ismailiste
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 5 نوفمبر 2012
- المشاركات
- 30
- نقاط التفاعل
- 28
- النقاط
- 3
كثير منا يحب الشعر، سواء نظما أو قراءة وتذوقا له.. فجميل أن تستطيع التعبير عن خوالج نفسك، ومستبطنات أحاسيسك بأسلوب جميل توصل به التجربة حية طرية و دفاقة لغيرك.. لكن كيف يمكن أن تكون شاعرا؟.
فكل إنسان له مشاعر وأحاسيس كثيرة ومتنوعة، بل ومختلفة بين الفينة والأخرى. فقديما قيل "أن العقل أعدل قسمة بين الناس"، لكننا سنقول في هذا المقام "أن المشاعر أعدل قسمة بين كل البشر". وكما أن درجات العقل مختلفة، فإن كذلك مراتب الإحساس متباينة بيننا، فما يثيرني قد لا يثيرك، وما يغريك قد لا يغريني.. لكن هل كلنا شاعر؟
فالشعر: هو أن تستطيع نقل تجربة شعورية صادقة – أدبيا – للأخر فيحسها معك ويعيشها نيابة عنك. ولو توقفنا هنا، لشمل التعريف جميع الأجناس الأدبية من قصة ورواية وشعر.. لكن حتى نحدده في الشعر، لابد أن نضيف ضرورة وروده وفق قالب موسيقي محدد، يطرب النفس وتستسيغه الأذن.
فالجواهري قد عرفه في بيتين جميلتين حين قال:
وما الشعر إلا ما يوزن به الهوى ******* كما زينت عطْل النحور القلائد
وما الشعر إلا ما تفتق نَوْرُه ******* عن الذهن مشبوبا، عن الفكر حائدُ
وبهذا نكون بعيدين عن التعريف القديم الذي يقول بأنه: " كل كلام موزون مقفى"، لأنه تعريف ينطبق على النظم أكثر منه على الشعر.
فحتى تكون شاعرا لابد أن تعبر عن أحاسيسك و مشاعرك وفق قالب موسيقي، وسيرورة لحنية متناسقة مع مضمونه، وأن تنتقي من الكلمات ما يتناسق مع هذه الأحاسيس ويتناسب مع دفقاتك الشعورية.. ولا نعني هنا أن تكتب على بحور الشعر وتفعيلاته. فقد لا يتأتى هذا في بداية المسيرة، وإنما أن يكون شعرك سلسا بعيدا عن التكلف و الركاكة، ولا تنفر منه الأذان..
ولعل أحسن بداية هي محاولة محاكاة أبيات قرأتها، فتقوم بالنسج على منوالها الموسيقي. فتقوم بتكرار ما كتبت و قراءته جهرا لترى ما مدى تقبل الأذن له و سلاسته أثناء النطق به.
كما أنه لابد من القراءة الدائمة لقصائد ودواوين الشعراء المعروفين، وحفظ بعض الأبيات، والتلذذ بها. لأن ذلك لا شك سيمنحك ذلك الرصيد اللغوي و الموضوعاتي، وكذا الميزان الموسيقي الذي ستحتاجه. كما أنه لا بأس بقراءة كتب النقد الأدبي لأنها هي التي ستقدم لك صورة لما يجب أن يتوفر في قصيدتك، وما هي النقائص التي عليك أن تحطاط من الوقوع فيها.
أما الشعر كموضوع، فمن اللازم أن لا تكون أنت من يختاره، دع التجربة هي من يفعل. فكثير من الشباب لا يعرف إلا الحب و المغامرات الغرامية كموضوع يلوكه غير ما مرة. ويظن أن وصف مفاتن الأخر ونواحيه الجنسية ومغامرته معه، بعيدة عن الجودة والإبداع، - بل يغطي بهذا ركاكة أسلوبه - هو ما سيجعل قصيدته مقبولة في المنتديات و المواقع، ويقبل عليها زملاءه بالإعجاب و المديح !! . نعم قد يكون هذا صحيحا إلى حد ما، فمثل هذه القصائد يقبل عليها المراهقين أو الذين يعيشون مراهقة متأخرة أو مبكرة، لكن كما قال الشاعر:
أما المواضيع التي تتناول "العشق و الحب" كعلاقة إنسانية سامية، فإنه يبقى ابد الدهر، ولنا في مجنون ليلى أكبر مثال، الذي لا يزال اسمه يذكر في كل مجلس أدبي، وفي كل محفل رومانسي. فمن منا لا يذكر بيته الخالد:
أو الذي يقول فيه:
نعم، فلكي تكون شاعرا تحتاج إلى أن تمنح نفسك وحياتك للشعر، الذي سيمنح لك بدوره منظارا جديدا للحياة وللأشياء.. منظارا يرى الحياة جميلة.. و الموت جميل.. يشاهد الحب جميل.. و الفراق جميل. نعم يريك كل شيء جميل.
فكل إنسان له مشاعر وأحاسيس كثيرة ومتنوعة، بل ومختلفة بين الفينة والأخرى. فقديما قيل "أن العقل أعدل قسمة بين الناس"، لكننا سنقول في هذا المقام "أن المشاعر أعدل قسمة بين كل البشر". وكما أن درجات العقل مختلفة، فإن كذلك مراتب الإحساس متباينة بيننا، فما يثيرني قد لا يثيرك، وما يغريك قد لا يغريني.. لكن هل كلنا شاعر؟
فالشعر: هو أن تستطيع نقل تجربة شعورية صادقة – أدبيا – للأخر فيحسها معك ويعيشها نيابة عنك. ولو توقفنا هنا، لشمل التعريف جميع الأجناس الأدبية من قصة ورواية وشعر.. لكن حتى نحدده في الشعر، لابد أن نضيف ضرورة وروده وفق قالب موسيقي محدد، يطرب النفس وتستسيغه الأذن.
فالجواهري قد عرفه في بيتين جميلتين حين قال:
وما الشعر إلا ما يوزن به الهوى ******* كما زينت عطْل النحور القلائد
وما الشعر إلا ما تفتق نَوْرُه ******* عن الذهن مشبوبا، عن الفكر حائدُ
وبهذا نكون بعيدين عن التعريف القديم الذي يقول بأنه: " كل كلام موزون مقفى"، لأنه تعريف ينطبق على النظم أكثر منه على الشعر.
فحتى تكون شاعرا لابد أن تعبر عن أحاسيسك و مشاعرك وفق قالب موسيقي، وسيرورة لحنية متناسقة مع مضمونه، وأن تنتقي من الكلمات ما يتناسق مع هذه الأحاسيس ويتناسب مع دفقاتك الشعورية.. ولا نعني هنا أن تكتب على بحور الشعر وتفعيلاته. فقد لا يتأتى هذا في بداية المسيرة، وإنما أن يكون شعرك سلسا بعيدا عن التكلف و الركاكة، ولا تنفر منه الأذان..
ولعل أحسن بداية هي محاولة محاكاة أبيات قرأتها، فتقوم بالنسج على منوالها الموسيقي. فتقوم بتكرار ما كتبت و قراءته جهرا لترى ما مدى تقبل الأذن له و سلاسته أثناء النطق به.
كما أنه لابد من القراءة الدائمة لقصائد ودواوين الشعراء المعروفين، وحفظ بعض الأبيات، والتلذذ بها. لأن ذلك لا شك سيمنحك ذلك الرصيد اللغوي و الموضوعاتي، وكذا الميزان الموسيقي الذي ستحتاجه. كما أنه لا بأس بقراءة كتب النقد الأدبي لأنها هي التي ستقدم لك صورة لما يجب أن يتوفر في قصيدتك، وما هي النقائص التي عليك أن تحطاط من الوقوع فيها.
أما الشعر كموضوع، فمن اللازم أن لا تكون أنت من يختاره، دع التجربة هي من يفعل. فكثير من الشباب لا يعرف إلا الحب و المغامرات الغرامية كموضوع يلوكه غير ما مرة. ويظن أن وصف مفاتن الأخر ونواحيه الجنسية ومغامرته معه، بعيدة عن الجودة والإبداع، - بل يغطي بهذا ركاكة أسلوبه - هو ما سيجعل قصيدته مقبولة في المنتديات و المواقع، ويقبل عليها زملاءه بالإعجاب و المديح !! . نعم قد يكون هذا صحيحا إلى حد ما، فمثل هذه القصائد يقبل عليها المراهقين أو الذين يعيشون مراهقة متأخرة أو مبكرة، لكن كما قال الشاعر:
يموت رديء الشعر من قبل أهله******* وجيده يبقى وإن مات قائله.
فمثل هذه القصائد سرعان ما يزول رونقها، لأنه مرتبط بلذة سرعان ما تزول.أما المواضيع التي تتناول "العشق و الحب" كعلاقة إنسانية سامية، فإنه يبقى ابد الدهر، ولنا في مجنون ليلى أكبر مثال، الذي لا يزال اسمه يذكر في كل مجلس أدبي، وفي كل محفل رومانسي. فمن منا لا يذكر بيته الخالد:
ولا خير في الدنيا إذا لم تزر ******* حبيبا ولم يطرب إليك حبيب.
أو الذي يقول فيه:
ومن أجلها سميت مجنون عامر******* فداها من المكروه نفسي وماليا.
نعم، فلكي تكون شاعرا تحتاج إلى أن تمنح نفسك وحياتك للشعر، الذي سيمنح لك بدوره منظارا جديدا للحياة وللأشياء.. منظارا يرى الحياة جميلة.. و الموت جميل.. يشاهد الحب جميل.. و الفراق جميل. نعم يريك كل شيء جميل.
آخر تعديل: