تتمة القصة ( أعتذر عن التطويل)[FONT="] أخوكم أبو ليث الأثري الجزائري. [/FONT]
حين جاء الخبر عن والدي، كنت في الجامعة و أتاني الاتصال من خالتي منبأ، أن أدرك والدك فقد تكون هذه أخر أيامه، فعلك تندم بعدها أن لم تكن على قرب منه، و لم أدرى ما الذي حل بوالدي، حينها مضيت موليا إلى البيت و أنا لا أدري شيئا عن حقيقة مرضه، فإذا بوالدي بين يدي يوصني بأمي و أخواتي البنات، حينها أفزعني الأمر و عرفت أن الأمر جد و ضاقت بي الأرض بما رحبت، والدي هذا الذي ربني و نشأني حتى بلغت أشدي بفضل من الله، فقد كان حريصا علي و على مستقبلي، ينفق و يشفق، يود و يرحم، يشقى لنسعد و يتعب لنرتاح، يصبر على كل مصيبة و لا يرضى لنا الا أن يرنا متكففين متعففين، يخاطبني و لأول مرة بهذا الأسلوب و بهذه الجدية، حتى صار يقول ( يا إبني، إن لكل منا أيام يقضيها في هذه الدنيا لا يزيد عنها و لا ينقص، و هذه مشيئة الله، فأوصيك و قد صرت رجلا، أن تحسن في رعاية أمك و أخواتك)، حينها تغلبت على أسي و أسفي و أنا لا زلت بعد في حيراتي، لا بأس عليك يا ولدي، بإذن الله لن يكون إلا الخير، قلتها حينها وأنا موقن بأن رحمة الله قريب من عباده المؤمنين، و ما إن قدم الليل و الحقيقة أني لم أكن قواما، لكن عزمت أن لا تفوتني تلك الليلة لأدعو و أرجوا الله العظيم، بدأت الصلاة في غياهب الظلام، و لا أحد يدري عني الا الذي قمت بين يديه داعيا مناجيا، حينها تذكرت ضعفي و قوته، و فقري و غناه و جهلي و علمه و حاجتي و رحمته، تذكرت والدي و ما ألم به، مر بين عيني الشريط الذي يحوي أحداث اللقاء الأنف الذكر، و خطاب والدي لي و الذي هز كياني، فإذا بدمع العين ينهمر، و إذا بالقلب يخفق بالرجاء وإذا باللسان ينطق و ينطلق بالدعاء، دعوت و أنا موقن بالإجابة، و أنا بحال المضطر الذي لا يملك إلا رجاء مولاه، ثم بعدها سكنت نفسي و أطمئن قلبي أن ربي لن يخيبني في والدي، كانت تلك الليلة ليلة الجمعة، و لا زلت إلى حد الساعة أذكرها، مضيت يوم السبت لأتم مشواري في الجامعة، على أمل أن يُجري أبي التحاليل الأخيرة و التي تنبئ عن حقيقة الأمر، بعد صلاة العصر، يرن الجوال و اذا بالرقم رقم البيت، أجبت فإذا به والدي، ينبئني أن المرض أنبئت التحاليل عن عدمه، و أن لا أثر له يذكر، وسبحان العلي الأعلى، حتى الطبيب الذي كشف عنه احتار و انبهر، و لم يصدق ما رأته عيناه من نتائج الكشف المخبري، إذ كان قبلها يخبره أن لا مناص من المرض العضال، رجعتا أجبت الوالد أن الحمد لله على فضله و ذكرته بحمد الله، فحمد الله سبحانه، و أشرق نور الأمل و أمتد بين ناظري والدي شعاع الحياة من جديد، و عاش بعدها خمس سنين، ليعاوده المرض من جديد، نفس المرض و في نفس المحل، لكن شاء الله أن يتوفاه هذه المرة، فرحمة الله عليه و أسكنه فسيح الجنان.
لكل من قرأ قصتي، لا تنسوني و والداي بصالح دعائكم.
و صلي اللهم وسلم على نبينا محمد و على أله و صحبه أجمعين.
اهلا يا ابا ليث الطيب
ان شاء الله انت بخير
قصتك مؤثرة جداا وتدمع لها العيون حقيقة وحقا
والدك رحمه الله واسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة ان شاء الله والد قد احسن وصادق الله فصدقه ، ففي أيامنا هده يا اخي العزيز قلة من الناس من يحمد الرب على مصيبة من المصائب الا الصالحون البارون المحسنون المطيعون القانتون الراكعون الساجدون المؤمنون
لم أري والدك ولم اكلمه لكن اقواله وافعاله أشهد له بها انها من رجل صالح قد خدم الله وادعوه ان يجازيه .... وانت تعلم أكثر مني ما قيمة شهادة الناس في الراحلين عن الدنيا .
صبرك الله يا عبد الله ورزق والدك ووالدنا الفردوس الأعلى ان شاء الله
-----------------
شكرا لك صاحب الموضوع وستكون لى كلمات هنا