عذرا على تأخر الحلقة، احتجت بعض الوقت للوصول لمنهجية مبسطة في طرح ما فكرت به
سندويشات قلبية[FONT="]***كل يوم فكرة هنية[/FONT]
الحلقة الخامسة عشرة:
لماذا يعاملوني هكذا؟
تكلمنا في الحلقة السابقة عن إشكالية التعامل بطيبة وردة فعل الآخر التي تكون أحيانا مخالفة للتوقعات، فمن يعامل بطيبة ينتظر التعامل بالمثل، ولنؤصل المسألة معا لأن هذا موضوع مهم ويمس حياتنا يوميا، وأعتذر حقا على تأخري في طرح الحلقة لتفكيري في منهجية مبسطة لتناوله بعمق ويكون ذا جدوى بإذن الله...
لماذا حين نتعامل بطيبة، يعاملنا بعض الناس باستعلاء وغرور واحتقار ويصفوننا بالضعف؟
حين نشتكي لأحد الأصدقاء المقربين، في أغلب الأحيان يوصينا بتغيير المعاملة والتجاااااااااااهل، والطريف في الأمر أن هذه الطريقة تنجح أحيانا، ولكن تعالوا نتساءل أولا: لم نتعامل مع الآخر؟ إن كان لأجله، فهو بشر خطاء يخطئ بالليل والنهار سهوا أو عمدا، فكيف أنتظر منه ألا يخطئ؟ وإن كان لأجل لله فهذا أمر آخر تماما...
ثانيا: هل مطلوب أن أصدق رأي صديق حتى وإن كان صدوقا وأفتى بما يرى حسب تجاربه وقناعته، أم أصدق الله المنزه عن الخطأ والعليم بمن خلق؟
لنتأمل معا هذه الآيات من كلام الله تعالى:
وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)
يعني بالضرورة ولا شك، ستكون علاقة رائعة ولو بعد عداوة... مهما طال تمرد الآخر، مهما تطاول، مهما نفش ريشه...
ولنتأمل هنا جزئية أخرى...
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) سورة فصلت
ما أروع الصبر عن قرار وبإرادتك، لتحظى بنصيب عظيم من العظيم سبحانه...
وتعالوا نفكر لو أننا اخترنا التجاهل والصمت ... والمعاملة بالمثل...
السيناريو المعهود، انتظار وترقب رغم التجاهل، اضطراب مشاعر، عدم رضا داخلي عن النفس للتطبع بطبع آخر، وفي حالة نتائج مرضية، الفرح والسرور ولكن ممزوجة بانتقام دفين....
ما الذي يفعله هذا فينا؟
نكمل لاحقا بعون الله تجنبا للإطالة
بقلم: نزهة الفلاح