عبد الباري عطوانعبد الباري عطوان : الاسباب الحقيقية لرفض السعودية شغل مقعدها في مجلس الامن الدولي 0 17777
كتب: عبد الباري عطوان أكتوبر 19, 2013 6:38 ص
Share101 Tweet40 Share4 10
تحولت المملكة العربية السعودية بين ليلة وضحاها الى دولة المفاجآت والصدمات السياسية،
المملكة العربية السعودية لم تتحول بين ليلة وضحها إلى دولة المفاجآت والصدمات بل أعترضت بالطريقة التي رأتها ذات مصلحة كبرى للمسلمين . فالسعودية رفضت إلقاء كلمة أما الجميعة العامة وقد استمرت في موقفها الرافض لسياسة الكيل بالمكيالين ضد الشعوب المسلمة المضلومة فرفضت أيضا أن تكون عضو في مجلسن الأمن. فكيف تكون بدولة المفاجآت وقد إستمرت على رفضها للظلم. كان من المفروض أن الذي لا يرفض للظلم ضد شعبه المسلم العربي أن تقول له بأن موقفه مفاجئ وصادم وليس من يفعل ما فعلته السعودية!!
فبعد رفض رئيس دبلوماسيتها الامير سعود الفيصل القاء كلمته امام الجميعة العامة للامم المتحدة الشهر الماضي بسبب ازدواجية المعايير فيها، حسب رأيه، ها هي وزارة الخارجية السعودية التي يتزعمها تصدر بيانا قويا تعلن فيه اعتذارها عن عدم قبول عضويتها في مجلس الامن الدولي لفشله في حل القضية الفلسطينية، ووقف النزاع السوري، وجعل منطقة الشرق الاوسط آمنة خالية من السلاح النووي.
أتفق تماما مع هذا
السعودية دولة محافظة في سياساتها، مشهورة بعدم الانفعال في ردودها تجاه القضايا العربية والدولية، وتفضيل التأني وضبط النفس، قبل بلورة مواقفها وكنا ننتظر التعرف على هذه المواقف ثلاثة ايام لمعرفتها ولهذا يتوقف الكثيرون وعلامات التعجب مرسومة على وجوههم امام قراراتها الاخيرة بمقاطعة الامم المتحدة ومؤسساتها مثلما حدث، اولا، عندما رفض الامير الفيصل الصعود الى منبر الجمعية العامة والقاء كلمة بلاده، و”الحرد” ثانيا برفض الجلوس في مقعد مجلس الامن الدولي كدولة غير دائمة العضوية.
أتفق معه فالسعودية محافظه في سياستها، ومشهورة بعدم الإنفعال فيردودها تجاه القضايا العربية والدولية.وأنها تفضل التأني وضبط النفس. أما عن علامات التعجب المرسومة فالسعودية لا يهما علامات التعجب المرسومة! الذي يهمها هو الدفاع عن الشعوب العربية المظلومة بما تراه مناسبا. والذي رأته مناسب هو اتخذته من قرارات.
ولا نعتقد ان دولة اخرى غيرها اقدمت على موقف كهذا في تاريخ مجلس الامن.
***
صحيح أن لا دولة ربما ستقوم بما قامت به الحكومة السعودية. لأن الحكومة السعودية من مصلحتها الشخصية هي نصرة المسلمين المستضعفين. وليس الحصول على منصب دنيوي زائل.
الحرب السعودية على الامم المتحدة الهدف منها توجيه رسائل غضب واضحة الى كل من الولايات المتحدة الامريكية بالدرجة الاولى وروسيا بالدرجة العاشرة بعد اتفاقهما الاخير حول نزع اسلحة سورية الكيماوية الذي اوقف، وربما اجل، ضربة عسكرية امريكية ضد النظام السوري بعد اتهامه باستخدام هذه الاسلحة ضد شعبه حسب التعبير الامريكي والتشكيك الدولي.
أما الهدف الأول لحرب السعودية على االأمم المتحدة هو الدفاع عن الشعوب العربية المظلومة. أما توجيه الرسالة فكانت لك من كان يدعم قتل وتشريد إخواننا المسلمين. وليس فقط موجه إلى أمريكا وروسيا بل أيضا موجه إلى الدول العربية والإسلامية المتخاذلة عن دعم إخواننا المظلومين.
السلطات السعودية باتت الداعم الاساسي للمعارضة السورية المسلحة،
نعم السعودية الداعم الأول للشعب السوري، للدفاع عن نفسه ضد طائف استحلت دماء وأعراض هذا الشعب الأبي. أما عن تسميه من معارضة فالحقيقة أنه شعب ثار ضد طائفة تستحل قتل هذا الشعب. فأما اسم معارضة فتطلق على الطائفة الذي تعارض قرار الشعب.ولا تطلق على الشعب الذي يعارض طائفة!!
وتشعر بان ادارة الرئيس اوباما حليفتها التقليدية، خذلتها مرتين، الاولى عندما اخرجت الرئيس السوري بشار الاسد من عزلته الدولية بالاتفاق الكيماوي المذكور، والثانية عندما تقاربت مع ايران الداعم الرئيسي للرئيس الاسد ماليا وعسكريا وفتحت حوارا معها، دون التشاور مع القيادة السعودية، التي عرفت التقارب المزلزل من النشرات الاخبارية مثلها مثل جميع الدول الاخرى.
امريكا لم تخذل السعودية. بل خانت كل شعب مظلوم ووقفت مع الظالم. وهي بالأمس القريب تتشدق بدفاعها عن الشعوب المظلومة. ولكن موقفها ضد إخواننا في فلسطين وسوريا يبين كذبها وأنها مستعدة أن تتحالف مع الشيطان لكي لا تنعم الشعوب المسلمة بالحرية. ولكن في النهاية ستنصر الشعوب المسلمة مهما تم التآمر ضدها.
صحيح ان بيان الخارجية السعودية برر رفض عضوية مجلس الامن بالمعايير المزدوجة، وابقاء القضية الفلسطينية دون حل لاكثر من ستين عاما، والفشل في ابقاء المنطقة خالية من الاسلحة النووية، وعدم تسوية النزاع في سورية باطاحة نظام الاسد ولكن الصحيح ايضا ان هذه المعايير المزدوجة كانت موجودة منذ تأسيس المنظمة الدولية،
أتفق معه تماما.
فما هو الجديد؟ الجديد وباختصار شديد هو التراجع عن ضرب سورية،
الجديد هو الكشف للعالم أجمع أن السعودية بموقفها هذا بينت لكل من يجهل وأكدت لمن يعلم ؛أنه توجد دول عظمى تتشدق صباح مساء بالوقوف من المظلوم وتأييده والدفاع عنه وكنها حقيقة تقف ضده!
فلو اصدر مجلس الامن الدولي قرارا ضد سورية وفق البند السابع من ميثاق المنظمة الدولية الذي يجيز استخدام القوة
ولكــــن الحكومة السعودية لم تطلب تدخل دولي لضرب حكومة بشار! بل طلبت السماح لدخول السلاح للشعب السوري حتى يتمكن من الدفاع عن نفسه. ولكن الدول العظمى رفضت دعم الشعب السوري بالسلاح بل فرضت حظرا حتى لا يصل السلاح للشعب السوري. والمقاتلين الذين يدافعون عن الشعب السوري وهم مستعدون للتضحية مثل جبهة النصرة صنفوها ضمن قائمة الإرهاب !! وقالوا لن يسلموا السلاح للشعب السوري إلا بشرط قتال كل من يدافع عنهم مثل جبهة النصرة!!ولكن في المقابل سمحوا بتدفق السلاح للطائفة التي تقتل الشعب الذي تعيش فيه وسمحوا بدخول المليشيات الشيعية مثل حزب الله ولواء أبوالفضل العباس وغيرها من الكتائب الإيرانية لقتل الشعب السوري ولم يصنفو أحد منها ضمن قائمة الإرهاب. أم عن أشد المدافعين عن الشعب السوري كجبهة النصرة فصنفوها مع أنهم لم يملكوا دليلا واحدا ضدها!!!
لقبلت السعودية بالعضوية واعتبرتها انجازا.
لو سمحوا بتسليح الشعب السوري ليدافع عن نفسه ولم يمنعوا عنه السلاح. ربما تقبل السعودية العضوية.
هذا الموقف السعودي القوي والجريء لو جرى اتخاذه قبل ثلاثة اعوام، وبالتحديد قبل اشتعال فتيل الحرب في سورية، لفضح هذه المعايير المزدوجة بطريقة اكثر فاعلية، وحظي باهتمام اكبر في الاوساط العربية والاسلامية، ولكن كونه جاء كرد فعل على الخذلان الامريكي في سورية وايران فان هذا قلل من قوته على اهميته.
لو اتخذت السعودية هذا القرار قبل ثلاث سنوات فلن يتم فضح المعايير المزدوجة. ولكن بعد مرور ثلاث سنوات من تعرض الشعب السوري للقتل ثم تجد من يقف معه وفي نفس الوقت يقول بأنه مع المظلوم ومستعد لنصرته!! فلا يوجد أنسب من هذا الوقت لكشف كذبه. بحيث أن الجميع يعرف كذبه وهو في نفس الوقت لا يجد مجال للمراوغة والخداع.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عما اذا كانت القيادة السعودية ستواصل مواقفها “الصقورية” هذه في الملف الفلسطيني حيث تترنح المفاوضات ويتغول الاستيطان الاسرائيلي وتتسع هوة الانقسام بين حماس والسلطة في رام الله،
أولا مواقف الحكومة السعودية نابعة عن عقيدة اسلامية. بوجوب نصرة الأخ المسلم المستضعف والدفاع عنه بما تيسر وليست مواقف صقورية بل مواقف أخوية. هم يعلمون جيدا أن استمرارهم في ظلم الشعوب الإسلامية سيدفع السعودية بالرد بما هو أقوى.أما عن اتساع هوة الإنقسام بين حماس وفتح ليس بسبب المواقف السعودية الداعمة للشعب الفلسطيني. بل سببه كل يريد أن تكون له السلطة في تمثيل الشعب الفلسطيني.
وكذلك في الموقف من امتلاك اسرائيل لاسلحة نووية، واقتراب ايران من هدفها في هذا الاطار، والاصرار على نزع اسلحة الدمار الشامل من المنطقة كلها دون اي استشناء لاحد الى جانب اهتمامها بالملف السوري، ام ان موقفها الحالي مؤقت وناتج عن فورة غضب من امريكا؟
السعودية لديها أكثر من ثلاث مئة ألف مبتعث في أرقى جامعات العالم يدرسون جميع أنواع علوم الهندسة وغيرها!! ما هو إلا تحضير للمستقبل وما سيكون عليه فالسعودية الآن تتجه إلى الإكتفاء الذاتي في كل شيء!فالسعودية لها الحق الكامل في بناء مفاعلات نووية لو أرادت كما أن الحق لغيرها في ذلك! ولن يستطيع أين كان في منعها فهذا القرار سيادي ولا يسمح لأحد بالتدخل فيه.
***
السعودية تستطيع، بما تملكه من ثقل مالي وسياسي وديني وعلاقات دولية ان تكون لاعبا رئيسيا في جميع هذه الملفات المزمنة على ارفف المنظمة الدولية لسنوات لو ارادت، وليس في الملف السوري فقط،
أتفق معه تماما
ولكن الملف الاخير بات هاجسها الاكبر، في اطار صراعها المعلن على النفوذ والقيادة مع ايران العدو الاكبر بالنسبة اليها ودول خليجية اخرى،
السعودية لن ولن تقول في يوم من الأيام أنها في صراع على الزعامة مع أي أحد.ولكنها لديها الإستطاعة في الدفاع عن الشعوب المسلمة المظلومة بما تملك من امكانيات.
وهناك تقديرات غير مؤكدة تقول انها انفقت اكثر من خمسة مليارات دولار حتى الآن لتمويل المعارضة السورية وتسليحها، تماما مثلما فعلت في افغانستان ايام الاحتلال السوفييتي، ووضعت رجلها احمد الجربا على رأس الائتلاف الوطني السوري، واسست جيش الاسلام من الجماعات المقاتلة الموالية لها.
هذا ليس غريبا عن السعودية في دعم كل مسلم مظلوم وتمكينه عن الدفاع عن نفسه. ومحاولة جمع المسلمين على كلمة واحدة حتى تقوى شوكتهم أمام عدوهم الذي يتحل دمائهم وأعراضهم. أما عن أحمد الجربا فليس رجل السعودية بل رجل إختاره الشعب السوري والسعودية مع إختيار الشعب السوري.
لا نعتقد ان مقاطعة المملكة العربية السعودية للامم المتحدة ومؤسساتها التي تزداد شراسة يوما بعد يوم، رغم مشروعية اسبابها ومبرراتها،
هذا رأيه وأنا أحترمه.
الاسلوب الامثل لاننا نرى ان التواجد بقوة في المنظمة الدولية على عجزها، واستغلال مؤسساتها ومنابرها من اجل الدفاع عن القضايا العربية والاسلامية، والتصدي للهيمنتين الامريكية والاسرائيلية عليها، وتوجيه قراراتها وبما يخدم سياسات التوسع الاستيطاني وتقسيم المسجد الاقصى بل هدمه ايضا.
ولكن السعودية ردت بما تراه الأفضل.والسعودية ترى الإنضمام لمجلس الأمن في هذا الوقت هو تقرير لمواقفه ضد الشعب السوري ولذلك رفضة بأن تمد يدها لمن يرضى بقتل إخوانها. السعودية رأت الذي يخدم الهيمنة الأمريكية والإستيطان اليهودي والطائفة التي تقتل الشعب السوري هو انضمامها الآن لمجلس الأمن الدولي.
فهذه مواقف، واذا ما جرى تبنيها ستوحد العرب والمسلمين ونسبة كبيرة من العالم الثالث خلفها لانها قضايا غير خلافية.
إن كنت تقصد بالمواقف؛ المواقف التي قامت بها السعودية فالأغلبية إلم تكن كل الدول الإسلامية والعربية وغيرها وقفت مع السعودية في قرارتها!
تحليل الاستاد الصحافى عبد البارى عطوان .............منقول طبعا اخى مسافر المريخ........
االا ترى فيه نوع من الواقعية ايضااا؟؟؟..........وهو يقلل من اهمية الرفض على ان الاسباب المعلنة غير الحقيقية؟؟؟