أنا مٌحبطة جداً يا اللهَّ .
مٌحبطة منذ تجاوزت العشرين مِن عٌمري
دون أن يكون لدي فٌستان وردي واحد
أو قلب وردي واحد يستوعب السخافات التي ارتكبتها في حياتي ما قبل العشرين .
مٌحبطة جداً منذ بدأت أخسر كٌل أقراني
لأني لا أعرف الخطوة الصحيحة المٌتبعة بعد
مرحلة غٌرباء .
مٌحبطة لأني أكره إجتماعات النساء وأخافهن
ومٌحبطة لأني فاشلة جداً في المٌبادرة الهادئة
وفي دراستي العلمية
ومٌحبطة بسبب إسرافي المٌضاد لعواطفي تجاه أوراقي وأوهامي و إتساع ذمة نياتي حد عدم الواقعية ..
مٌحبطة جداً يا اللهَّ لأن دموعي لا تشفع لي عند من أٌحب ولا تقيني شر الحنين ولا تمحي عني الندم
على ذنوبي ..
مٌحبطة جداً يا الله لإنك لم تخلقني ملاكاً كاملاً
ومٌحبطة لأني لم أحقق أحلامي وبدأت أفقد
صبري وأتبخر من حياة كٌل الأشخاص الذين يقيمون حول عنواني ..
مٌحبطة لأني لا أفعل شيئاً أحبه ، ولا أسير مع شخص أٌحبه ولا أدافع عن أحلامي ولا أستيقظ مٌبكراً من أجل الصباح وقهوة أصدقائي .. مٌحبطة يا الله لأني
أستيقظ مٌرغمة على حياتي ، ومٌرغمة على سريري ومٌرغمة على صمتي ، ومٌرغمة على مٌهادنة نفسي
حتى لا تٌهادنني وتتركني بعد كٌل عشرة أيام
عند نفس النٌقطة الثابتة من الانكسار ..
مٌحبطة جداً لأني لا أشابه عائلتي ولا أحمل عبء قبيلتي ولا أٌمارس حداثتي ، ولا أسعد من قلبي
على كٌل أتعاب رفاقي تجاهي ..
مٌحبطة جداً لأن اليتيمة في منامي بدأت تتكاثر ، تزحف إلى مٌخيلتي ، بدأت تسقم تتوحد تتيتمّ أكثر
وانا لا أردعها ولا أملك اجتثاثها أو تبنيها لصدري .
مٌحبطة جداً من شرائط شعري ، ومن صندوق الموسيقى الأخرق فوق دولابي ، مٌحبطة لأن أموالي لا تبتاع سعادتي ولا تزيد من رصيد صبري
ولا تٌطل بالي على مجهول أيامي ..
مٌحبطة لأن النوم يختزلني ، ولأني أبكي قبل الصلاة ووسطها وبعدها .
محبطة أيضاً من سيلان دمائي ومن أسقامي التي لا أواجهها حتى لا تثبت علي تٌهمة إعتلالي
مٌحبطة من كٌتبي التي لم تٌطبع ، ومن رسائلي التي لم تٌسمع ، ومن مٌغلفاتي التي وضعتني قاب الجنون وزادت في خساراتي
مٌحبطة يا اللهَّ لأنه لم يبقى لي ديسمبر ولا جانفي ولا أفريل حتى اعلق عليهِ أمنياتي .
ومحبطة لأني أحاول جاهدة أن أملئ رأسي بالقهوة والشاي وأعود للمسكنات آخر الليالي حتى أهجع .
مٌحبطة لأنك تبتليني وأنا على بابك جافة
يٌنهكني الإحباط جداً .
ومٌحبطة لأني مٌحبطة ويتمكن مني الإحباط
وفارغة من الهمة والصبر والعزيمة .
مٌحبطة لأني هشة جداً وبشرية جداً حد أن يؤلمني الغياب ويعتريني الخوف وتأخذني التيارات الموجعة
كٌلما هبت عليّ .
مٌحبطة لأني لا التزم بجدول أعمالي ، ولا جدول تصرفاتي ، وأحيد أحيد أحيد عن عقليّ لمجرد شتاتي .
مٌحبطة جداً يا اللهَّ من ذهولي ، ومن عدم قدرتي مٌقاسمة والدايّ قلقي ، ومن المسافة الشاسعة التي تفصلني عن نفسي .
مٌحبطة جداً لأن جدراني الأربعة لا يصالحوني عليّ ولا يحررون الرق الفظيع في مساماتي .
مٌحبطة لأني أدرس كثيراً ولا أتذكر ، ولأني أهاب الامتحانات وأتبلد تجاهها .
مٌحبطة بكل ما تحتويه الكلمة من معنى ، ومحبطة لأني مٌتعبة من مجازفاتي ،
ومن نصائح نصف صديقاتي الفاشلة ، ومن غياب نصفهن الباقي من حياتي ..
مٌحبطة من مدى تعلقي بألعابي وأنا في هذا العمر
مٌحبطة على كثر صرخاتي وثرثرتي
مع إني لا أقول كٌل ما يختلج في نبضاتي
مٌحبطة لأني حبيسة جداً ولأن أحوالي ثابتة
على مدى عامين وأكثر وأكثر على التوالي .
مٌحبطة وخجلى جداً من إحباطي ، خجلى منك يا ربي ، خجلى من أن يزورني أجدادي في حٌلمي فيرونني محبطة
ومٌدنية من سقف آمالي ، ومٌحبطة لأني أكره التفاءل وأضمر كرهه في نفسيّ لأني لا أقدر عليهِ أولاً وثانياً لأنه لا يلتزم تجاهي .
مٌحبطة جداً لأني أقول أحياناً ما لا أفعل
وأكتب أحياناً ما أتخيل ، وألتبس على نفسي
بين الحقيقة والسراب ، وبين الخطيئة والصواب
ومٌحبطة لأني إمراة عادية جداً تقع في الحٌب وتحكمها العواطف . ولأني كبيرة جداً حتى أعلق أخطائي على ظروفي .
ومٌحبطة جداً .. لأجل أوراقي المتراكمة في مكتبي وانا اهجرها ساعاتً مٌتكدسة على نفسي حتى أتمرغّ في الكتابة
التي تزيد في تأخريّ . تزيد عليّ حٌرقة أنفاسي
بدلاً من أن تٌخفف عني..
حتى الورد أبت إلا ان تشاركني أحاسيسي الصادقه..
فكتبت لك أجمل وأرق كلمة يتبادلها العاشقون .. أحبك..اقولها بكل لغات العالم أحبك.. هي الشعور الذي يتسرب من اعماق قلبي إليك أحبك..هي النبض الذي يبحث عنه ملايين البشر