هاهو ذا القلم يُجبر يداي على التحرك من جديد لتخيط هذه الأحرف عنوانها فضفضة تحمل في طيّاتها عتاب وبين هذا وذاك أسف كبير على نفسي التي صرت أمقتها . الأجدر بنا أن نتغير نحو الأفضل وبناء ذواتنا الى الأحسن لكن اذا حدث العكس فنحن بين احتمالين الأقل سوء بينهما أنّنا لسنا بإنس . حين تجد أنّك مشيت لمدّة وبعد قطع مشوار لا بأس به تجد أنّك أخطأت في السبيل وأنّ هذا الاتجاه يقودك إلى الهلاك والخسارة الكبرى .... تُقرر التغيير لوحدك فتجد أنّك أخطأت من جديد إذ أنّك ضحيت بأشياء لا تريد أن تخسرها ... تعود من جديد لتُنقذ ما يُمكن إنقاذه فيأتي ما يُسمى القدر أو حكم الواقع يقول لك انتهى كل شيء ... ذاك الشعور المُؤلم وأنت قد عدت الى الصفر بعدما كنت تحسب نفسك أنّك وصلت سيّء للغاية ولولا قطرة اليقين التي نحوي بعضها بدواخلنا لكان ضرب الكف على الخدود حلاّ مثالي ... لا أُريد أن أُزعجكم أعزائي بفلسفتي الغريبة ولكن كما قلت في بداية الموضوع ماهي الاّ فضفضة عاتبت أمل يأسف على نفس أخطأت طريقها .
واقعٌ مرير يُحاصرنا ، يحتوي أحلامنا ، يُكبّل طاقاتنا ، يمنع الأمل من الوصول ... مظاهر متكررة تدفع الحزن دفعا وتُكدّر صفو خواطرنا ... طفلٌ باك فقد حبيبته يتّهم نظاما فاسدا يأمل في استمالة شفقته ليُرجع له ما أخذه الموت ولكن هيهات ... يُعاود الرجوع الى ذاك المكان مرّة على مرّة بعد مرور تلك العاصفة يُحاول لملمة ماتركت تلك الغالية فتارة يبكي على حُزنه ومرّات على حال بلدته الآمن أهلها في ماض غير بعيد ... أمٌّ تتوسل لمُغتصب غاشم أن يترُك ابنها الذي وهبتها الحياة اياه بعد ضنك ، تُقسم لعبري لا يفهم لغتها بأنّه لم يفعل شيء ... تلك الأم تتذكر بعد برهة أنّها عربية الأصل مسلمة شامخة فتأخذها أنفتُها وعزّة نفسها لتقول لمن كان السبب في فقدان فلذة كبدها " سترى ماذا تفعل أمّتي بعدما تُهان احدى بناتها ... على وقع صراخها الذي أيقظ كل شيء عدى من نادت ، صحت أمّتها من غفلتها ووجدت ابنتها مُغتصبة ، ندّدت واستنكرت حتى أنّها تجرّأت ورفعت صوتها ضدّ مُنتهك عرض بنيتها وبلغة تهديد قالت " انتظر سنُقيم مؤتمرا من أجلها " ... أبٌ ملّ من بيروقراطية مكاتب وطنه الطاهر فيبقى ينتظر بعد عشرين سنة دوره للوقوف أمام طابور الحقوق فتارة تُشفق عليه تلك النفس الإنسانية خلف ذاك الكتب الأسود وكم من مرّة طردته دون تبرير ... شابٌ رسم حلم جعله هدفا له ، يأخذ من عمره الجميل وأيام زهوره ليهبها ببساطة الى ذاك الهدف وبعد دهر يبقى بينه وبين ما يُريد خطوات معدودة يصدمه قائل " من أنت ؟ " يجيب بغرابة تحوي براءة طفل ولكنّ المُؤسف أنّ اجابته كانت خاطئة وغير مقبولة في نظر سائله فيُطرد دون معرفة ذنبه الذي كان أنّه وُلد في وطن عربي !!! لكم هو مُحزن هذا الواقع ولكم تكررت تلك المظاهر التي جعلت قلبا يكتب بأسى ودمعة عاطف على فئة صرت لا أُحب أن أسمع خبرها .
للشُهرة ثمن يجب أن تدفعه عادة يكون قبل أن تحصل على ماتريد ، غالبا ما يكون تجرُّدك من مبادئك ودينك عملة مقبولة التداول وصوت صكّها مسموع لدى الكل فبين مؤيد لطرحك ومعارض يُحدث ضجّة تُسبب لذاك الاعلامي المتعطش للشهرة اسما بين مُمتهين الحرية والديمقراطية ... حدة حزام صحفية الفجر وأيّ فجر هذا ، فبعد تطاولها على دين الاسلام لم تكتفي بهذا وراحت تُفسر أحداثا وأقوال علماء على حسب نظرها الضيّق الذي لم يستطع أن يحوي غضبها على موت طيّار أردني من قبل حيوانات متأسلمة فراحت تسبّ الاسلام لا الحيوانات التي فهمت الاسلام مثل مفهومها هي ... أثناء تحليل بسيط لكلمات مقالها الذي لايُشترى بثمن بخس وجدت أنّ عاطفتها الداخلية متغلبة على عقل لم يحوي مُعتقد في فترات حياته - بطبيعة الحال ان كان لها عقل أصلا - ولكن الأكيد سيدتي أنّك ستحصلين على شهرتك ويستقبلك دواعش الحاضر الذين أيدتيهم بكلامك بدون أن تعي .. لا أريد أن أكثر فأمثالها لا يستحقون حتى النظر في كلماتهم ...
يوم جميل كسائر الأيّام تنقصه رقصة عروس تجمّل قلبها صبرا على قدر كانت تتمناه ، فتمّت فرحتها بدون ذاك الغائب المنفي الذي كانت تُقسم أن لن تنساه ...
أمّا أنا فيومي جميل بسبب رسالة ... رسالة من تلميذتي كتبت فيها " اليوم أنا أسعد شخص في الأرض" فقاسمتها شعورها كالعادة لكنّي بكيت لمّا عرفت سبب تلك السعادة الغامرة التي جعلت وجهها ينافس الشمس في بريقها ونورها ويطلب من القمر أن يتنازل عن مكانه لتحل مكانه ومن شدّة اعجابي بسعادتها سألت : " ماسبب نزعك للباسك الأسود " أجابت قائلة :" أبي أمسك بعمل لنقتاد ".
كم هي رائعة براءتها لتحكي لي سعادتها بصدق وكم أنت ظالم أيّها العالم لتسرق من ابنتي بسمتها وتحرم قلبها من فرحة طال انتظارها ...
لم أستطع أن أُكمل الكتابة أمامها ، فقط لأني مرغم على الابتسام أمام هذا الوجه وان بقيت أكتب فسأحتج طلما عليك أيها العالم ... يوم 03/03/2015