اسلام سلفي
:: عضو مُشارك ::
التفاعل
0
الجوائز
6
- تاريخ التسجيل
- 16 أكتوبر 2011
- المشاركات
- 281
- آخر نشاط

لا تحمل همًا عند البلاء، فما ابتلاك الله إلا يعافيك، وما منعك إلا ليعطيك
مما ينبغي أن يعلم : أن الرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد وإن كرهتها نفسه وشقت عليها ، فهذه هي الرحمة الحقيقية ، فأرحم الناس بك من شق عليك في إيصال مصالحك ودفع المضار عنك .
فمن رحمة الأب بولده : أن يكرهه على التأدب بالعلم والعمل ويشق عليه في ذلك بالضرب وغيره ، ويمنعه شهواته التي تعود بضرره ، ومتى أهمل ذلك من ولده كان لقلة رحمته به ، وإن ظن أنه يرحمه ويرفهه ويريحه فهذه رحمة مقرونة بجهل كرحمة الأم .
ولهذا كان من تمام رحمة أرحم الراحمين تسليط أنواع البلاء على العبد ، فإنه أعلم بمصلحته ، فابتلاؤه له وامتحانه ومنعه من كثير من أغراضه وشهواته من رحمته به ، ولكن العبد لجهله وظلمه يتهم ربه بابتلائه ، ولا يعلم إحسانه إليه بابتلائه وامتحانه ، وقد جاء في الأثر : (إن المبتلى إذا دُعي له : اللهم ارحمه يقول الله - سبحانه - : كيف أرحمه من شيء به أرحمُهُ ) وفي أثر آخر : ( إن الله إذا أحب عبده حماه الدنيا وطيباتها وشهواتها كما يحمي أحدكم مريضه )
فهذا من تمام رحمته به لا من بخله عليه ، كيف وهو الجواد الماجد الذي له الجود كله ، وجود جميع الخلائق في جنب جوده أقل من ذرة في جبال الدنيا ورمالها ؟!
فمن رحمته سبحانه بعباده ابتلاؤهم بالأوامر والنواهي رحمة وحمية ، لا حاجة منه إليهم بما أمرهم به ، فهو الغني الحميد ، ولا بخلًا منه عليهم بما نهاهم عنه ، فهو الجواد الكريم ، ومن رحمته أن نغص عليهم الدنيا وكدرها لئلا يسكنوا إليها ولا يطمئنوا إليها ، ويرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره ، فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان ، فمنعهم ليعطيهم ، وابتلاهم ليعافيهم ، وأماتهم ليحييهم ، ومن رحمته بهم أن حذرهم نفسه لئلا يغتروا به فيعاملوه بما لا تحسن معاملته به ، كما قال - تعالى - : (ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد) (آل عمران 30)قال غير واحد من السلف : من رأفته بالعباد حذرهم من نفسه لئلا يغتروا به.
إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان
مما ينبغي أن يعلم : أن الرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد وإن كرهتها نفسه وشقت عليها ، فهذه هي الرحمة الحقيقية ، فأرحم الناس بك من شق عليك في إيصال مصالحك ودفع المضار عنك .
فمن رحمة الأب بولده : أن يكرهه على التأدب بالعلم والعمل ويشق عليه في ذلك بالضرب وغيره ، ويمنعه شهواته التي تعود بضرره ، ومتى أهمل ذلك من ولده كان لقلة رحمته به ، وإن ظن أنه يرحمه ويرفهه ويريحه فهذه رحمة مقرونة بجهل كرحمة الأم .
ولهذا كان من تمام رحمة أرحم الراحمين تسليط أنواع البلاء على العبد ، فإنه أعلم بمصلحته ، فابتلاؤه له وامتحانه ومنعه من كثير من أغراضه وشهواته من رحمته به ، ولكن العبد لجهله وظلمه يتهم ربه بابتلائه ، ولا يعلم إحسانه إليه بابتلائه وامتحانه ، وقد جاء في الأثر : (إن المبتلى إذا دُعي له : اللهم ارحمه يقول الله - سبحانه - : كيف أرحمه من شيء به أرحمُهُ ) وفي أثر آخر : ( إن الله إذا أحب عبده حماه الدنيا وطيباتها وشهواتها كما يحمي أحدكم مريضه )
فهذا من تمام رحمته به لا من بخله عليه ، كيف وهو الجواد الماجد الذي له الجود كله ، وجود جميع الخلائق في جنب جوده أقل من ذرة في جبال الدنيا ورمالها ؟!
فمن رحمته سبحانه بعباده ابتلاؤهم بالأوامر والنواهي رحمة وحمية ، لا حاجة منه إليهم بما أمرهم به ، فهو الغني الحميد ، ولا بخلًا منه عليهم بما نهاهم عنه ، فهو الجواد الكريم ، ومن رحمته أن نغص عليهم الدنيا وكدرها لئلا يسكنوا إليها ولا يطمئنوا إليها ، ويرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره ، فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان ، فمنعهم ليعطيهم ، وابتلاهم ليعافيهم ، وأماتهم ليحييهم ، ومن رحمته بهم أن حذرهم نفسه لئلا يغتروا به فيعاملوه بما لا تحسن معاملته به ، كما قال - تعالى - : (ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد) (آل عمران 30)قال غير واحد من السلف : من رأفته بالعباد حذرهم من نفسه لئلا يغتروا به.
إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان