وفاق الرباعيات "رهيب" ويفسد كل حسابات غريب
تمكن الوفاق السطايفي من العودة إلى سكة الانتصارات بعد فترة فراغ دامت 9 أيام خسر فيها 3 مواجهات أمام المولودية، بلوزداد، وليوبار الكونغولي، وجاء الفوز مساء أول أمس على حساب جمعية الشلف متزامنا مع تعثر إتحاد الحراش فوق أرضية ميدانه أمام شبيبة بجاية
الوفاق قدم أداء غير متوقع مقارنة بإرهاق الكونغو
وقد قدم الوفاق السطايفي إحدى أحسن المباريات له في الموسم الحالي، وبأداء غير متوقع تماما بالنظر إلى الظروف المعنوية التي كان يعاني منها قبل المباراة بسبب تراكم 3 هزائم متتالية، وكذا الظروف البدنية بالنظر إلى الإرهاق الشديد الذي نجم عن تعب رحلة الكونغو.
فوق الميدان وكأن جمعية الشلف هي التي كانت في إفريقيا
وفوق أرضية الميدان كان الوفاق غير متأثر تماما بالمعطيات التي كانت قبل اللقاء وكأن جمعية الشلف هي التي كانت في أدغال إفريقيا وليس الوفاق السطايفي، لأن أداء الوفاق فاجأ حتى أنصاره الذين كانوا يتوقعون فوزا صعبا.
ثالث رباعية على التوالي في البطولة في 8 ماي
ويبقى الأمر المميز في هذه المباراة أن الوفاق السطايفي في لقاءات البطولة الوطنية سجل ثالث فوز على التوالي في 8 ماي بنتيجة 4 أهداف في البطولة الوطنية (لا نحتسب لقاء الكأس أمام بلوزداد)، بعد التي كان سجلها أمام مولودية وهران، إتحاد بلعباس وصولا إلى جمعية الشلف.
أسهل مهمة أمام الشلف في تاريخ الوفاق
وكان الفوز بـ (4-1) في لقاء سهرة أول أمس هو الأسهل من نوعه في مواجهات الوفاق أمام جمعية الشلف، لأن المعروف أن الجمعية كانت دوما صعبة على الوفاق في 8 ماي حتى في المواسم الصعبة على الجمعية.
درس في كرة القدم كان الرد على تصريحات زاوي
والملاحظ طيلة اللقاء هو الكم الهائل من الشتائم التي وجهها أنصار الوفاق لقائد الجمعية سمير زاوي وبطريقة لم يسبق له أن تلقى مثلها في أي من ملاعب الجمهورية، وكان الوحيد من كل الشلفاوة الذي خصه أنصار الوفاق بالشتم، لأنهم لم ينسوا له التصريحات التي أطلقها بعد فوز الجمعية على الحراش، حين أكد أن اتحاد الحراش هو الذي سيتوج لأن الجمعية ستطيح بالوفاق بميدانه وتحرمه من اللقب.
الوفاق ودّع الشهر المنحوس بفارق 8 نقاط
ويبقى الأهم في لقاء أول أمس أنه آخر مباراة يلعبها السطايفية في شهر أفريل وهو الشهر الذي تكون نتائج الوفاق فيه سلبية، وحتى إن لم يخرج الأمر عن القاعدة هذه السنة أيضا إلا أن الأهم هو أن الوفاق ودع هذا الشهر بفارق لم يتوقعه من قبل وهو 8 نقاط كاملة.
... صار أقرب للقب السادس
وبعد هذه النتيجة وأمام بقاء 4 جولات فقط على نهاية الموسم الكروي الحالي، فإن الوفاق من الناحية الحسابية لم تعد تفصله سوى 4 نقاط عن التتويج الرسمي بلقب البطولة الوطنية السادسة في تاريخه.
... ويصل إلى الانتصار رقم 19 على التوالي
وإن كان الانتصار الذي حققه الوفاق أمام الشلف هو بالرقم 13 خلال الموسم الحالي فوق أرضية ملعب سطف في البطولة الوطنية، فإنه وصل أيضا إلى الانتصار رقم 19 على التوالي بعد أن دشن في بداية سلسلة الانتصارات في 20 أفريل 2012 أمام إتحاد الحراش، ومنذ ذلك التاريخ سجل 19 انتصارا (3 في نهاية الموسم الماضي و16 في الموسم الحالي) في كل المنافسات.
مضوي: "عدد الانتصارات المتتالية في سطيف يعد انجازا"
ومن جهته أكد المدرب المساعد للوفاق السطايفي خير الدين مضوي بخصوص عدد الانتصارات المتتالية الذي حققه الوفاق في 8 ماي منذ نهاية الموسم الماضي يعتبر بالانجاز، لأنه ليس من السهل على أي فريق أن يصل إلى هذا العدد من الانتصارات دون تعثر في ميدانه.
هذا هو ملعب النار الحقيقي الذي كان يُرعب الخليجيين
ويبقى الأهم في كل هذا أن الوفاق أعاد فعلا إلى المتتبعين حقيقة ملعب النار كما هو، مثلما كان هذا الحال مع في سنوات دوري أبطال العرب بين 2006 و2008 حين كان هذا الملعب يُرعب الخليجيين ويقال عنه في حصة "صدى الملاعب" لمصطفى الآغا "الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود".
الوفاق يدشن بداية سنة ثانية من الانتصارات فيه
وإن كان الوفاق السطايفي قد أقفل سنة من الانتصارات دون تعثر في 8 ماي يوم 20 أفريل الحالي، فإنه بفوزه على الشلف برباعية قد دشن بداية السنة الثانية من الانتصارات في 8 ماي لتأكيد أن ملعب سطيف سيكون مقبرة الكبار والصغار.
الكل رقص في غرف الملابس حتى حمّار
ولأن اللقب الوطني وأم الألقاب قد اقترب من سطيف من جديد أكثر من أي وقت مضى، فإن الأجواء كانت خاصة في غرف ملابس الوفاق السطايفي بعد نهاية اللقاء، أين رقص اللاعبون كلهم بأهازيج "أيا حمّار أيا حمّار هذا العام شامبيوني" وقاموا بإرقاص الرئيس حمّار، أعراب، وكل أعضاء الطاقم الفني معهم.
الرقص الجماعي دليل التحرر من الضغط الشديد
وقد جاءت الأجواء التي عرفتها غرف ملابس الوفاق السطايفي في نهاية اللقاء لتؤكد أن اللاعبين تخلصوا من ضغط شديد وهو الضغط الذي فرضه عليهم المحيط بعد الهزائم الثلاث المتتالية، وجاء الفوز على الشلفاوة بتلك النتيجة والطريقة ليؤكد به لاعبو الوفاق أنها هزائم عادية ناتجة عن فترة فراغ وفقط.
عودة الرسائل المشفرة من الإدارة
ومن جهة أخرى وبعد الرسالة التي كانت من حمّار في حصة "العقدة" أين أكد أن الوفاق مستهدف، جاءت لغة الرسائل المشفرة لتكون اللغة في تصريحات أعضاء إدارة الوفاق ومنها ما كان من حمّار الذي صرح مباشرة بعد نهاية اللقاء أن الوفاق اقترب من اللقب بنسبة 90 من المائة وأن هذا هو الرد على من شكك في العقوبات الانضباطية لإدارة الفريق.
سنساوي: "نهدي هذا الفوز لمن يحبون الوفاق بطريقتهم ولا يريدون تتويجه"
من جهته، أكد أمين المال للفريق السطايفي حسان سنساوي بعد نهاية اللقاء أن اقتراب الوفاق من التتويج بعد هذا الفوز يهديه هو الآخر لمن يحبون الوفاق بطريقتهم الخاصة ولا يريدون تتويجه باللقب الوطني، وخاصة الذين شاهدوا مباراة نصف نهائي كأس الجمهورية أمام المولودية من مكان خاص في ملعب 5 جويلية.
"السطايفية" لم يشككوا في البطولة، ولكن أعجبتهم حسابات غريب
والواضح أن الوفاق السطايفي يتواجد في صدارة ترتيب البطولة الجزائرية منذ الجولة الثامنة للموسم الحالي ولم يتزحزح منها في أي من الجولات، ولم يشك أنصاره أبدا في تتويج فريقهم بها، ولكن الأمر الذي لفت انتباههم في المدة الأخيرة هو إصرار منسق فرع كرة القدم لمولودية الجزائرية عمر غريب على التأكيد على قوة فريقه في التتويج بالبطولة الوطنية و"الدوبلي"، وهي الحسابات التي احتار السطايفية في كيفية تجسيدها على أرض الواقع، لأنها تتطلب للتجسيد الفعلي أن تبقى المولودية تلعب لوحدها في البطولة وتعلن كل الفرق المواجهة لها الانسحاب.
... ودزيري لم يخطئ عندما نبهه أنه "غالط"
وفي وقت غير بعيد كان المدرب المساعد لاتحاد العاصمة بلال دزيري قد نبه عمر غريب في حصة الجزائرية أنه مخطئ جدا في حساباته وأن تتويج السطايفية بلقب الموسم الحالي مؤكد لأن الوفاق لا يضيع أي نقطة بميدانه، وأمام إصرار غريب في الحصة على قدرته على أخذ البطولة من سطيف لم يجد دزيري سوى القول له أن هذا التتويج يتطلب أن تموت كل سطيف وينسحب فريقها "فورفي" حتى تأخذ منها المولودية اللقب.
الحساب الجديد للسطايفية هو التتويج في 5 جويلية
ولكن لاعبي الوفاق وأمام التحدي الذي كان من غريب في أخذ البطولة من سطيف، يريدون الآن أن يكون التحدي معاكسا وهو الذهاب يوم 7 ماي القادم إلى العاصمة وإلى ملعب 5 جويلية لأجل الفوز هناك والتتويج الرسمي بالبطولة، إذا تزامن ذلك مع عدم فوز الحراش في بلعباس (التعادل أو الهزيمة).