مسابقة في العقيدة (المرحلة الأخيرة و الحاسمة)

ابو ليث

:: عضو مَلكِي ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,646
نقاط التفاعل
10,287
نقاط الجوائز
1,055
محل الإقامة
الجزائر
آخر نشاط
إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا .

من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .

(يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون )
(
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) .
(
يَا أ يها الذين آ منوا اتقوا الله وقولوا قَو لاً سَديداً يُصلح لَكُم أَ عما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُ نُو بَكُم وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً)

أما بعد


فإن من توفيق الله لنا و فضله علينا، اجتماعنا كل مرة على ما يقربنا منه و يرقي درجاتنا عنده بإذنه تعالى، فبعد أن يسر سبحانه كل مراحل المسابقة التي انقضت و التي لقت استحسان أولى الفضل وأصحاب النهى، و ظفرت صفحتها بمشركاتهم الطيبة، حيث أبدو وسعهم في إرضاء ربهم ونفع إخوانهم و زيادة فقههم و نماء دينهم الذي ينمو عن صحة معتقدهم كما نحسبهم و لا نزكيهم على الله، هاهي ذا مرحلتها النهائية تطل شمسها بحلة جديدة حاوية لأسئلة مهمة لعموم الأمة تبحث في أصول الدين التي لا يصح انتساب المرء إلى الإسلام و الدين إلا بفقه أجوبتها و العمل بمقتضها.
و قد يقول قائل
لماذا أنتم تدندنون حول علم العقيدة، وتكثرون الاهتمام به ‏؟‏
فيكون جوابه ما يأتي:
يقول العلامة الشيخ صالح الفوزان:
((أن الموفَّقون من المسلمين يهتمُّون بعلم العقيدة اقتداء بالرُّسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؛ حيث كانوا يبدؤون دعوتهم بتصحيح العقيدة؛ لأنها هي الأساس الذي يُبنى عليه سائر الأعمال؛ فإذا صحَّتِ العقيدةُ؛ صحَّتِ الأعمال الشرعيَّةُ، وما لم تصحَّ العقيدةُ؛ لم تصحَّ الأعمال‏.‏

قال تعالى‏:‏ ‏{
‏وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 65‏.‏‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{
‏وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 88‏.‏‏]‏‏.‏

والمقصود بالعقيدة والإيمان والتَّوحيد شيء واحد؛ من حيث إنَّها عمل قلبيٌّ، ويزيد الإيمان باقترانه مع ذلك - أي‏:‏ كونه اعتقادًا بالقلب - أنه أيضًا قولٌ باللسان وعمل بالجوارح‏.‏

وجميع أمور العقيدة وموضوعاتها لابدَّ من معرفتها والعناية بها في كل زمان ومكان، ولا ينتهي العمل بها إلى أن تقوم السَّاعة‏.‏

والذي يرى أنَّ بعض أمور العقيدة ومواضيعها قد انتهى وقتُها؛ لا يخلو‏:‏

إمَّا أن يكون جاهلاً لا يعرف مواضيع العقيدة وأهمِّيَّتها‏.‏

وإمَّا أن يكون عنده خلل في عقيدته، ويريد التستُّر على هذا الخلل؛ لئلا ينكشف‏.‏

كالذين يقولون‏:‏ اتركوا الكلام في موضوع توحيد الألوهيَّةِ؛ لأنَّ هذا يفرِّقُ بين المسلمين، واكتفوا بالكلام في توحيد الرُّبوبيَّة، وإثبات وجود الله، والرَّدِّ على الملاحدة والشُّوعيِّيين، ولا تتعرَّضوا لعبَّاد القبور والأضرحة‏!‏

وكالذي يقول‏:‏ اتركوا الكلام في موضوع إثبات الأسماء والصِّفات والرَّدِّ على ما من يتعرَّض لها بنفي أو تأويل‏.‏‏.‏‏.‏ إلى غير ذلك‏.‏

وكلُّ هذا كلام باطل لابدَّ من كشف زيفِهِ وبيان مغزاه وتعرية مضمونه الباطل وما ينطوي عليه من سوء معتقد‏!‏ والرَّسول صلى الله عليه وسلم جاء ببيان العقيدة للناس، وبيان ما يفسدها قبل كل شيء، وكثير من آيات القرآن وسوره في توضيح هذا الأمر ووجوب بيانه للناس؛ فهل يريد هؤلاء منَّا أن نترُك القرآن وما فيه من بيان العقيدة ‏؟‏‏!‏‏!‏ )) انتهى كلامه حفظه الله نقلا من بعض المواقع اقتباسا من كتاب المنتقى.
و رجوعا إلى الأصل، فهذه المرحلة الحاسمة التي لطالما اجتهدت في دفع الشاغل و الصارف عن بلوغها، لما كان يعرض لي من عدم الاهتمام من بعض الإخوة عفى الله عني و عنهم، و كذلك لطول مقام هذه المسابقة التي تأتي على سرد كثير من الفوائد و تصحيح كثير من العقائد، و ما توفيقي في ذلك إلا بالله عز و على، و لا يخلو صاحبكم من القصير، بل هو في حاجة ماسة إلى التذكير لذا فقد جعلت هذا الموضوع مرجعا لي و لإخواني الأفاضل لنتذاكر فيما بيننا العلم النافع و نتواصى بالعقيدة الأثرية الصحيحة، عقيدة أهل السنة و الجماعة، مما درج عليها و دعا إليها كبار أئمة أهل العلم سلفا و خلفا، و الله الموفق و الهادي إلى سواء السبيل، و هو حسبنا و نعم الوكيل.

 
آخر تعديل:
هذه المرة كسالفتها، أنتظر انضمامكم ، و اعلان رغبتكم في المشاركة، ثم ندخل مضمار المسابقة التي نسعد فيها كثيرا بما تبثونه من علم و تذكرونه من فائدة عزيزة تنقلونها من الدواوين بعد أن اندثرت، من الكتب بعد أن هجرت ، من المتون بعد أن تركت، اذ أنتم أهل لذلك حفظكم ربي من كل سوء.

 
آخر تعديل:
مشاركة معكم ان شاء الله
 
بارك الرحمن بك مشرفنا الفاضل
اسال الله العظيم أن يوفقني وأكون متواجدة بالمسابقة في مرحلتها الاخيرة يارب
الله لا يحرمك أجر ما تضعه لناا

ومضة:

من اتى مجلس العلم دون الورقه والقلم كمن اتى المطحنه دون القمح !! -الشافعي
 
آخر تعديل:
بارك الله في كل الأخوات اللئي تحمسن للمشاركة كما أوجه نصيحة لكل رواد اللمة و أعضائها، بان يهتموا بمثل هذه المسابقات التي لا غنى لهم عنها ما دموا في تفرغ و لم يأتيهم الشغل بعد، و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة و الفراغ )، و قال عليه الصلاة و السلام (اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك) .
 
أولا باركـ الله فيكم ع هاته المسابقة

هل مازالتـ ابواب التسجيل مفتوحة للمسابقة؟

ان كانتـ فاسجل مشاركتي معكم ان شاء المولى عزوجل

سلامي واحترامي
 
السلام عليكم

بارك الله فيكم

نسال الله التوفيق
 
بارك الرحمن بك مشرفنا الفاضل
اسال الله العظيم أن يوفقني وأكون متواجدة بالمسابقة في مرحلتها الاخيرة يارب
الله لا يحرمك أجر ما تضعه لناا

ومضة:

من اتى مجلس العلم دون الورقه والقلم كمن اتى المطحنه دون القمح !! -الشافعي
اللهم أاامين، و جزاك الله كل خير على الومضة النافعة، حدث بعض التأخر، لكن سأستدرك ما أستطعت استدركه من الوقت، و أكون في المرة بإذن الله أحزم مما سبق.
 
أولا باركـ الله فيكم ع هاته المسابقة

هل مازالتـ ابواب التسجيل مفتوحة للمسابقة؟

ان كانتـ فاسجل مشاركتي معكم ان شاء المولى عزوجل

سلامي واحترامي
و فيكم بارك الله.
أبواب التسجيل مفتوحة على طول و لا تغلق حتى مع أخر سؤال، اذ المبتغى النفع و التعون على نشر الخير و الدلالة على العلم النافع و التسبب في الاصلاح العقدي، و ما توفيقنا في ذلك الا بالله العلي العظيم، أهلا بك بين اخوانك و أو أخواتك مكرمة معززة.
 
السلام عليكم

بارك الله فيكم

نسال الله التوفيق
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
و فيكم بارك الله أختي.
نتمنى مشاركتك و مداومتك، و نسأل الله التوفيق لنا و لك.
 
نبدأ على بركة الله.
السؤال الأول
: ما دليل الإيمان بالشفاعة ، وممن تكون ، ولمن تكون ، ومتى تكون ؟
 
من المشاركين باذن الله ..حفظك الله اخي ابو ليث
 
قال المصنف -رحمه الله تعالى- (باب الشفاعة وقول الله -عز وجل- ﴿وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ﴾[الأنعام: 51] وقوله ﴿قُل للهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾[الزمر: 44] )

قال المصنف -رحمه الله تعالى-: ( باب الشفاعة ) يعني هذا معقود لبيان الشفاعة، والشفاعة يأتي ذكرها في القرآن كثيرا تذكر تارة في مقام إثباتها، وتارة في مقام نفيها ولهذا قال العلماء: الشفاعة في القرآن نوعان: شفاعة مثبتة وشفاعة منفية.

شفاعة مثبتة أي: أثبتها القرآن، وشفاعة منفية أي: جاء نفيها في القرآن وفي سنة النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- ومن الضروري في هذا الباب أن تُفْهَمَ الشفاعتان، وأن يُعرَف حقيقة الشفاعتين حتى لا يقع الإنسان في الخطأ والانحراف بسبب مفهوم خاطيء أو قول فاسد تعلقا بالشفاعة كما هو حال من يعبد غير الله تعالى ويتخذ الأنداد ويسمى ذلك شفاعة وتقربا إلى الله كما قال الله -عز وجل- عن الكفار المشركين أنهم قالوا: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى﴾[الزمر: 3] أي إن هؤلاء الأصنام والأنداد عبادتنا لهم ودعاؤنا لهم هو من أجل أن يقربونا إلى الله بحيث أن يكونوا وسائط وشفعاء بيننا وبين الله -عز وجل- وأصرح من هذا في موضوعنا ما جاء في قول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سبحانه وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿18﴾[يونس:18 ] فسمى -تبارك وتعالى- عملهم هذا شركا، وهم يسمونه ماذا شفاعة؟ هم يسمونه شفاعة، والله -تبارك وتعالى- سماه شركا وهذا يدلنا على أن تغيير الاسم لا يغير حقيقة الشيء وواقعه فهؤلاء سمو شركهم شفاعة، والله -تبارك وتعالى- سماه شركا فهو شرك وعبادة لغير الله ووقوع في التنديد؛ ولهذا أنكر القرآن ذلك ونزه الله -تبارك وتعالى- نفسه عن هذه الأعمال.

المصنف -رحمه الله تعالى- عقد هذه الترجمة ليبين الشفاعة ما هي حقيقتها، وما الحق الثابت منها في القرآن والسنة وما هو المنفي؛ حتى تعرف الأمور، ويكون عند المسلم فرقانا في هذا الباب يميز فيه بين الحق والباطل والهدى والضلال.

قال: (باب الشفاعة) والشفاعة هي في اللغة مأخوذة من الشفع وهو ضد الوتر؛ لأن فيها ضم الشيء إلى شيء، طلب الداعي نفسه وطلب الشفيع معه فكان طلبهما معا شفعا وليس وترا؛ ولهذا قيل في معنى الشفاعة شرعا هي طلب الخير للغير بحيث ينضم دعاء الغير لمن طلب منه فيكون دعاؤهما شفعا بدل أن كان دعاء الإنسان لنفسه وترا فالشفاعة هي طلب الخير للغير فهذا الطلب إذا لم يكن مضبوطا بضوابط الشريعة وقيودها في مفهوم الشفاعة وحقيقتها يتحول إلى نوع من الشرك يمارسه المشركون وعباد القبور وغيرهم يمارسونه بدعاء المقبورين وسؤالهم والطلب منهم بحجة أن ذلك شفاعة والقرآن الكريم كما أشرت جاء فيه إثبات للشفاعة ونفي لها والشفاعة التي أثبتها القرآن لها ضابطان يأتي بيانهما في الأدلة التي ساقها المصنف -رحمه الله تعالى-.

الأول: أن تكون بإذن الله فلا يمكن أن يشفع أحد عند الله إلا بإذنه ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾[البقرة: 255] فالشفاعة ملكه -عز وجل- ولا يملك أحد أن يشفع عنده -تبارك وتعالى- إلا إذا أذن، وقد تكون شفاعة ابتدائية تكون هكذا بدون إذنٍ من الله فهذه لا تكون؛ بل نفاها القرآن، نفاها الله في القرآن بقوله: ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾.

والضابط الثاني: أن تكون عن رضا من الله -جل وعلا- للمأذون في الشفاعة فيه بأن يكون راضيا عنه ﴿وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى﴾[الأنبياء: 28] فلابد من هذين الشرطين: أن يأذن الله للشافع ويرضى عن المشفوع له فهذها أثبتها القرآن، ودل القرآن على ثبوتها، أما الشفاعة التي هي الطلب من غير الله وسؤال غير الله والالتجاء إلى غير الله حتى طلب الشفاعة أن يخاطب المقبورين أو الموتى: اشفع لي عند الله فهذا كله من الشرك الذي جاء القرآن بنفيه وإبطاله كما سيأتي موضحا مبينا في الأدلة التي ساقها المصنف -رحمه الله تعالى- في هذه الترجمة.

وكما هي عادة المصنف -رحمه الله تعالى- يذكر أولا: الترجمة ثم يسوق الأدلة فذكر أولا: قول الله -عز وجل-: ﴿وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ أنذر به أي: القرآن الكريم، وهذا فيه أن القرآن كتاب نذارة، نذارة من الشر، ونذارة من الشرك، ونذارة من الباطل، ونذارة مما يسخط الله -جل وعلا- فهو كتاب بشارة، وكتاب نذارة، فيه البشارة بالتوحيد بالسعادة في الدنيا والآخرة لمحقق التوحيد، وفيه النذارة من الشرك وبخسران الدنيا والآخرة لمن وقع في الشرك ﴿وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ﴾ وهذا فيه لفتة مهمة وعظيمة أن الذي يستفيد من نذارة القرآن هو من كان في قلبه خوف من لقاء الله -سبحانه وتعالى- أما الغافل عن الآخرة وعن حساب يوم القيامة ومعرض عن الآخرة وهو عن الآخرة غافل معرض فالنذارة لا تؤثر فيه ولا تجدي في أمثاله لأنه غافل عن الآخرة وعن الحساب وعن الوقوف بين يدي الله -تبارك وتعالى- أما الذي يخاف أن يحاسب ويخاف أن يقف أمام الله يوم القيامة ويعلم أن الله -عز وجل- سيسأله إذا وقف بين يديه فإنه يعد للسؤال جوابا، ويعد للجواب صوابا فيأتي تصحيح التوحيد وتصحيح المسار وتصحيح الطريق تبعا للخوف من لقاء الله وخوف الوقوف بين يديه -تبارك وتعالى- ﴿إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ﴿26﴾ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴿27﴾[الطور: 26] هذه هي النتيجة والأثر ولهذا قال الله تعالى هنا ﴿وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ﴾ وقد ذكر أهل العلم أن هذه الجملة حالية أي أن حال هؤلاء الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم حالهم أنهم ليس لهم من دون الله ولي ولا شفيع أي ليس لهم تعلق إلا بالله ولا التجاء إلا إلى الله ولا اعتماد إلا على الله لا تتعلق قلوبهم بشفعاء ولا بأولياء ولا بأنداد ولا غير ذلك وإنما قلوبهم متعلقة بالله -سبحانه وتعالى-: ﴿لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ وهذا فيه أن بعد الإنسان عن الشرك وأسبابه وذرائعه ووسائله به تحقيق تقوى الله -جل وعلا- ونيل السعادة في الدنيا والآخرة والشاهد من هذه الآية للترجمة قول الله -عز وجل-: ﴿لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ﴾ فهذا فيه نفي للشفاعة، وفيه أن حال هؤلاء الذين يستفيدون من نذارة القرآن أنهم لا تعلق لهم إلا بالله ولا التجاء لهم إلا إلى الله -جل وعلا- لأنهم يعتقدون ويؤمنون أن الأمور كلها بيده، وأزمة الأمور ونواصي العباد معقودة بقضائه وقدره، وما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، والملك كله له ولهذا إذا أرادوا لنفسهم المنزلة العالية والدرجة الرفيعة والنجاة من النار لا يطلبونها إلا من الملك وهو الله لا يتخذون أندادا وشركاء مع الله يطلبون منهم ويسألونهم وإنما يلجأون إلى الملك حتى الشفاعة إذا أرادوها لا يطلبونها من غير الله وإنما يطلبونها ممن بيده ملك الشفاعة فيلتجأون إلى الله -سبحانه وتعالى- ولهذا أورد المصنف -رحمه الله تعالى- عقب هذه الآية مباشرة قول الله -عز وجل-: ﴿قُل للهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾[الزمر: 44] ما معنى "لله" أي ملكا له، هو المالك لها ولهذا قال: ﴿قُل للهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ فالشفاعة ملكه -جل وعلا- وهو مالكها ولا يمكن أن يشفع أحد عنده إلا إذا أذن -تبارك وتعالى- بالشفاعة أما بدون إذنه فلا يمكن، من الذي يشفع بدون إذن الملك، وإذا عرف المسلم أن الشفاعة ملك لله ولا يمكن أن تكون إلا بإذنه فهو لا يطلبها إلا منه، إذا أراد لنفسه أن يشفع له الأنبياء ويشفع له الملائكة ويشفع له الصالحون من عباد الله لا يطلب ذلك منهم وإنما يطلبه من الله سبحانه.

(باب الشفاعة وقول الله -عز وجل-: ﴿وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ﴾ وقوله تعالى: ﴿قُل للهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعً﴾ وقوله تعالى: ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ).

قوله -تبارك وتعالى-: ﴿قُل للهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ أي الشفاعة ملك لله -سبحانه وتعالى- فمن أراد لنفسه شفاعة الأنبياء وشفاعة الملائكة وشفاعة الصالحين لا يطلب ذلك منهم لأنهم لا يملكون ذلك، الذي يملك ذلك هو الله، ولا يمكن لأحد أن يشفع عند الله إلا إذا أذن الله له، ولهذا فالصحيح والإيمان في هذا الباب أن تطلب الشفاعة من الله بأن يقول: اللهم شفع في أنبياءك، أو اجعلني ممن يشفع لهم أنبياؤك أو اجعلني ممن يشفع لهم ملائكتك، اللهم اجعلني ممن تأذن لملائكتك بالشفاعة لهم، أو لأنبيائك أو نحو ذلك فيتجه بالطلب إلى الله، ويتجه بالدعاء إلى الله، ويتجه بالرجاء إلى الله لا إلى الملائكة والأنبياء ونحوهم؛ ولذلك من الباطل أن يتجه لنبي يقول: اشفع لي، أو إلى نبي ميت يقول: اشفع لي، أو إلى ملك غائب يقول: اشفع لي، أو ولي مقبور يقول: اشفع لي، فهذا كله من الباطل، الشفاعة إنما تطلب من المالك لها -سبحانه وتعالى- هذا معنى قوله: ﴿قُل للهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ ولكي يتضح المعنى من هذه الآية نقرأ الآية التي قبلها وهي قول الله -عز وجل-: ﴿أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلاَ يَعْقِلُونَ ﴿43﴾ قُل للهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ والاستفهام هنا للإنكار ﴿أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللهِ شُفَعَاءَ قُلْ﴾ يعني في الرد عليهم وإبطال عملهم هذا ﴿أَوَلَوْ كَانُوا﴾ يعني هؤلاء الشفعاء ﴿لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلاَ يَعْقِلُونَ﴾ ليس بيدهم ملك للشفاعة الشفاعة ملك لله -عز وجل- فهي لا تطلب إلا منه ولا يلتجأ إلا إليه في طلبها فهذا هو التوحيد ﴿قُل للهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾.

نحن نأخذ من هذه الآية فائدة عظيمة وجليلة و كبيرة ومهمة في هذا الباب غفل عنها كثير من الناس وهي أن الآية أفادت أن الشفاعة ملك لله لا يملكها أحد سواه، لا يملكها ملك مقرب، ولا يملكها نبي مرسل، ولا يملكها ولي من الأولياء، الشفاعة ملك لله -سبحانه وتعالى- فإذن من أراد أن يحظى بشفاعة الشافعين فليطلبها من المالك وهو الرب الكريم -سبحانه وتعالى- الذي لا يرد عبدا دعاه ولا يخيب مؤمنا ناجاه ثم ماذا؟

قوله تعالى ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ

ثم أورد قول الله -عز وجل-: ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾ ولاحظ هنا الترتيب الجميل للمصنف لآيات الشفاعة لما ذكر الآية التي فيها إثبات أن الشفاعة ملك لله أعقبها -رحمه الله تعالى- بهذه الآية التي فيها أن شفاعة الشافعين عند الله لا تكون إلا بإذنه؛ لأنه هو الملِك، هو المالك للشفاعة فلا يشفع أحد عند الملك إلا إذا أذن له؛ ولذلك قال الله تعالى في هذه الآية الكريمة: ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾ يعني من الذي يملك أن يشفع عند الله إلا بإذن الله، وهذا فيه إبطال لشفاعة يعتقدها المشركون في أندادهم ومعبوداتهم ألا وهي أنهم يظنون فيهم أنهم يملكون شفاعة ابتدائية عند الله، وينبغي أن ننتبه لهذا يظنون فيهم أنهم يملكون شفاعة ابتدائية عند الله بمعنى أن من شاءوا أن يشفعوا له شفعوا له ابتداء دون إذن الملك، يعني يأتون ويشفعون بدون إذن الملك هذا يدخل الجنة وهذا لا يدخل النار، يملكون شفاعة عند الملك بدون إذنه، وهذا فيه قياس فاسد لما يكون بين المخلوقين بالخالق -سبحانه وتعالى- لأنه جرت العادة أن بعض الوجهاء وذوي المكانة الرفيعة يشفعون عند الأمير أو عند الملك أو عند الرئيس أو عند الوزير ويستغلون وجاهتهم ونفوذهم ومكانتهم بالشفاعة ولهيبتهم ولمكانتهم قد لا يرد طلبهم، ويفعل ما أرادوا فقاس هؤلاء الملِكَ العظيم -سبحانه وتعالى- بملوك الأرض وبالرؤساء وبغيرهم، وجعلوا أن الشفعاء يملكون عنده شفاعة مثل هذه الشفاعة ولهذا صاروا يتجهون بالدعاء والطلب إلى هؤلاء ولا يتجهون إلى الله -جل وعلا- فوقعوا في الشرك يتجهون بالطلب إلى هؤلاء الذين يعتقدون أن عندهم مكانة عند الله ومنزلة، فيتجهون إليهم يسألونهم حتى إن بعضهم يسأله مباشرة حاجته يقول: أسألك الجنة. يقولها لغير الله، أو أسألك النجاة من النار، أو مالي من ألوذ به سواك، أو أنا مستجير بك، أنا في حماك، أعذني إن لم تغثني من الذي يغيثني، يلتجيء إلى غير الله -تبارك وتعالى- بسبب هذا الفساد في مفهوم الشفاعة، فهنا تأتي هذه الآية الكريمة للتنبيه على هذا الفساد وهذا الخطأ، الله -جل وعلا- يقول: ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾ يعني مهما كانوا ومن كان مهما بلغت منزلته لا يمكن أن يشفع لأحد إلا إذا أذن له الله فمن أراد نيل الشفاعة فليطلبها ممن بيده الإذن وممن هو المالك للشفاعة وهو الله سبحانه وتعالى.

قال المصنف -رحمه الله تعالى- (وقوله تعالى: ﴿وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَّأْذَنَ اللهُ لِمَن يَّشَاءُ وَيَرْضَى ﴿26﴾[النجم: 26] )

ثم أورد هذه الآية في سورة النجم قول الله -عز وجل-: ﴿وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَّأْذَنَ اللهُ لِمَن يَّشَاءُ وَيَرْضَى ﴿26﴾ ﴿وَكَم مِّن مَّلَكٍ﴾ "كم" هنا للتكثير، وهذا فيه كثرة الملائكة وكثرة عددهم وقد جاءت النصوص كثيرة تدل على كثرة الملائكة وكثرة عدد الملائكة، وقد مر معنا حديث عن هذا في حديث ماض في قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ﴾[سبأ: 23] أي: الملائكة، فالله -جل وعلا- يقول: ﴿وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَّأْذَنَ اللهُ لِمَن يَّشَاءُ وَيَرْضَى﴾ شرطان جمعا في هذه الآية إذن الله للشافع ورضاه عن المشفوع له ولا يمكن أن تكون الشفاعة إلا بهما ﴿إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَّأْذَنَ اللهُ لِمَن يَّشَاءُ﴾ أي: الشافع ﴿وَيَرْضَى﴾ أي: عن المشفوع له، فلاحظ هنا دلت الآية على فصول مهمة في باب الشفاعة، فصول مهمة وقواعد متينة في باب الشفاعة، ينبغي أن نأخذها مرتبة كما في الآية، الفصل الأول أن الشفاعة لا تكون إلا بإذن الله للشافع، الفصل التالي أن الشفاعة لا تكون إلا برضا الله للمشفوع له، الفصل الثالث أن الله -عز وجل- لا يرضى إلا عن أهل التوحيد فهذه فصول ثلاثة مهمة ينبغي أن تحفظ في باب الشفاعة:

الفصل الأول: أن الشفاعة لا تكون إلا بإذن الله.

والفصل الثاني: أن الشفاعة لا تكون إلا برضا الله.

والفصل الثالث: أن الله تعالى لا يرضى إلا عن أهل التوحيد وكما سيأتي معنا قريبا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي هريرة لما سأله قال: (من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ماذا قال؟ من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه) فإذن لا يرضى إلا عن أهل التوحيد؛ وهذا أيضا جاء في حديث آخر في صحيح مسلم أن نبينا -عليه الصلاة والسلام- قال: (لكل نبي دعوة مستجابة، وتعجل كل نبي شفاعته دعوة لقومه، وإني ادخرت شفاعتي دعوة لأمتي يوم القيامة، وإنها نائلة إن شاء الله -لاحظ -من لا يشرك بالله شيئا) "وإنها" أي: الشفاعة، شفاعته -صلى الله عليه وسلم- (نائلة إن شاء الله) أي: بإذن الله (من لا يشرك بالله شيئا) فإذن عندنا ثلاث فصول مهمة لا ينبغي لأحد أن يغلط فيها أو يجهلها في هذا الباب، لابد من ضبطها والعناية بها في باب الشفاعة:

الفصل الأول: إذن الله للشافع.

الفصل الثاني: إذن الله للمشفوع له.

الفصل الثالث: الله -جل وعلا- لا يرضى إلا عن أهل التوحيد وسيأتي كلام لشيخ الإسلام بن تيمية يجمع كل هذه المعاني.
 
شرح كتاب التوحيد - الشيخ عبدالرزاق العباد
 
والخلاصة في كل هذا ...
قد أثبت الله عز وجل الشفاعة في كتابه في مواضع كثيرة بقيود ثقيلة، وأخبرنا تعالى أنها ملك له ليس لأحد فيها شيء، فقال تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا}.
فأما متى تكون؟ فأخبرنا عز وجل أنها لا تكون إلا بإذنه كما قال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}، {مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ}، {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى}، {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ}.
وأما ممن تكون؟ فكما أخبرنا تعالى أنه لا تكون إلا من بعد إذنه، أخبرنا أيضا أنه لا يأذن إلا لأوليائه المرتضين الأخيار كما قال تعالى: {لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}، وقال: {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}.
وأما لمن تكون؟ فأخبرنا أنه لا يأذن أن يشفع إلا لمن ارتضى كما قال تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى}، وقال تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا}، وهو سبحانه لا يرتضي إلا أهل التوحيد والإخلاص، وأما غيرهم فقال تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}، وقال تعالى عنهم: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ}، وقال تعالى فيهم: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ}.
وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوتي الشفاعة، ثم أخبر أنه يأتي فيسجد تحت العرش ويحمد ربه بمحامد يعلمه إياها، لا يبدأ بالشفاعة أولا حتى يقال له: "ارفع رأسك وقل يُسمع وسل تُعط واشفع تُشفَّع"(1). الحديث، ثم أخبر أنه لا يشفع في جميع العصاة من أهل التوحيد دفعة واحدة، بل قال: «فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة»، ثم يرجع فيسجد كذلك فيحد له حدا إلى آخر حديث الشفاعة، وقال له أبو هريرة رضي الله عنه: من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: «من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه»(2).
 
قد أثبت الله عز وجل الشفاعة في كتابه في مواضع كثيرة بقيود ثقيلة ، وأخبرنا تعالى أنها ملك له ليس لأحد فيها شيء ، فقال تعالى : { قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا } . فأما متى تكون ؟ فأخبرنا عز وجل أنها لا تكون إلا بإذنه كما قال تعالى : { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ } ، { مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ } ، { وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى } ، { وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } . وأما ممن تكون ؟ فكما أخبرنا تعالى أنه لا تكون إلا من بعد إذنه ، أخبرنا أيضا أنه لا يأذن إلا لأوليائه المرتضين الأخيار كما قال تعالى : { لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا } ، وقال : { لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا } .
وأما لمن تكون ؟ فأخبرنا أنه لا يأذن أن يشفع إلا لمن ارتضى كما قال تعالى : { وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى } ، {
يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا } ، وهو سبحانه لا يرتضي إلا أهل التوحيد والإخلاص ، وأما غيرهم فقال تعالى : { مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ } ، وقال تعالى عنهم : { فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ }{ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ } ، وقال تعالى فيهم : { فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ } ، وقد « أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوتي الشفاعة ، ثم أخبر أنه يأتي فيسجد تحت العرش ويحمد ربه بمحامد يعلمه إياها ، لا يبدأ بالشفاعة أولا حتى يقال له : " ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع » (رواه البخاري ومسلم) . الحديث ، ثم أخبر أنه لا يشفع في جميع العصاة من أهل التوحيد دفعة واحدة ، بل قال : « فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة » ، ثم يرجع فيسجد كذلك فيحد له حدا إلى آخر حديث الشفاعة ، وقال له أبو هريرة رضي الله عنه : من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال : « من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه » (رواه البخاري) .
 
استاذي لي سؤال لو سمحتـ
فنحن هنا للاجابة نعتمد ع محركاتـ البحث يعني العم قوقل وبذالكـ يكوون الجواب مقتبس وليس من مجهودنا الخاص
هل يعتبر ذالكـ غش ام ان السر في المنافسة هو البحث والمطالعة قبل كل شيء
احببتـ ان اعرف لاني ارى اني اغش بالبحث عن الاجابة في النتـ واقتباسها

سلامي
 
استاذي لي سؤال لو سمحتـ
فنحن هنا للاجابة نعتمد ع محركاتـ البحث يعني العم قوقل وبذالكـ يكوون الجواب مقتبس وليس من مجهودنا الخاص
هل يعتبر ذالكـ غش ام ان السر في المنافسة هو البحث والمطالعة قبل كل شيء
احببتـ ان اعرف لاني ارى اني اغش بالبحث عن الاجابة في النتـ واقتباسها

سلامي
السلام عليكم.
لا حرج عليك أختي في البحث، فمن منا يدرك جميع مسائل العقيدة بأدلتها التفصلية، المهم هو الاستفادة من السؤال بالبحث عن الجواب المناسب له من المصادر الموثوقة، بذكر كلام العلماء الربانين من أمثال ابن باز و ابن عثيمين و شيخنا الألباني و شيخنا أمان الجامي و شيخنا ربيع المدخلي و غيرهم كثير و لله الحمد و المنة، بل لو يكون الكلام في ذلك منقول من أئمة الدعوة و شيوخ الاسلام يكون أعلى من حيث المرتبة و الاستدلال، بإختصار لا بأس على كل من شاركنا هنا أن يستعين بما أستطعه مما يمكنه من الاجابة الصحيحة على وفق منهج أهل السنة و الجماعة.

أحسن الله اليك، و جزاك كل خير على صدقك وزادك أمانة و هدى و تقى وعلما و بركة.
 
من المشاركين باذن الله ..حفظك الله اخي ابو ليث
متشرف جدا أخي بمشاركتك، أمثالك يا فاضل ممن يسر بمشاركاتهم النافعة و الموفقة بإذن الله.
 
العودة
Top