سراب جفاء ووفاء

βïģ βôşş

:: عضو بارز ::
أوفياء اللمة
4z6queqpo81w.jpg
وقفتُ ببابها والحزن أرَّقني
سألتُ الدار عنها : أيْنَهَا ؟
وسألتُ موج البحر عنها :
هل حملتَ سفينةً كانت بها
وسألتُ أزهار الحديقه :
هل شممتِ عبيرها
عفوا .. هل شمَّتكِ التي مرَّتْ
وأين تُرى اختفتْ
غابتْ معذبتي
فقد كانت هنا .. سكَنَتْ هنا
وتركتُها ههنا
كنا نقابل بعضنا بين الحدائقْ
أو تقابلني على فننٍ هنا
وأنا على فننِ
تواعَدْنا.. تجاذبنا.. تعاركْنا
كانت عيوننا تتعانقْ
كنتُ أنصحها.. فتسمعني
وتنصحني.. فتعجبني
فلِما دارها أقفرتْ
أين الكرسي الخشبي الذي كان هنا؟
أين صياح الدّيكه؟
أين الكلب الذي كان يعرفني؟
أين القطّة السّمراء التي كانت تتبعني
الدّار من خارجها مقفرةٌ
ومن داخلها .. آهٍ و آهٍ مقفره
هل رحلوا ؟ أم تهتُ في الطّريقْ
فهل فيك يا زهرُ من يرشدني ؟
وهل يا بحرُ على قِبابك لأحبابي تحملني؟
أين صوتها النرجسي؟
أين نغمة خلخالها حين يدفعها
مدفع الشوق إليّ
لَكَم كنا نضمّ الأخماسْ
كم كنا نتعب في تفريق دمائنا
حين اختلطتْ ساعة اللقاء الأبديّ
يومَ كانت تغار منا النجومْ
يومَ اشتاقتْ إلينا الهمومْ
يومَ سبحنا في بحر العفافْ
يومَ اقتنعنا بالجوع المغلَّف بالكفافْ
يومَ أعلنَّا الكفاحْ
ولاقينا الجراحْ
كانت براءتها تأسرني
أنوثتها .. طفولتها
حركاتُ مشيتها تقيّدني
آهٍ حين أسمعها
-بلا ريبٍ- في معبد الحبّ أعبدها
يا سفينةً تشتاق إليها أمواجي
هل رسوتِ في ميناء غيري
هل تركتِ الزُّرقةَ في لوني
واكتَفيْتِ بلون البنـزين
كيف بِعتِ الجوهر في بطني .. والرّملَ في كفّي
واشتريتِ على الميناء صناديقا فارغه
أنشِدُكِ الوفاء لعهدنا
أنشدكِ الرُّجوع لمهدنا
أين أنتِ يا زنبقةَ الجداولْ ؟
أين أنتِ يا درّةَ الخمائلْ ؟
أينَ أنتِ يا واسطةَ القلائدْ
أين أنت يا وردة الشباب المتفتّحه ؟
في خدودكِ الورديه
أين تلك الجواهر التي كانت تُنثَرُ حين تبتسمينْ
حين تنفتح الشفتان النُّحاسيّتانْ
حين تظهر تحتهما لَبِنَاتُ جِدَارٍ فضّي في لمعانْ
أين تلك النّاصيه .. تلك الصحراء المتراميه
أين تلك العيون التّرابيه
يومَ كانت تلحظني
فتأسر بها أيّامي ملخَّصةً في ساعة اللقا
وتأسر كفّي بين قلمي ومحبرتي
فإذا الأصابع واليراع قد اعتنقا
في حبّها كَتَبَا .. في حبّها اجتمعا
وتحت رضائها افترقا
والآن بعد غيابها ..
في بحر الدّموع قد غرقا
كم تواعدْنا بلا هدفٍ ..
ليس إلا ليلقى كلّ نصْفٍ كمالهْ
كم تلاقينا بلا نطقٍ ..
ليس إلا لتلقى كلّ عينٍ ثُمالهْ
كم ضحكنا بلا سببٍ ..
ليس إلا لنرى حيويّة الشّفتين في جلالهْ
كم بكينا .. كم ضحكنا..
وتلك المناديل تشهدْ
كم جرينا .. كم سقطنا..
وتلك الميادين تشهدْ
كم كتبنا .. كم قرأنا..
وتلك الدّواوين تشهدْ
معذّبتي .. يا معذّبتي .. خذي كبدي
خذي كفي وقلي ، خذي عضدي
خذيني كاملا ، ليس يُؤلمني
ليس يُحزنني إلا أنْ تبتعدي
أعطيتُكِ ساعاتي ودقائقي ..
أعطيتُكِ الثواني
أعطيتُكِ كلَّ أزماني
وكلّ الذي يجول في الحسبانِ
لكن .. لا تدعيني
لا ترمي في ساحتي أسباب المنايا
فالفراق - معذبتي - من أشنع الرّزايا
ليت الموتُ عاجلني
قبل أنْ يُعاجلني الفراقْ
ليت الموت عاجلني

 
لماذا كل هذا الحزن الذي يعتريك يا سيدي
فاحساسك فقط يذيب كل الاحزان
ان شاء الله تسعد و يفرح قلبك
كلمات جميلة
شكرا

 
كلمات جميلة
شكرا

 


أكتب ردك هنا...
العودة
Top Bottom