جامعة يوسف عليه السلام
:: عضوية محظورة ::
- إنضم
- 29 جانفي 2013
- المشاركات
- 51
- نقاط التفاعل
- 10
- النقاط
- 3
جامعة يوسف عليه السلام، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين
منبر التوحيد والجهاد
بسم الله الرحمن الرحيم
الدولة العثمانية
وموقف دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب منها
وموقف دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب منها
تأليف الشيخ
ناصر الفهد
ناصر الفهد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله.
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه.
وبعد:
فهذا بحث مختصر يبين حقيقة الدولة العثمانية التي ينعق كثير - ممن يسمون بالمفكرين الإسلاميين - بمدحها والثناء عليها ووصفها بأنها آخر معقل من معاقل الإسلام والذي بهدمه ذهبت عزة المسلمين، كما أنه يبين حقيقة موقف دعوة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى من هذه الدولة، وقد جعلته في فصلين:
الفصل الأول: في حقيقة الدولة العثمانية.
الفصل الثاني: في موقف دعوة الشيخ منها.
وصلى الله على محمد.
الفصل الأول
حقيقة الدولة العثمانية
حقيقة الدولة العثمانية
إن من يتأمل حال الدولة العثمانية - منذ نشأتها وحتى سقوطها - لايشك في مساهمتها مساهمة فعلية في إفساد عقائد المسلمين، ويتضح ذلك من خلال أمرين:
الأول: من خلال نشرها للشرك.
الثاني: من خلال حربها للتوحيد [1].
وقد نشرت الدولة العثمانية الشرك بنشرها للتصوف الشركي القائم على عبادة القبور والأولياء، وهذا ثابت لا يجادل فيه أحد حتى من الذين يدافعون عنها وسوف أنقل فيما يلي بعض النصوص التي تثبت ذلك من المتعاطفين مع الدولة العثمانية:
فقد قال (عبد العزيز الشناوي) في كتابه (الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها!! 1/59) - على سبيل المدح -: "وقد كان من مظاهر الاتجاه الديني في سياسة الدولة تشجيع التصوف بين العثمانيين وقد تركت الدولة مشايخ الطرق الصوفية يمارسون سلطات واسعة على المريدين والأتباع، وانتشرت هذه الطرق أولاً انتشاراً واسعاً في (آسيا الوسطى) ثم انتقلت إلى معظم أقاليم الدولة.. وقد مدت الدولة يد العون المالي إلى بعض الطرق الصوفية.. وكان من أهم الطرق الصوفية (النقشبندية) و (المولوية) و (البكتاشية) و (الرفاعية)...." أ. هـ[2].
وقال (محمد قطب) في كتابه (واقعنا المعاصر) ص 155: "لقد كانت الصوفية قد أخذت تنتشر في المجتمع العباسي، ولكنها كانت ركناً منعزلاً عن المجتمع، أما في ظل الدولة العثمانية، وفي تركيا بالذات فقد صارت هي المجتمع، وصارت هي الدين" ا. هـ.
وفي (الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة) ص348: "البكداشية: كان الأتراك العثمانيون ينتمون إلى هذه الطريقة وهي ما تزال منتشرة في ألبانيا كما أنها أقرب التصوف الشيعي منها إلى التصوف السني[3]... وكان لها سلطان عظيم على الحكام العثمانيون ذاتهم" أ. هـ.
وفي كتاب (الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة) ص411: "وتنافس السلاطين العثمانيون في بناء التكايا والزوايا والقبور البكتاشية.. فبينما ناصرها بعض السلاطين، عارضها البعض الآخر مفضلين طريقة أخرى غيرها" أ. هـ.
لذلك فلا عجب من انتشار الشرك والكفر واندراس التوحيد في البلاد التي يحكمونها.
وقد قال الشيخ حسين بن غنام رحمه الله تعالى في وصف حال بلادهم: "كان غالب الناس في زمانه - أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب - متضمخين بالأرجاس متلطخين بوضر الأنجاس حتى قد انهمكوا في الشرك بعد حلول السنة بالأرماس... فعدلوا إلى عبادة الأولياء والصالحين وخلعوا ربقة التوحيد والدين، فجدوا في الاستغاثة بهم في النوازل والحوادث والخطوب المعضلة الكوارث، وأقبلوا عليهم في طلب الحاجات وتفريج الشدائد والكربات من الأحياء منهم والأموات، وكثير يعتقد النفع والضر في الجمادات... - ثم ذكر صور الشرك في نجد والحجاز والعراق والشام ومصر وغيرها - " أ. هـ[4].
ويقول الإمام سعود بن عبد العزيز رحمه الله تعالى (ت 1229 هـ) في رسالة له إلى والي العراق العثماني واصفاً حال دولتهم: "فشعائر الكفر بالله والشرك هي الظاهرة عندكم مثل بناء القباب على القبور وإيقاد السرج عليها وتعليق الستور عليها وزيارتها بما لم يشرعه الله ورسوله واتخاذها عيداً وسؤال أصحابها قضاء الحاجات وتفريج الكربات وإغاثة اللهفات، هذا مع تضييع فرائض الدين التي أمر الله بإقامتها من الصلوات الخمس وغيرها فمن أراد الصلاة صلى حده ومن تركها لم ينكر عليه وكذلك الزكاة وهذا أمر قد شاع وذاع وملأ الأسماع في كثير من بلاد: الشام والعراق ومصر وغير ذلك من البلدان" أ. هـ[5].
هذا حال الدولة العثمانية باختصار شديد، ومن لم تكفه النقول السابقة في بيان حالها فلا حيلة فيه.
وأما حال سلاطينها - وإن كنت أشرت إليه إجمالاً - فهو من هذا الجنس أيضاً، وسوف أذكر نماذج متفرقة من هؤلاء السلاطين لبيان حالتهم:
السلطان أورخان الأول (ت 761 هـ):
وهو السلطان الثاني لهذه الدولة بعد أبيه عثمان (عثمان الأول ت 726 هـ)، واستمر في الحكم 35 سنة، وقد كان هذا السلطان صوفياً على الطريقة البكتاشية[6].
والطريقة البكتاشية؛ وقد مرت في أكثر من موضع - وهي طريقة صوفية شيعية باطنية أسسها (خنكار محمد بكتاش الخرساني) ونشرها في تركيا عام 761 هـ، وهي مزيج من عقيدة وحدة الوجود وعبادة المشايخ وتأليههم وعقيدة الرافضة في الأئمة، ولهم غلو في النبي صلى الله عليه وسلم - مخرج عن الإسلام - ومن ذلك قول الطالب والمريد إذا أراد الدخول في هذه الطريقة: "جئت بباب الحق بالشوق سائلاً، مقراً به محمداً وحيدراً، وطالب بالسر والفيض منهما، ومن الزهراء وشبير شبراً" ثم يقول: "وبالحب أسلمت الحشا خادماً لآل العباس، وملاذي هو الحاج بكتاش قطب الأولياء "ويقول لشيخه:"وجهك مشكاة وللهدى منارة، وجهك لصورة الحق إشارة، وجهك الحج والعمرة والزيارة، وجهك للطائعين قبلة الإمارة، وجهك للقرآن موجز العبارة"، وأوراد البكتاشيين هي على عقيدة الرافضة الأثني عشرية، ولهم في عقيدتهم من الأوراد الباطنية وطريقة زياراتهم للقبول الشركية ما يجل عن الوصف[7].
السلطان محمد الثاني (الفاتح) (ت 886 هـ):
وهو من أشهر سلاطين هذه الدولة، ومدة حكمه 31 سنة:
1) فإنه بعد فتحه للقسطنطينية سنة 857 هـ، كشف موقع قبر (أبي أيوب الأنصاري) رضي الله عنه وبنى عليه ضريحاً، وبنى بجانبه مسجداً وزين المسجد بالرخام الأبيض وبنى على ضريح أبي أيوب قبة، فكانت عادة العثمانيين في تقليدهم للسلاطين أنهم كانوا يأتون في موكب حافل إلى هذا المسجد ثم يدخل السلطان الجديد إلى هذا الضريح ثم يتسلم سيف السلطان (عثمان الأول) من شيخ (الطريقة المولوية)[8].
2) وهذا السلطان هو أول من وضع مبادئ (القانون المدني) (وقانون العقوبات) فأبدل العقوبات البدنية الشرعية الواردة في الكتاب والسنة - أي السن بالسن والعين بالعين بالعين - وجعل عوضها الغرامات النقدية بكيفية واضحة أتمها السلطان سليمان القانوني[9].
3) كما أصدر قانوناً - عُمِل به بعده - وهو أن كل سلطان يلي السلطة يقتل كل إخوته !! حتى يسلم له العرش[10].
السلطان سليمان القانوني (ت 974 هـ):
وهو أيضاً من أشهر سلاطين الدولة العثمانية، وحكم 46 سنة تقريباً.
1) فإنه لما دخل (بغداد) بنى ضريح أبي حنيفة وبنى عليه قبة، وزار مقدسات الرافضة في (النجف) و (كربلاء) وبنى منها ما تهدم[11].
2) كما أنه إنما لقب بالقانوني لأنه أول من أدخل القوانين الأوربية على المسلمين وجعلها معمولاً بها في المحاكم، وقد أغراه بذلك اليهود والنصارى [12].
السلطان سليم خان الثالث (ت 1223 هـ):
قال الإمام سعود بن عبد العزيز رحمه الله تعالى في رسالته لوالي بغداد - والتي سبق الإشارة إليها -: " وحالكم وحال ائمتكم وسلاطينكم تشهد بكذبكم وافترائكم في ذلك - أي في ادعائهم الإسلام - وقد رأينا لما فتحنا الحجرة الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام عام (اثنين وعشرين) رسالة لسلطانكم (سليم) أرسلها ابن عمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغيث به ويدعوه ويسأله النصر على الأعداء، وفيها من الذل والخضوع والخشوع ما يشهد بكذبكم، وأولها: (من عُبَيْدك السلطان سليم، وبعد: يا رسول الله قد نالنا الضر ونزل بنا المكروه ما لا نقدر على دفعه، واستولى عبّاد الصلبان على عبّاد الرحمن !! نسألك النصر عليهم والعون عليهم) وذكر كلاماً كثيراً هذا حاصله ومعناه، فانظر إلى هذا الشرك العظيم، والكفر بالله الواحد العليم، فما سأله المشركون من آلهتهم العزى واللات، فإنهم إذا نزلت بهم الشدائد أخلصوا لخالق البريات " ا هـ[13].
السلطان عبد الحميد الثاني (1327 هـ):
وقد كان هذا السلطان صوفياً متعصباً على الطريقة (الشاذلية)، وإليك رسالة له إلى شيخ الطريقة الشاذلية في وقته يقول فيها: " الحمد لله....أرفع عريضتي هذه إلى شيخ الطريقة العلية الشاذلية، وإلى مفيض الروح والحياة !!، شيخ أهل عصره الشيخ محمود أفندي أبي الشامات وأقبل يديه المباركتين، راجياً دعواته الصالحات، سيدي: إنني بتوفيق الله تعالى أدوام على قراءة الأوراد الشاذلية ليلاً ونهاراً، وأعرض أنني لا زالت محتاجاً لدعواتكم القلبية بصورة دائمة"[14].
والطريقة الشاذلية طريقة صوفية قبورية شركية عليها من العظائم والطوام ما يكفي بعضه لإلحاقها بالكفار الوثنيين[15][16].
فصل
أما حرب العثمانيون للتوحيد فمشهور جداً، فقد حاربوا دعوة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله كما معروف (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم).
وأرسلوا الحملات تلو الحملات لمحاربة أهل التوحيد حتى توَّجوا حربهم هذه بهدم الدرعية عاصمة الدعوة السلفية عام 1233 هـ[17] وقد كان العثمانيون في حربهم للتوحيد يطلبون المعونة من إخوانهم النصارى، فقد عثر بعض الدارسين في (أوربا) على وثائق كانت متبادلة بين (نابليون بونابرت) زعيم (فرنسا) و (الباب العالي) - كبير العثمانيين - بخصوص دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ووجوب عمل اللازم تجاهها كخطر على مصالحهم في الشرق [18].
وقد حدث في حروب العثمانيين لأهل التوحيد من الفظائع ما يهون ما ارتكبه الصليبيون، وإليك بعض الأمثلة:
1) أرادت الدولة العثمانية حث جنودها على قتل أهل التوحيد فأصدرت قراراً أن للجندي بكل قتيل مكافأة، ولابد أن يُثبت الجندي القتل وذلك بقطعه لآذان المقتول وإرسالها لـ (الأستانه) العاصمة، ففعلوا ذلك في (المدينة) و (القنفذة) و(القصيم) و(ضرمى) وغيرها[19].
2) أما هدمهم للقرى والمدن بل وإحراقهم للمساجد فحدث ولا حرج [20].
3) ومن جرائمهم أنهم قاموا بسبي النساء والغلمان - من أهل التوحيد - وبيعهم.
قال (الجبرتي) في تاريخه: "واستهل شهر صفر بيوم الجمعة سنة 1235 هـ.... وفيه وصل جماعة من عسكر المغاربة والعرب الذين كانوا ببلاد الحجاز وصحبتهم أسرى من (الوهابية) نساءً وبنات وغلماناً، نزلوا عند (الهمايل) وطفقوا يبيعونهم على من يشتريهم، مع أنهم مسلمون وأحرار" أ. هـ [21].
4) وأختم ذلك بهذه الحادثة التي يرويها مؤرخ روسي، قال: "في عام 1818م - أي عام 1234 هـ - نُقل عبد الله [22] عن طريق القاهرة إلى الاستانة بصحبة اثنين من المقربين إليه في مطلع كانون الأول - ديسمبر - وأفادت السفارة الروسية من (الأستانة): في الأسبوع الماضي قُطعت رؤوس زعيم الوهابيين ووزيره وإمامه[23] الذين أسروا في (الدرعية) ونقلوا إلى العاصمة مؤخراً، وبغية إضفاء المزيد من الفخفخة على الانتصار على ألد أعداء المدينتين اللتين تعتبران مهد الإسلام، أمر السلطان في هذا اليوم بعقد المجلس في القصر القديم في العاصمة وأحضروا إلى القصر الأسرى الثلاثة مقيدين بسلال ثقيلة ومحاطين بجمهور من المتفرجين وبعد المراسم أمر السلطان بإعدامهم، فقطعت رقبة الزعيم أمام البوابة الرئيسة للقديسة (صوفيا)، وقطعت رقبة الوزير أمام مدخل السراي، وقطعت رقبة الثالث في أحد الأسواق الرئيسة في العاصمة، وعرضت جثثهم ورؤوسها تحت آباطهم، وبعد ثلاثة أيام ألقوا بها في البحر وأمر صاحب الجلالة بأداء صلاة عمومية شكراً لله على انتصار سلاح السلطان وعلى إبادة الطائفة التي خربت مكة والمدينة ونشرت الذعر في قلوب المسلمين وعرضتهم للخطر" أ. هـ[24].
فصل
فهذه عداوتهم للتوحيد وأهله، وهذا نشرهم للشرك والكفر، فكيف يُزعم أن هذه الدولة الكافرة الفاجرة (خلافة إسلامية)؟! فرحمه الله على الإمام سعود ابن عبد العزيز (ت 1229 هـ) حينما قال له والي بغداد العثماني: "فنحن مسلمون حقاً، وأجمع على ذلك أئمتنا أئمة المذاهب الأربعة ومجتهدو الدين والملة ".
فأجاب الإمام: "قد بيّنا من كلام الله تعالى وكلام رسوله وكلام أتباع الأئمة الأربعة ما يدحض حجتكم الواهية، ويبطل دعواكم الباطلة، وليس كل من ادعى دعوى صدقها بفعله، فما استغنى فقير بقوله (ألف دينار)، وما احترق لسان بقوله (نار)، فإن اليهود أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لرسول الله لما دعاهم إلى الإسلام (نحن مسلمون) وقالت النصارى مثل ذلك، وكذلك فرعون قال لقومه: {وما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد} وقد كذب وافترى في قوله ذلك " أ. هـ[25].
وكذلك من أدعى أن الدولة العثمانية دولة مسلمة فقد كذب وافترى، وأعظم فرية في هذا الباب أنها خلافة إسلامية !![26].
واعلم - يا أخي - أن لا يدعي أن الدولة العثمانية دولة إسلامية إلا أحد رجلين:
- إما زائغ ضال يرى أن الشرك هو الإسلام.
- أو جاهل بأمر هذه الدولة.
أما من يعرف التوحيد ويعرف ما عليه هذه الدولة ثم يشك في أمرها فهو على خطر عظيم، والله المستعان.
الفصل الثاني
موقف دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب منها
موقف دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب منها
إن من الشبه التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد ا لوهاب رحمه الله تعالى أنها خرجت على دولة الخلافة العثمانية !! وأنها فرقت المسلمين !!
وقد كتب كثير من العلماء المدافعين عن دعوة الشيخ في رد هذه الشبهة وكان غاية ما يقولون: (إن نجداً كانت مستقلة أصلاً عن الدولة العثمانية، لذلك لم يكن ظهور الشيخ فيها خروجاً عليها) [27].
والحقيقة أن هذا الكلام لا يصح لثلاثة وجوه:
الأول: أن السيادة الاسمية على نجد كانت للدولة العثمانية لأنها كانت في الحجاز واليمن والإحساء والعراق والشام وكان خراج أمراء نجد يأتيهم من بعض هذه البلدان[28].
الثاني: أننا لو سلمنا أن نجداً كانت مستقلة فإن دعوة الشيخ قد دخلت الحجاز واليمن والإحساء والخليج وأطراف العراق والشام وهاجموا (كربلاء) وحاصروا (دمشق) وكلها بلا جدال تابعة للدولة العثمانية.
الثالث: أن أقوال أئمة الدعوة رحمهم الله متفقة على أن الدولة العثمانية دار حربٍ إلا من أجاب دعوة التوحيد - كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
فدعوة الشيخ رحمه الله دعوة للتوحيد الخالص وحرب على الشرك وأهله، ومن أعظم حماة الشرك في ذلك الوقت (الدولة العثمانية) فكانت الدعوة حرباً عليها.
وسوف أنقل فيما يلي نصوصاً متفرقة عن أئمة الدعوة وأتباعهم تبين موقفهم من هذه الدولة:
1) الإمام سعود بن عبد العزيز رحمه الله (ت 1229 هـ): وقد سبق أن نقلت عنه نصوصاً في أمر هذه الدولة، ومن كلامه أيضاً في الرسالة التي أرسلها إلى والي بغداد: " وأما قولكم: كيف التجري بالغفلة على إيقاظ الفتنة بتكفير المسلمين وأهل القبلة ومقاتلة قوم يؤمنون بالله واليوم الآخر.... فنقول: قد قدمنا أننا لا نكفر بالذنوب وإنما نقاتل من أشرك بالله وجعل لله نداً يدعوه كما يدعو الله ويذبح له كما يذبح له وينذر له كما ينذر لله ويخافه كما يخاف الله ويستغيث به عند الشدائد وجلب الفوائد ويقاتل دون الأوثان والقباب المبنية على القبور التي أتخذت أوثاناً تعبد من دون الله فإن كنتم صادقين في دعواكم أنكم على ملة الإسلام ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فاهدموا تلك الأوثان كلها وسوّوها بالأرض، وتوبوا إلى الله من جميع الشرك والبدع... ثم قال: وأما إن دمتم على حالكم هذه ولم تتوبوا من الشرك الذي أنتم عليه وتلتزموا بدين الله الذي بعث الله رسوله وتتركوا الشرك والبدع والخرافات لم نزل نقاتلكم حتى تراجعوا دين الله القويم "[29].
2) الشيخ سليمان بن عبد الوهاب بن الشيخ رحمه الله (ت 1233 هـ): فإن الترك لما غزوا بلاد التوحيد ألف الشيخ سليمان بن عبد الله كتاباً - سُميَ بالدلائل - على ردة وكفر من أعان هؤلاء وظاهروهم وإن كان ليس على دينهم - في الشرك - وذكر فيه أكثر من عشرين دليلاً على ذلك، وسمي الجيش الغازي (جنود القباب والشرك) [30].
3) الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله (ت 1293 هـ): في رسالة له إلى الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله بشأن استعانة عبد الله بن فيصل الإمام في ذلك الوقت بالعثمانيين ضد أخيه سعود بن فيصل لما تغلب عليه الأخير في معركة (جودة) في حوادث عام 1289 هـ تقريباً قال فيها: " وعبد الله له ولاية وبيعة شرعية في الجملة، ثم بدا لي بعد ذلك أنه كاتب الدولة الكافرة واستنصرها واستجلبها على ديار المسلمين فصار كما قيل:
والمستجير بعمرٍ عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار
فخاطبته شفاهاً بالإنكار والبراءة وأغلظت له بالقول وإن هذا هدم لأصول الإسلام وقلع لقواعده، وفيه، وفيه، وفيه، مما لا يحضرني الآن تفصيله، فأظهر التوبة والندم، وأكثر الاستغفار وكتبت على لسانه لوالي بغداد: إن الله قد أغنى ويسر وانقاد من أهل نجد والبوادي ما يحصل به المقصود إن شاء الله تعالى ولا حاجة لنا بعساكر الدولة وكلام هذا الجنس، وأرسل الخط فيما أرى وتبرأ مما جرى...وهي طويلة " ا هـ[31].
وقال في رسالةٍ أخرى لبعض طلبة العلم في نفس القضية: " وأما الإمام عبد الله بن فيصل فقد نصحت له كما تقدم أشد النصح.. وذاكرته في النصيحة، وتذكيره بآيات الله وحقه، وإيثار مرضاته والتباعد عن أعداء دينه أهل التعطيل والشرك والكفر البواح، وأظهر التوبة والندم...."" ا هـ [32].
ويقول في دخول العثمانيين للجزيرة عام 1298 هـ: " فمن عرف هذا الأصل الأصيل - أي التوحيد - عرف ضرر الفتن الواقعة في هذه الأزمان بالعساكر التركية، وعرف أنها تعود على هذا الأصل بالهد والهدم والمحو بالكلية، وتقتضي ظهور الشرك والتعطيل ورفع أعلامه الكفرية...." [33].
وله من قصيدة عن هذا الأمر:
وجر زعيم القوم للترك دولة على ملة الإسلام فعل المكابر
وفيها:
وساروا لأهل الشرك واستسلموا لهم وجاءوا بهم من كل إفك وساحر
وفيها:
وصار لأهل الرفض والشرك صولة وقام بهم سوق الردى والمناكر
وعاد لديهم للواط وللخنا معاهد يغدو نحوها كل فاجر
وشتت شمل الدين وانبت حبله وصار مضاعاً بين شمل العساكر
وعاد لديهم للواط وللخنا معاهد يغدو نحوها كل فاجر
وشتت شمل الدين وانبت حبله وصار مضاعاً بين شمل العساكر
وفيها:
وواليتم أهل الجحيم سفاهة وكنتم بدين الله أول كافر
فسلْ ساكن الإحساء هل أنت مؤمن بهذا وما يحوي صحيح الدفاتر ؟! [34]
فسلْ ساكن الإحساء هل أنت مؤمن بهذا وما يحوي صحيح الدفاتر ؟! [34]
وله قصيدةٍ أخرى:
لما بدا جيش الضلالة هادماً ربع الهدى وشرائع الإحسان
قوم سكارى لا يفيق نديمهم أبد الزمان يبوء بالخسران
قوم تراهم مهطعين لمجلسٍ فيه الشقاء وكل كفرٍ دان
بل فيه قانون النصارى حاكماً من دون نصٍ جاء في القرآن
فانظر إلى أنهار كفرٍ فجّرت قد صادمت لشريعة الرحمن [35]
قوم سكارى لا يفيق نديمهم أبد الزمان يبوء بالخسران
قوم تراهم مهطعين لمجلسٍ فيه الشقاء وكل كفرٍ دان
بل فيه قانون النصارى حاكماً من دون نصٍ جاء في القرآن
فانظر إلى أنهار كفرٍ فجّرت قد صادمت لشريعة الرحمن [35]
4) الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله تعالى (ت 1301 هـ): فإنه رحمه الله تعالى من أشد العلماء في شأن هذه الدولة وانظر الرسائل المتبادلة بينه وبين الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن في المجلد السابع والثامن من الدرر السنية، وقد ذكرت بعضها، ولما دخلت الجيوش العثمانية الكافرة الجزيرة العربية دخل بعض الخونة وضلاّل البوادي في صفوفهم، وكما أن الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله تعالى قد كتاب (الدلائل) لما دخل العثمانيون للجزيرة في وقته في حكم مظاهرتهم، ألّف الشيخ حمد رحمه الله تعالى كتاباً سماه (سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين والأتراك)[36] في تكفير من ظاهر هذه الجيوش التي تسمى إسلامية !!
5) الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف رحمه الله تعالى (ت 1339 هـ): سئل رحمه الله تعالى عن من لم يكفر الدولة - أي العثمانية - ومن جرهم على المسلمين واختار ولايتهم وأنه يلزمه الجهاد معهم، والآخر لا يرى ذلك كله بل الدولة ومن جرهم بغاة ولا يحل منهم إلا ما يحل من البغاة وإن ما يغنم منهم من الأعراب حرام، فأجاب:"من لم يعرف كفر الدولة ولم يفرق بينهم وبين البغاة من المسلمين لم يعرف معنى لا إله إلا الله، فإن اعتقد مع ذلك أن الدولة مسلمون فهو أشد وأعظم وهذا هو الشك في كفر من كفر بالله وأِرك به، ومن جرهم وأعانهم على المسلمين بأي إعانة فهي ردة صريحة.."أ. هـ[37].
6) الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى (ت 1349 هـ):
قال رحمه الله في قصيدة له:
وما قال في الأتراك من وصف كفرهم فحق فهم من أكفر الناس في النحل
وأعداهم للمسلمين وشرهم ينوف ويربو في الضلال على المللْ
ومن يتول الكافرين فمثلهم ولا شك في تكفيره عند من عقلْ
ومن قد يواليهم ويركن نحوهم فلا شك في تفسيقه وهو في وجلْ[38]
وأعداهم للمسلمين وشرهم ينوف ويربو في الضلال على المللْ
ومن يتول الكافرين فمثلهم ولا شك في تكفيره عند من عقلْ
ومن قد يواليهم ويركن نحوهم فلا شك في تفسيقه وهو في وجلْ[38]
7) الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم رحمه الله (ت 1351 هـ): جلس رحمه الله في المساء في (خلوة المسجد الجامع) ينتظر صلاة المغرب، وكان في الصف المقدم رجال لم يعلموا بحضور ووجود الشيخ هناك، فتحدث أحدهم إلى صاحبه قائلاً له: لقد بلغنا بأن الدولة العثمانية قد ارتفعت، وأعلامها انتصرت، وجعل يثني عليها، فلما أن صلى الشيخ بالناس وفرغت الصلاة وعظ موعظة بليغة وجعل يذم العثمانيين ويذم من أحبهم وأثنى عليهم: " على من قال تلك المقولة التوبة والندم، وأي دين لمن أحب الكفار وسر بعزهم وتقدمهم ؟! فإذا لم ينتسب المسلم إلى المسلمين فإلى من ينتسب ؟ "[39].
8) وقال حسين بن علي بن نفيسة[40] في قصيدة له:
فيادولة الأتراك لا عاد عزكم علينا وفي أوطاننا لا رجعتمو
ملكتم فخالفتم طريق نبينا وللمنكرات والخمور استبحتمو
جعلتم شعار المشركين شعاركم فكنتم إلى الإشراك أسرع منهمو
تزودتمو دين النصارى علاوة فرجساً على رجس عظيم حملتمو
فبعداً لكم سحقاً لكم خيبة لكم ومن كان يهواكم ويصبو إليكمو[41]
ملكتم فخالفتم طريق نبينا وللمنكرات والخمور استبحتمو
جعلتم شعار المشركين شعاركم فكنتم إلى الإشراك أسرع منهمو
تزودتمو دين النصارى علاوة فرجساً على رجس عظيم حملتمو
فبعداً لكم سحقاً لكم خيبة لكم ومن كان يهواكم ويصبو إليكمو[41]
9) وقال عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله بن عبد اللطيف ال الشيخ: " ومعلوم أن الدولة التركية كانت وثنية تدين بالشرك والبدع وتحميها "..ا هـ[42].
فصل
يتضح مما سبق أن أئمة الدعوة كانوا يرون كفر الدولة العثمانية وأنها دار حرب، وهذا أمر ظاهر - أعني كفر الدولة العثمانية - ولا أعتقد أن أحداً قرأ أو سمع ما هم عليه من الشرك أو قرأ ما قاله أئمة الدعوة في موقفهم من هذه الدولة ويبقى عنده شك في أمرها وإلا لزمه أحد ثلاثة أمور:
1) أن يرمي أئمة الدعوة بالجهل.
2) أن يكون التوحيد عنده أمراً ثانوياً.
3) وإلا كان مكابراً.
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص والمتابعة في العلم والعمل.
* * *
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
[1] وقد جعل المدافعون عن حرب العثمانيين للدعوة السلفية تلك الحرب حرباً سياسية، وليست كذلك وإنما كانت أساساً حرب عقدية بدأوها بفتوى من علمائهم القبوريين. انظر (حاشية ابن عابدين) 4/262.
[2] وهذه الطرق كلها قائمة على عبادة القبور والأولياء، بل وعلى الشرك في الربوبية الذي أقر به مشركو العرب وذلك من خلال معتقدات الصوفية بالغوث والأقطاب والأبدال وغيرهم من الذين يتصرفون بالعالم بزعمهم، وراجع ما كتبه شيخ الإسلام في الصوفية ومناظرته أتباع للرفاعية (الفتاوى مجلد11) وراجع ما كتبه إحسان إلهي ظهير عن الصوفية وعن هذه الطرق وشركياتها في كتابه (دراسات في التصوف) وما كتبه السندي في كتابه (التصوف في ميزان العلم والتحقيق) وما كتبه الوكيل في كتابه (هذه هي الصوفية) وسيأتي تفصيل لبعض هذه الطرق إن شاء الله.
[3] التصوف كل محدث مبتدع وليس هناك تصوف سني، وسوف يأتي تفصيل لهذه الطريقة.
[4] (روضة الأفكار) ص5 وما بعدها.
[5] (الدرر السنية) 1/382.
[6] انظر (تاريخ الدولة العلية العثمانية) ص 123، و(الفكر الصوفي) ص 411، والبكتاشية قد تسمى البكداشية والبكطاشية، وهذا السلطان قد ذكر المؤرخون عنه أنه قد أعان ملك الروم ضد ملك الصرب لوعد ملك الروم إياه بتزويجه ابنته، أنظر (تاريخ الدولة) ص 125.
[7] أنظرها بالتفصيل في (الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة) ص 409-424.
[8] أنظر (الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها) 1/64.
[9] أنظر (تاريخ الدولة العلية) ص 177، و(فتح القسطنطينية ومحمد الفاتح) ص 177.
[10] أنظر (الدولة العثمانية دولة إسلامية) 1/64، وقد افتتح حكمه بقتل أخيه الرضيع أحمد! (تاريخ الدولة العلية) ص 161.
[11] انظر (الدولة العثمانية دولة إسلامية) 1/ 25، (تاريخ الدولة العلية) ص 223.
[12] انظر (واقعنا المعاصر) ص 160، (تاريخ الدولة العلية) ص 177وص 198ومابعدها.
[13] (الدرر السنية) ص 160، (تاريخ الدولة العلية) ص 177وص 198 ومابعدها.
[14] انظر (إمام التوحيد) لأحمد القطان ومحمد الزين ص 148، و(الطريق إلى الجماعة الأم) ص 56، و(مجلة العربي) الكويتية الخبيثة عدد 169- 157.
[15] انظر صوراً من شركهم وزيغهم وبدعهم في (درسات في التصوف) ص 235، و(التصوف في ميزان البحث والتحقيق) ص 327.
[16] أما أخبار هذه الدولة مع اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار في توليهم لهم ومساعدتهم بل وتسويتهم بالمسلمين فكثيرة جداً طالعها إن شئت في (تاريخ الدولة العلية) و (الدولة العثمانية دولة إسلامية) و لا تكاد تخلو سيرة سلطان عثماني عن شيء من ذلك، وانظر على سبيل المثال سيرة (عبد المجيد بن محمود) حيث أصدر (فرمان الكلخانة) عام 1255 هـ قرر فيها الحرية الشخصية والفكرية وساوى غير المسلمين بالمسلمين، انظر (تاريخ الدولة العلية) ص 455، (الإسلام والحضارة الغربية) ص 15.
[17] انظر لمعرفة جرائمهم (عنوان المجد) 1/ 157.
[18] مقدمة (عطيه سالم) لكتاب (الإمام محمد بن عبد الوهاب) لابن باز، والدارس هو أحمد الطويل أثناء تحضيره للدكتوراه.
[19] أنظر ذلك بالتفصيل في (تاريخ العربية السعودية) للمؤرخ الروسي فاسيلييف ص 173، 176،183،184.
[20] انظر ذلك في (عنوان المجد) 1/157 - - 219، وفي المصدر السابق أيضاً.
[21] (تاريخ عجائب الآثار) 3/606 مع الحذر من هذا الكتاب فإن الجبرتي كما يظهر من تاريخه صوفي خلوتي يقدس القبور والأولياء بل والملاحدة مثل (ابن عربي) الزنديق.
[22] الإمام عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود آخر إمام في الدولة السعودية الأولى.
[23] ذكر (ستودارد) في (حاضر العالم الإسلامي) 4/166: أنهما كاتب سره وأمين خزانته، مع الحذر من تعليقات (شكيب أرسلان) على هذا الكتاب فإنه زائغ ضال كما يتضح من آرائه وخصوصاً عند كلامه على السنوسية.
[24] (تاريخ الدولة السعودية) لفاسيلييف ص 186.
[25] الدرر السنية 1/391.
[26] لايلزم من كون الدولة العثمانية دولة كافرة تكفير كل من فيها، وقد قال ابنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب (حسين وعبد الله) رحمهم الله تعالى: (وقد يحكم بأن هذه القرية كافرة وأهلها كفار حكمهم حكم الكفار -ولايحكم بأن كل فرد منهم كافر بعينه لأنه يحتمل أن يكون منهم من هو على الإسلام معذور في ترك الهجرة – أو يظهر دينه ولا يعلمه المسلمون) مجموعة المسائل 1/44.
[27] انظر دعاوى المناوئين - 233 - 240.
[28] انظر (الدولة العثمانية) 1/20، و(عنوان المجد) 1/97 وما بعدها.
[29] (الدرر السنية) 7/397).
[30] (الدرر السنية) 7/ 57 - 69.
[31] (الدرر السنية) 7/184، (تذكرة أولي النهى والعرفان) حوادث عام 1289 هـ من المجلد الأول.
[32] (مجموعة الرسائل) 2/ 69.
[33] (الدرر السنية) 7/ 148 - 152.
[34] (الدرر السنية) 7/187 - 191،(تذكرة أولي النهى) 1/ 198 - 202، وخص الإحساء هنا بالذكر لأن العثمانيين بعد أن استنصر بهم الإمام عبد الله دخلوا الإحساء واستولوا عليها أولاً، وانظر تفاصيل ذلك في حوادث سنة 1289 هـ من (تذكرة أولي النهى) 1/ 197، من قوله (ذِكر ما حل ودهى وما حصل وجرى من قدوم العساكر العثمانية والجنود التركية).
[35] (الدرر) 192 - 194،(التذكرة) 1/ 203 - 206، والعجيب أن هذا وصف الجنود العثمانية عام 1289ه - وفي تاريخ الجبرتي نفس الوصف للجنود الذين دخلوا الجزيرة عام 1226 هـ تقريباً، حيث قال في تاريخه (3/341) " ولقد قال لي بعض كبارهم ممن يدعون الصلاح والتورع من أين لنا بالنصر وأكثر عساكرنا على غير الملة وفيهم من لا يتدين بدين وصحبتنا صناديق المسكرات ولا يسمع في عرضينا أذان و لا تقام به فريضة ولا يخطر في بالهم شعائر الدين....الخ " اهـ .
[36] اشتهر هذا الكتاب باسم (سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك) بدلاً من (الأتراك) والصحيح والله أعلم ما ذكرت لأمور:
1) أن المخطوطة فيها هذا العنوان، وهي في وقت الشيخ. انظر (سبيل النجاة) بتحقيق الفريان ص 12.
2) أن الشيخ نفسه ذكر هذا الاسم في خطبة كتابه (سبيل النجاة) ص 24.
3) أن وقت التأليف ومضمونه يشعر بهذه التسمية مثل قوله ص 35 (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء)..الآية، وكذلك من تولى الترك فهو تركي) والله أعلم.
[37] (الدرر السنية) 8/242.
[38] (ديوان ابن سحمان) ص 191.
[39] (تذكرة أولي النهى) 3/ 275.
[40] من المعاصرين للشيخ سليمان بن سحمان.
[41] (تذكرة أولي النهى) 2/149، ومن قصيدة لصالح بن سلم يرثي فيها ابن سحمان:
وأوضح حكم الترك في ذا وكفرهم وحكم التولي والموالاة للدولْ
(تذكرة أول النهى) 3/254.
[42] (علماء الدعوة) له ص 56.
منقول
منبر التوحيد والجهاد