السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بداية أشكرك اختي الغالية على الموضوع الذي يمس قضية من مجموع القضايا التي نعايشها يوما
ثم أعود إلى صلب الموضوع
نحن كعرب قفدنا جل الثقافات الأخلاقية والعلمية
فلا نحن لدينا علم ينفع ولا خلق يرفع
ما الذي يجعل الواحد منَّا يستمر في خطأه حتى بعد تبيانه وظهوره؟؟
هذا ما يقال عنه أخذته العزة بالإثم وهذه صفة يتسم بها صغار النفوس والعقول وضعيفي الشخصية وهي صفة ترسخت جذورها بشكل رهيب في أمتنا فيكابرون حتى لو أدركوا خطأهم وهذا مفتاح تخلفنا ورجعيتنا وأهم عامل من عوامل غياب السماحة في مجتمعاتنا العربية ومن العيب أن نعتبر بان الثقافة الغريبة هي ثقافة علمية بحتة بل العكس هي اخلاقية قبل أن تكون علمية لأن الأخلاق تلد العلوم وعلوم بلا أخلاق أشبه ببيت جدرانه بلا أساس قد تنهار في اي لحظة
لماذا لا نعتذر؟؟ أخبرتك سابقا لأننا صغار نفوس وعقول
هل حقًا الإعتذار يُقلل من قيمة المُعتذِر أو العكس؟؟
هي إجابة بديهية الإعتذار يزيد من قيمة الشخص ولكن الواقع يقول عكس ذلك فاللوم يقع على المعتذر والمعتذر له فلا هذا يعرف قيمة الإعتذار ولا ذاك يقدر قيمة من اعتذر إليه
وعليه فالمشكلة متجذرة في المجتمع بأكمله ولا تقتصر على فئة معينة فقط وهذا مايعكس مدى تخلفنا ورجعيتنا فنرى اليوم دول آسيا وأوروبا تبادر للإعتذار وتقديم الهدايا في حين نحن تجديننا نسارع إلى القطيعة والتعادي وهذا إن دل إنما يدل على ذهننا المتصلب وقلبنا المتحجر
فلا الأب يعلمك معنى الإعتذار ولا المعلم ولا المدرسة ولا نحن نعلمه لأنفسنا
بالفعل لقد فقدنا الكثير والكثير من الثقافات واكتسبنا الكثير من الثقافات الآخرى في المقابل
فأصبحت لدينا ثقافة التيأيس - ثقافة التحرر - ثقافة اللباس - الثقافة ... ( لا أريد أن أقولها )
وطبعا هذه الثقافات تعوض وتملأ الفراغ والمكان الشاغر الذي تركته بقية الثقافات فثقافتنا البديلة أصبحت أشبه بالموقع الفعال مع مادته
ماذا لو أخطأتم وتَبيَّن لكم الحق، فهل تملكون الجرأة على التراجع وطلب العُذر؟؟
أملك جرأة الإعتذار ولست أدعي المثالية ولا النزاهة ولكن حقيقة أعتذر بكل بساطة لمن أدركت بأني أخطأت في حقه سواءا هنا في هذا العالم الإفتراضي أو في العالم الواقعي ويوجد أعضاء كثيرون قدمت لهم اعتذارا رسميا دون أدنى خجل
كيف لنا أن نُعيد إحياء هذا السُلوك بين النَّاس؟؟
يلزمني مجلدات لأجيبك على هذا السؤال
يلزمنا تغيير جذري في كل المجالات دون استثناء ويجب أن يعم هذا التغيير الأمة بأكملها ولا يقتصر على الصغار فحسب أو على شريحة معينة
أهم مايمكن أن يحي هذا السلوك بين الناس هو العودة إلى الوراء ولا اعني الرجعية بل اعني التقدم
علينا العودة إلى كتاب الله وسنة نبيه وسنن العظماء الذين كانوا قدوة لنا في الحياة
ومحاولة التغيير نحو الأفضل والإيمان بمبادئ نعمل على نشرها والعمل بها .
ملاحظة : ليس العيب في الخطأ ولكن العيب في الإصرار على الخطا في كل مرة وما اجمل أن يخطا الإنسان في كل مرة ثم يتوب عن خطئه
شكرا على الموضوع أختي الغالية + تقييم