمريكيا تجلت باهتمام أمريكا بالتصوف في عقدها لمؤتمر دولي عن التصوف في عام2008
ودعت إلى هذا المؤتمر العديد من مشايخ الطرق الصوفية والمهتمين بالشأن الصوفي في مختلف انحاء العالم ،وفي مصر كانت الطريقة العزمية هي المنسقة للأعداد للمؤتمر بالتعاون مع \"الرابطة الصوفية الامريكية\" وقد ترأس علاء ابوالعزائم شيخ الطريقة العزمية وفد صوفية مصرالي المؤتمروالذي ضم عشرةمشايخ من بينهم الشيخ عبد الهادي القصبي شيخ الطريقة القصبية وعبد الخالق الشبراوى شيخ الطريقة الشبراوية ومحمد الشهاوى شيخ الطريقة الشهاوية وأحمد حافظ التيجاني شيخ الطريقة التيجانية ، وسالم الجازولي شيخ الطريقة الجازولية
وللعلم فقد تم حضورالوفد الصوفي المصري دون موافقة رسمية من مشيخة الطرق الصوفية والتي صرح في حينها شيخ مشايخ الطرق الصوفية الراحل الشيخ حسن الشناوي /" إن المشيخة ليس لها علاقة بأي شكل من الأشكال بتنظيم هذاالمؤتمر ، وان الطريقة العزمية هي التي قامت بتنسيق الأمرمع الرابطة الصوفية الأمريكية\"
وتأكيدا علي اهتمام الادارة الامريكية بالطرق الصوفية فقد تم توجيه الدعوة الي مشايخ الطرق الصوفية الذين حضروا المؤتمر الدولي للصوفية بأمريكا العام الماضي لحضورخطاب اوباما في جامعة القاهرة ،مع ملاحظة لها دلالتها الاوهي عدم توجيه الدعوة للشيخ عبدالهادي القصبي واستبعاده من حضور خطاب اوباما ،رغم انه كان ضمن الحاضرين للمؤتمر الصوفي بامريكا ودلالة استباعدالقصبي تحمل في طياتها مؤشرا خطيرا علي التدخل الأمريكي في الطرق الصوفية المصرية ومحاوتها تنصيب شيخ مشايخ الطرق الصوفية وفقا للرؤية الامريكية


منقول بتصرف
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top