درويشيات

رد: درويشيات

1450308_479661968817882_2030309813_n.jpg
 
رد: درويشيات

ضباب كثيف علي الجسر
محمود درويش - فلسطين
قال لي صاحبي، والضباب كثيف


علي الجسر:

هل يعْرَف الشيء من ضدِّهِ؟

قلت: في الفجر يتَّضح الأمر

قال: وليس هنالك وقت أَشدُّ

التباسا من الفجر،

فاترك خيالك للنهر/

في زرقة الفجر يعْدَم في

باحة السجن، أو قرب حرش الصنوبر

شابٌ تفاءل بالنصر/

في زرقة الفجر ترسم رائحة الخبز

خارطة للحياة ربيعيَّة الصيف/

في زرقة الفجر يستيقظ الحالمون

خفافا ويمشون في ماء أَحلامهم

مرحين

إلي أَين يأخذنا الفجر، والفجر

جِسْر، إلي أَين يأخذنا؟

قال لي صاحبي: لا أريد مكانا

لأدفَنَ فيه. أريد مكانا لأَحيا،

وأَلعنَه إن أردت.

فقلت له والمكان يمرّ كإيماءة

بيننا: ما المكان؟

فقال: عثور الحواس على موطيء

للبديهة،
 
رد: درويشيات

حين ينتهي الحُب أَدرك انه لم يكن حُباً ، الحبّ لا بد أن يُعاش لا أن يُتذَكر


محمود درويش
 
رد: درويشيات

درس من كاما سوطرا​

بكأس الشراب المرصّع باللازرود
انتظرها،
على بركة الماء حول المساء وزهر الكولونيا
انتظرها،
بصبر الحصان المعدّ لمنحدرات الجبال
انتظرها،
بسبع وسائد محشوة بالسحاب الخفيف
انتظرها،
بنار البخور النسائي ملء المكان
انتظرها،
برائحة الصندل الذكرية حول ظهور الخيول
انتظرها،
ولا تتعجل فإن اقبلت بعد موعدها
فانتظرها،
وإن أقبلت قبل موعدها
فانتظرها،
ولا تُجفل الطير فوق جدائلها
وانتظرها،
لتجلس مرتاحة كالحديقة في أوج زينتها
وانتظرها،
لكي تتنفس هذا الهواء الغريب على قلبها
وانتظرها،
لترفع عن ساقها ثوبها غيمة غيمة
وانتظرها،
وخذها إلى شرفة لترى قمراً غارقاً في الحليب
انتظرها،
وقدم لها الماء، قبل النبيذ، ولا
تتطلع إلى توأمي حجل نائمين على صدرها
وانتظرها،
ومسّ على مهل يدها عندما
تضع الكأس فوق الرخام
كأنك تحمل عنها الندى
وانتظرها،
تحدث اليها كما يتحدث ناي
إلى وتر خائف في الكمان
كـأنكما شاهدان على ما يعد غد لكما
وانتظرها
ولمّع لها ليلها خاتما خاتما
وانتظرها
إلى ان يقول لك الليل:
لم يبق غيركما في الوجود
فخذها، برفق، إلى موتك المشتهى
وانتظرها!...

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top