"لا يمكن ايقاف تطورك...انت صانع القرار"

dahbito

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
5 سبتمبر 2009
المشاركات
3,420
نقاط التفاعل
273
النقاط
163
"لا يمكن ايقاف تطورك...انت صانع القرار"



بداخل كل منا قوة هائلة يمكنها تغيير اي جانب من جوانب حياته......ولكن اين هذه القوة ؟؟وكيف يمكن ان نستخدمها؟؟؟كلنا يعلم ان تحقيق اي نتائج يترتب على اتخاذ اجراء ما.....ولكن علينا هنا ان نعلم ان تصرفاتنا تتوقف على اتخاذنا بعض القرارات... "قوة القرار تكافئ القدرة على التغيير".........

لا احد ينكر ان هناك احداثا في حياتنا لا يمكننا التحكم فيها,لكننا يمكننا التحكم في تلك الاشياء التي نفكر بها ونفعلها وتتعلق بهذه الاحداث.......
وعلينا ان نتذكر انه دائما في كل لحظة نحياها هناك مجموعة جديدة من الخيارات الجديدة والتصرفات التي سوف يترتب عليها نتائج جديدة في حياتنا.........وهذه النتائج تترتب على اتخاذنا القرار....ولكننا ننسى كثيرا اننا نملك القدرة على اتخاذ القرار.........ان ما يحدد مصائرنا هي قراراتنا وليست ظروف حياتنا.........

والطريقة التي يحيا بها كل منا الآن هي نتيجة لقرار ما اتخذه في وقت من الاوقات بأن يتعلم شيئا ما او لا يتعلمه ,بأن يقوم بهذا العمل او لا يقوم به ,قراره بأن يتزوج وينجب اطفالا,وقراره بأن يؤمن بشئ ما........حتى قراره بشأن ما يأكل وما يشرب.........
كل هذه الاشياء في حياتنا يتحكم فيها القرار,واذا اردنا تغيير حياتنا فعلينا ان نتخذ قرارات جديدة بشأن ما نريد فعله وبشأن ما نحن ملتزمون به........
و كلمة"قرار" تعني اختيارا جادا حقيقيا وواعيا....فمثلا كثير من الناس يقولون:"لقد قررت تخفيض وزني"........وهذه بالطبع جملة عامة نسمعها كثيرا...ونقولها كثيرا ايضا........لكن القرار الجاد يبدأ حين يلتزم احدهم مع نفسه بهذا القرار ويعاهد نفسه على الا ينظر الى الخلف ولا يثنيه شئ عن عزمه في تنفيذ هذا القرار الذي اتخذه,والا يرضى بديلا سوى ما اراد وما قرر.........

وهنا مثل رائعا عن رجل عرف حق المعرفة كيف تكون قوة القرار الحقيقي............
هذا الرجل هو "سوبر كايرو هوندا" صاحب شركة "هوندا "الشهيرة لصناعة السيارات........والحقيقة ان السيد "هوندا"مر بكثير من الازمات والعراقيل,لكنه كان يصمم دائما على ان يرى هذه العقبات والعراقيل مجرد حواجز في السباق لابد من اجتيازها للوصول الى اهدافه........
في عام 1938 كان السيد "هوندا"تلميذا فقيرا يحاول تصنيع حلقة مكبس وبيعها لشركة"تويوتا"الشهيرة.......كان في الصباح يذهب الى مدرسته ويقضي طوال الليل في تصنيع حلقة المكبس حتى يلطخ كوعيه بالشحم وينفق في سبيل ذلك كل ما يملك من مال,حتى انه اضطر بعد ذلك ان يرهن مجوهرات زوجته للحصول على ما يريد من مال........وبعد سنتين من المجهود الشاق انتهى من تصنيع حلقة المكبس التي كان واثقا من ان شركة"تويوتا"ستقبل على شرائها ,الا انهم في الواقع رفضوها.........وعاد الى المدرسة ليسمع كلمات السخرية والتوبيخ من مدرسيه واصدقائه والذين انبوه كثيرا على ما انفق من الوقت والجهد والمال في سبيل هذه القطعة السخيفة......ولكن هل تظن انه استسلم لكل ذلك؟؟؟لقد كان مفلسا نعم لكنه لم يستسلم..........
لقد قضى السنتين التاليتين وهو يحاول تطوير حلقة المكبس...لقد كان السيد "هوندا"يمتلك
الوصفة الحقيقية للنجاح وهي انه:
1-اتخذ قرارا
2-اتخذ اجراءا
3-حدد متى صادفه النجاح ومتى واجهه الفشل
4-واستمر في تغيير منهجه لانه كان مرنا في التعامل مع الاشياء........


وفعلا نجح في تطوير المكبس وقامت "تويوتا"بشرائه منه بالفعل...........بعدها كان يحتاج "هوندا"الى بناء مصنعه الا ان اليابان كانت تستعد لخوض الحرب العالمية الثانية ولم يكن من السهل الحصول على المواد الخرسانية.......اتظنه استسلم لذلك؟؟؟بالطبع لا.........لقد قرر الا يتخلى عن حلمه وجمع مجموعة من اصدقائه وعملوا على مدار الاربع والعشرين ساعة لتطوير اساليب مختلفة للحصول على المواد الخرسانية ,ونجحوا حقا في ذلك وتمكن من بناء مصنعه وتصنيع المكابس..........ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن......فقد قصفت الولايات المتحدة مصنعه اثناء الحرب ودمر معظمه تماما......لكن السيد"هوندا"رغم ذلك لم يشعر بالانكسار او الهزيمة ولم يستسلم قط......اتدرون ماذا فعل؟؟؟عندما قصفت الطائرات مصنعه حشد جميع الموظفين والعاملين خارج المصنع وقال لهم انظروا الى هذه الطائرات فسوف يقومون الان بإنزال خزانات الوقود من طائراتهم ,وعليكم ان تعرفوا اين سيقومون بإنزالها لان بها المواد الخام التي نحتاج اليها,وهي تلك المواد التي فشل في الحصول عليها من اليابان........لقد كان السيد "هوندا"احبائي يستفيد من اي شئ تمنحه الحياة اياه...............
لكن الامر لم ينته عند هذا الحد اذ ان زلزالا قد ضرب مصنعه واضطر الى بيع عملية تصنيع المكابس لشركة"تويوتا"...ولكن كما يقول لنا الكاتب فإن الله لا يغلق بابا للامل حتى يفتح آخر........ولذلك علينا ان نبقى متيقظين دائما بانتظار ما تأتي به الحياة من فرص جديدة لنا..........

وبعد انتهاء الحرب العالمية كانت اليابان في حالة اضطراب عام ونقص في الموارد الطبيعية في كل ارجاء البلاد,لذلك كان يتم توزيع الوقود بحصص متكافئة بل كان يتعذر الحصول عليه احيانا.........وكان السيد "هوندا"يملك من الوقود ما يكفيه بالكاد لقيادة سيارته والذهاب بها الى السوق ليشتري الطعام لعائلته.........ولكنه لم يستسلم ايضا هذه المرة وفكر كثيرا:ما الذي املكه ويمكنني ان استفيد منه واحسن من احوال اسرتي؟؟؟؟؟؟؟لقد كان يملك محركا صغيرا يكفي لتشغيل الة تقليدية لجز الحشائش,وفكر في تثبيت هذا المحرك في دراجته وكانت هذه اللحظة الاولى لابتكار اول دراجة لها محرك..........واعتاد السيد"هوندا"ان يذهب بدراجته هذه من والى السوق واعجب بها اصدقاؤه وطلبوا منه ان يصنع لهم مثلها فصنع العديد منها،حتى انه استنفذ كل ما لديه من هذه المحركات,وقرر حينها ان يؤسس مصنعا لتصنيع هذه المحركات لكن المشكلة الاساسية لا تزال قائمة الا وهي حالة الاضطراب التي كانت تعم اليابان.... فماذا سيفعل؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا تنسى: "ان مصيرك يتشكل في لحظات اتخاذ قرارك"......

وبدلا من ان يستسلم السيد"هوندا"لليأس,فكر في فكرة رائعة وبعث بخطابات لكل من يمتكلون محلات لبيع الدراجات في اليابان ليعرض عليهم فكرة الدراجة ذات المحرك هذه, ويطلب منهم دعمه لتأسيس المصنع الذي يصنع فيه هذه المحركات.....كان عدد من ارسل اليهم خطاباته حوالي 18 الف شخص منهم ثلاثة آلاف فقط هم من اجابوا دعوته واعطوه المال وقام بتصنيع الدراجة البخارية لكن للاسف لم يقم بشرائها سوى عدد قليل من اليابانيين, لانها كانت ثقيلة الوزن وكبيرة جدا.....وللمرة الثانية جلس يفكر في الاخطاء التي وقع فيها وقام بتصحيح اخطائه,فجعلها اصغر حجما واخف وزنا واطلق عليهااسم "cub"واقبل الجميع على شرائها وفاز هو بجائزة الامبراطور.......

كان الجميع ينظرون الى السيد"هوندا"ويقولون انه محظوظ......فهل ترون انه كان محظوظا حقا؟؟؟؟ربما كان كذلك لو اننا اعتبرنا الحظ هو العمل وفقا لمعرفة صحيحة........واليوم السيد "هوندا"صاحب اكبر شركة لتصنيع السيارات ولا ينافسها في مبيعاتها سوى شركة "تويوتا الاميركية"...........

كل ذلك كان لان السيد "هوندا":" لم يستسلم ابدا للظروف والمشكلات ,ولم يسمح لها ان تعترض طريقه وقرر انه سيصل الى النجاح طالما انه مخلص فيما يعمل"....
 
موضوع راقي و قيم
شكرا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top