--
هذه هي النقطة الجوهرية و التي تمثل مفارقة مشبعة بالعمى السياسي .. بالإضافة إلى أنها طبقة الرماد التي تُخفي تحتها كل جهنّم
للتوضيح و بكل إختصار :
لا أحد ينكر حب بومدين للجزائر و لا أحد ينكر المجهودات الجبارة التي قام بها في خدمة الوطن .. لكن يجب ذكر حقيقة مرّة :
الخطأ الإستراتيجي القاتل (القاتل ليس فقط لبومدين و إنما لكل الأمّة الجزائرية) .. هو قيام بومدين بالسماح آنذاك لشخصيات و رموز التيار الفرانكفوني (في الحقيقة هو تيار فرانكوفيلي أيضا) بالإضافة لظباط الجيش الفرنسي بالإندماج و التغلغل و التمركز في العديد من دواليب السلطة و الإدارات العليا (مناصب عليا) ..
بومدين هو من زرع بذور السرطان في جسد الجزائر بإرتكابه ذلك الخطأ الإستراتيجي .. و هذا السرطان بعد تمكنه أول ما فعله هو القضاء على بومدين نفسه (تسميم) ثم إنهمك منذاك (منذ 1979) في القضاء على الأمة الجزائرية ..
القضية برمّتها ليس فيها أسرار ذات أهمية بقدر أهمية هذه الحقيقة المكشوفة و المفشية تماما و للجميع منذ البداية.