Crazy hope
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 26 سبتمبر 2013
- المشاركات
- 1
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 2
بسم الله الرحمن الرحيم
رواية : جراح لا تندمل ...
من قلمي
.................................................. ..
بعض الجراح الزمن ليس كفيلا بعلاجها
فهي جراح .... لا تندمل
لو قيل لك بان طبيبا جراحا يعمل بارقى المستشفيات بباريس ،
ببلد اعترف له بانه الاكثر نجاحا بمجال الطب ،
استقال و عاد الى ارض وطنه ليعمل بمشفى عادي ا
تصق ذلك ؟
صدق فانا فعلت المثل ، استقلت من وضيفتي و عدت الى ارض وطني ،
و الان انا اقلب صفحات عروض العمل التي تلقيتها ، كلها متشابهة ،
الفرق الوحيد هو الراتب ،
و بالنسبة لي فالمال هو اخر شيء يمكن له ان يحوز اهتمامي ،
كنت اتقاضى الملايين بفرنسا و مع هاذ تركت العمل ،
اولا يوحي الامر باني لا اهتم بالمال ؟ اكثر شيء شبعت منه بديار الغربة هو الشعور بالغربة
، عدت لك يا وطن حتى اتخلص من هاذ الشعور ،
فقد كادت الوحدة ان تقتلني
، اإن و لا احد يسمعني ،
لا احد يطبطب على جراحي ،
باعماقي صوت ينادي و يقول باني لم اعد الى ارض الوطن لهاذ السبب ،
بل لسبب اخر هو الشعور بالندم ،
و في الحقيقة لا اجد اي شيء ارد به عليه سوى ان ارفع من صوت الصوت الذي يقول باني عدت بسبب شعوري بالغربة ،
اه تذكرت لا داعي بان ارفع من ذلك الصوت ،
فالساعة تشير الى ان السابعة صباحا توشك على القدوم ، و هاذ هو الموعد اليومي الذي تتصل بي فيه خطيبتي ،
اوليس امرا مخجلا ان تتصل هي بدلا من ان اتصل انا ؟
لا يهم هي من تريد ذلك و ليس انا ،
ما ان وصلت الساعة الى السابعة بالضبط رن هاتفي برنته الخاصة ،
لتتألق صورتها فيه ، قمت بالضغط على زر الرد لياتيني صوتها الرقيق قائلا : لقت تأخرت عن الرد باربع ثوان مقارنة بسرعة ردك المرة الفائتة
ضحكت و قلت : ايوجد امامك جهاز لقياس السرعة ام مذا ؟
عبير : اجل كيف عرفت اانت ساحر ؟ مذا ستفعل اليوم؟
غيث : اولا تعتقدين ان قول صباح الخير متبوعة بالسؤال عن الاحوال تكون سابقة للاستجوابات ؟
عبير : حسنا ، صباحك خير مملوء بكيس من السعادة المقرمشة طبعا ان تقاسمتها معي ، و عليه كريمة ناعمة من الاخبار السعيدة تذوقها لوحدك لاني لا احبها ، و الان كيف احوالك ؟ و ماذا ستفعل اليوم ؟؟
سكت غيث قليلا ثم قال : عبارة التصبيحة مسروقة ، و ليتك سرقتها صحيحة ، اضعت محفضتي امس ، هي معك اذن
عبير : اجل هي معي ، لم اكن انوي اعطائك اياها ، لكن كاني فضحت نفسي ، انتضر لحظة ساتأكد من العبارة و اعود
انقطع صوتها قليلا و ليته لم ينقطع ، لكنه لم يطل حتى عاد ليقول : عندما تقطر قطرات الندى الصباحية ، اسارع للحصول عليها لانها توحي الي بالغيث ، ارسل معها بعض من اللحن العذب ليوصل تمنياتي بان يكون الصباح عليك صباح خير ، مملوء من السعادة الحلوة بشرط ان تتقاسمها مع احبائك و عليه كريمة ناعمة من الاخبار التي تشرح صدرك و تذهب عنك كربك ، اردت ان يكون صوتي على مسامعك هو الذي يقول عباراتي هته ، لكن ربما الصوت ينقطع بالطريق و ربما لن يصل ، لكن خط يدي الذي يكتب و عيناك اللتان تقرأن هما اامن طريق ، فاتمنى ان تجد همساتي هته عندك الامان ايضا ... اضن انها صحيحة الان ، اوليس كذلك ؟
غيث: اجل هي الان صحيحة لكنها لا تناسب صوتك لانها مسروقة لذلك انسي امرها
عبير : حسنا ، سانساها بشرط ان تخبرني من من هي البطاقة ، اتعلم بان النوم غاب عني بسبب هته البطاقة ، و كدت اجن طوال مدة انتضار موعد مكالمتي الصباحية لك حتى اسئلك من من هي
تنهد غيث مطولا بعدها قال : توفي كاتبها ، فبامكانك النوم الان
عبير باسف : رحمه الله ، اسفة غيث لم اشأ قلب المواجع
غيث : اتمنى ان تكون هته هي اخر مرة تعبثين فيها باغراضي من دون اذني ، ساقفل الخط ، سامر اليوم لاخذك من العمل و اعيدي الي محفضتي
عبير : حاضر ، اسفة على قلب مزاجك ، اعتقدت بان الامر سيفرحك ، البطاقة موقعة بتاريخ قديم و اعتقدت بانها تفرحك لهاذا احتفضت بها و .......
قاطعها غيث : ساقفل الخط
و اقفلت الخط ، اخر شيء كنت اتوقع ان يصل الى يد عبير هو تلك البطاقة ،
تمالكت اعصابي و لم اصرخ بوجهها بسبب واحد الا و هو الا اجعلها تشك بشيء ،
علاقتي بها مضطربة بعض الشيء و لا اريد ان تسير حذو الفشل ،
بالرغم من اني لا اشعر بشي اتجاهها ،
و لا اشعر بان هناك ما يجعلها مميزة ،
ربما لهاذ السبب كنت احاول ان اجعل كل شيء له علاقة بها مميز
، من بين هته الاشياء هو جعل موعد السابعة صباحا هو الموعد اليومي لاتصالها بي
، فبالعادة لا احد يتصل بهاذ الوقت سوى ان كان امرا مستعجلا من المشفى ،
و جعلت نغمة اتصالها مميزة و العديد من الامور جعلتها مميزة و خاصة بها هي ايضا
، لقد قلبت عبير هاذ الصباح المواجع فعلا ،
تلك البريئة لا تعلم بان السبب الوحيد الذي جعلني احتفظ بالبطاقة هو كونها تذكرني بشخص جرحته كثيرا ،
احتفظت بها بمحفظتي لانها هي الشيء الوحيد الذي ارى ما بداخله لاكثر من مرة باليوم ،
و هاذ ما يجعلني ارى البطاقة اكثر من مرة باليوم ،
هاذ ما يجعلني اتذكر شخصا قلبت له كل حياته و حطمتها ،
احتفظت بها حتى اتدارك اخطاء غروري التي تجعلني اعتد باني شخص مهم بحياة الاخرين و ليس بامكان حياتهم ان تتواصل من دوني و باني صاحب افضال عليهم ،
احتفظت بها حتى اعلم جيدا بان من حولي ليسو مجبورين على حبي لكني مجبر على تقدير الاشياء التي يفعلونها من اجلي ،
احتفظت بها حتى اعذب نفسي اكثر فاكثر ... لم اجد حلا اخر للهروب من هته الافكار سوى النهوض من المكتب و الاتجاه الى الصالة ،
كانت شقيقتي الصغرى تستعد للذهاب الى مدرستها ،
شقيقتي الصغرى اسمها منال ، تدرس بالثانوي ، حلمها بان تصبح مشهورة ، و لا يهم المجال الذي ستنشهر به ، تحب اثارة الانتباه بشتى الطرق ،
و اكثر شيء تهتم به هو المظهر ، صعبة المزاج ، و عصبية الى ابعد حدود ، لكنها تتمتع بالروح المرحة و جد طيبة باعماقها ،
نظرت الي مطولا و قالت : صباح الخير غيث
غيث : صباح الانوار ، لا ارى احد بالبيت اين رامي ؟
منال : الوقت جد متأخر الان و رامي لا يزال نائما لا يريد الذهاب الى جامعته اليوم
غيث مازحا : كانه يخال نفسه لا يزال صغيرا
منال : لقد طلب مني لعدة مرات ان يصبح هو الاصغر بالعائلة حتى تكثروا من تدليله لكني رفضت
غيث : اولم تتاخري عن مدرستك ؟
منال بخبث : في الحقيقة اجل لقد تاخرت ، لكن عندما هممت بالذهاب رأيتك و رايت بسمة المشرقة على وجهك فلم استطع مقاومة جاذبية النظر اليها ، ترى ما سرها و ما سر اشراقها الدائم ؟
غيث : في الحقيقة من علمها الشروق نسي ان يعلمها متى عليها ان تغرب ، أوصلك؟
منال : الدكتور غيث بسيارته الفاخرة يوصلني ؟ افرحي يا منال فاليوم هو يوم حظك
غيث : اليوم فقط لا تعتادي على الوضع
منال : اهم شيء استوصلني بثياب نومك هته ؟
ضحك غيث و قال : اولست وسيما بها ؟
غيرت ثيابي و اوصلت منال الى ثانويتها ، شعرت بان الامر قد اسعدها فعلا لذى عرضت عليها بعد ان ادركت انها تنهي دراستها بمنتصف النهار ان اصطحبها معي ، وافقت من دون ان تعلم الى اين او مع من ، كنت انوي اخذها لاحضار المحفظة على الاقل حتى لا تكثر ليلى من الاسئلة .
عدت الى البيت ووجدت رامي قد استفاق ، كان لوحده بالبيت جالس على السلالم و بجانبه كوب قهوة ، لم ينتبه لي عندما دخلت لانه كان شارد التفكير ، لوحت بيدي امامه فانتبه لي و القى تحية الصباح بعدها اوحى الى الكأس و قال : اتشرب ؟
غيث : اتعلم بان القهوة مضرة للصحة ؟
رامي مازحا : القهوة تحتوي على كافيين و على مواد تتسبب بعدة امراض الخ محاضرة قديمة ، ماذا دكتور غيث اولم تجد بعد مرضى لتساعدهم على الشفاء غير رامي المسكين فاتيت لتقدم له نصائح بالمجان ؟
غيث : مابال الجميع يناديني بالدكتور غيث
رامي : بربك ايها الاخ اولا تشعر بفرح الجميع بعودتك ، الجميع سعيد و مفتخر بعودة المبجل غيث حاملا معه شهادته ، و مناداتك بالدكتور غيث تزيد من رفع مقامك
غيث : اافهم من الامر انك تناديني بالدكتور غيث من فرط الفرح
رامي : لا انا حالة استثنائيية ، اناديك بالدكتور غيث لان والدي رحمه الله كان يفعل ذلك
غيث : اولست سعيدا بعودتي ؟
رامي : حتى اجيبك على هاذ السؤال عليك ان تجيبني انت اولا ، كيف تريد ان تكون علاقتي بك ؟ علاقة اخ كبير مع اخيه الصغير فقط ام علاقة اخوة و صداقة
غيث : و ماذا يناسبك ؟؟
رامي : علاقتي مع سامي كانت علاقة اخ كبير مع اخيه الاصغر ، و بالرغم من تقاربنا بالسن الا اني كنت اشعر به بعيد جدا علي ، الامر لم يؤثر كثيرا علي ، فسامي لديه حياته الخاصة و عائلته ، و لم يقم معنا سوى لمدة صغيرة بعد وفاة والداي الى غاية ما اتيت انت ، اما انت فاقامتنا مع بعض ستطول ، و تعاملي معك بهته الطريقة سيجعل الامور معقدة ، لذى افضل ان تكون العلاقة علاقة اخوة و صداقة بالوقت نفسه
غيث : لك ذلك ، و الآن هل انت سعيد بعودتي ؟
رامي : لا ... اشعر باني و منال سبب تركك لحياتك ، تخليت على عملك و على كل شيء هناك و اتيت لتقيم معنا و تقوم بالصرف على البيت الذي يجمعنا ، لو كنت تنوي العودة لعدت من زمن بعيد ، لكنك الان في موقف يجعلك مجبرا على العودة ، طلبت من سامي ان يتركني اعمل و اتدبر الامر بنفسي لكنه رفض ، و امر انتقالنا الى العيش معه سيقلب حياة عائلة كاملة بدل من ان يقلب حياة فرد واحد ، فكما تعلم زوجته لم ترحب بالفكرة ، صحيح انها لم تصرح بذلك لكني شعرت بالامر ، اشعر بانك هنا ضحية بالقصة
ابتسم غيث و قال : اهذا هو السبب الذي جعلك مهموما الى هته الدرجة ؟ حسنا ايها الصديق الجديد ، اولا انتما لم تكونا سبب عودتي بل كنتما الحافز الذي ساعدني على اتخاذ قراري ، كنت انوي العودة منذ زمن بعيد لكن لم يكن هناك اي امر يشجعني على ذلك و انت و منال كنتما المشجع ، بفرنسا الغربة اكلتني ، و لم اشأ اصطحابكما اليها حتى لا تتعذبا ، لذا قررت ان آتي انا و اتخلص من الشعور بالغربة و اعيش في وطني وسط إخوتي
رامي : سعيد لسماعي هاذ الكلام لكن لست متطمئنا
غيث : اه منك رامي ، ضننت ان عقلك لم يكبر بعد ، لكنك كبرت بسرعة و بتت تفكر باخيك ايضا ، ما رايك بان تساعدني لدي عدة عروض عمل و لا اعلم اي منها ساختار
رامي : اضن ان كونك اخ و صديقا لا يجعلك تحرمني من شرب قهوتي بهناء ههههه
غيث : اتأتي معي انا و منال فيما بعد
رامي : الى اين ؟؟
غيث : منال وافقت على القدوم دون حتى ان تسال هاذ السؤال
رامي : غريب فبالعادة منال تسال عن المكان اولا
غيث : نسيت محفظتي عند عبير سنمر لاخذها بعدها قرروا انتم الوجهة
رامي : أعبير قادمة ؟
غيث : ان ارادت ذلك لم لا
رامي : لكن هته هي اول مرة نخرج فيها انا و انت و منال
غيث : و مالمانع من ان تكون عبير معنا ؟
رامي : لا ابدا ، انا حتى لا اعرف خطيبتك ، ستكون فرصة لاتعرف عليها
غيث : حسنا لما لم تذهب اليوم الى الجامعة
رامي : امصر ايها الاخ على حرماني من شرب القهوة بهناء ههههههههههه ... غيث البيت مليء بالغبار ، هل تمانع ان ساعدتني على تنظيفه ؟
غيث : انا انظف البيت ؟ اتمزح ام ماذا ؟
رامي : اه نسيت انت الدكتور غيث ، حبيبي قم فالوقت متاخر ، مادمت هنا بالبيت فستساعد في كل شيء ، التنظيف و الترتيب و الطهو ايضا
غيث : يبدوا ان الحياة باتت صعبة جدا ، اولا تعتقد ذلك ههههههههه
................................
و للحديث بقية
رواية : جراح لا تندمل ...
من قلمي
.................................................. ..
بعض الجراح الزمن ليس كفيلا بعلاجها
فهي جراح .... لا تندمل
لو قيل لك بان طبيبا جراحا يعمل بارقى المستشفيات بباريس ،
ببلد اعترف له بانه الاكثر نجاحا بمجال الطب ،
استقال و عاد الى ارض وطنه ليعمل بمشفى عادي ا
تصق ذلك ؟
صدق فانا فعلت المثل ، استقلت من وضيفتي و عدت الى ارض وطني ،
و الان انا اقلب صفحات عروض العمل التي تلقيتها ، كلها متشابهة ،
الفرق الوحيد هو الراتب ،
و بالنسبة لي فالمال هو اخر شيء يمكن له ان يحوز اهتمامي ،
كنت اتقاضى الملايين بفرنسا و مع هاذ تركت العمل ،
اولا يوحي الامر باني لا اهتم بالمال ؟ اكثر شيء شبعت منه بديار الغربة هو الشعور بالغربة
، عدت لك يا وطن حتى اتخلص من هاذ الشعور ،
فقد كادت الوحدة ان تقتلني
، اإن و لا احد يسمعني ،
لا احد يطبطب على جراحي ،
باعماقي صوت ينادي و يقول باني لم اعد الى ارض الوطن لهاذ السبب ،
بل لسبب اخر هو الشعور بالندم ،
و في الحقيقة لا اجد اي شيء ارد به عليه سوى ان ارفع من صوت الصوت الذي يقول باني عدت بسبب شعوري بالغربة ،
اه تذكرت لا داعي بان ارفع من ذلك الصوت ،
فالساعة تشير الى ان السابعة صباحا توشك على القدوم ، و هاذ هو الموعد اليومي الذي تتصل بي فيه خطيبتي ،
اوليس امرا مخجلا ان تتصل هي بدلا من ان اتصل انا ؟
لا يهم هي من تريد ذلك و ليس انا ،
ما ان وصلت الساعة الى السابعة بالضبط رن هاتفي برنته الخاصة ،
لتتألق صورتها فيه ، قمت بالضغط على زر الرد لياتيني صوتها الرقيق قائلا : لقت تأخرت عن الرد باربع ثوان مقارنة بسرعة ردك المرة الفائتة
ضحكت و قلت : ايوجد امامك جهاز لقياس السرعة ام مذا ؟
عبير : اجل كيف عرفت اانت ساحر ؟ مذا ستفعل اليوم؟
غيث : اولا تعتقدين ان قول صباح الخير متبوعة بالسؤال عن الاحوال تكون سابقة للاستجوابات ؟
عبير : حسنا ، صباحك خير مملوء بكيس من السعادة المقرمشة طبعا ان تقاسمتها معي ، و عليه كريمة ناعمة من الاخبار السعيدة تذوقها لوحدك لاني لا احبها ، و الان كيف احوالك ؟ و ماذا ستفعل اليوم ؟؟
سكت غيث قليلا ثم قال : عبارة التصبيحة مسروقة ، و ليتك سرقتها صحيحة ، اضعت محفضتي امس ، هي معك اذن
عبير : اجل هي معي ، لم اكن انوي اعطائك اياها ، لكن كاني فضحت نفسي ، انتضر لحظة ساتأكد من العبارة و اعود
انقطع صوتها قليلا و ليته لم ينقطع ، لكنه لم يطل حتى عاد ليقول : عندما تقطر قطرات الندى الصباحية ، اسارع للحصول عليها لانها توحي الي بالغيث ، ارسل معها بعض من اللحن العذب ليوصل تمنياتي بان يكون الصباح عليك صباح خير ، مملوء من السعادة الحلوة بشرط ان تتقاسمها مع احبائك و عليه كريمة ناعمة من الاخبار التي تشرح صدرك و تذهب عنك كربك ، اردت ان يكون صوتي على مسامعك هو الذي يقول عباراتي هته ، لكن ربما الصوت ينقطع بالطريق و ربما لن يصل ، لكن خط يدي الذي يكتب و عيناك اللتان تقرأن هما اامن طريق ، فاتمنى ان تجد همساتي هته عندك الامان ايضا ... اضن انها صحيحة الان ، اوليس كذلك ؟
غيث: اجل هي الان صحيحة لكنها لا تناسب صوتك لانها مسروقة لذلك انسي امرها
عبير : حسنا ، سانساها بشرط ان تخبرني من من هي البطاقة ، اتعلم بان النوم غاب عني بسبب هته البطاقة ، و كدت اجن طوال مدة انتضار موعد مكالمتي الصباحية لك حتى اسئلك من من هي
تنهد غيث مطولا بعدها قال : توفي كاتبها ، فبامكانك النوم الان
عبير باسف : رحمه الله ، اسفة غيث لم اشأ قلب المواجع
غيث : اتمنى ان تكون هته هي اخر مرة تعبثين فيها باغراضي من دون اذني ، ساقفل الخط ، سامر اليوم لاخذك من العمل و اعيدي الي محفضتي
عبير : حاضر ، اسفة على قلب مزاجك ، اعتقدت بان الامر سيفرحك ، البطاقة موقعة بتاريخ قديم و اعتقدت بانها تفرحك لهاذا احتفضت بها و .......
قاطعها غيث : ساقفل الخط
و اقفلت الخط ، اخر شيء كنت اتوقع ان يصل الى يد عبير هو تلك البطاقة ،
تمالكت اعصابي و لم اصرخ بوجهها بسبب واحد الا و هو الا اجعلها تشك بشيء ،
علاقتي بها مضطربة بعض الشيء و لا اريد ان تسير حذو الفشل ،
بالرغم من اني لا اشعر بشي اتجاهها ،
و لا اشعر بان هناك ما يجعلها مميزة ،
ربما لهاذ السبب كنت احاول ان اجعل كل شيء له علاقة بها مميز
، من بين هته الاشياء هو جعل موعد السابعة صباحا هو الموعد اليومي لاتصالها بي
، فبالعادة لا احد يتصل بهاذ الوقت سوى ان كان امرا مستعجلا من المشفى ،
و جعلت نغمة اتصالها مميزة و العديد من الامور جعلتها مميزة و خاصة بها هي ايضا
، لقد قلبت عبير هاذ الصباح المواجع فعلا ،
تلك البريئة لا تعلم بان السبب الوحيد الذي جعلني احتفظ بالبطاقة هو كونها تذكرني بشخص جرحته كثيرا ،
احتفظت بها بمحفظتي لانها هي الشيء الوحيد الذي ارى ما بداخله لاكثر من مرة باليوم ،
و هاذ ما يجعلني ارى البطاقة اكثر من مرة باليوم ،
هاذ ما يجعلني اتذكر شخصا قلبت له كل حياته و حطمتها ،
احتفظت بها حتى اتدارك اخطاء غروري التي تجعلني اعتد باني شخص مهم بحياة الاخرين و ليس بامكان حياتهم ان تتواصل من دوني و باني صاحب افضال عليهم ،
احتفظت بها حتى اعلم جيدا بان من حولي ليسو مجبورين على حبي لكني مجبر على تقدير الاشياء التي يفعلونها من اجلي ،
احتفظت بها حتى اعذب نفسي اكثر فاكثر ... لم اجد حلا اخر للهروب من هته الافكار سوى النهوض من المكتب و الاتجاه الى الصالة ،
كانت شقيقتي الصغرى تستعد للذهاب الى مدرستها ،
شقيقتي الصغرى اسمها منال ، تدرس بالثانوي ، حلمها بان تصبح مشهورة ، و لا يهم المجال الذي ستنشهر به ، تحب اثارة الانتباه بشتى الطرق ،
و اكثر شيء تهتم به هو المظهر ، صعبة المزاج ، و عصبية الى ابعد حدود ، لكنها تتمتع بالروح المرحة و جد طيبة باعماقها ،
نظرت الي مطولا و قالت : صباح الخير غيث
غيث : صباح الانوار ، لا ارى احد بالبيت اين رامي ؟
منال : الوقت جد متأخر الان و رامي لا يزال نائما لا يريد الذهاب الى جامعته اليوم
غيث مازحا : كانه يخال نفسه لا يزال صغيرا
منال : لقد طلب مني لعدة مرات ان يصبح هو الاصغر بالعائلة حتى تكثروا من تدليله لكني رفضت
غيث : اولم تتاخري عن مدرستك ؟
منال بخبث : في الحقيقة اجل لقد تاخرت ، لكن عندما هممت بالذهاب رأيتك و رايت بسمة المشرقة على وجهك فلم استطع مقاومة جاذبية النظر اليها ، ترى ما سرها و ما سر اشراقها الدائم ؟
غيث : في الحقيقة من علمها الشروق نسي ان يعلمها متى عليها ان تغرب ، أوصلك؟
منال : الدكتور غيث بسيارته الفاخرة يوصلني ؟ افرحي يا منال فاليوم هو يوم حظك
غيث : اليوم فقط لا تعتادي على الوضع
منال : اهم شيء استوصلني بثياب نومك هته ؟
ضحك غيث و قال : اولست وسيما بها ؟
غيرت ثيابي و اوصلت منال الى ثانويتها ، شعرت بان الامر قد اسعدها فعلا لذى عرضت عليها بعد ان ادركت انها تنهي دراستها بمنتصف النهار ان اصطحبها معي ، وافقت من دون ان تعلم الى اين او مع من ، كنت انوي اخذها لاحضار المحفظة على الاقل حتى لا تكثر ليلى من الاسئلة .
عدت الى البيت ووجدت رامي قد استفاق ، كان لوحده بالبيت جالس على السلالم و بجانبه كوب قهوة ، لم ينتبه لي عندما دخلت لانه كان شارد التفكير ، لوحت بيدي امامه فانتبه لي و القى تحية الصباح بعدها اوحى الى الكأس و قال : اتشرب ؟
غيث : اتعلم بان القهوة مضرة للصحة ؟
رامي مازحا : القهوة تحتوي على كافيين و على مواد تتسبب بعدة امراض الخ محاضرة قديمة ، ماذا دكتور غيث اولم تجد بعد مرضى لتساعدهم على الشفاء غير رامي المسكين فاتيت لتقدم له نصائح بالمجان ؟
غيث : مابال الجميع يناديني بالدكتور غيث
رامي : بربك ايها الاخ اولا تشعر بفرح الجميع بعودتك ، الجميع سعيد و مفتخر بعودة المبجل غيث حاملا معه شهادته ، و مناداتك بالدكتور غيث تزيد من رفع مقامك
غيث : اافهم من الامر انك تناديني بالدكتور غيث من فرط الفرح
رامي : لا انا حالة استثنائيية ، اناديك بالدكتور غيث لان والدي رحمه الله كان يفعل ذلك
غيث : اولست سعيدا بعودتي ؟
رامي : حتى اجيبك على هاذ السؤال عليك ان تجيبني انت اولا ، كيف تريد ان تكون علاقتي بك ؟ علاقة اخ كبير مع اخيه الصغير فقط ام علاقة اخوة و صداقة
غيث : و ماذا يناسبك ؟؟
رامي : علاقتي مع سامي كانت علاقة اخ كبير مع اخيه الاصغر ، و بالرغم من تقاربنا بالسن الا اني كنت اشعر به بعيد جدا علي ، الامر لم يؤثر كثيرا علي ، فسامي لديه حياته الخاصة و عائلته ، و لم يقم معنا سوى لمدة صغيرة بعد وفاة والداي الى غاية ما اتيت انت ، اما انت فاقامتنا مع بعض ستطول ، و تعاملي معك بهته الطريقة سيجعل الامور معقدة ، لذى افضل ان تكون العلاقة علاقة اخوة و صداقة بالوقت نفسه
غيث : لك ذلك ، و الآن هل انت سعيد بعودتي ؟
رامي : لا ... اشعر باني و منال سبب تركك لحياتك ، تخليت على عملك و على كل شيء هناك و اتيت لتقيم معنا و تقوم بالصرف على البيت الذي يجمعنا ، لو كنت تنوي العودة لعدت من زمن بعيد ، لكنك الان في موقف يجعلك مجبرا على العودة ، طلبت من سامي ان يتركني اعمل و اتدبر الامر بنفسي لكنه رفض ، و امر انتقالنا الى العيش معه سيقلب حياة عائلة كاملة بدل من ان يقلب حياة فرد واحد ، فكما تعلم زوجته لم ترحب بالفكرة ، صحيح انها لم تصرح بذلك لكني شعرت بالامر ، اشعر بانك هنا ضحية بالقصة
ابتسم غيث و قال : اهذا هو السبب الذي جعلك مهموما الى هته الدرجة ؟ حسنا ايها الصديق الجديد ، اولا انتما لم تكونا سبب عودتي بل كنتما الحافز الذي ساعدني على اتخاذ قراري ، كنت انوي العودة منذ زمن بعيد لكن لم يكن هناك اي امر يشجعني على ذلك و انت و منال كنتما المشجع ، بفرنسا الغربة اكلتني ، و لم اشأ اصطحابكما اليها حتى لا تتعذبا ، لذا قررت ان آتي انا و اتخلص من الشعور بالغربة و اعيش في وطني وسط إخوتي
رامي : سعيد لسماعي هاذ الكلام لكن لست متطمئنا
غيث : اه منك رامي ، ضننت ان عقلك لم يكبر بعد ، لكنك كبرت بسرعة و بتت تفكر باخيك ايضا ، ما رايك بان تساعدني لدي عدة عروض عمل و لا اعلم اي منها ساختار
رامي : اضن ان كونك اخ و صديقا لا يجعلك تحرمني من شرب قهوتي بهناء ههههه
غيث : اتأتي معي انا و منال فيما بعد
رامي : الى اين ؟؟
غيث : منال وافقت على القدوم دون حتى ان تسال هاذ السؤال
رامي : غريب فبالعادة منال تسال عن المكان اولا
غيث : نسيت محفظتي عند عبير سنمر لاخذها بعدها قرروا انتم الوجهة
رامي : أعبير قادمة ؟
غيث : ان ارادت ذلك لم لا
رامي : لكن هته هي اول مرة نخرج فيها انا و انت و منال
غيث : و مالمانع من ان تكون عبير معنا ؟
رامي : لا ابدا ، انا حتى لا اعرف خطيبتك ، ستكون فرصة لاتعرف عليها
غيث : حسنا لما لم تذهب اليوم الى الجامعة
رامي : امصر ايها الاخ على حرماني من شرب القهوة بهناء ههههههههههه ... غيث البيت مليء بالغبار ، هل تمانع ان ساعدتني على تنظيفه ؟
غيث : انا انظف البيت ؟ اتمزح ام ماذا ؟
رامي : اه نسيت انت الدكتور غيث ، حبيبي قم فالوقت متاخر ، مادمت هنا بالبيت فستساعد في كل شيء ، التنظيف و الترتيب و الطهو ايضا
غيث : يبدوا ان الحياة باتت صعبة جدا ، اولا تعتقد ذلك ههههههههه
................................
و للحديث بقية
آخر تعديل: