استيقضت من النوم تقريبا" الساعه الرابعه فجرا"". حيث أيقظتني الممرضه .لأخذ حقنه .كانت مهذبه في إيقاظي .. حينما فتحت عيناي عليها .. وكنت أتثاءب .. وأناظرها بنصف نظره ! لكنها كانت طويلة بال معي ..إكتفت بإبتسامه تزين وجنتاها الحمراوين .. فيما كان الشعر الأشقر منسدلا" بهدوء .. وثقه فوق كتفيها ..
كنت أخاطبها بالإشاره .. لم أقوى على النطق .وإكتفى كلانا بالنظر .. والإشاره ..
بينما كنت شاحب الإبتسامه .. كانت إبتسامتها رقيقه .. و هادئه ..
كانت تلبس روب طبي أبيض .. عيناها زرقاوين .. نحيفه .... جاده . يبدو أثر للمرطب على شفتاها ..
حينما بدأت بمسح مكان الحقنه .. ثم وضعت رأس الإبره في ذراعي .. كانت عيني تنظر للسقف الأبيض المزين ببراويز خشبيه .. كنت أغلق عيني .. ثم أفتحها . وأعض شفتي السفلى .. بسبب ألم الإبره !
وضعت قطعة قطن على مكان الحقنه . ثم إنصرفت بهدوء .. أما أنا فمسست غطاء النوم على وجهي . تلافيا" للإضاءه الخافته بالغرفه ..
أشعر برغبه بنوم عميق .. فيما أسمع بصوت هطول المطر .خارج الغرفه التي تطل على حديقه غناء .
تسر الناظرين ….
أغفو .. ثم تصحيني الأمطار الغزيره .. بين وقت وآخر .. تحضر الممرضه للنظر إلي .. رغم إدعائي النوم !
خلال لحظات اللا نوم تلك .. كانت ذكريات النفس .. تنطلق في كل جهه .. ومكان .. وبلاد ..
مريض وغريب وفي مصحه في اقصى اوروبا والوحده القاتله .. تزيد الهم . وتؤلم النفس ..