يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

نزهة الفلاح

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
1 جويلية 2013
المشاركات
1,061
نقاط التفاعل
2,106
النقاط
71
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الرحمن جميعا ورضي عنكم
اليوم بدأت يوميات بسيطة الأسلوب عن قصة حقيقية أود مشاركتكم إياها
وأسأل الله أن يكون فيها الخير الكثير
واعذروني على تواضع أسلوبي لبساطة لغتي
أرجو من الله لكم قراءة ممتعة وسعادة لا تنفد

********

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة
...


قصة حقيقية...

ذهبت سلمى لزيارة صديقتها المقربة فرح، التي تعمل في مخدع هاتفي * ...

فجلستا في الكراسي القريبة من الهواتف تضحكان وتمرحان كعادتهما...

دخل شاب وسيم أزرق العينين جميل الطلعة ... فطلب من فرح أن تعطيه بطاقة جوال... وهو مبتسم بعد أن سألها عن أحوالها... إنه جارهم جمال... نظر إلى سلمى نظرة فارغة المعنى، نظرة شاب يرى فتاة لأول مرة بغير انتباه..

ذهب إلى حال سبيله، وعادت فرح إلى مكانها...

مرت الأيام وسلمى تزور صديقتها كل يوم بعد عودتها من الجامعة، لابد أن تمر أولا لتراها وتطمئن عليها، لاسيما وأن فرح تمر بظروف قاسية تحتاج معها الدعم النفسي والمعنوي...

كانت هذه العلاقة جلية لكل أصحاب المحلات في هذا الحي الشعبي الذي يعج بالحركة...

علاقة لاحظ جمال اختلافها ورقي أخلاق الصديقة الجديدة، التي تتعامل بعطاء وإيثار منقطع النظير...

فكر في الاقتراب والفضول يلح عليه لاكتشاف هذ ه الفتاة الوافدة الجديدة على الحارة، لكنه يخشى أن تكشفه عيناه، فآثر الصمت والمراقبة من بعيد...

إلى أن جاءت إليه هي... تبحث عن أوراق بيضاء فبدأت الحكاية....

* المخدع الهاتفي: هو دكان فيه هواتف يستعملها الناس للاتصال برمي النقوذ مسبقا...

بقلم: نزهة الفلاح
 
آخر تعديل:
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

القصة اثارت فضولي باذن الله سأكون متابعتها الي النهاية
بارك الله فيك

اللهم يسر يارب وتكون مميزة ونافعة
بارك الله فيك عزيزتي

 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...

قصة حقيقية...

الحلقة الثانية

وقف جمال أمام دكانه الصغير وأذان صلاة العصر يصدح في الأفق من مسجد الحارة الذي يزين قلبها... وقف يتفقد المارة، منتظرا زبائن جدد.. جمال شاب في الثلاثينات من عمره، هادئ الخطى، معروف برزانته وطبعه الهادئ، كل بنات الحارة يتمنين نظرة منه، وأغلبهن تراه زوجا مثاليا، حتى أنفاسه تخرج بهدوء في تناغم بطيء كأن الرئة تستنفذ كل وقتها لتنظيم خروج الهواء ودخوله...

وبينما هو كذلك وفي التفاتة عابرة منه نحو المخدع الهاتفي... إذ يرى فتاة سريعة الخطى... نشيطة الحركة، جريئة الطلعة يلفها حياء غريب وغض بصر نادر، عكس سرعة حركتها تماما... يا للمفاجأة، إنها سلمى قادمة نحوه، تسارعت أنفاسه، فاستجابت نبضات قلبه...

دخلت الدكان، وألقت السلام ...

فرد السلام وتواجد في المكان... فقالت بسرعة لم يستطيع مجاراتها في أول الأمر، لأنها عكس طبيعته تماما: أريد رزمة أوراق بيضاء A3 خاصة بالنسخ..

مد يده ببطء محاولا إخفاء ارتباكه، وتفاجئه بخطوة لم يتجرأ هو عليها، فجاءت هي إليه..

قدم إليها الأوراق فوضعت النقود وشكرته وانصرفت في سرعة لم يفهمها بعد... حتى أنها لم تنظر إليه...كان تركيزها كله فيما تريده وانتهى الأمر...

لم يكن يعلم عنها شيئا سوى أنها فتاة مختلفة تمر منذ أكثر من شهر، كل يوم أمام دكانه لينتهي بها المطاف في المخدع الهاتفي القريب ...

اهتز كيانه ... إنها تنطق الفرنسية بشكل جيد، ممم ملامحها جميلة لكن فيها وقار غريب، رزانة رغم سرعة الحركة، حياء مع جرأة، جرأة مع حدود في التعامل... متناقضات تذوب في بعضها لتفرز شخصية مميزة لم يصادفها من قبل...

دارت رأسه من التفكير لاسيما مع شح المعلومات عنها... إنها لغز محير لشاب اعتاد أن تعجب به الفتيات وتتكالب عليه نظراتهم، فيصدها بحكمة رغم أنها تشبع الإيجو ( الأنا المتعالية) داخله ...وتغطي ثغرات نقص لديه، لاسيما وأنه لم يكمل تعليمه، ليعمل في دكان والده بعد وفاته ويعيل أمه وأخواته...

اشتعل فضول جمال وقرر أن يخوض تحديا لم يخضه من قبل...

عادت سلمى بالأوراق، وأتمت فرح نسخ بعض الأوراق للزبون، وعادتا إلى نقاشهما المحتدم في حل حاسم لمشاكل فرح العويصة ومحاولة من سلمى إقناعها بالطلاق من زوجها الذي كسر جهاز التلفاز على ظهرها وهي حامل في شهرها الثالث... وتخوف فرح من نتائج لا تحمد عقباها...

مر أسبوع وجمال يغلي ووجهه كالخشب لا يظهر شيئا مما عليه فؤاده... ينتظر فرصة أخرى ليشرع في المغامرة المثيرة ...

مل الانتظار وتحرك نحو الهدف...

بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

مشكورة على القصة
يسر الله امورك اخيتي

العفو عزيزتي
بارك الله فيك وتقبل دعاءك

 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...
قصة حقيقية...
الحلقة الثالثة
بعد أسبوع من انتظار تكرر فرصة زيارة سلمى لدكانه، قرر جمال الذهاب إلى المخدع الهاتفي بعد أن تمر كعادتها ليضمن أنها موجودة هناك...
طال انتظاره، يتعامل مع الزبائن بقلة تركيز واضحة، وأخطاء تكلفه أحيانا رأس المال والربح...
تبا لم تظهر بعد، ترى ما بها؟ ليست عادتها أن تتأخر؟ .. ربما موجودة مع فرح ولم أرها؟
أطل برأسه متصفحا بعينيه زجاج المخدع الهاتفي، فلمح فرح ترتب الدكان استعدادا لإنهاء عملها، ولا يوجد معها أحد...
استبد به القلق، واضطرب قلبه، أأسأل عنها فرح؟ لالالالا مستحيل ستفهمني خطأ...كيف أفعل؟ ..
هكذا كان جمال يحاور نفسه..ويتأرجح بين صورته أمام الناس التي تمثل له كل شيء، وبين الفضول الذي يستشري في خلايا فؤاده..
مرت الأيام ولا أثر لسلمى... كل مرة يختلس النظر إلى زجاج المخدع الهاتفي... فلا يرى إلا فرح أو زبائن خارجة أو داخلة أو جالسة...
لاحظ جاره صاحب الملبنة قلقه فسأله عما به، فطمأنه أنه فقط ينتظر موزع التبغ وقد تأخر عليه وقد نفدت بعض الماركات ...
اقتربت الخامسة مساء في يوم ربيعي رائع وقد اقترب الصيف وبدأ النهار يطول وتتفتح المشاعر بهجة بصفاء السماء وزرقتها الجميلة... ورائحة الشاي بالنعناع تداعب الأنوف العابرة من الحارة.. إنها الرائحة المميزة المنبعثة فجرا وعصرا من دكان العم عبد الرحمن بائع الشاي والفطائر الشهية...
وفي التفاتة يائسة من جمال نحو المخدع، إذ يرى فرح تسلم بحرارة على سلمى وتضحك وتمرح برؤيتها... فتساءل كيف مرت ولم يرها.. لم يكن يعلم أنها كانت مسافرة وأنها أتت من بيتهم وليس من محطة الحافلة القريبة كعادتها...
تنفس الصعداء وكأن روحه عادت إليه... فكر في بدء المغامرة لكن خشي أن تكشفه عيونه ويصح فيه قول الشاعر: الصب تفضحه عيونه ...
فاصطبر واشترى الشاي ليشغل نفسه بحلاوته ونغمات لمطربه المفضل ...
مرت ساعة فتهيأ للذهاب ونادى أخاه ليحل محله ثم انطلق...
قلبه يرتعش من الارتباك، عيناه تدوران في رأسه لكنه قرر وزمجر ومن الخوض لا مفر..
أطل للاطمئنان على الأجواء فإذا به يصدم مما جعله يهرول نحو الهدف وقد قدمت إليه فرصة من ذهب... فسلمى في خطر...
بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...

الحلقة الرابعة

أطل جمال من باب بيتهم، بعد أن خرج مستعدا للمغامرة..فإذا به يرى ابن جيرانهم طارق يترنح داخل المخدع الهاتفي ويلوح بورقة نقود بعد أن شرب حتى الثمالة، ويتلفظ بألفاظ بذيئة ويشتم كل من مر أمامه... طارق الشاب الذي يستأجر بيتا مع زملائه في العمل، وهو ابن مدينة أخرى...لكنه يكسر كل قوانين الأخلاق في حي لا يعرفه فيه أحد سوى أنه موظف وأنه زير نساء محترف... وسكير مدمن...

هرول جمال نحوه محاولا تهدئته.. فوجد محمد البقال المجاور قد سبقه إليه... واجتمع الناس بعد سماع صراخه، دخل جمال الدكان وقلبه في يديه، يتوقع أن يجد سلمى أو فرح مغشي عليها من الخوف، فإذا به يجد فرح تكلمه بكل هدوء ( فهي خريجة في تخصص علم الاجتماع ولكن لم تجد عملا ورأت في حياتها الكثير مما أسكبها صلابة ورباطة جأش ) ومحمد يذكره بالله وبأن هذه ليست أخلاق الرجال بلطف ولين، وسلمى تجلس في كرسي مجاور وترصد المشهد في هدوء وطمأنينة مستفزين ولا تنبس ببنت شفة...

بعد دقائق هدأ طارق قليلا واعتذر من فرح التي تتحمل رائحته الكريهة باصطبار، وأراد أن يقبل رأسها ولكنها صدته برفق وهي تدعو الله داخلها ألا يأتي زوجها الآن فيتشاجر معه، فقال لها ضاحكا وكأنه لم يفعل شيئا: احتراماتي أختي فرح احتراماتي...

ولما وجد جمال نفسه في مأزق لا يحسد عليه، وضاعت فرصة البطل الشهم منه، تصنع بأنه جاء للاتصال، فذهب إلى هاتف قصي وأمسك السماعة وبدأ ينظر إلى سلمى نظرات ذات مغزى...

وهي لا تلتفت نحوه، بعد دقائق انتهى المشهد وانفض الناس، وتنفست فرح الصعداء وجلست بالقرب من صديقتها، وماهي إلا لحظات حتى صرخت من الألم، قفز جمال للمساعدة، وارتبكت سلمى...

فقال مسرعا موجها الكلام لسلمى وقد استجمع قواه واستمر في نظراته التي تبرق انبهارا وتساؤلات عن سر هيبتها التي تأسر فضوله: ماذا بها فرح؟

فأجابته باقتضاب و هي تغض من بصرها: لا أعلم بعد..

فصدم وعلم أن نظراته لم ترى أصلا، فالتفت إلى فرح يسألها وهل يأتي بطبيب أم ماذا؟

وإذ هم كذلك، وصل زوج فرح وتجمد جمال في مكانه..

بقلم: نزهة الفلاح

 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...
الحلقة الخامسة
وصل زوج فرح قبل موعده المعتاد، يريد مالا ليذهب إلى الحانة كعادته شبه اليومية... فلما رآه جمال تجمد في مكانه.. خشية أن يغار على زوجته أو أن يفهم وقوفه بالقرب منها خطأ، لكنه دخل هاشا باشا وسلم عليه فهو جارهم ويعرفه جيدا، ففرح تعمل في مخدع هاتفي في نفس الحارة التي تسكن بها...
خرج جمال وهو يجر أذيال الخيبة، وتساؤلات كثيرة تدور في خلده، ترى لم لا تنظر إلي؟ أتخشى جاذبيتي؟ لماذا هي هكذا هادئة ولا تخاف؟ ربما مخطوبة؟ ربما تحب رجلا معينا؟؟
أنا جمال العاقل الوسيم الذي تجري وراءه البنات وتتمناه زوجا، فتاة كهذه لا تنظر إلي؟؟؟ لالالا لابد أن ألفت نظرها بأية طريقة..
وصل جمال إلى دكانه وقلبه يغلي من الغضب وتائه من الحيرة، ويشعر بالنقص والعجز أمام هذا اللغز المحير..
مرت أيام وهو يفكر في طريقة للفت انتباهها إلى نظراته الآسرة، نظراته التي يستجمع فيها معان تخترق قلب الأنثى، فتشغله وتشعل تساؤلاته...
أما سلمى فكانت في السنة الثانية من الجامعة، و لا تفصلها عن امتحانات آخر العام سوى شهرين...
التخصص كان صعبا ويحتاج منها تركيزا، أي نعم حصلت على نتائج مرضية في الشطر الأول من العام، لكنها تسعى لنتائج أفضل، فهذه السنة حاسمة في مستقبلها المهني ...
سلمى فتاة في العشرين من عمرها، طموحة، مرحة، تتقي الله وتسعى لرضاه في كل وقت، رغم أنها عاشت بين والدين مطلقين، وحيدة أمها، لكن أمها نذرت لها حياتها، فأحسنت تربيتها، وعلمتها أن الرجال لا ثقة فيهم، وأن من يريد الحلال لا يطرق سوى باب البيت مباشرة...
فكانت تغض من بصرها وتعاملها محدود ولداع مع زملائها..
بدأت تجهز نفسها للتحضير الجاد للامتحانات، وبدأت تنسخ دروسا لا تحضرها نظرا للطبع التلقيني فيها، وأنها مواد حفظ لا تحتاج لكثير فهم...
بعد أسبوع من ذلك اليوم المحبط لجمال، تعطلت آلة النسخ في المخدع الهاتفي، وكانت سلمى تنسخ دروسا مهمة ولابد أن ترد الكشكول لصاحبته بسرعة.. لم تحتر في أمرها كثيرا لأن دكان جمال بالنسبة لها دكان وكفى، حملت الكشكول وانطلقت نحوه، في هذه الأوقات كان جمال يقتني أغراضا هامة للمحل، وصل بعد لحظات، فوجد سلمى تقف في المحل وأخوه ينسخ الورق...
ففرح كثيرا ولم يضيع هذه الفرصة الثمينة بالنسبة له...
بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...
الحلقة السادسة
وصل جمال فوجد سلمى تقف في المحل وأخوه ينسخ الورق...فشمر على ذكائه وقرر وبدأ التنفيذ...
دخل إلى المحل مبتسما، خجل النظرات، مرتبك الأيدي، بشكل لا يظهر لأخيه المنهمك في النسخ، فنظر إليها ... لكنها لم تره، لأنها كانت تستثمر وقت الانتظار في قراءة كتيب بدأته عن أسباب التخلف فيما يسمى العالم الثالث..
فخرج من الدكان ثم عاد وهو ينظر بقوة ويحرك أشياء ليلفت انتباهها، وقد كان ... فقد أحدث جلبة في غمرة الهدوء السائد..
رفعت رأسها أخيرا فقال لها متصنعا الانشغال بترتيب السلع: أهلا أختي كيف حالك؟
هزت سلمى رأسها ثم خفضته، لتعرف من يكلمها، وأجابت: الحمدلله بخير...
ثم عادت إلى القراءة... فقال لها: ألست صديقة فرح؟
فقالت: بلى ..
فقال باهتمام واضح: أهلا بك وبكل صديقات بنت حارتنا وأختنا الصدوقات المحترمات...
فقالت سلمى بأدب: فضل من الله...
سكت قليلا وقد فهم أن الفضول يمكن أن يضايقها فغير سياسته في الحال:
أخذ أول دفعة من الورق المنسوخ الموضوعة على الطاولة وشرع في ترتيبها، تمعن فيه وكأنه ضليع في علم الحشرات... وقال باهتمام ظاهر وقد أذن لعينيه أن تنظر إليها بتقدير واهتمام وانبهار...
مما أفرز نظرة نوعية..
واضح أن تخصصك صعب ولا يصلح إلا للأذكياء...
فقالت سلمى وقد أصاب أول سهم عقلها، فهي تعشق النقاش والتحدث في تخصصها..
ليست مسألة صعوبة، هو متشعب أكثر مما هو صعب...
فقال باهتمام وكأن من أمامه عالمة من فطاحلة علم الأحياء وهو التلميذ النجيب المطيع: ربما لكثرة المواد مثلا؟
فردت عليه سلمى وقد طوت الكتاب ولازالت تغض من بصرها كعادتها: نعم فعلا كثرة المواد المدرسة، وأيضا كل مادة عالم مستقل بذاته، فكما ترى فهذه مادة البيولوجيا الحيوانية وفيها أقسام: الحشرات واللافقريات والفقريات وهكذا...وكل شعبة فيها فروع.. وتخصص قائم بذاته...
استمر النقاش قرابة الربع ساعة، حتى انتهى النسخ... وقد لاحظ أن هناك جداول يبدو أنها تلخص خصائص بعض الحشرات لكنها صغيرة.....
فقال باهتمام: لو سمحت لي يا أختي .... عذرا ما اسمك؟
فقالت: سلمى...
فأكمل: ألاحظ هنا أن الجداول صغيرة... لو تحبي أن أكبرها فلدي ورق A3 للنسخ وبهذا سيسهل عليك الاستيعاب والحفظ..
فكرت سلمى مليا وقالت: فكرة جيدة بارك الله فيك..
إذن هاهي كل الجداول المنسوخة سأتركها لتكبرها، وأعود لاحقا بإذن الله لأخذها..
فقال بسعادة: وهو كذلك..
عادت سلمى إلى صديقتها..وجلست قليلا ثم ودعتها لترد الكشكول لزميلتها في الجامعة، ثم تعود إلى البيت لتعطي الوقت لوالدتها الحبيبة أيضا...
أوت إلى فراشها بعد يوم طويل بين الجامعة وإسراع الأساتذة في إنهاء الدروس، وبين الحارة المجاورة ومشاكل فرح التي تحيرها، وهي صديقتها المقربة... وبين... شاب يهتم بذكائها فوق العادة ولأول مرة في حياتها، تلاحظ اهتماما مميزا...
حاولت تبسيط الأمور، لكن هناك نظرة منه على التفاتة بريئة منها، أشعرتها بشيء طالما تجاهلته داخلها..و................
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...
الحلقة السابعة
أوت سلمى إلى فراشها، وهي تفكر في النظرة الغريبة التي لفتت انتباهها، ترى لماذا كان مهتما بي رغم أنه لا يعرفني؟ تراي جميلة ومميزة إلى الدرجة التي تجعله ينظر إلي هكذا؟ ....
احتارت ولم تجد جوابا، لكنها أحست بشيء يداعب قلبها المقفل والذي تحفظه من كل مؤثر يمكنه أن يحرك حاجة دفينة للحب والاهتمام والرعاية....لاسيما في بيئة قاحلة، لم تعرف فيها حب أب ولا مدح ولا تشجيع من أم... وحدة وهدوء وملل لولا علاقتها بالله ثم بالناس وشغلها فراغها ....
مر اليوم التالي عاديا في الجامعة بين محاضرات وتحضيرات في خزانة الجامعة مع زميلتها المقربة...
ثم غداء في مطعم الجامعة... ثم آخر حصة في التطبيقات العملية لمادة البيولوجيا الحيوانية وتشريح فأر أبيض ...
كل هذا واهتمام البارحة لم يفارقها، أشعرها بنوع من السرور رغم صعوبة بعض الأمور، لاسيما وأن التشريح ختم بنقطة سيئة نظرا لأنها في سهو منها أتلفت بعض الأعضاء الداخلية للفأر خلال القص...
وأخيرا خرجت من القاعة وتخلصت من الرائحة النتنة، وتوجهت إلى محطة الحافلة...وصلت أخيرا بعد ساعة من الزحام إلى الحارة، وهاهو جمال يطل برأسه مترقبا، وما إن رآها حتى اختفى داخل الدكان، أكملت طريقها نحو هدفها اليومي... وجدت أخت فرح تحل مكانها، فسألتها عنها، فعلمت أنها في المستشفى نظرا لأن الألم لم يتوقف، وأنها فقدت جنينها... بسبب تهور زوج لا مسؤول بضربات يومية لا إنسانية..
جلست قليلا للتفكير، ثم قررت أن تزورها في الغد ... وانطلقت لجلب الجداول من دكان جمال...
هاهي قادمة، هكذا قال جمال لنفسه وقلبه يضرب بسرعة ثلاثمائة نبضة في الدقيقة :p ولكنه مسيطر تماما على انفعالاته، جلس وأمسك كتابا .. وجلس يقرأ متصنعا الاهتمام وعمق التفكير والرؤية...
هاهي وصلت أخيرا، وألقت السلام فرد السلام وقام من مكانه مبتسما وقال: أهلا أختي سلمى..
فقالت له: هل جهزت لي الجداول التي اقترحت البارحة؟
فقال برزانة متصنعة ونظرة عميقة ذات مغزى متناسيا مكان الأوراق: جداول آآآ جداول ...
نعم أظنني جهزتها... لحظة..
وشرع في البحث عنها، ويقول: أين وضعتها يا سامي ( يقصد أخاه) أين أين مممم ...
لا أعلم أين وضعها أخي لكن أظنها جاهزة، أيمكنك الانتظار قليلا؟ سيأتي بعد قليل..
وبدأت الحكاية ....
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...
الحلقة الثامنة
وقفت سلمى في انتظار الأوراق، وسامي الذي تتوقع أنه آت... فأطلق جمال أشعة الليزر ( النظرات ) التي تذيب أسوار القلوب المرهفة ...
وتجاذبا الحديث في التخصص والدين والأبراج والسياسة وغلاء المعيشة وانحطاط الأخلاق ...... وحتى أصل العائلة...
مر من الوقت ساعة ولا أثر لسامي ولا للبضاعة... والزبائن تقطع الحديث عليهما أحيانا، وسلمى واقفة وعينيها في الأرض... هذا يريد سجائر وهذا جرائد وهذا نسخ أوراق.... وهذا ورقة اليانصيب وذاك يتسول ويشحذ قوت يومه وتلك تنظر إليها باستغراب، وعيناها تنطق حيرة.. من أنت التي سمحت لنفسك بالوقوف مع رجل الحارة وحلم بناتها...
طال الانتظار والنقاش أيضا، وسلمى مندمجة في حرب الإقناع، وجمال يلتقط معلومات تمر في تسلل بريء من لسانها...
يكتشف الشخصية، يسبر أغوار ا حيرته شهرا ... يرسل كلمات، تلميحات بين السطور...
يتأفف أحيانا من تأخر أخيه، الذي يعلم جيدا أنه لن يأتي إلا ليلا...
جمال مستمتع بكلام سلمى الماتع، ورصيدها المعرفي الواسع، وحيائها النادر والرائع... وهي تحس أن أرضية الدكان تجرها بمهارة وكلمات جمال تسحرها بجدارة، ونظراته تشعرها أنها أنثى جبارة، واهتمامه يوحي إليها أنها متميزة وذكية ومبهرة في نضارة...
هي تتحاشى النظر إليه، وهو يصر على إمعان النظر في وجهها البريء...
هي تحافظ على مسار النقاش وهو يحرفه نحو الأمور الشخصية بذكاء ومرونة... لم تكن أسئلته مباشرة ولكن مفتوحة، تترك المجال لسلمى للإسهاب والكلام، وكلما تكلمت أكثر كلما اكتشف أكثر...
مرت ساعتان كالبرق، وهاهو أذان المغرب يصدح مؤذنا بحلول الظلام... أفاقت على إثره سلمى من غفوة أشعلت شرارة التواصل بين عقلها ووجدانها... لتشق بكامل إرادتها طريقا لا تعلم نهايته....
أخيييرا لقد تشكل هرمون الدوبامين.... وانطلق التعلق وبدأ السباق...
استأذنت في أدب، واعتذر هو في بالغ أسف على تأخر أخيه.. ووعدها أن تجد أوراقها في الغد جاهزة في انتظارها...
خرجت وهي تجد السير نحو البيت...ولكن فكرها كله منهمك في اللغز الجديد...
وقمعت حسها التحليلي لكيلا يحلل ما يجري لها... إذ بدأت تشعر براحة وسعادة وهمة عالية وتتمنى لو ضحكت بقوة لكي يسمعها العالم... ولسان حالها يقول... ياهوووووو أخييييرا أحس أني إنسان..
وفي غمرة السعادة التي ترجئ تحليلها إلى ما قبل النوم... اعترض طريقها زوج فرح وعيناه تنطقان شرا...
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...
الحلقة التاسعة
انطلقت فرح إلى بيتهم في سعادة عارمة، وما إن تجاوزت المسجد بخطوات حتى استوقفها زوج فرح وهو مغتاظ وينظر إليها بغضب..
فقال لها في تكبر: أخت سلمى يبدو أنك لا تعرفيني جيدا...
فقالت له في هدوء: لم؟ هل هناك شيء؟
فقال لها: لالا شيء سوى أنك تتسببين في خراب بيت صديقتك..
سلمى: لم أفعل شيئا يستدعي هذا الكلام... كل مسؤول عن نفسه وفرح ليست قاصرا..
زوج فرح: نعم مسؤول ولكن هي تسمع كلامك وتطالب بالطلاق الآن..
سلمى: هذه حياتكما وأنتما حرين تماما فيها...
زوج فرح وقد استفزه هدوءها، ما بها لم ترتبك أو تخشاني؟ هكذا قال في نفسه ثم قرر تغيير الخطاب فقال: طبعا طبعا نحن حرين... فقط هي تسمع كلامك ودائما لا تقول عنك سوى خيرا...
سلمى: الحمدلله، إذن هذا دليل آخر على أني لا أحرضها على شيء ...
زوج فرح: أختي سلمى بصراحة، هل يمكنني أن أطلب منك طلب؟
استغربت سلمى من تغير الخطاب إلى النقيض وقالت: نعم تفضل، إن كان في استطاعتي...
زوج فرح: أنا أحب زوجتي جدا ولا أود الطلاق، هل يمكنك إقناعها بذلك، فهي تسمع كلامك...
سلمى: إن شاء الله، اختار الله لكم الخير...
زوج فرح: آمين، إذن أعتمد عليك؟
سلمى: اعتمد على الله وأنا سأحاول والله الموفق..
شكرها وانصرف.. ووصلت إلى بيتهم أخيرا...خارج التغطية... ساهية عن العالم الخارجي..
وفي الغد أمضت اليوم على أمل واحد... الذهاب إلى دكان جمال لجلب الأوراق.. كانت مستمتعة جدا بالشعور الجديد، لم تجرب من قبل أن تشعر أنها أنثى، ضربت بنصائح أمها عرض الحائط وأطلقت العنان لمشاعرها التي ترفرف فرحا، وطاقة عالية تجعلها تضحك في وجوه الناس، حتى يومها في الجامعة كان مختلفا، في حصة التطبيق العملي لعلوم الأرض... كانت تنظر إلى صفيحة البازلت ( صخرة بركانية ) في المجهر وترسم باستمتاع على غير عادتها، وتشعر بيدها كأنها تنطلق في الرسم ببراعة وترص المعادن في حرفية مستجدة...
ركبت الحافلة ومعها زميلتها... التي كانت تكلمها عن أستاذ علم المتحجرات وقسوته في وضع النقط... فكانت تقول لها نعم وتصمت، وتسرح بخيالها في كلام البارحة...
تتذكر كل كلمة من كلام جمال.. وكأنها تسمعها فتحلل كل كلمة وتحاول فهم كل ما يرمي إليه... لدرجة أن زميلتها لاحظت ذلك.. فسكتت..
نزلت أخيرا قبل زميلتها التي ستكمل المسيرة إلى حي غير بعيد...ثم انطلقت إلى الدكان...
لم تجد جمال، بل وجدت أخاه الأصغر بدر... أخبرته عن الأوراق فقدمها لها.. دفعت المال ثم انصرفت إلى المخدع الهاتفي...
لم تكن تعلم أن جمال تعمد ألا تجده، لكي يجس نبض خطته، هل ستهتم أم أن كلامه ونظراته لم تفعل شيئا بعد...
راقبها من الملبنة المجاورة من حيث لا تراه..
دخلت إلى المخدع، أووووووووه لقد نسيت زيارة فرح في المستشفى...
سألت عنها أختها، فأخبرتها أنها في البيت، فهرولت إليها...
مرت أيام وهي تحبس نفسها حبسا عن الذهاب إلى دكان جمال... رغم أنها تشعر أنها في حاجة للتواصل معه...
وجمال بدوره استساغ اللعبة، لكنه قلق على نجاح خطته، كل هدفه أن يثبت لنفسه أنه يستطيع استمالة قلب هذه الفتاة العفيفة التي من الواضح أن قلبها صفحة بيضاء لم يخط عليه أي رجل شيئا... فكان من المهم بالنسبة له أن يكون الرجل الخارق الذي ينتصر لرجولته ويحقق هدفا مهما كهذا... وماذا بعد؟؟؟ الهدف أولا وما بعد ذلك في علم الغيب، هكذا قال لنفسه...
حكت سلمى كل شيء لفرح بعد أن حاولت تلبية طلب زوجها، فناقشتها في طلب الطلاق، لكن فرح كانت مصرة على قرارها، رغم تخوفها الشديد من تهديدات زوجها لها بأنه سيتركها معلقة لا هي متزوجة ولا هي مطلقة...
بعد أيام ... عادت فرح أخيرا إلى العمل بعد أن تحسنت صحتها...
وقررت مراقبة جمال للتأكد من تعلقه لتبدأ الخطوة الموالية التي تتمناها كل فتاة...
وفي عشية جميلة، والأشعة الدافئة تداعب أرضية الدكان... جلست فرح وسلمى تتجاذبان أطراف الحديث بشاي منعنع من يدي عجوز طيب ...
وهاهو من عليه العين يمر في خجل... وقلب سلمى قد وجل...
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...

الحلقة العاشرة

كان الجو جميلا ودافئا، لم يعد يطق جمال صمته وعدم ظهور سلمى في دكانه، احتار قلبه... هل لفت انتباهها إليه، أم كان حوارا ونسيت كل شيء... مر أسبوع ولا خبر ... وسلمى بدورها تحبس مشاعرها لكي لا تذهب إلى الدكان، فنظرات جمال كانت ذات مغزى تفهمه الفتاة...

قرر أخيرا أن يذهب إلى المخدع الهاتفي لجلب بطاقة جوال... دخل فوجدها هناك مع صديقتها، فألقى السلام ونظر إليهما نظرة فارغة من أي إحساس، ومر أمام سلمى وكأنه لا يعرفها...

أعطته فرح البطاقة وباقي النقود... ثم عاد من حيث أتى... وكأن شيئا لم يكن....

صدمت سلمى من تصرفه، واحترق قلبها من جموده واختفاء نظراته، التي كانت تحسب أنها حب منه، وتمهيد للكلام عن خطبة وزواج ...

نظرت إلى فرح نظرة حائرة، فجلست فرح ولم تفهم شيئا...

لم تكن تعلم بالنار التي أشعلها النور أدرينالين في قلب سلمى...

النار التي تؤدي بالكثيرين من المتعلقين إلى الجري وراء المتعلقين بهم ليفهموا ماذا يجري.... وهذا هدف جمال، أن يعرف ما محل نظراته واهتمامه من قلب سلمى..

فقدت مزاج الكلام أو حتى التواصل مع أي أحد... استأذنت باكرا.. وذهبت إلى البيت...

أحست بإهانة عارمة تقتحم أوصالها.. وتقض مضجعها..

وصلت أخيرا، فوجدت والدتها لم تعد بعد من العمل...

توضأت وصلت ركعتين وأجهشت بالبكاء بين يدي الله... كلمته طويلا، تحاول أن تفهم..

صلت استخارة، خشيت على قلبها من الانزلاق، لقد بدأت حقا تتعذب بسبب هذا الرجل، اهتمامه يومها لم يكن عاديا أبدا، نظراته كانت عميقة وتعبر عن إعجاب كبير وحب ... لكن حاله اليوم ليس حاله بالأمس... ماذا يجري يارب وكيف السبيل لمعرفة حقيقة الأمر.. هكذا خاطبته بصدق ودموعها تغسل حرارة الإهانة داخلها...

أنهت جلستها مع خالقها.. وقامت إلى دروسها ومستقبلها، فكلية الصيدلة تطلب نقاطا عالية في مادة الكيمياء الحيوية، وهي لا تفهم فيها شيئا بعد... لاسيما وأن الأستاذ لا يشرح والأمور لم تتضح بعد في ذهنها...

اتصلت بزميلتها تستفسر عن تمرين عن سكر اللاكتوز .. ثم شرعت جديا في المذاكرة متناسية كل ما فات بعد أن أحست براحة بعد شكواها على ربها...

اتصلت بها فرح فطمأنتها أنها بخير... ثم خلدت إلى النوم بعد أن أوقفت كل أفكارها... بتذكر شيء واحد، أن الله لن يفعل إلا خيرا وكان أمرا وانتهى...

مرت الأيام واختفت سلمى عن الحارة، نظرا لتركيزها في امتحاناتها...

واتفقت مع فرح أن تلتقيها في بيتها أحيانا، وأن يتواصلا يوميا بالهاتف للاطمئنان على فرح ومسيرتها مع الزوج الظالم والحياة السوداء معه..

كانت سلمى تشعر بمسؤولية الدعم المعنوي لفرح نظرا لأنها تعيش مشاكل حقيقية ومؤرقة، بين زوج ظالم بكل المقاييس، وعمل مرهق، وصحة متهالكة...

مرت الامتحانات أخيرا.. وتنفست سلمى الصعداء بعد خروجها من مادة بيولوجيا النبات..

فعادت مسرورة إلى بيتها... ولكن سرورها لم يدم فقد اهتز قلبها من جديد

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح

 
آخر تعديل:
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...
الحلقة الحادية عشرة
عادت سلمى في الحافلة إلى بيتهم وهي مسرورة بإنهاء الامتحانات بخير... نزلت من الحافلة وانطلقت ورفعت رأسها لتقطع الطريق، فإذا بها ترى جمال وهو يبتسم وينظر إليها ونظراته ذات مغزى... خفضت رأسها، واهتز قلبها ورفرف من جديد... تصنعت عدم رؤيته فانطلقت ...
فناداها باسمها... التفتت إليه فقال باسما:
كيف حالك أختي؟
فقالت وهي مستعجلة: الحمدلله..
فقال وهو يركز عينيه عليها، وهي تخفضهما، لكنها تحس بالليزر ( النظرات) يخترق قلبها: أين اختفيت منذ زمن طويل، قلقنا عليك..
فقالت بحزم: لا داعي للقلق.. انشغلت بدراستي...
أحبط جمال من ردها، ومن إصرارها على غض بصرها...وعلم أنها لا تهتم لأمره وأيقن بفشله الذريع في استمالتها...
فقال في برود: وفقك الله..
فقالت في برود أكبر: آمين، السلام عليكم...
ثم انطلقت، حتى أنها لم تترك له المجال ليرد التحية..
وصلت إلى بيتهم، هدوء كالعادة، استفزها للبكاء... أحست بمشاعر مختلطة.. هل هذا حب أم مجرد إعجاب؟ ماذا يريد مني هذا الرجل؟ ألم أختف من حارتهم، إذن فليتركني وشأني... ألا تكفيني مشاكلي.. رباه ارحمني ...
توضأت وصلت ركعتين وبكت طوييلا في السجود، دعت الله أن يحفظها من الفتن ما ظهر منها وما بطن...
وصلت استخارة، راجية من الله أن يريها الخير، وإن كان هو نصيبها، فليظهر منه ما يؤكد ذلك..
مرت أيام وقد انتهت الامتحانات وبدأ القلق وانتظار النتائج...
سافرت أياما عند خالتها في البادية لتغير الجو... لكن نظرات جمال كانت تلاحقها..
تحاول تجاهل الحوار الذي دار بينهما، والاهتمام المميز والظاهر..
ذهبت مع ابنة خالتها لتطلع على جمال الحقول قبل الحصاد مباشرة... فسرحت بنظرها بعيدا وبقلبها أيضا، إنها تحتاج للحب، تعبت من جفاف حياتها وقحولة مشاعرها، تتوق نفسها إلى زوج يتفهمها، ويغرقها في الرومانسية وتشعر معه حقا أنها أنثى... وليست عسكريا يذب عن حرمته في كل وقت ...
مرت أيام بعيدا عن كل شيء، سوى حياة بسيطة برائحة الفطرة الرائعة..
عادت أخيرا، وبينما هي في محطة الحافلات.. إذ تسمع أحدهم ينادي: جمال... جمال
التفتت بسرعة راجية من كل قلبها أن يكون هو... فوجدت شابا آخر ...
أما جمال فندم على خطوة باردة كلفته اختفاء سلمى... يحس بشوق لمرورها من هنا...
أين تلك الأيام التي كانت تمر فيها بشكل يومي... بحجابها الساتر وحيائها الباهر والنادر..
تذكر صديقته، التي لا يعلم عنها أحد شيئا...فاحتار في أمره... هل يسير في هذا الطريق ... لخطبة فتاة مميزة نادرة ، ويخلف وعده لمن سلمت له عرضها هدية.. وضحت لأجله أربع سنوات على أمل الزواج.. هل يطوي صفحة لم تعد تروقه... فتاة يراها مرة في الأسبوع، يعتبرها ملكه، ظن أنه يحبها، لكنه اكتشف أن هناك طريقا نقيا يستحق التفكير حقا...
احتار في أمره.. ركب الحافلة وانطلق نحو فتاة متعلقة به في جنون تحلم بالفستان الأبيض معه واستقرار حقيقي بقيادته...
مرت عشرة أيام... ظهرت النتيجة أخيرا... نجحت سلمى بميزة جيدة...
وجاءتها البشرى أنه تم قبولها لاجتياز امتحان ولوج كلية الصيدلة...
فسعدت جدا بالخبر.. وانطلقت نحو فرح تبشرها...
فرح التي فرحت كثيرا للخبر، وطلبت منها البقاء مكانها لدقائق ريثما تجلب بعض الأكل من البيت...
جلست سلمى في الكرسي بجانب درج البطاقات والنقود... وأمسكت بجريدة تقرأها، وبينما هي كذلك...
إذ سمعت صوتا اهتز له وجدانها... إنه جمال بطلعته البهية..
ملحوظة: وصلني أكثر من مرة سؤال، أو شبه تأكيد أني صاحبة القصة، أي نعم أصف الأمور بدقة كبيرة لكن هذا لا يعني أني عشت هذه التجربة،أعرف طرفي القصة ، واستأذنت قبل الكتابة، لأن القصة فيها الكثير من الأمور فائدة وعبرة وأيضا تأكيد على أمور مهمة عن الحب...
شكر الله لكم ورضي عنكم
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...

الحلقة الثانية عشرة

لمح جمال سلمى من دكانه وهي تمر من الجهة الثانية للحارة، وليس كعادتها القديمة... وتابع الحدث حتى بقيت وحدها ... فانطلق ... محاولا إصلاح ما كسر ...

ألقى السلام ... مراقبا ردة فعلها وحركاتها وسكناتها...فردت التحية والتفتت نحوه بملامح محايدة وغض من البصر... فقال في ارتباك من برود ردة فعلها... أريد فك هذه النقود...

أعطته النقود فشكرها وانصرف بخفي حنين...

احتار في أمره وانطلق في محاورة داخلية:

يبدو أنها صعبة المراس، لا تهتم لنظراتي ولا لاهتمامي... أخطأت حين عاملتها بجفاء لأعرف مدى اهتمامها..

إنها ليست كالنساء... إنها حقا مختلفة...تلزمها معاملة مختلفة تماما...

إذن لك ذلك يا سلمى...لك ذلك.. سأفوز بقلبك شئت أم أبيت...

انفعل وغلى فؤاده... وصل إلى الدكان أخيرا...

جلس يفكر في خطة بديلة للوصول إلى هدفه، واستحضر كل تجاربه السابقة والحالية مع النساء... وحفر في ذاكرته باحثا عن امرأة حديدية قابلها وكسر كبرياءها بوسائله الخفية خلف الرزانة السحرية...

أما سلمى فقد اهتز قلبها، وانفعلت جوارحها، وتشتت ذهنها...

نظراته تزعجها، تشعرها أنها أنثى وتحرك داخلها حاجة فطرية للحب، تسكتها إلى أن يأتي الحلال ... لتنعم بها مع فارس حقيقي اختارها دون بنات جنسها، ليشاركها حياته وينعم معها بحياة سعيدة في حلال الله...

وصلت فرح أخيرا ومعها عصير منعش وفطائر ساخنة...

فاستأذنت منها سلمى وذهبت إلى بيتهم...

غيرت ملابسها وبدأت تنظف المنزل وتكرر: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك... ثم تستغفر الله وتسهو قليلا ثم تعود...

انتهت أخيرا من التنظيف... وجلست لتتفرج ... فوجدت مسلسلا اسم البطل فيه جمال والبطلة منال... فشدها اسم البطل... وأثار فضولها لمعرفة أحداث المسلسل...

كانت القصة تحكي عن شاب معجب ببنت حارته، و ( هاريها نظرات على رأي المصريين ) وشبيهة نسبيا بقصتها مع جمال...

انسجمت مع الأحداث...

وبعد دقائق رن جوالها برقم مجهول... تساءلت من يا ترى ؟ لا سيما وأن رقمها لا يعرفه سوى قليل من الناس...

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح

 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...
الحلقة الثالثة عشرة
رن جوال سلمى برقم مجهول... وهي منسجمة مع أحداث المسلسل...
وتنتظر اللحظة التي يعبر لها فيها عن حبه وإعجابه بها ويستأذن لطرق باب بيتهم وخطبتها من أهلها...
تساءلت من يا ترى ؟ لا سيما وأن رقمها لا تعطيه لأي أحد...
ظنت للحظة أن جمال كافح لمعرفة رقمها، ليخبرها أنه وجد الزوجة الصالحة التي يحلم بها، ويطلب منها الزواج ...
لكنها ما إن همت بالرد... حتى سكت الجوال...
أفاقت من أمنيتها... ثم عادت إلى المسلسل..
تفاعلت مع الأحداث وكلها أمل أن يفوز البطل بقلب البطلة بالحلال...
كان البطل في المسلسل دنجوان من العيار الثقيل ولكن شدته فعلا هذه الفتاة لخجلها وطيبتها... والأهم أنها ( قطة مغمضة لا تعرف الرجال )
انتهى الفيلم بحمل البطلة وتملص البطل و........سيناريوهات يومية مكررة واقعيا وإعلاميا...
قالت في نفسها: لالالا أنا حالة خاصة، لا أنا تلك الفتاة الساذجة ولا جمال ذلك الرجل الثعلب الذي لا يبحث سوى عن إيقاع الفتاة في شرك حبه...واضح أنه ابن ناس ونظراته هي دعوة لاهتمام من طرفي فقط ليتكلم في المعقول والأصول...
قامت لصلاة الظهر... صلت ودعت واستغفرت ربها واسترخت محاولة السيطرة على هرهرة قلبها ( حركته) ... وشتات أمرها وتعكر مزاجها ...
مرت الأيام ورقم خفي يرن على جوالها... وحين تجيب، لا مجيب...
احتارت في أمرها... من يسعى لحيرتها وقلقها؟ أهو جمال أم من؟
كان جمال قد قرر أن يوقع سلمى في حبه... وبدأ يتواجد بقوة في حيها هي.... فصارت كثيرا ما تصادفه إما عند البقال مثلا... أو في زاوية الحي عند ذهابها إلى المسجد للصلاة ..
فكانت تفرح كثيرا وشيء ما داخلها يشعرها أنه يحبها، رغم أنها تظهر عادية ولا تهتم له ولا لنظراته الجلية...
تعبت فرح فقررت السفر لتجديد نشاطها.. فطلبت من سلمى أن تعمل مكانها في المخدع الهاتفي...لترتاح هي قليلا من جهة، ولتعمل سلمى أيضا ولو أن الراتب زهيد، إلا أن لهذا الأمر فوائد منها، أن سلمى ستستمتع بالمطالعة التي تحبها، وأنها ستجني بعض المال لشراء حاجياتها...
ويمكنها أيضا التحضير لامتحان ولوج كلية الصيدلة في هدوء وتركيز...وأفضل من تمضية اليوم وحيدة في البيت في غياب والدتها..
راقت الفكرة لسلمى، رغم تخوفها من الوقوع في حب جمال، إلا أن رغبة داخلها دغدغت قلبها، فاستسلم للفكرة، ووافقت بسهولة...
بدأ أول يوم عمل لدى سلمى... فاجأ جميع أصحاب الدكاكين حولها... لم يفهموا شيئا... ولم يجرؤوا على السؤال...
وجمال في قمة سعادته... لقد فهم أن سلمى تفاعلت معه وأنها جاءت لتتقرب منه وأنها وجدت طريقة لرؤيته كل يوم... يااااااااااااااهوووووو لقد أصبحت تحبه... هكذا أخبر نفسه...
وقد تأكد فعليا بعد ساعات فقط... و.....
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

قرأت جيدا في تنبيهك ان القصة حقيقية لا أدري ان كنت اضفت مقتطفات من مخليتك فقصة جميلة جدا
بارك الله فيك اختي في انتظار باقي الحلقات
 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

قرأت جيدا في تنبيهك ان القصة حقيقية لا أدري ان كنت اضفت مقتطفات من مخليتك فقصة جميلة جدا
بارك الله فيك اختي في انتظار باقي الحلقات

نعم عزيزتي، القصة حقيقية، لا لم أضف من مخيلتي فقط غيرت الأسماء وبعض الأمور البسيطة التي تحافظ على سرية الموضوع والشخصيات
اللهم يسر يارب
بارك الله فيك ورضي عنك

 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...
الحلقة الرابعة عشرة
بدأت سلمى أول يوم عمل لها.... واهتز قلب جمال سعادة بنجاح خطته... وظن أنها جاءت لأجله وأنها بدأت تحبه...
مر الصباح سلسا... وسلمى بين عمل ومراجعة لبعض المواد.. ولكن عين قلبها كانت هناك في الدكان القريب... تتوقع دخول جمال في أي لحظة... وكلما جاء أحدهم رفعت رأسها وقلبها قد اهتز فرحا ووجلا في آن واحد...
مر نصف اليوم... ولا ظهور لجمال ...
انفعلت لعدم رؤيتها له اليوم... وهي تتساءل، لو كان فعلا يحبني لجاء بأي حجة فقط ليراني...
أما جمال فكان يصبر ( على الرز ليستوي كما يقول المصريين )ويبتعد قليلا ليتعلق قلبها بحق...
أذن الظهر فأقفلت المحل للذهاب للغذاء... وحملت أوراقا من مادة الكيمياء الحيوية لنسخها بدون داع، فقط حجة لرصد ردة فعل من جمال تبرد نار قلبها...
وصلت إلى الدكان وقد رآها جمال قبل وصولها فاختبأ... ونادى أخاه..
صدمت من عدم تواجده، تلفتت يمنة ويسرة بقلق، وعيناها تنطقان حيرة... راقبها من وراء ستارة تفصل بين البيت والدكان...
نسخت الورق وانصرفت...
فرح لما رأى، وكافأ نفسه بقطعة شوكولاتة ( لحبه الشديد لها )، أكلها بتذوق وهو مستمتع وكأنه أنجز إنجازا عظيما...
أما سلمى فذهبت إلى بيتهم وغصة مرارة الحيرة والقلق من تصرفها، تجعل الدموع تعلن الإضراب على حافة عينيها لتخرج احتجاجا على رضاها بهذا الوضع الغامض، المؤرق، ممرض القلب متعبه...
مرت الأيام وجمال لا يظهر، وهي على نارها... وهو على سعادته بحبها..
مر أسبوع كامل فمر أمام الدكان كأنه ذاهب إلى المسجد، مر وكأن شيئا لم يكن... وكأنها ليست موجودة هناك...
رأته سلمى من الزجاج... اقتحم الشتات أوصالها...
وعند الإياب مر بحجة الاتصال بأحدهم... ففرحت سلمى أيما فرح...
نظر إليها ثانية ليشعل فتيل الحب في قلبها.... ويؤكد جازما أن هناك إعجاب من طرفه أو حب...
فهدأ روعها وارتفعت همتها وتسارعت حركتها ونشاطها...
لكنها حقا فقدت تركيزها في هدفها الذي ولجت لأجله كلية العلوم..
تكاسلت عن الدراسة وسهت عنها.... وتعلقت بنظرة منه خاطفة أو لقاء عابر في الحارة أو في الدكان بحجة ما...
مر شهر كامل... وجاء يوم الامتحان...وقد عادت فرح قبلها بيومين من السفر...
ذهبت سلمى لكلية الصيدلة لاجتياز الامتحان...
لا تركيز يذكر... على غير عادتها...
النظرات تحيطها وتفقدها كل تركيز... حاولت... استفتحت بالدعاء واستجمعت كل تركيزها في يوم يعتبر فاصلا في حياتها...
مرت الأيام... وظهرت النتائج أخيرا... وكانت المفاجأة...
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top