اوراق مهربة من مذكرات الرئيس هواري بومدين

osama305

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
31 أكتوبر 2008
المشاركات
3,664
نقاط التفاعل
731
النقاط
171
محل الإقامة
المسيلة
في اواخر الثمانينات وعلى صفحات مجلة كل العرب
الصادرة في العاصمة الفرنسية باريس
ورد موضوع ( اوراق مهربة من مذكرات الرئيس هواري بومدين )
تكلم فيه صاحبه عن نقاط مهمة في حياة الرئيس هواري بومدين
مثل :
ـ توليه الحكم بعد التصحيح الثوري
ـ التجربة الاشتراكية والثورة الزراعية
ـ التعريب ومواجهة اللوبي الفرونكوفوني
ـ التعاون الجزائري الروسي في مجال السلاح
ـ والكثير من المحطات في تاريخ الجزائر ومن حياة الرئيس
ومنذ ذلك الوقت لم تصدر اي جهة اي جزء من مذكرات الرئيس
لا زوجته ولا المقربين منه مثل الصحفي المشهور محي الدين عميمور
وماعلاقة الصحفي المصري محمد حسنين هيكل بمذكرات الرئيس
وهل فعلا اختفت مذكرات الرئيس بومدين
ام هل فعلا كتبت تلك المذكرات
الموضوع نعيد طرحه لاول مرة في منتدى جزائري
ونتمنى ان ينال قسطا وافرا من التحليل والاثراء
لانه يمس شخصية تاريخية لها المكانة الكبرى في حياة الجزائرين
ولانه يمس من جانب اخر جزء مهم من تاريخ الجزائر
الموضوع للنقاش .....
...............السلام عليكم .............
wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها. إضغط هنا لعرض الصورة بالحجم الطبيعي. أبعاد الصورة الأصلية هي 640×420.
8238.imgcache.jpg

الرئيس بومدين رفقة فيدال كاستروا


thumbnail.php

الرئيس هواري بومدين

hafez-_09.jpg

الملك فيصل السادات حافظ الاسد بومدين

ملاخظة : هذا الموضوع كتبته في ماي 2009
ونقلته الكثير من المنتديات بدون حتة ذكر اسم نتدى اللمة
واعيد اليوم طرحه من جديد
 
هواري بومدين
7164.jpg

هواري بومدين أو محمد بوخروبة كما هو اسمه الصريح لعب دورا كبيرا في تاريخ الجزائر ايّام ثورتها ضدّ الاستعمار الفرنسي، وبعد الاستقلال عندما تولى الاشراف على المؤسسة العسكرية التي تعرف في الجزائر بالمؤسسة السيدة بدون منازع وبفضل هذا المنصب تمكنّ من الاطاحة بالرئيس أحمد بن بلة في 19 حزيران 1965.
ولد هواري بومدين في مدينة قالمة الواقعة في الشرق الجزائري وتعلم في مدارسها ثمّ التحق بمدارس قسنطينة معقل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ومعقل دعاة العروبة والاسلام .
رفض هواري بومدين خدمة العلم الفرنسي، كانت السلطات الفرنسية تعتبر الجزائريين فرنسيين ولذلك كانت تفرض عليهم الالتحاق بالثكنات الفرنسية لدى بلوغهم السن الثامنة عشر، وفرّ الى تونس سنة 1949 والتحق في تلك الحقبة بجامع الزيتونة الذي كان يقصده العديد من الطلبة الجزائريين، ومن تونس انتقل الى القاهرة سنة 1950 حيث التحق بجامع الأزهر الشريف .
وعندما اندلعت الثورة الجزائرية في 1 تشرين الثاني 1954 التحق بجيش التحرير الوطني وكان مسؤولا عسكريّا في منطقة الغرب الجزائري، وتولى قيادة وهران من سنة 1957 والى سنة 1960 ثمّ تولى رئاسة الأركان من 1960 والى تاريخ الاستقلال في 5 تموز 1962، وعيّن بعد الاستقلال وزيرا للدفاع ثم نائبا لرئيس مجلس الوزراء سنة 1963 دون أن يتخلى عن منصبه كوزير للدفاع .
وفي 19 حزيران 1965 قام هواري بومدين بانقلاب عسكري أطاح بالرئيس أحمد بن بلة ،وأصبح بذلك أول رئيس يصل الى السلطة في الجزائر عن طريق انقلاب عسكري .

علي بوهزيلة ابن خال هواري بومدين عندما طلب منه الحديث عن هواري بومدين قال:
ماذا تريدون معرفته بالضبط ! هناك أمور عديدة لم تذكر عن بومدين ! بومدين كان رجلا عظيما ، قضى عمره كاملا من أجل القضية الوطنية ، لكن بعد وفاته دفنوا تاريخه و ألغوا اسمه ولولا المطار في الجزائر العاصمة الذي يحمل اسمه لنسيّ الناس من يكون هواري بومدين، والفوضى التي شهدتها الجزائر تعود الى الفراغ الذي خلفّه موت هواري بومدين .

حياة هواري بومدين كطفل وشاب أحفظها عن ظهر قلب، وكنت من أقرب أبناء عمومته اليه و كنا نحكي كل كبيرة وصغيرة ، وكان لنا صديق ثالث هو ابن خالته مصطفى صالح الذي استشهد أثناء ثورة التحرير. بومدين إبن فلاح بسيط من عائلة كبيرة العدد ومتواضعة ماديا، ولد سنة 1932 وبالضبط في 23 أب في دوّار بني عدي مقابل جبل هوارة على بعد بضعة كيلوميترات غرب مدينة قالمة، وسجّل في سجلات الميلاد ببلدية عين أحساينية – كلوزال سابقا -.
في صغره كان والده يحبه كثيرا ويدلّله رغم ظروفه المادية الصعبة قررّ تعليمه ولهذا دخل الكتّاب (المدرسة القرأنية) في القرية التي ولد فيها، وكان عمره أنذاك 4 سنوات ، وعندما بلغ سن السادسة دخل مدرسة ألمابير سنة 1938 في مدينة قالمة وتحمل المدرسة اليوم اسم مدرسة محمد عبده، وكان والده يقيم في بني عديّ ولهذا أوكل أمره الى عائلة بني اسماعيل وذلك مقابل الفحم أو القمح أو الحطب وهي الأشياء التي كان يحتاجها سكان المدن في ذلك الوقت .
وبعد سنتين قضاهما في دار ابن اسماعيل أوكله والده من جديد لعائلة بامسعود بدار سعيد بن خلوف في حي مقادور والذي كان حياّ لليهود في ذلك الوقت (شارع ديابي حاليا)
وبعد ثماني سنوات من الدراسة بقالمة عاد الى قريته في بني عدي، وطيلة هذه السنوات كان بومدين مشغول البال شارد الفكر لا يفعل ما يفعله الأطفال، لكنّه كان دائما يبادرك بالابتسامة وخفة الروح رغم المحن التي قاساها منذ صغره .

لقد كان بومدين يدرس في المدرسة الفرنسية وفي نفس الوقت يلازم الكتّاب من طلوع الفجر الى الساعة السابعة والنصف صباحا، ثمّ يذهب في الساعة الثامنة الى المدرسة الفرنسية الى غاية الساعة الرابعة وبعدها يتوجّه الى الكتّاب مجددا.
وفي سنة 1948 ختم القرأن الكريم وأصبح يدرّس أبناء قريته القرأن الكريم واللغة العربية، وفي سنة 1949 ترك محمد بوخروبة (هواري بومدين) أهله مجددا وتوجه الى المدرسة الكتانية في مدينة قسنطينة الواقعة في الشرق الجزائري، وكان نظام المدرسة داخليّا وكان الطلبة يقومون بأعباء الطبخ والتنظيف. وفي تلك الأونة كان عمه الحاج الطيب بوخروبة قد عاد من أداء فريضة الحجّ مشيا على الأقدام، وبعد عودته ذهب اليه محمد (هواري بومدين) ليقدمّ له التهاني، وكان هواري يسأل عمه عن كل صغيرة وكبيرة عن سفره الى الديار المقدسة، وكان عمه يخبره عن كل التفاصيل ودقائق الأمور وكيف كان الحجاج يتهربون من الجمارك والشرطة في الحدود وحدثّه عن الطرق التي كان يسلكها الحجّاج، وكان بومدين يسجّل كل صغيرة وكبيرة، وكان بومدين يخطط للسفر حيث أطلع ثلاثة من زملائه في المدرسة الكتانية على نيته في السفر وعرض عليهم مرافقته فرفضوا ذلك لأنهم لا يملكون جواز سفر، فأطلعهم على خريطة الهروب وقال: هذا هو جواز السفر .
وقبل تنفيذ الخطة تمّ استدعاؤه للالتحاق بالجيش الفرنسي لكنّه كان مؤمنا في قرارة نفسه بأنه لا يمكن الالتحاق بجيش العدو ولذلك رأى أنّ المخرج هو في الفرار والسفر،
وعندما تمكن من اقناع رفاقه بالسفر باعوا ثيابهم للسفر برا باتجاه تونس .

ومن تونس توجه بومدين الى مصر عبر الأراضي الليبية ،وفي مصر التحق وصديقه بن شيروف بالأزهر الشريف، وقسّم وقته بين الدراسة والنضال السياسي حيث كان منخرطا في حزب الشعب الجزائري، كما كان يعمل ضمن مكتب المغرب العربي الكبير سنة 1950، وهذا المكتب أسسّه زعماء جزائريون ومغاربة وتونسيون تعاهدوا فيما بينهم على محاربة فرنسا وأن لا يضعوا السلاح حتى تحرير الشمال الافريقي، ومن مؤسسي هذا المكتب علال الفاسي من المغرب وصالح بن يوسف من تونس وأحمد بن بلة وأية أحمد من الجزائر وكان هذا المكتب يهيكل طلبة المغرب العربي الذين يدرسون في الخارج .
وقد أرسل مكتب المغرب العربي هواري بومدين الى بغداد ليدرس في الكلية الحربية وكان الأول في دفعته، وطيلة هذه الفترة كان يراسل والده الذي كان بدوره يبعث لولده ماتيسّر من النقود وذلك عن طريق صديق بومدين عجّابي عبد الله .
وعندما تبيّن للسلطات الفرنسية أن المدعو محمد بوخروبة (هواري بومدين) فرّ من خدمة العلم قامت بحملة بحث عنه، وأنهكت والده بالبحث والتفتيش والاستدعاءات وتحت وطأة الضغط اعترف والد بومدين بالأمر وأعترف أن ابنه سافر للدراسة في مصر وحصلت السلطات الفرنسية على عنوان بومدين من أبيه وقامت السلطات الفرنسية بارسال مذكرة بهذا الخصوص الى السفارة الفرنسية في القاهرة، وكان الملك فاروق هو صاحب السلطة أنذاك في مصر وتقرر طرد بومدين من مصر واعادته الى الجزائر، لكن ثورة الضباط الأحرار أنقذت هواري بومدين وانتصارها جعل بومدين يبقى في مصر .
وعندما عاد صديق هواري بومدين عبد الله العجابي الى الجزائر ليلتحق بالثورة الجزائرية سنة 1955 ألقيّ عليه القبض في مدينة تبسة الجزائرية وهنا فتح ملف هواري بومدين مجددا، وأدركت السلطات الفرنسية أن محمد بوخروبة أو هواري بومدين كما هو اسمه الحركي خطر على الأمن القومي الفرنسي .

هذا الرصيد الذي كان لهواري بومدين خولّه أن يحتل موقعا متقدما في جيش التحرير الوطني وتدرجّ في رتب الجيش الى أن أصبح قائدا للأركان ثمّ وزيرا للدفاع في حكومة أحمد بن بلّة .

ومثلما أوصل هواري بومدين بن بلّة الى السلطة فقد أطاح به عند أول منعطف ،وقد بررّ بومدين انقلابه بأنّه للحفاظ على الثورة الجزائرية وخطها السياسي والثوري .
وبعد الاطاحة بحكم الرئيس أحمد بن بلة في 19 حزيران 1965 تولى هواري بومدين رئاسة الدولة الجزائرية بمساعدة رجل المخابرات القوي أنذاك قاصدي مرباح الذي كان يطلق عليه بومدين لقب المستبّد المتنوّر .

وقد شرع هواري بومدين في اعادة بناء الدولة من خلال ثلاثية الثورة الزراعية والثورة الثقافية والثورة الصناعية على غرار بعض التجارب في المحور الاشتراكي التي كان هواري بومدين معجبا بها .
وغداة استلامه السلطة لم يقلّص هواري بومدين من حجم نفوذ حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بل استمرّ هذا الحزب في التحكم في مفاصل الدولة، وكان الأساس الذي بموجبه يعيّن الشخص في أي منصب سياسي أو عسكري هو انتماؤه الى حزب جبهة التحرير الوطني، وبالاضافة الى سيطرة الحزب الواحد قام هواري بومدين بتأسيس مجلس الثورة وهو عبارة عن قيادة جماعية تتخذ قرارات في الاختيارات الكبرى للجزائر الداخلية منها والخارجية، وفي داخل هذا المجلس أتخذت القرارات المصيرية من قبيل تأميم النفط والمحروقات واسترجاع الثروات الطبيعية والباطنية، ومن قبيل تعميم نظام الثورة الزراعية وانتهاج الاقتصاد الموجه واشراف الدولة على كل القطاعات الانتاجية .
لقد عمل هواري بومدين بعد استلامه الحكم على تكريس هيبة الدولة الجزائرية داخليا وخارجيا ، وفي بداية السبعينيات توهجّت صورة الجزائر أقليميا ودوليا وباتت تساند بقوة القضية الفلسيطينية وبقية حركات التحرر في العالم ، ولعبت الجزائر في ذلك الوقت أدوارا كبيرة من خلال منظمة الوحدة الافريقية و منظمة دول عدم الانحياز .
وعن مشروع بومدين قال مدير جهاز الاستخبارات العسكرية في ذلك الوقت قاصدي مرباح -الذي قتل أثناء الأحداث الدامية التي عرفتها الجزائر في بداية التسعينيات:
انّ هواري بومدين كان يهدف الى بناء دولة عصريّة تسعد فيها الشريحة الواسعة من هذا الشعب .

ومن الصحافيين الفرنسيين الذين كتبوا عن هواري بومدين بكثير من الموضوعية الصحافي الفرنسي جاك لاكوتور الذي أشتهر خاصة بكتبه عن سيّر عظماء هذا القرن من أمثال الزعيم الفيتنامي هوشي مينه والزعيم الصيني ماوتسي تونغ والجنرال شارل ديغول.
وقد كتب لاكوتور في جريدة لوموند الفرنسية مقالا عن هواري بومدين يوم 28 كانون الأول 1978 جاء فيه ما يلي :
انّ السلطة لتنحت الأفراد بالتقعير والتحديب، فهناك من تنصب لهم التماثيل وهناك من تنفخهم الريح وهناك من تنثرهم غبارا. ومحمد بوخروبة المدعو هواري بومدين لم يكن من أولئك الذين جعلتهم السلطة يتفسخون وكل من عرفه في ذلك الوقت الذي برز فيه من الجبل (يقصد الجبال التي كان يلوذ بها مفجرو الثورة الجزائرية) فلا شكّ أنّه قد انطبع في ذاكرته بصورة ذئب ضامر ذي نظرة هاربة وهو متدثر معطفه الشبيه بمعاطف المخبرين السريين، نصف مطارد ونصف صائد، منغلقا على صمته العدائ الذي لا تقطعه سوى انفجارات الغضب، شخصية هامشية لاذعة كلها ذؤابات وزوايا حادة ومستويات بين، شخصية نمطية للتمرد والرفض .
بعد احدى عشرة سنة من ذلك وفي يوم 3 أيلول 1973 كان الرئيس بومدين يستقبل في الجزائر العالم الثالث كزعيم وقائد واثق من نفسه وقوته وفصاحته . التقاطيع بقيت حادة، والذؤابات متمردة والصوت أبّح، لكنّ الرجل كان قد تكثف وأستوى عضلا ويقينا، لقد أصبح من القوة بحيث لم يعد في امكانه أن يخاطر بأن يسير في طريق الاعتدال، لقد اكتشف في غضون ذلك البدلات الأنيقة وربطات العنق وتعلمّ اللغة الفرنسية التي صار مذ ذاك يستعملها بفعالية مثيرة للدهشة بالنسبة لأولئك الذين كانوا يجهدون أنفسهم كثيرا لفهم كلام ذلك العقيد المتمرد في الجبال أثناء الحرب .
وعندما استقبل فاليري جيسكار ديستان في نيسان 1975 لم يكن هواري بومدين كريفي خشن من وراء البحار وانما كجار فخور باظهار ثمراته للاعجاب، وفي تلك الأثناء كانت الجزائر قد انتقلت من وضعيتها كطلل من الأطلال في أمبراطورية خربانة الى دولة كلها ورشات ثمّ الى أمة نموذجية للتنمية السلطوية تحت هيمنة وسلطة ابن الفلاّح ذاك الذي فضّل المنفى عن الاستعمار ثمّ فضلّ المعركة الشرسة وعندما أهلّ الاستقلال في الجزائر كان هواري بومدين أول قائد مقاومة يوقّع على النصوص الانعتاقية باللغة العربية ..وهذه الشهادة لهذا الصحافي الفرنسي لا تختلف عن غيرها من الشهادات لكتاب عرب وغربيين.
في سنة 1964 وجّه صحافي مصري سؤالا الى بن بلة حول ماذا يفكر في بومدين الذي كان حاضرا معهما فأجابه الرئيس بن بلة وهو يقهقه ضاحكا :أنت تعلم أنّه الرجل الذي يقوم بإحاكة كل المؤمرات والدسائس ضدّي !
ولم يكن في وسع تلك الدعابة أن تقف في وجه المقدور، فبعد سنة من ذلك اليوم وفي 19 حزيران 1965 أختطف أحمد بن بلة ووضع في مكان سري من طرف رجال بومدين نفسه .
وفي مجلس الثورة الذي تشكل مباشرة بعد الانقلاب الذي قاده بومدين ضدّ أحمد بن بلة لم يكن أي عضو يملك القدرة على مزاحمة هواري بومدين .

بدأ بومدين ينتقل شيئا فشيئا من منطق الثورة الى منطق الدولة وأصبح يحيط بكل تفاصيل الدولة وأجهزتها ، وحاول بومدين أن يمزج بين كل الأفكار التي سبق له وأن اطلعّ عليها في محاولة لايجاد ايديولوجيا للدولة التي بات سيدها بدون منازع فمزج بين الاشتراكية والاسلام وبين فرانتز فانون وأبوذر الغفاري وكانت النتيجة بومدين الذي عرفه العالم في السبيعينيات ببرنسه الأسود وسيجاره الكوبي وكأن في ذلك اشارة الى قدرة بومدين على الجمع بين الثنائيات وحتى المتناقضات. وفي ايار من عام 1972 استقبل هواري بومدين الرئيس الكوبي فيدل كاسترو وبدا واضحا أنّ الجزائر خلقت لها مكانة في محور الجنوب الذي كان ولا يزال يعيش تراكمات وتداعيات الحقبة الاستعمارية .
وفي أيلول من سنة 1973 وبمناسبة مؤتمر دول عدم الانحياز ، استقبل هواري بومدين أزيد من سبعين من رؤساء الدول وكان جمعا لم يسبق له مثيل في التارييخ من ذلك المستوى .
وفي سنة 1974 ترأسّ هواري بومدين في مقر الأمم المتحدة الجمعية الاستثنائية التي انعقدت بطلب منه والتي كرست للعلاقات بين الدول المصنعة وتلك التي تعيل نفسها من خلال بيع مواردها الأولية. وهذه الأدوار الدولية التي اضطلع بها ترافقت مع محاولات حثيثة في الداخل لبناء الدولة الجزائرية التي أرادها أن تكون ذات امتداد جماهيري وحيث تنعم الجماهير بما تقدمه الدولة من خدمات في كل المجالات وفي عهد بومدين تمّ العمل بما يعرف في الجزائر بديموقراطية التعليم والصحة، حيث أصبح في متناول كل الجزائريين أن يبعثوا أولادهم الى المدارس وللأبناء أن يكملوا التعليم الى نهايته دون يتحملوا عبء شيئ على الاطلاق ، وكل المستشفيات والمستوصفات كانت في خدمة الجزائريين لتطبيب أنفسهم دون أن يدفعوا شيئا.
وهذا ما جعل بومدين يحظى بالتفاف شعبي لامتحفظ ويستهوي القلوب ، وهذا لا يعني أن بومدين كان ديموقراطيا منفتحا على معارضيه، بل كان متسلطا الى أبعد الحدود ومادامت الأمة معه ومادام هو مع الأمة العاملة والفلاحة فهذه هي الديموقراطية ،ليس بالضرورة أن تكون الديموقراطية على السياق الغربي في نظره.
وهواري بومدين الذي تزوج متأخرا سنة 1973 من محامية جزائرية السيدة أنيسة، كان منهمكا من قبل ذلك في تأسيس الدولة الجزائرية حتى قال البعض أنه كان متزوجا الدولة.
ولا شك على الاطلاق أن الدولة الجزائرية الحديثة فيها الكثير الكثير من لمسات محمد بوخروبة المدعو هواري بومدين .


*
سياسة بومدين الداخلية :

بعد أن تمكن هواري بومدين من ترتيب البيت الداخلي ، شرع في تقوية الدولة على المستوى الداخلي وكانت أمامه ثلاث تحديات وهي الزراعة والصناعة والثقافة ، فعلى مستوى الزراعة قام بومدين بتوزيع ألاف الهكتارات على الفلاحين الذين كان قد وفر لهم المساكن من خلال مشروع ألف قرية سكنية للفلاحين وأجهز على معظم البيوت القصديرية والأكواخ التي كان يقطنها الفلاحون ، وأمدّ الفلاحين بكل الوسائل والامكانات التي كانوا يحتاجون اليها .
وقد ازدهر القطاع الزراعي في عهد هواري بومدين واسترجعت حيويتها التي كانت عليها اياّم الاستعمار الفرنسي عندما كانت الجزائر المحتلة تصدّر ثمانين بالمائة من الحبوب الى كل أوروبا. وكانت ثورة بومدين الزراعية خاضعة لاستراتيجية دقيقة بدأت بالحفاظ على الأراضي الزراعية المتوفرة وذلك بوقف التصحر واقامة حواجز كثيفة من الأشجار الخضراء بين المناطق الصحراوية والمناطق الصالحة للزراعة وقد أوكلت هذه المهمة الى الشباب الجزائريين الذين كانوا يقومون بخدمة العلم الجزائري .
وعلى صعيد الصناعات الثقيلة قام هواري بومدين بانشاء مئات المصانع الثقيلة والتي كان خبراء من دول المحور الاشتراكي يساهمون في بنائها، ومن القطاعات التي حظيت باهتمامه قطاع الطاقة ، ومعروف أن فرنسا كانت تحتكر انتاج النفط الجزائري وتسويقه الى أن قام هواري بومدين بتأميم المحروقات الأمر الذي انتهى بتوتير العلاقات الفرنسية –الجزائرية، وقد أدى تأميم المحوقات الى توفير سيولة نادرة للجزائر ساهمت في دعم بقية القطاعات الصناعية والزراعية . وفي سنة 1972 كان هواري بومدين يقول أن الجزائر ستخرج بشكل كامل من دائرة التخلف وستصبح يابان العالم العربي .
وبالتوازي مع سياسة التنمية قام هواري بومدين بوضع ركائز الدولة الجزائرية وذلك من خلال وضع دستور وميثاق للدولة وساهمت القواعد الجماهيرية في اثراء الدستور والميثاق اللذين جاء ليكرسّا الخطاب الأحادي الديماغوجي للسلطة الجزائرية .

معركة التعريب :

أعتبرت فرنسا الجزائر مقاطعة فرنسية وراء البحر اعتبارا من عام 1884 طبقا لقرار الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) وعليه فانّ سكان الجزائر اعتبروا فرنسيين منذ ذلك التاريخ ، ولكن الصحيح أن فرنسا أعتبرت الجزائر فرنسية منذ 1830 تاريخ وصول قواتها الى الشواطئ الجزائرية واحتلالها الجزائر .
وقد قامت السلطة الفرنسية بعملية احصاء واسعة لسكان الجزائر وسجلت أسماءهم وأوجدت للجزائريين أسماء جديدة ، وهو ما أعتبر ذروة العمل على مسخ الشخصية الجزائرية ذلك أن بعض الأسماء المحذوفة كانت عربية والجديدة غريبة النكهة والكثير منها مشتق من أسماء الحيوانات وهذا ما يفسّر غرابة بعض الأسماء في الجزائر وكانت فرنسا تختار ماهبّ ودبّ من الألقاب والتي كانت مستهجنة من قبيل التيس والعتروس وغيرها من أسماء الأنعام. وقامت فرنسا بمنح الجزائريين بطاقات هوية تصفهم كفرنسيين مسلمين وذلك تمييزا لهم عن باقي الأوروبيين الذين حصلوا على الجنسية الفرنسية ، كما منحت السلطات الفرنسية جنسيتها لليهود الجزائريين الذين كانوا يتعاونون مع السلطات الاستعمارية وكوفئوا بنقلهم الى فرنسا غداة الاستقلال الجزائري .
وبالتوازي مع فرنسة الهوية قامت السلطات الفرنسية بالغاء التعليم الأصلي العربي وفرضت اللغة الفرنسية في المعاهد التعليمية والادارة اتماما لدمج الشعب الجزائري في المنظومة الفرنسية .
ولولا المجهودات التي بذلها الاصلاحيون في الجزائر وبعدهم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في استرجاع الهوية وتكريس عروبة واسلامية الجزائر لأستكملت فرنسا كل خطوات المسخ .
وقد أدركت القيادة الفتية التي تولت زمام الأمور في الجزائر بعد الاستقلال فظاعة تغييب اللغة العربية فتقدم مجموعة من أعضاء المجلس التأسيسي (البرلمان) بمشروع لفرض التعريب و جاء في مذكرتهم مايلي :
منذ تأسيس الحكومة الفتية واجتماع المجلس الوطني التأسيسي وقع الكلام كثيرا عن التعريب ، ومع أنّه قد مرّ على ذلك نحو ستة أشهر فاننا لم نشاهد أي أثر للتعريب سوى شيئ ضئيل .
انّ الأغلبية الساحقة من الشعب الجزائري تريد التعريب ، لأنّ اللغة العربية هي اللغة القومية ومع ذلك ما تزال تعيش على الهامش كلغة أجنبية في وطنها والشواهد على ذلك كثيرة لا تحصى . فالادارات الحكومية لا تعترف ولا تقبل ما يقدم لها باللغة العربية من طلبات وشكاوى ووثائق ، وتجبر المواطنين على تقديمها باللغة الفرنسية ومن الأمثلة على ذلك أن بعض عوائل الشهداء قدموا من شمال قسنطينة للسكن في الجزائر العاصمة وقدموا شهادات مكتوبة باللغة العربية الى بعض الدوائر الرسمية تثبت أنهم من عوائل الشهداء بحق ليتمكنوا من حقهم فما كان من هذه الادارة الاّ أن رفضت معاملتهم ولم تعترف بها، لا لسبب الاّ أنّها مكتوبة باللغة العربية وعليهم أن يقدموها باللغة الفرنسية .
وقد كان من واجب البلدية وغيرها من الادارات الرسمية أن توظف من يحسن اللغة العربية لمثل هذه المهمة ليسهل على الشعب قضاء مأربه وتقديم شكاويه بلغته الوطنية والطبيعية ، ولا تكلفه مالا يطيق . وحتى لا يشعر الشعب الذي ضحّى من أجل عزته القوية بالنفس والنفيس أنّ لغته ماتزال كشأنها من قبل غريبة وحتى لا يشعر هذا الشعب – من بقاء سيطرة اللغة الفرنسية – أنّ الهيمنة ماتزال ممثلة في سيطرة لغة المستعمر وأن الاعتذار بالصعوبات التي تحول دون تعريب الادارات أو ادخال اللغة العربية اليها غير مقبول .

أولا : لأنّ المسألة قومية ولا يمكن التساهل فيها .

ثانيا : لأننا في عهد الثورة، رغم الظروف الحربية القاسية ورغم فقدان الوسائل من ألات كاتبة ومن كتّاب يحسنون اللغة العربية، كنّا نشاهد أن قادة الثورة يقبلون كل التقارير الواردة اليهم باللغة العربية والفرنسية وتغلبوا على كل الصعوبات التي اعترضتهم بفضل العزيمة الصادقة والارادة الثورية الجبارة، فكيف نعجز في السلم تحقيق ما حققناه وقت الحرب ومن أجل هذا ونظرا لكون الجزائر اليوم دولة مستقلة ذات سيادة، ونظرا لكون الشعب الجزائري شعبا عربيا والوطن الجزائري وطنا عربيا حاول الاستعمار طيلة فترة وجوده بأرضنا مسخ الشعب وفرنسة الوطن تنفيذا لقوانين الحكومة الفرنسية الزاعمة بأن الجزائر ولاية فرنسية، فلم تستطع فرنسا فعل ذلك .
وتنفيذا لارادة الشعب الصارمة التي صارعت الادارة الاستعمارية بالمقاومة السلبية والايجابية وتماشيّا مع تصريحات رئيس الحكومة أحمد بن بلة الذي قال : نحن عرب ، نحن عرب، نحن عرب ثلاث مرات، ونظرا للتصريحات الصادرة عن مختلف الشخصيات الرسمية المسؤولة في الحزب والحكومة واستجابة للرغبات الصادرة عن الشعب كل يوم وبمختلف طبقاته نقترح :
أولا :
المبادرة بالاعلان الرسمي من المجلس الوطني بأنّ اللغة العربية هي اللغة القومية الرسمية ذات الدرجة الأولى في الجزائر المستقلة، ويجب أن تحتل مكانها الصحيح وتتمتع بجميع حقوقها وامتيازاتها .
ثانيا :
يجب أن يعم تعليمها بأسرع ما يمكن جميع دواليب الدولة الجزائرية التنفيذية والتشريعية والادارية.
ثالثا :
يجب المبادرة بتعريب كوادر وزارة التربية الوطنية ووضع برنامج سريع لتعريب التعليم وتعميمه ، لأنّ التعليم عليه المعوّل في تكوين كوادر المستقبل وعلى وزير التربية أن يقوم بما يلي :
Ø تأسيس معهد وطني للتعريب في الحال ويقوم هذا المعهد بما يلي :
Ø وضع مجموع قواعد عملية تستخدمها الادارات .
Ø وضع كتب مدرسية أساسية لتعليم اللغة العربية في مختلف المراحل التربوبية من التعليم الابتدائ والى الجامعة .
Ø الحرص على تزكية التعليم التربوي للغة العربية، ونتيجة لذلك يجب أن تصدر الجريدة الرسمية باللغة العربية ويجب تحسين حالة الترجمة وتعميمها ويجب تعريب البريد وكل الوزارات .
Ø وفوق هذا وذاك يجب تعريب الشوارع والأزقّة ، اذ مازالت الشوارع تحمل أسماء : بيجو، سانت أرنو، كلوزيل وأورليان وكافينياك ودارمون وغيرها .
توقيع السادة النواب التالية أسماؤهم :
v عمار قليل
v مسعود خليلي
v عبد الرحمان زياري
v محمد الشريف بوقادوم
v عمار رمضان
v يوسف بن خروف
v بلقاسم بناني
v بشير براعي
v محمد الصغير قارة
v بوعلام بن حمودة
v زهرة بيطاط
v محمد بونعامة
v علي علية
v سعيد حشاش
v محمد بلاشية
v اسماعيل مخناشة
v عمار أوعمران
v محمد خير الدين
v محمد عزيل
v عبد الرحمان بن سالم
v رابح بلوصيف
v عبد الرحمان فارس
v أحمد زمرلين
v صالح مبروكين
v مصطفى قرطاس
v الصادق باتل
v دراجي رقاعي
v محمد عمادة
v أحسن محيوز
v سليمان بركات
v مختار بوبيزم
v ونوّاب أخرون .
وبصراحة فان مطالبة هؤلاء النواب بالتعريب انتهت بالفشل الذريع لأنّ الحكومة الفتية كانت تتذرع بالصعوبات التي تلاقيها في هذا المجال، وابطاء القيمّين على صناعة القرار في عهد أحمد بن بلة في اقرار قانون التعريب ولدّ بداية التصدع في الجزائر بين التيار الفرانكفوني والتيار العروبي .
وقد أدرك هواري بومدين أهمية التعريب فقرر جعله على رأس الثورة الثقافية التي راح يبشر بها بالتوازي مع الثورة الزراعية والصناعية، وقد سمحت له خلفيته العروبية وعداؤه لفرنسا التي كان يقول عنها بيننا وبين فرنسا جبال من الجماجم وأنهار من الدماء، تفهم أهمية التعريب وضرورته خصوصا وقد كان من المتحمسين لعروبة الجزائر .

وشرع قطاع التربية في عهده بمحو الأمية باللغة العربية في مختلف مؤسسات الدولة وقطاعاتها، كما تقررّ تعريب العلوم الانسانية في الجامعة الجزائرية .

لكن عندما بدأ التعريب يأخذ مجراه شيئا فشيئا كانت الجامعة الجزائرية قد خرجت أفواجا من الطلبة الذين درسوا باللغة الفرنسية فقط والذين أصبحوا أساتذة في الجامعات أو تولوا مهمات أخرى في دوائر الدولة وعمل الكثير من هؤلاء على عرقلة التعريب، وكثيرا ما كانت الجامعات الجزائرية تشهد صراعات حادة بين دعاة التعريب ودعاة الفرنسة .
ومازالت قضية التعريب في الجزائر من أهم المسائل الشائكة التي لم يحسم أمرها وكانت نتيجة غضّ النظر عن التعريب لأسباب يطول شرحها أن أنقسم المجتمع الجزائري الى معسكرين معسكر الأغلبية الذي يقف مع التعريب وصيانة الهوية ومعسكر الأقلية الفرانكفوني .

علاقات الجزائر الدولية :

إجمالا كانت علاقة الجزائر بكل الدول وخصوصا دول المحور الاشتراكي حسنة للغاية عدا العلاقة بفرنسا والجار المغربي الذي كان مستاءا من تبنيّ هواري بومدين لجبهة
البوليساريو .

فاقدام هواري بومدين على تأميم قطاع المحروقات أدىّ الى توتر العلاقات الجزائرية –الفرنسية، حيث قاطعت فرنسا شراء النفط الجزائري وكانت تسميه: البترول الأحمر .
والمغرب كان يرى أن الجزائر وبحكم طبيعتها الايديولوجية الثورية وتحالفها مع عبد الناصر قد تشكل خطرا على المغرب وقد تمد يدها للمعارضة الوطنية المغربية وبالتالي قد تهدد العرش العلوي في الرباط، كما أن الثوار الجزائريين كانوا يعتبرون المغرب محسوبا على المحور الغربي، وكان بن بلة يتهم دوائر في الرباط بأنها كانت وراء الوشاية به عندما غادر المغرب متوجها الى تونس عبر طائرة مغربية مدنية وأجبرت الطائرات الحربية الفرنسية الطائرة التي كانت تقله بالهبوط في مطار الجزائر العاصمة وفي عهد بن بلة وهواري بومدين كانت الجزائر في واد والمغرب في واد أخر كما كان يقول العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني .
وأهم ماميزّ العلاقات الجزائرية –المغربية في عهد هواري بومدين هو ظهور جبهة البوليساريو كمنظمة ثورية تريد تحرير الصحراء الغربية من أطماع الحسن الثاني، ومعروف أن الجزائر ساهمت في انشاء جبهة البوليساريو وأمدتها بالسلاح والمال وظلت العلاقات الجزائرية –المغربية متوترة الى أن قام الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد باعادة العلاقة مع المغرب بعد وساطة قام بها العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز في سنة 1986 .

بداية الانهيار :

أصيب هواري بومدين صاحب شعار (بناء دولة لا تزول بزوال الرجال) بمرض استعصى علاجه وقلّ شبيهه، وفي بداية الأمر ظن الأطباء أنّه مصاب بسرطان المثانة، غير أن التحاليل الطبية فندّت هذا الادعّاء وذهب طبيب سويدي الى القول أن هواري بومدين أصيب بمرض " والدن ستروم " وكان هذا الطبيب هو نفسه مكتشف المرض وجاء الى الجزائر خصيصا لمعالجة بومدين ، وتأكدّ أنّ بومدين ليس مصابا بهذا الداء الذي من أعراضه تجلط الدم في المخ .
أستمرّ بومدين يهزل ويهزل وتوجه الى الاتحاد السوفياتي سابقا لتلقّي العلاج فعجز الأطباء عن مداوته فعاد الى الجزائر .وقد ذكر مهندس التصنيع في الجزائر في عهد هواري بومدين بلعيد عبد السلام أن هواري بومدين تلقى رسالة من ملك المغرب الحسن الثاني جاء فيها اذا لم نلتق مطلع العام فاننا لن نلتقيّ أبدا، وقد سئل مدير الاستخبارات العسكرية قاصدي مرباح عن هذه الرسالة فأجاب : أنّه يجهل وصولها أساسا باعتباره
-كما قال – كنت أنا الذي يضمن الاتصالات مع المغرب باستثناء مرة واحدة ذهب فيها الدكتور أحمد طالب الابراهيمي الى المغرب في اطار قضية الصحراء الغربية وقد يكون هو الذي جاء بهذه الرسالة .

وقد انتشرت في الجزائر شائعات كثيرة حول موت هواري بومدين وسط غياب الرواية الحقيقية وصمت الذين عاصروا هواري بومدين وكانوا من أقرب الناس اليه، علما أن هواري بومدين لم يعرف له صديق حميم ومقرب عدا صديقه شابو الذي توفي في وقت سابق وبقي بومدين بدون صديق .
ومن الشائعات التي راجت في الجزائر أن هواري بومدين شرب لبنا مسموما، حيث كان يدمن شرب اللبن وهذا السم أستقدم من تل أبيب . وقيل أيضا أنّ العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني كان على علم باختفائه قريبا عن المشهد الدنيوي وقيل أن المخابرات الأمريكية كانت مستاءة منه جملة وتفصيلا وقد ساهمت في اغتياله، وقيل أيضا أنه أصيب برصاصة في رأسه في محاولة اغتيال في ثكنة عسكرية .
وكانت مجلة العالم السياسي الجزائرية والتي توقفت عن الصدور قد نشرت ملفا كاملا بعنوان : الرواية الكاملة لاغتيال هواري بومدين، وقد أفادت هذه الرواية أنه تمّت تصفيته من قبل الموساد عن طريق التسميم ، لكن الرواية لم تكشف هوية من أوصل السمّ الى مائدة هواري بومدين في مقر سكنه الرئاسي !!
ومهما كثرت الروايات حول وفاة هواري بومدين فانّ الجزائر خسرت الكثير الكثير بغياب هذا الرجل المفاجئ الذي كان يحلم أن يجعل الجزائر يابان العالم العربي .
وقد مات هواري بومدين في صباح الأربعاء 27 كانون الأول 1978 على الساعة الثالثة وثلاثون دقيقة فجرا .
رحمه الله واسكنه فسيح جنانه

منقـــــول
 
صحيح لا احد تكلم عنها حتى من يدعي قربه من الرئيس الراحل محي الدين عميمور لم يشر اليها ابدا . .
أكيد لو كانت حقيقة واختفت انما اختفت لانها تحمل اسرار خطيرة ومواضييع حساسة لا يرغب في اظهارها الان وحتى لينكشف المستور ام ان الراحل مات ولم يترك شبئا قط .
مذكراته خصوصا ماتعلق بفترة توليه منصب الدفاع وفترة توليه الرئاسة كانت مليئة بالاحداث المهمة . .. لذلك لابد من كشف هته المذكرات ان وجدت حتى نعرف جزء من تاريخ الجزائر الغامض . . .
 
صحيح لا احد تكلم عنها حتى من يدعي قربه من الرئيس الراحل محي الدين عميمور لم يشر اليها ابدا . .
أكيد لو كانت حقيقة واختفت انما اختفت لانها تحمل اسرار خطيرة ومواضييع حساسة لا يرغب في اظهارها الان وحتى لينكشف المستور ام ان الراحل مات ولم يترك شبئا قط .
مذكراته خصوصا ماتعلق بفترة توليه منصب الدفاع وفترة توليه الرئاسة كانت مليئة بالاحداث المهمة . .. لذلك لابد من كشف هته المذكرات ان وجدت حتى نعرف جزء من تاريخ الجزائر الغامض . . .

اهلا الاخ الفاضل المخلص
مرحبا بك من جديد

وها انا اعيد فتح هذا الموضوع بعد مرور عشرون سنة
من تصفحي له في مجلة كل العرب
عشرون سنة ولازالت الاسرار تحيد بحياة الرئيس هواري بومدين

تتبعت حديث زوجته السيدة انيسة بومدين مرارا لعلها تشير الى تلك المذكرات
لكن بدون فائدة

وها انا اعيد نشر الموضوع في منتدى اللمة بعد نشره في 2009 هنا ايضا في اللمة
لعلنا نخرج بنتيجة من وراء ذلك

طيب الله اوقاتكم
 
وانا اتابع الساسة الجزائرين في استقبالهم للرئيس الفرنسي
تذكرت الرئيس الراحل هواري بومدين
الذي كان عنيدا مع الساسة الفرنسيين لدرجة جد قوية
رحم الله الرئيس هواري بومدين
ورحم الله عناده لقرنا وكرهه لها
قال ذات يوم اينما كان الموقف الفرنسي اكون ضده لان الحق لن يكون ابدا مع فرنسا

وقال له الرئيس الفرنسي يوما لا تسرع اثناء ركوبه الطائرة الرئاسية
فرد عليه بومدين لا تخاف لو سقطت سوف اكون فوقك

طيب الله اوقاتكم
 
155852_10151627122189762_558884518_n.jpg

الرئيس بومدين رحمه الله بالبرنوس كما كان دائما
صورة نادرة لجزائري لازال الكثير من الجزائريين يتمنونه رئيسا
فقط لمواقفه الشجاعة ضد فرنسا والصهيونية
طيب الله اوقاتكم
 
قلمي سلاحي، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين
لقد أسميته القائد الذي ينتصر في حروبه من القبر..!!
كان صادقا مع شعبه الى حد الأسطورة،فعاش في قلوبهم كبطل أسطوري الى الأبد
وكان غيره كاذبا الى حد الخيانة،فانتهى ذكره فيهم،بمجرد انتقاله الى العالم الآخر..

لقد مضى على رحيله،أربعة وثلاثون عاما،وهي فترة كافية لنسيانه،وامحاء ذكره لدى الأجيال الجديدة التي لم تعرفه ولم تعاصره،لو لم يكن الراحل هو الرئيس هواري بومدين،ولكن الرجل مازال الاحتفاء به،يتجدد في الوجدان الشعبي،بكثير من الحرارة والوجع،وكأنه رحل عن دنيا الناس، منذ ساعة واحدة.
لقد بذلت الأطراف المستفيدة من رحيله،جهودا كبيرة لمحو آثاره،وإفراغ الذاكرة الوطنية من حضوره المتميز فيها،الا أن المفارقة العجيبة في هذا السياق،أنهم كلما حاولوا الدفع بذكراه الى سردايب النسيان،ازداد حضورا وتأثيرا ورسوخا في تلك الذاكرة،وكلما حاولوا تشويه سيرته،والطعن في شرفه ووطنيته وإخلاصه لبلاده،ازداد نقاء وطهارة وسموا..
لقد انتصر عليهم في مماته،مثلما انتصر عليهم في حياته،رغم ما شهدته السنوات الطويلة منذ رحيله،من تحولات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية،في كل الميادين والمجالات، ورغم التطور الكبير الذي عرفته الأسلحة الجديدة التي استخدمها أعداؤه بعد رحيله،من أجل طمس ذكراه،وخاصة أسلحة الدعاية والإعلام الشديدة الفتك والتدمير،الا أن الرئيس هواري بومدين،كان أمام تلك الحروب التي تخوضها ذكراه،على امتداد كل هذه السنوات،وهو مسجى في قبره،قائدا عبقريا لا يعرف الهزيمة،فاستحق منا اليوم،ونحن نعيش ذكرى رحيله الرابعة والثلاثين،الاعتراف له بأنه الزعيم الجزائري الوحيد الذي حارب أعداءه من القبر،وألحق بهم هزائم نكراء،فله منا نحن أبناء هذا الجيل،الذي لم يعرفه الا من أفواه الآباء والأجداد،وهم يتحدثون عنه بإكبار عجيب،كل آيات الإعجاب والتقدير..
 
لقد أسميته القائد الذي ينتصر في حروبه من القبر..!!
كان صادقا مع شعبه الى حد الأسطورة،فعاش في قلوبهم كبطل أسطوري الى الأبد
وكان غيره كاذبا الى حد الخيانة،فانتهى ذكره فيهم،بمجرد انتقاله الى العالم الآخر..

لقد مضى على رحيله،أربعة وثلاثون عاما،وهي فترة كافية لنسيانه،وامحاء ذكره لدى الأجيال الجديدة التي لم تعرفه ولم تعاصره،لو لم يكن الراحل هو الرئيس هواري بومدين،ولكن الرجل مازال الاحتفاء به،يتجدد في الوجدان الشعبي،بكثير من الحرارة والوجع،وكأنه رحل عن دنيا الناس، منذ ساعة واحدة.
لقد بذلت الأطراف المستفيدة من رحيله،جهودا كبيرة لمحو آثاره،وإفراغ الذاكرة الوطنية من حضوره المتميز فيها،الا أن المفارقة العجيبة في هذا السياق،أنهم كلما حاولوا الدفع بذكراه الى سردايب النسيان،ازداد حضورا وتأثيرا ورسوخا في تلك الذاكرة،وكلما حاولوا تشويه سيرته،والطعن في شرفه ووطنيته وإخلاصه لبلاده،ازداد نقاء وطهارة وسموا..
لقد انتصر عليهم في مماته،مثلما انتصر عليهم في حياته،رغم ما شهدته السنوات الطويلة منذ رحيله،من تحولات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية،في كل الميادين والمجالات، ورغم التطور الكبير الذي عرفته الأسلحة الجديدة التي استخدمها أعداؤه بعد رحيله،من أجل طمس ذكراه،وخاصة أسلحة الدعاية والإعلام الشديدة الفتك والتدمير،الا أن الرئيس هواري بومدين،كان أمام تلك الحروب التي تخوضها ذكراه،على امتداد كل هذه السنوات،وهو مسجى في قبره،قائدا عبقريا لا يعرف الهزيمة،فاستحق منا اليوم،ونحن نعيش ذكرى رحيله الرابعة والثلاثين،الاعتراف له بأنه الزعيم الجزائري الوحيد الذي حارب أعداءه من القبر،وألحق بهم هزائم نكراء،فله منا نحن أبناء هذا الجيل،الذي لم يعرفه الا من أفواه الآباء والأجداد،وهم يتحدثون عنه بإكبار عجيب،كل آيات الإعجاب والتقدير..


اهلا الاخت الفاضلة قلمي سلاحي
الف شكر على المرور
والف شكر على الرد
لقد كانت كلماتك اكثر من نور
واكبر من الحقيقة
كانت ورقة مضية و صادقة عن ذلك الرجل الذي
يكن له كل جزاري محبة خاصة
ذلك العملاق في السياسة والمواقف كان اقرب من غيره
الى قلوب الجزائريين
ورغم ان الكثير من العملاء والفاشلين لبوا برنوسه
الا ان حكايتهم كلها كانت مجرد لعبة جد مكشوفة
ربي يجيب الخير
طيب الله اوقاتكم
 
قلمي سلاحي، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين
العفو أخ أسامة فموضوعك زعزع الحنين لهذا العملاق
الذي تمنيت أن أراه حقيقة لاصور وأحاديث من والدي ,فمن خلال ما قرأت عنه وسمعت من مقربيه في العمل السياسي
أدركت أن لا مثيل في خبرته من شؤون المجتمعات،ولم أسمع أن شعبا تعلق برئيسه،وجعل من هذا التعلق ميراثا يتناقله الأبناء والأحفاد جيلا بعد جيل،مثلما تعلق الشعب الجزائري بالرئيس هواري بومدين،حتى أن أغرب ما في هذا الجيل الجديد،رغم تراجع الاهتمام بالتاريخ في عصرهم،أنهم إن وضعت زعماء الجزائر ورؤسائها،في ميزان المفاضلة عندهم،لا يترددون في اختيار الرئيس هواري بومدين،كأفضل حاكم عرفته الجزائر في تاريخها المعاصر..
فما الذي ميز هذا الرجل الريفي البسيط،عن غيره من الرؤساء والزعماء والقادة الذين تعاقبوا على حكم الجزائر
قد تحتاج الإجابة على هذا السؤال, الى كتاب كامل كعربون وفاء لهذا الرجل
الذي خدم الجزائر بصدق وإخلاص،وضحى بعمره من أجلها،ورفع رأس الشعب الجزائري شامخا مهابا،بين الأمم والشعوب،فاستحق أوسمة الخلود،ونيل قصب السبق،في مضمار التاريخ , فهو تلك الشخصية الوطنية التي تركت بصماتها واضحة،في الوجدان الشعبي الجزائري،وتجاوز تأثيرها حدود جغرافيا الجزائر والوطن العربي،ليصل الى كل أصقاع العالم،وتجلي ذلك في وقوف كل ممثلي دول العالم،احتراما وتقديرا له،وهو يدخل قاعة المؤتمرات في هيئة الأمم المتحدة، كواحد من الزعماء والقادة الكبار،الذين لا يجود بهم الزمان الا قليلا جدا..
 
العفو أخ أسامة فموضوعك زعزع الحنين لهذا العملاق
الذي تمنيت أن أراه حقيقة لاصور وأحاديث من والدي ,فمن خلال ما قرأت عنه وسمعت من مقربيه في العمل السياسي
أدركت أن لا مثيل في خبرته من شؤون المجتمعات،ولم أسمع أن شعبا تعلق برئيسه،وجعل من هذا التعلق ميراثا يتناقله الأبناء والأحفاد جيلا بعد جيل،مثلما تعلق الشعب الجزائري بالرئيس هواري بومدين،حتى أن أغرب ما في هذا الجيل الجديد،رغم تراجع الاهتمام بالتاريخ في عصرهم،أنهم إن وضعت زعماء الجزائر ورؤسائها،في ميزان المفاضلة عندهم،لا يترددون في اختيار الرئيس هواري بومدين،كأفضل حاكم عرفته الجزائر في تاريخها المعاصر..
فما الذي ميز هذا الرجل الريفي البسيط،عن غيره من الرؤساء والزعماء والقادة الذين تعاقبوا على حكم الجزائر
قد تحتاج الإجابة على هذا السؤال, الى كتاب كامل كعربون وفاء لهذا الرجل
الذي خدم الجزائر بصدق وإخلاص،وضحى بعمره من أجلها،ورفع رأس الشعب الجزائري شامخا مهابا،بين الأمم والشعوب،فاستحق أوسمة الخلود،ونيل قصب السبق،في مضمار التاريخ , فهو تلك الشخصية الوطنية التي تركت بصماتها واضحة،في الوجدان الشعبي الجزائري،وتجاوز تأثيرها حدود جغرافيا الجزائر والوطن العربي،ليصل الى كل أصقاع العالم،وتجلي ذلك في وقوف كل ممثلي دول العالم،احتراما وتقديرا له،وهو يدخل قاعة المؤتمرات في هيئة الأمم المتحدة، كواحد من الزعماء والقادة الكبار،الذين لا يجود بهم الزمان الا قليلا جدا..

اهلا الاخت الفاضلة قلمي سلاحي
بومدين كانت ابتسامته امام شعبه صادرة من القلب
الرجل رحل وترك زوجته لا تملك حتى شقة في عمارة
وبعد ترحيل زوجته السيدة انية بومدين من قصر الرئاسة
تكفل والي العاصمة ومنحها شقة .......
وهناك من يقول ان الرجل مات وفي رصيد حسابه
بعض الدنانير فقط التي لا تساوي اجرة سيارة من العاصمة الى قالمة
الرجل مات وحب الجزائر فقط في قلبه

............
ربي يجيب الخير
وطيب الله اوقاتكم
 
رد: اوراق مهربة من مذكرات الرئيس هواري بومدين

كشف "يفغيني تشيزوف"، رئيس الفريق الطبي السوفياتي الذي أشرف على علاج الرئيس الراحل، هواري بومدين، عن ضغوط قال إن فريقه الطبي تعرض لها في الجزائر عام 1978، وأكد أن الأطباء السوفيات هُرّبوا عبر الأنفاق، خوفا من غضب الجزائريين، كما رجّح فرضية التسميم، التي رددها الكثير ممن تعرضوا لمرض الزعيم الجزائري كما سمّاه.
كبير الأطباء الروس المقرّب من الكريملين وفي أول تصريح إعلامي له عن مرض الرئيس بومدين، منذ ما يقارب 35 سنة عن وفاته، أكد أن الفريق الطبي الذي انتقل إلى الجزائر لمواصلة علاج بومدين، تعرض لضغط شديد من قبل أوساط جزائرية لم يكشف عن هويتها، وصل حد التهديد بالقتل في حال لم ينجحوا في علاج الرئيس الراحل من مرضه.
"يفغيني تشيزوف"، الذي أشرف على علاج الرئيس بومدين سنة 1978، بطلب من رئيس الوزراء السوفياتي أنذاك، أليكسي كوسيجين، أوضح في برنامج "رحلة في الذاكرة" الذي تبثه قناة "روسيا اليوم"، أنه وبعد يأس الأطباء المشرفين على علاج الرئيس المريض، طالبت أنيسة بومدين زوجة الراحل، بإعادته إلى الجزائر، ورافقه الأطباء الروس، غير أنه، يضيف المتحدث، سرت شائعات في الشارع تغذيها بعض الجهات، مفادها أنه "إذا مات بومدين فلن يخرج الأطباء السوفيات سالمين من الجزائر..".
وأضاف: "سمعنا هذا الكلام من جهات غير رسمية، لكن أي من الرسميين لم يقل لنا هذا. كانوا يلمحون إلى أن كل شيء جائز، وظهرت مجموعات مناوئة لنا، وهناك من قال إن وجودنا أصبح غير مأمون، في الوقت الذي أصر الجزائريون على استدعاء المزيد من أطباء العالم".
عندها أبلغ رئيس الفريق الطبي الروسي، يوري أندروبوف رئيس جهاز أمن الدولة المعروف اختصارا بـ"الكا جي بي" أنذاك، بأن "الأطباء الروس الموجودين في الجزائر هم صفوة الأطباء الذين يتوفر عليهم الاتحاد السوفياتي، ويتعيّن حمايتهم من أي مكروه يمكن أن يحدث في أي لحظة..".
وتابع المتحدث فيما بدا لوما على مسربي مثل هذه الإشاعات من الجزائريين: "عندما تعقّد الوضع الصحي للرئيس بومدين واقترب من الوفاة لم يبق معه إلا الأطباء الروس. أما الفرنسيون وغيرهم من الأطباء فلم يبق منهم أحد".
وكشف الأكاديمي الروسي لأول مرة أن الأطباء الروس تم تهريبهم عبر الأنفاق خوفا من بطش الجزائريين بهم بعد وفاة بومدين، وقال: "في نفس اليوم الذي توفي فيه بومدين، اقترب منهم (الأطباء الروس) أحد الجزائريين، لا أدري ما منصبه، وقال لهم تعالوا معي أنا سأخرجكم من هنا. هبط بهم إلى أسفل المبنى وسار بهم عبر أقبية باتجاه أحد الشوارع على الجهة الأخرى، وركبوا سيارات وغادروا..".
وبخصوص طبيعة مرض بومدين، لم يستبعد الخبير الروسي أن يكون الراحل قد تعرض للتسميم، حيث تحدث عن حيازة بعض الدول لمكون مخبري ينتج من خلط مادة مع فيروس في أنبوب زجاجي، قال إنه قد يكون وراء تعرض الراحل بومدين لـ"فيروس عير معروف المنشأ وغير واضح المسار"، أتلف الكثير من أنسجة جسده.
كما نقل تشيزوف عن بومدين قوله إنه أكل طعاما في الطائرة التي أقلته من العاصمة السورية دمشق بعد أن شارك في مؤتمر بسوريا، أدى إلى تدهور حالته الصحية وبرزت أعراضه عبر إصابات في الدورة الدموية، كما أشار إلى أن زوجة بومدين كانت تريد أن تقول له شيئا بخصوص مرض الراحل، غير أنها تراجعت.
وبدا على الخبير الروسي الكثير من التحفظ، عندما قال: "كان الاعتقاد بأن بومدين تعرض للتسميم غيّر وظائف جسمه، لكننا لم نقل إن هناك سما، بل قلنا فقط هناك تغيرا في معادلة الدم لدى المريض، وأن هناك عملية تجري لم نستطع فهمها جيدا"، كما قال إن طبيبا سوفياتيا أخبره بأن العلاج بغسل الدم لم يأت بنتيجة.
 
رد: اوراق مهربة من مذكرات الرئيس هواري بومدين

رحم الله الرئيس هواري بومدين
كان وحده من رؤساء الجزائر من يعرف فرنسا
يعرفها على حقيقتها
اما من جاء بعده فهم كلهم من عشاق العجوز
طيب الله اوقاتكم
 
رد: اوراق مهربة من مذكرات الرئيس هواري بومدين

1486882_627932227270062_1359616530_n.jpg

الرئيس بومدين رفقة خبراء روس عسكرين في موسكو يناير 1978

كان رحمه الله مثالا لصورة الجزائري
وبرحيله جاء من يضع المساحيق ليلون وجهه
ربما لم تنجب قالمة رجلا مثل بومدين
عليه رحمة الله
 
رد: اوراق مهربة من مذكرات الرئيس هواري بومدين

533766_557199270987247_160692483_n.jpg
 
رد: اوراق مهربة من مذكرات الرئيس هواري بومدين

مع الملك فيصل رحمهم الله
خير ماانجبت المملكة و خير ما انجبت الجزائر في عالم ادارة الملك

563983_506299632743878_428244175_n.jpg
 
رد: اوراق مهربة من مذكرات الرئيس هواري بومدين

1487348_686752731365233_1967264062_n.png

مع الملك فيصل
ايام المقاطعة العربية لبيع البترول
غاب الرجال

منذ سنتين قال الملك عبد الله ان البترول ليس سلاح
حينها تذكرت مقولة الملك فيصل رحمه الله ان البترول هو سلاحنا الوحيد
ربي يحفظ هذه الامة
 
رد: اوراق مهربة من مذكرات الرئيس هواري بومدين

يختلف الدكتور عثمان سعدي مع أحمد طالب الإبراهيمي الذي وصف بومدين بـ"الأب الروحي للتعريب"، ولا يتفق أيضا مع الدكتور أحمد بن نعمان الذي قال إن بومدين هو "سيسي" اللغة العربية في الجزائر؛ لأن رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية يؤكد بالدليل على حب بومدين للعربية ولكنه يرى أن الشاذلي بن جديد هو أكثر رؤساء الجزائر خدمة للغة الضاد. ويروي في هذه الحلقة تفاصيل المعارك التي خاضها مع الثلاثي الفرونكوفوني رضا مالك وعبد اللطيف رحال ومصطفى الأشرف من البرلمان، وحربه مع العربي بلخير وبعض ضباط الجيش من اللجنة المركزية لجبهة التحرير.. ويتوقف مطولا عند بعض الذكريات التي جمعته ببومدين وتفاصيل تجهيزه لمكتبة الرئيس بومدين.

هل تتفق أم تختلف مع من يقول إن بومدين هو أكثر من خدم اللغة العربية ودافع عن التعريب؟
الرئيس هواري بومدين -رحمه الله- كان محاطا بالفرنكوفونيين وكانوا يقنعونه بأن التعريب يجب أن لا يتم دفعة واحدة وإنما بالتدريج. مثلا بعد رجوعي في 1977 من مهمتي كدبلوماسي في الخارج، وضعت بناتي في ثانوية عمر راسم في الأقسام المعربة.
واستدعتني المشرفة آنذاك وقالت لي باللغة الفرنسية "أنت كنت دبلوماسيا ثم الآن نائبا، يعني أنك موظف سام وبناتك نشيطات ونجيبات، خسارة أن يتعلمن باللغة العربية"، فرددت عليها "أنت يا سيدتي شتمتني بهذا الكلام فاعتذري"، فعلَّقت على كلامي مستغربة موقفي "والله جاء منذ أيام رجل دين معروف وطلب نقل بناته من الأقسام المعربة إلى الأقسام المفرنسة".
وتخرجت بناتي بتفوّق ونجحن في تخصص الطب والفيزياء وكن الأوائل في دفعتهن وهن يحملن "الباك" المعرب.
في رأيي، وحسب تجربتي، أكثر من دافع عن نشر اللغة العربية ودافع عن التعريب من بين رؤساء الجزائر هو الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد. في عهد بومدين كانت الأقسام المعربة في المدارس الجزائرية ثلث الأقسام فقط لأن المحيطين به لم يتوانوا عن عرقلة مشروع التعريب.
وبعد سيطرتنا على اللجان في المؤتمر الرابع لجبهة التحرير الوطني سنة 1979 فرضنا التعريب وعُرِّبت المدرسة.

ولماذا أسند بومدين وزارات التربية والتعليم العالي والإعلام والثقافة، وهي الوزارات الحساسة، إلى وزراء فرنكوفونيين إذا كانت نيته التعريب فعلا؟
أُسندت هذه الوزارات للثلاثي المعادي للغة العربية وهم مصطفى الأشرف وزير التربية ورضا مالك وزير الإعلام والثقافة وعبد اللطيف رحال وزير التعليم العالي. وتم التنسيق بين هذه الوزارات لمحاربة اللغة العربية؛ اللغة الرسمية للجزائر خاصة سنتي 1977 / 1978 .
حيث نشر الأشرف وقتها مقالاته الثلاثة تحت عنوان "مشاكل التعليم والتربية" في جريدة "المجاهد" الناطقة بالفرنسية في أوت 1977، وأكدت المقالات تراجع قضية التعريب، وأشارت بوضوح إلى مشروع فرْنسة التعليم في الجزائر. وأذكر أنني أعددت ردا على مقالات الأشرف تمثل في دراسة مطولة سميتها "وزير التربية الفيتنامي يرد على وزير التربية الجزائري"، لكن رضا مالك وزير الإعلام والثقافة منع نشرها بكل الطرق ولم تر النور منذ ذلك اليوم بل واختفت أصلا.

أشرت في أحد حواراتك إلى أن بلعيد عبد السلام كان أيضا من "المرتدين لغويا"؟
بلعيد عبد السلام، والشهادة لله، كان جيدا في اللغة العربية بل وأنشأ مؤسسة لتعريب المصانع ولم تطبق قراراتها وكان آنذاك وزيرا للصناعة الخفيفة. ربما لم يدافع عن التعريب بقوة وساير الفرنكوفونيين في طرحهم أي أنه كان سياسيا ولكنه لم يكن عدوا للغة العربية.
مشكلة التعريب في الجزائر كانت في الإدارة، الغريب أنه وبعد نجاح اللجنة المركزية في تعريب التعليم والتكوين، خضنا معارك مع الضباط، وكادوا يضربونني داخل لجنة فرعية للجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني في نادي الصنوبر.

من هؤلاء الضباط؟
هم العربي بلخير ويحي رحال وعدد من الضباط الذين أصبحوا فيما بعد جنرالات تهجموا عليّ لأنني كشفت مخططهم في إفشال قرار تعريب التعليم والتكوين وعقدوا اجتماعا سريا في وزارة الدفاع موازيا لاجتماع اللجنة المركزية، وناقشوا مشروع القرار وعيّنوا جماعة من خمسة أعضاء ليحضروا اجتماعنا ويُفشلوا القرار.

من هم هؤلاء الضباط الخمسة؟ وهل نجحوا فعلا في إفشالكم؟
هم العربي بلخير وخليل ويحي رحال إضافة إلى ضابطين من مدينة تبسة مسقط رأسي هما سوايدية وحشيشي. اتصلت بالضابطين من تبسة وطلبت أن يكفوا عن مضايقتنا وأن ينسحبوا. وعلمنا بتفاصيل اجتماعهم في وزارة الدفاع بفضل نقيب من أنصار اللغة العربية، هو من سرّب لنا كل التفاصيل وهو الرائد حمودة من باتنة.
كنت رفقة محمد الشريف خروبي وعبد القادر حجار والضابط المعرب لحسن الصوفي في جبهة ضدهم، فلجؤوا إلى تجنيد مفتش عام في وزارة التربية هو بن علقة ليُفشل المشروع ويتحجج بـ"نقص الإمكانيات" لتبرير وجهة نظرهم وهي استحالة التعريب في تلك المرحلة، لكننا نجحنا وفرضنا التعريب في المدرسة، تفاصيل ذلك منشورة في كتابي (التعريب في الجزائر.. كفاح شعب ضد الهيمنة الفرنكفونية) كل نشاطنا هذا تم تحت رعاية بوعلام بن حمودة العظيم.
ثم أردنا تعريب الإدارة وقدمنا مشروع قانون في الدورة الثالثة للجنة المركزية، فكوّنوا لجنة "لا داعي لذكر أسماء أعضائها" لجنة برئاسة المعربين وقالوا إن تعريب الإدارة خطوة متسرعة ومن غير الممكن تجسيدها".

وكيف نجح الشاذلي في ظل استمرار الظروف والشخصيات التي ذكرتها في دواليب الحكم؟
قبل عهد الشاذلي بن جديد كانت البكالوريا تجرى بامتحانين وكان لكل تخصص شعبتان كانت هناك بكالوريا عربية وبكالوريا فرنسية "بيلينغ". نضالنا كان طويلا ضد محيط بومدين، وأذكر أن اجتماعنا تزامن مع إضراب الطلبة لمدة ثلاثة أشهر حيث طاردوا الطلبة بالكلاب البوليسية في جامعة باب الزوار، وعندما أحس بومدين بخطورة تحرُّكنا، عقد معنا جلسة مغلقة في البرلمان أشهراً فقط قبل وفاته. وأذكر أن ضابطا من منطقة القبائل اسمه محيوت أطال الله عمره، وكانت يده مقطوعة في الجهاد بالولاية الثالثة، قال لرئيس المجلس الشعبي الوطني رابح بيطاط "سي رابح نبّه الأشرف ألا تطأ قدماه مقر البرلمان وإلا ضربته بيدي السليمة" وفعلا لم يحضر مصطفى الأشرف.

وهل كان بومدين مع فكرة منع الأشرف من حضور جلسة البرلمان؟
حضر بومدين إلى المجلس الشعبي الوطني وجاؤوا بالنائب سكينة بغريش وكانت أول من أخذ الكلمة في الجلسة فسألت بومدين عن رأيه فيما يقوم به مصطفى الأشرف، فرد بومدين "من حق الأشرف أن يكتب مقالات ولكن مقالاته لا تلزمنا ولا أريد مناقشة مسألة الأشرف في الجلسة". ثم أعطى الكلمة لبوكعباش فقال بدوره "أردت الحديث عن مصطفى الأشرف لكنك أغلقت باب الحديث عنه".
ولما أعطاني الكلمة قلت له "لديّ ما أقول عن مصطفى الأشرف إذا اتسع صدركم لذلك" فالتفت بومدين إلى النواب قائلا "عثمان سعدي يتقن العربية ويحسن الفرنسية والانجليزية والفارسية.. ليست لديه عقدة اللغة فهات ما عندك يا عثمان" فقلت "تقول إنه كتب مقالات ولكن الأخطر أنه ألغى منشورات وزارية رسمية ومنها أمرية أنت من وقعها كرئيس دولة.. إذا تساهلت مع وزرائك في خرقهم للتشريع فنحن كبرلمان نرفض وندين هذا الخرق".
ثم أردفت "المشكلة ليست فقط في وزارة التربية وإنما في وزارة التعليم العالي أيضا"، وكان عبد اللطيف رحال جالسا إلى يمين الرئيس، فواصلت حديثي "اتفقنا أن تكون في كل الكليات والمعاهد الاجتماعية شعبتان شعبة معربة والثانية مفرنسة، الآن بدأ فتح شعب باللغة الفرنسية فقط". فرد بومدين "تقصد كلية الحقوق بجامعة تيزي وزّو؟" فقلت له "وجامعة تلمسان كذلك" فرد الرئيس "أنا على علم بالأولى فقط ولا علم لي بالثانية".
هذه المناقشة سردتها للاستدلال على دور المحيطين ببومدين آنذاك من الفرنكفونيين وكيف عرقلوا عملية التعريب وحاربوها.
أما في فترة الشاذلي بن جديد فتم تعريب التعليم وإلى الآن لا تزال المدرسة هي المؤسسة الصامدة الوحيدة في وجه الفرنكوفونية.
ويعتبر هذا من الإنجازات العظيمة التي نفتخر بها ونحن نرى أجيالاً تخرجت تتقن اللغة العربية أكثر من إتقانها اللغة الفرنسية. لقد حاولوا التآمر عليها عن طريق بن زاغو عندما أرادوا أن يعلِّموا اللغة الفرنسية ابتداءً من السنة الثانية ابتدائي ولكنهم فشلوا ولم يجدوا معلمين.

إضافة إلى مصطفى الأشرف.. من مِن الوزراء استطعتم كنواب محاسبته بمثل هذه الجرأة؟
كنا قوة حقيقية وكان لنا تأثيرٌ فعلي، المجلس الوطني الشعبي سنة 1977 كان قويا، وأذكر أن الوزير عبد الحميد إبراهيمي وزير التخطيط في ذلك الوقت جاء إلى المجلس وراح يلقي كلمته باللغة الفرنسية، فصِحنا فيه: "تكلم باللغة العربية، ممنوع أن تتكلم بالفرنسية في البرلمان"، فرفض واستمر يقرأ، وعندها أعطيت إشارة غادرنا المجلس ولم يبق سوى17 نائباً، وهم نواب الرئيس ورؤساء اللجان. وعندما رفع إبراهيمي رأسه وجد البرلمان فارغا فقال له بيطاط "لقد قلت لك لا تتحدث بالفرنسية".
ثم عدنا بعد أن أكد لنا بيطاط -رحمه الله- أن إبراهيمي سيتحدث باللغة العربية وعدنا وتحدّث وقدم الوزير عرضه لمدة ثلاث ساعات بعربية سليمة.
أليس هو ابنُ مبارك الميلي؟ خلاصة القول إن مجلسنا في ولايته الأولى 1977 ـ 1982 كان مجلسا فعلا وضم نواباً مناضلين مجاهدين فعلا وليس مجرّد موظفين، كان مؤسسة تشريعية عظمى في عهد الحزب الواحد، عندما كان الحزب حزبا في ظل هواري بومدين الذي عمل فعلا على تكوين مؤسسات قوية للدولة يزول الرجال ولا تزول كما كان يقول.

ما هي تفاصيل إشرافك على تجهيز مكتبة الرئيس هواري بومدين الشخصية؟
استدعاني بومدين مرة وقال لي "قررت أن أجهّز مكتبة خاصة بي وأنت مكلفٌ بتأسيسها"، وكنت في ذلك الوقت مستشارا في سفارتنا بالقاهرة، طبعا استجبت لطلبه ووضعت قائمة بالكتب المهمة الصادرة في الوطن العربي وأرسلت له القائمة مع ثلاثة نماذج من التجليد، ووافق عليها واختار نوع التجليد. بدأت في شراء الكتب وكانت باهظة الثمن، وعليه اتصلت بالشريف بلقاسم وزير المالية وأخبرته، فطلب مني إرسال الفواتير وهو ما فعلت.
أرسلت الدفعة الأولى من الكتب للرئيس، وعندما سأل عن الفواتير أخبروه أنها سُلمت لوزارة المالية فرفض بومدين وأصر على أن يدفع ثمن الكتب من ماله الخاص، واستدعاني وكان غاضبا مني لأنه أراد أن يظل الأمر بيني وبينه، وقال مقترحا "أنت تدفع ثمن الكتب من مرتبك وأنا أعوِّضك من مرتبي، غدا عندما يحاسبني الشعب سوف يجدني لا أملك إلا مكتبة" قلت له "يبدو أن الذي يملك مكتبته من المسؤولين هو أنت فقط، هذه كتب وليست زورقا أو قصرا باسمك، غدا بعد عمر طويل ستؤول إلى المكتبة الوطنية يقرأها المثقفون وعليها اسمك، بصراحة لا مرتبي ولا مرتبك يكفيان لتجهيز مكتبة، الكتب سعرُها مرتفع كما تعلم" فقال "لا أريد كتباً، انس أمر المكتبة".

وهل أُلغي المشروع فعلا؟
قمت بجمع عدد معتبر من الكتب، ثمانين في المئة منها من دور النشر الحكومية في القاهرة وبغداد ودمشق، أختار قائمة الكتب وأرسلها إلى دار النشر قائلاً: "هي كتبٌ لمكتبة الرئيس بومدين الشخصية رجاء موافاة السفارة بقيمتها" فتجيب دار النشر بأن تتشرّف بتقديمها هدية، فأوجهها للمجلد فترسل لي الكتب مجلدة مجانا، وقد أقنعت الرئيس بومدين بتوجيه رسالة شكر لمدير دار النشر، أسلِّمها له فيقوم بتعليقها في إطار في مكتبه.
وهكذا كوَّنت مكتبة هواري بومدين. لكن توجد كتب نشرها صاحبُها فأشتريها وأدفع ثمنها وأقدم فاتورتها لبومدين فيسددها لي من حسابه. لا تزال عندي فاتورة بالليرة السورية توفي ولم يسددها، وفضلت الاحتفاظ بها ولم أسلمها للورثة وهي مرفقة بهذا الحديث.

وما كان مصير المكتبة بعد وفاة الرئيس بومدين؟
هي عند زوجته أنيسة، وأقترح عليها أن تقدمها هدية للمكتبة الوطنية وعليها اسمه، وهي تضم آلاف الكتب، من حق السيدة أنيسة أن ترث زوجها في أشياء أخرى، لكن الكتب ترثها الأجيال الجزائرية الشابة وتطلع عليها وتقدر من خلالها رئيسها الذي كان يقدر الكتاب ويعتبر من قرائه الكبار.


على ذكر زوجة الرئيس الراحل هواري بومدين، هل الرئيس هو من أصر على أن تتعلم اللغة العربية؟
كانت تدرس اللغة العربية في جامعة الجزائر وأخفقت مرة في مادة أستاذ مصري. ولأن اسمها كان أنيسة بوخروبة، لم يعلم الأستاذ أنها زوجة بومدين حتى أخبره عميد الكلية بذلك. وعندما علم بومدين بالأمر قال ضاحكا "الحمد لله الذي وصلنا فيه إلى هذه الصرامة، أستاذ يُسقِط زوجة الرئيس في الامتحان". واستدعاها الأستاذ واعتذر إليها وأراد أن يُنجحها في الامتحان، فرفضت قائلة له "دع الرئيس على رأيه في احترامك لأنك أسقطت زوجته". هذه من القصص الغريبة التي رواها لي بومدين شخصياً.

لماذا يصر بعض المثقفين والإعلاميين ممن عاصروه على وصفه بالدكتاتور كلما سنحت لهم الفرصة؟
ظروف أيّ ثورة أن يكون الرئيس الذي أتى بعد مرحلة الكفاح المسلح مباشرة حازما صارما لكي يتمكن من تسيير أمور دولتها، وهذا ما كان بالنسبة لبومدين، فهو لم يكن يكمم أفواه المثقفين وقصته مع دراستي عن التعريب سنة 1966 شاهدة على ما أقول.
كنت مستشارا في سفارتنا بالقاهرة وحضرت إلى الجزائر في إطار مؤتمر لرجال الصناعة العربية برعاية جامعة الدول العربية، وكان من عادة بومدين المشي على كورنيش نادي الصنوبر، وكان في هذا اليوم رفقة رابح بيطاط وشاءت الصدف أن لمحني على الرصيف المواجه فناداني باسمي ثم أمسكني من ذراعي وتحدثنا قرابة الأربعين دقيقة. عندها طلب أن أزوره قبل أن أعود إلى القاهرة فقلت له "أصحابك جماعة البروتوكول لا يسمحون لي بزيارتك" فخاطب مولود حمروش مباشرة "رد بالك قبل أن يرجع عثمان سعدي إلى القاهرة أريد أن ألتقيه.. رتب له موعداً".
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top