يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

جميل ما نقلته لنا من القصص الحقيقة بارك الله فيك

وفيك بارك الرحمن عزيزتي ورضي عنك
هو نقل للقصة لكن بأسلوبي بفضل الله وتعمق في الأحداث والنفسيات للعبرة والفائدة بإذن الله
بوركت

 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...

الحلقة الخامسة عشرة

وصلت سلمى إلى كلية الصيدلة وقلبها يحدثها أنها راسبة لا محالة، فلا يعقل أن تنجح ويتم اختيارها من بين أربعة آلاف متبار، لتكون من التسعين الذين سيدرسون الصيدلة لمدة خمس سنوات.

وقفت أمام اللائحة وقلبها ينبض بسرعة، تصفحت قائمة الأسماء.

اهتز قلبها طربا وفرحة، هاهو اسمها أخيرا، لقد نجحت وستحقق حلم أمها التي صابرت لأجلها.

استقلت الحافلة، وكل همها الآن أن تفرح أمها وفرح وصديقة حميمة أخرى. وتمنت من كل قلبها لو طارت إلى دكان جمال لتبشره بالخبر المفرح، جمال الذي لا يفارق بالها، والحيرة تجاهه تقض مضجعها.

ذهبت إلى الحارة المعلومة، وبشرت فرح. وسؤال يروج داخلها، كيف نجحت وأنا لم أركز كثيرا في المراجعة، أي نعم أنعم الله علي بحل أغلب المسائل، لكن سبحانك ربي، كيف أنجح وأنا واحدة من آلاف من كل مدن البلاد.

مر شهر فحان وقت الجد والعمل، وانتقلت سلمى إلى كلية الصيدلة، في عالم جديد تغلب عليه الأرستقراطية الخادعة، لكنها وجدت هناك بعض الطالبات درسن معها في كلية العلوم فاستأنست بوجودهن. رغم اختلاف زيها قليلا عن الجو العام، حجاب ساتر مع منظومة داخلية متكاملة من القيم والتعامل بما يرضي الله بفضل الله.

جعل الأنظار تتجه نحوها، إما بتهمة أنها معقدة، أو نظرات استغراب من زملاء، أو سخرية من البعض.. لكنها كانت متبلدة الإحساس عن العالم الخارجي، لاسيما وأن اهتمام جمال قد شغل حيزا كبيرا من وجدانها ودواخل نفسها.

اعتادت رجليها على دكان جمال، بين نسخ ومشتريات أخرى كانت تقتنيها من بقال الحي.. وهي تنتظر على أحر من الجمر، أن ينطق أبو الهول ويبشرها بالخبر .

وجمال مستمتع جدا بالتردد المتزايد لسلمى على الدكان، واستمر في جرعات الاهتمام والنظرات وأيضا رفع المعنويات.

كلاهما كتوم بطبعه لكن عرفا عن بعضهما أمورا في اللقاءات العابرة بين موضوع مشترك وسؤال ومعلومة ...

كل واحد فيهما تعامل مع المعطيات بطريقته.

حقق جمال هدفه بجلب اهتمامها، ولم يعد يقنع بذلك، فهي رغم أنها متعلقة به، إلا أنها لا تظهر شيئا، سوى تردد على الدكان.

كان يود رؤية نظرة مختلفة من عينيها اللتان لا ترفعهما إلا نادرا. أو كلمة تؤكد له أنه وصل لهدفه، كلمة مثل أحبك ولا أطيق بعدك كالتي سمعها من بعض فتيات حارته بشكل مباشر..

كان ينتظر الاستسلام الفعلي لأسلحته، لكن سلمى كانت قوية رغم ذلك، فمثلا إن سلم لها باقي النقود، لم تمد يدها، كان يتمنى أن يلمس يدها ولو مرة، لكنها كانت لا تسلم على الرجال وحين يسلم لها الباقي فإنها لا تمد يدها فيضعه فوق الطاولة التي تحول بينهما.

هي كانت تشتاق للزواج، أما هو فكان متعلقا وكفى، يكفيه أن يراها ويتأكد أنها مهتمة، ويفرغ جيوبها كما يفرغ جيوب الكثيرات اللاتي يرتدن الدكان لمعاملته الجميلة وابتسامته وخفة دمه ورقي تعامله.

لكن سلمى تعاملت مع المعطيات بشكل مختلف تماما،

تقبلت كل ما عرفته عنه رغم أنه مخالف للمواصفات التي وضعتها لشريك حياتها فلا تقوى الله موجودة ولا أفكار متقاربة ولا أهداف مشتركة والنظرة للحياة جد محدودة.

لكنها كانت تعزي نفسها أنها تستطيع تغييره وأن لكل شيء حل، لم تكن تعلم حينها أن محاولة تغيير الآخر عذاب وحيرة.

كانت تتوق للشعور بالأمان، بالاهتمام ، بالحب، بالتقدير ولكن في حلال الله.

لكن لا شيء، تمر الأيام والعمر ينفلت من بين يديها ولا جديد.

الحيرة تقتلها، وفرح لا تجد بما تجيبها. وجمال بذكائه يشدها.

تفاقم وضعها، تعلق بدون أية ردة فعل من جمال. وكلما سكت كلما اتقدت نار الحيرة في قلبها.

مرت سنة كاملة، رسبت سلمى لأول مرة في حياتها.

ابتعدت في الأجازة الصيفية لتعيد حساباتها، كانت كالمدمنة على الدكان، وفرح تؤكد لها عن حسن نية في كل مرة أن نظرات جمال وتعامله ليس عاديا، وأنه ابن ناس ولا يمكن أن يكون تلاعب منه بمشاعرها.

طفح الكيل وقررت سلمى فتق الرمانة بأي طريقة وانطلقت لحل هذا الموضوع الذي أخذ من عمرها الكثير من الوقت والمال والفكر وتعب القلب وإهمال المستقبل..

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح

 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

جميل هو سردك للقصه والاجمل حينما بدأت احداثها متناسقه ...
شكرا لكِ ,,,
 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

جميل هو سردك للقصه والاجمل حينما بدأت احداثها متناسقه ...
شكرا لكِ ,,,

الحمدلله على فضل الله تعالى
شكر الله لك أخي الكريم وأكرمك
 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...
الحلقة السادسة عشرة والأخيرة
فاض قلب سلمى بالهم والحيرة، واكتوى بنار التعلق ، فلا جمال عبر عما ترنو إليه ولا هو أثبت أن لا شيء تجاهها لديه..
وما زاد الطين بلة هو رقم مجهول يزعجها تقريبا بشكل يومي منذ السنة الماضية، رسخ عندها وهما أن جمال من يؤكد لها حبه بطريقة غير مباشرة..
ورغم أنها مضطربة إلا أنها كانت تدعو الله تعالى أن يرفع عنها هذا الابتلاء الذي كانت سببا فيه، وندمت أشد الندم أنها فتحت قلبها لاستقبال أمر قبل أوانه..
سافرت بعد خبر رسوبها، وتركت أمها لا تفهم شيئا ومصدومة من الخبر، فسرته أنه كان بسبب صعوبة شعبة الصيدلة والجو العام للدراسة، الذي كانت تعرف عنه الكثير من خلال حوارها اليومي على طاولة العشاء مع ابنتها الحبيبة..
لم تكن تعلم أبدا أن ابنتها منشغلة القلب برجل لا يفكر في عواقب فعله، ولا يتقي الله في قلوب إماء الله.. فعل لا يكلفه شيئا، لكن كلف سلمى الكثير من التفكير والوقت والمال والمحاولات للنسيان..
لم يكن يدرك أن كل هذا سيحاسب عليه أمام ربه، يوم تبلى السرائر وتنكشف الحقائق.
قررت سلمى أخيرا التخلص من هذا الموضوع نهائيا، صلت استخارة ودعت الله تعالى بيقين أن يتوب عنها ويرفع عنها هذا البلاء الذي أدخلته بنفسها لحياتها.
ثم اتصلت بأسماء صديقتها الحميمة الثانية، والتي طالما نصحتها بأن كل هذه التفاصيل وهم، وأن الحب لا يكون قبل الزواج، وأن جمال لو كان حقا يريدها، ما كان توانى عن طلبها في حلال الله، بل وتجنب تعليقها بنظرات واهتمام واضحين لا يدلان على شيء سوى أنه إنسان غير أمين على حرمات الله..
لكن سلمى كانت تصم آذانها عن كلمات أسماء، وتطمئنها بأنها بخير وأنه سيتكلم يقينا، وتستسلم لكلمات فرح التي ترضي هواها.
ردت أسماء أخيرا، فأخبرتها سلمى أنها تود حلا حاسما لما وصلت إليه وأنها تحتاج مساعدتها.
فطلبت منها أسماء مهلة للتفكير والاستخارة.
ولأن أسماء كانت تعرف جمال وابنة حارته أيضا، وصديقة أخته..
فقد كانت تستشف جيدا أنه لا يصلح لسلمى وأنه فقط يتلاعب بمشاعرها ولو على حسن نية منه.
استخارت الله تعالى على أن تكلمه وأن ييسر الله لها معرفة الحقيقة لكي ترتاح صديقتها، وتنتبه لحياتها ومستقبلها.
لم تقل شيئا لسلمى، وانطلقت إلى دكان جمال بعد صلاة العصر. فوجدته هناك واستقبلها بابتسامة وترحاب. وسألها عن أخيها وأهلها.
اقتنت بعض الأغراض، وتردد هو في السؤال عن سلمى، التي غابت فجأة منذ أكثر من شهر.
لكنه سألها أخيرا.. وقال لها: لاحظت غياب صديقتك سلمى، لعله خير؟
فقالت مبتسمة: تجهز لعالمها الجديد بإذن الله.
فرد وقد فهم أنها ستتزوج، بينما هي قصدت التخلص من التعلق به: ألف مبارك، تستحق كل خير وهنيئا لمن يفوز بها..
فهمت أسماء من رده وملامحه أن لا شيء لديه تجاهها سوى إعجاب وانبهار بشخصيتها، وأنه كان يدرك حقا أنها لا تناسبه ولا يناسبها.
وهذا ما كان فعلا، فجمال لم يكن يفكر بتاتا بالزواج بها، كان فقط ينتصر لثقته بنفسه كرجل..
ألقت أسماء السلام وانسحبت راضية جدا بما توصلت إليه.
تحسر قليلا على خسران تواصل ممتع وزبونة جيدة. لكنه أفاق من سهوه بعد ظهور زبون جديد.
ذهبت إلى البيت فاتصلت بسلمى، وأخبرتها أن جمال لا يفكر بتاتا فيها وأنه فقط يقدرها ويحترمها.. وأكدت لها ذلك . وأوصتها بالاستغفار كلما تذكرته، ورفعت معنوياتها، وأن الله يخبئ لها كل خير ..
بكت سلمى طويلا، واشتعل قلبها نارا وحسرة وندم.
أحست في تلك الأيام بإهانة كبيرة وخيبة أمل عظيمة.. لازمت الاستغفار بإصرار، وشغلت وقتها بالمطالعة والأذكار، والرياضة والتأمل والابتكار...
بعد مرور اثني عشر سنة...
تم طلاق فرح ورزقها الله زوجا صالحا وذرية بفضله ومنه..
تعلمت سلمى الكثير... تعلمت ألا تفتح قلبها إلا لحلالها، وألا تضيع عمرها في انتظار مكتوب في الغيب... وركزت نقطة قوتها: التحليل والمنطق في دراستها وعملها الذي تميزت فيه بفضل الله تعالى...
وجهزت نفسها لتقيم أسرة سعيدة ومميزة مع رجل مميز... فمن يبحث عن السعادة، ومواصفات رائعة، يجب أن يكون هو أيضا رائع وسعيد ومميز
وقد كان الحمدلله..
ملحوظة: إبراء للذمة، تم تعديل بعض النقط البسيطة، وتغيير الأسماء وبعض التفاصيل الصغيرة التي لا تضر بالقصة. حفاظا على سرية الموضوع وأصحابه.
تمت بفضل الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

لك جزيل الشكر اختي على القصة الرائعة و الحمد لله على توفيقه لك
سلامي
 
رد: يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية

لك جزيل الشكر اختي على القصة الرائعة و الحمد لله على توفيقه لك
سلامي

العفو عزيزتي، والحمدلله على فضل الله تعالى ونعمه
سلمك الله ورضي عنك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top