حبيبتي والمطر
أخاف أن تمطر الدنيا ولست معي
فمنذ رحتِ وعندي عقدة المطر
كان الشتاء يغطيني بمعطفه
فلا أفكر في برد ولا ضجر
كانت الريح تعوي خلف نافذتي
فتهمسين تمسك هاهنا شعري
وألان اجلس والأمطار تجلدني
على ذراعي على وجهي على ظهري
فمن يدافع عني يا مسافرة
مثل اليمامة بين العين والبصر
كيف أمحوك من أوراق ذاكرتي
وأنت في القلب مثل النقش في الحجر
أنا أحبك يامن تسكنين دمي
إن كنتِ في الصين
أو إن كنتِ في القمر..
يدك
يدكِ التي حطت على كتفي
كحمامة نزلت لكي تشرب
عندي تساوي آلف أمنية
ياليتها تبقى ولا تذهب
الشمس نائمة على كتفي
قبلتها آلف ولم اتعب
****** تلك الجميلة كيف ارفضها
من يرفض السكنى على كوكب
قولي لها تمضي برحلتها
فلها جميع ما ترغب
تلك الجميلة كيف أقنعها
آني بها معجب ********
يدك الصغيرة طفلة هربت
ماذا أقول لطفلة تلعب
أنا ساهر ومعي يد امرأة
بيضاء هل أشهى وهل أطيب
كلمات
يسمعنـي حين يراقصــني كـــلمات ليست كالـكلمات
يأخذني من تحت ذراعــي يزرعني في إحدى الغيمات
والمطر الأسود في عيني يتساقـــــط زخات زخـــــات
يحملني معه يحـــــــملني لمساء وردي الشرفــــــات
وأنا كالطفــلة في يديه كالـريشة تحملها النسمات
يهديني شمسا يهديني صيفا وقطيع السنونــــوات
يخــبرنــــي أني تحــــفتـــه وأســاوي آلاف النجمات
وبأني كنز وبــأني أجمل مـــــا شاهد مـن لوحـــــات
يروي أشياء تدوخـني تنسيني المرقص والخطوات
كلمات تقلب تاريخـــي تجعلني امـــرأة في لحظات
يبني لي قصراً من وهم لا أسكن فيه سوى لحظات
وأعـــــــود لطـاولتــي لا شيء معــي إلا كلـمـــــات
كلمات ليست كـالـكلمات لا شيء معـي إلا كلمــــات
الشاعر : ابراهيم عريضة
عنوان القصيدة : الغصن الذاوي
لَهْفي على غُصْنٍ ذوى قَهْرا
أودى ولـمّا يُنبِتِ الزَْهّرا
غُصْنٍ نضيرٍ كان يبعث
من طيبِ الروائحِ حوله نَشْرا
كُنّا نُؤمِّل أنْ يمدَّ لهُ فَرْعاً
فنرفع فوقه وَكْرا
ويُرى نضارتُه إذا انبثقتْ
أوراقُه
وبدتْ لنا خُضْرا
فأتى عليه الدهرُ في قِصَرٍ
وقضى على آمالنا قَسْرا
يا دهرُ ويحَكَ كم تُبيد
ولا يشفيكَ ما تجتزّه قهرا
كم روضةٍ غَنّاءَ مُورقةٍ
أسدلتَ دون نعيمها سِترا
وطويتَ غُصناً كان منبثقاً
وعريتَ عُوداً كان مُخْضَرّا
يا دهرُ في جُنْح الدجى
دُرَرٌ منثورُها آياتُكَ الكبرى
يكفيكَ لو أحصيتَها عدداً
البغضُ من حبّاتها الصُّغرى
والحالُ يقضي أن تكونَ بها
في غبطةٍ لا تُضمر الشَّرّا
واهاً فما يدعوكَ تأخذ كُلْ ـلَ خَريدةٍ
من أرضنا قهرا
أتراكَ إنْ سألتْكَ والهةٌ
عمّا بدا تُبدي لها عُذْرا
غصبتْ يدُ الأيامِ لؤلؤةً
كنّا نُؤمّلها لنا ذُخرا
ناهضٌ من بذوري إليهما لو أستطيع.. أحمرُّ في وجنتيها وأملأ الأفق عطراً إن ضاع
.. أو .. ضاع
يوماً تلمّه بيديها ،، هابطٌ
من سمائي إليها لو أستطيع لعدتُ فوراً إليها وقلت: من كان مثلي أضاع عقلاً لديها! ،، ذاهبٌ في الطريق إليها لو أستطيع وصلتُ قبلي إليها
وسرتُ في الحبّ
حتّى أعود منه.. إليها.
- اسم الشاعر : هشام الجخ
- عنوان القصيدة : التأشيرة
أسبّح باسمك الله
وليس سواك أخشاه
وأعلم أنّ لي قدرا سألقاه .. سألقاه
وقد علمتُ في صغرى بأنّ عروبتي شرفي
وناصيتي وعنواني
وكنّا في مدارسنا نردّد بعض ألحان
نغني بيننا مثلا
بلاد العُرب أوطاني - وكلّ العُرب إخواني
وكنّا نرسم العربي ممشوقا بهامته
له صدرٌ يصدّ الريح إذ تعوي
مُهابًا في عباءته
وكنّا محض أطفال
تحرّكنا مشاعرنا
ونسرح في الحكايات التي تروي بطولاتنا
وأنّ بلادنا تمتدّ من أقصى إلى أقصى
وأنّ حروبنا كانت لأجل المسجد الأقصى
وأنّ عدونا صهيون
شيطانٌ له ذيل
وأنّ جيوش أمّتنا
لها فعل كما السيل
سأبحر عندما أكبر
أمرّ بشاطئ البحرين في ليبيا
وأجني التمر من بغداد في سوريا
وأعبر من موريتانيا إلى السودان
أسافر عبر مقديشو إلى لبنان
وكنت أخبئ الأشعار في قلبي ووجداني
بلاد العُرب أوطاني - وكلّ العُرب إخواني
وحين كبرت
لم أحصل على تأشيرة للبحر
لم أبحر
وأوقفني جوازٌ غير مختومٍ على الشباك
لم أعبر
حين كبرت
لم أبحر ولم أعبر
كبرت أنا
وهذا الطفل لم يكبر
تُقاتلنا طفولتنا
وأفكارٌ تَعلّمنا مبادئها على يدكم أيا حكام أمتنا
تُعذّبنا طفولتنا
وأفكارٌ تَعلّمنا مبادئها على يدكم أيا حكام أمتنا
ألستم من نشأنا في مدارسكم
تعلّمنا مناهجكم
ألستم من تعلّمنا على يدكم بأنّ الثعلب المكّار منتظرٌ سيأكل نعجة الحمقى إذا للنوم ما خلدوا
ألستم من تعلّمنا على يدكم بأنّ العود محميٌّ بحزمته، ضعيفٌ حين ينفرد
لماذا الفرقة الحمقاء تحكمنا
ألستم من تعلّمنا على يدكم أن اعتصموا بحبل الله واتّحدوا
لماذا تحجِبون الشمس بالأعلام
تقاسمتم عروبتنا ودَخَلاً بينكم صِرنا كما الأنعام
سيبقى الطفل في صدري يعاديكم
تقسّمنا على يدكم، فتبّت كلّ أيديكم
أنا العربيّ لا أخجل
ولدتُ بتونس الخضراء من أصل عُمانيّ
وعمري زاد عن ألف وأمي ما تزال تحبل
أنا العربي في بغداد لي نخلٌ
وفي السودان شرياني
أنا مصري موريتانيا وجيبوتي وعَمّانِ
مسيحي وسني وشيعي وكردي ودرزي وعلوي
أنا لا أحفظ الأسماء والحكّام إذ ترحل
تشتّتنا على يدكم
وكل الناس تتكتّل
سئمنا من تشتّتنا وكلّ الناس تتكتّل
ملأتم فكرنا كذبا وتزويرا وتأليفا
أتجمعنا يد الله، وتُبعدنا يد الفيفا؟
هجرنا ديننا عمدًا
فعدنا الأوس والخزرج
نولي جهلنا فينا
وننتظر الغبا مخرج
أيا حكام أمتنا سيبقى الطفل في صدري يعاديكم
يقاضيكم
ويعلن شعبنا العربيَّ متّحدا
فلا السودانُ منقسم
ولا الجولانُ محتلّ
ولا لبنانُ منكسر، يداوي الجرح منفردا
سيجمع لؤلؤاتِ خليجنا العربيّ في السودان يزرعها
فينبت حبها في المغرب العربي قمحا
يعصرون الناس زيتا في فلسطين الأبية
يشربون الأهل في الصومال أبدا
سيخرج من عباءتكم رعاها الله
للجمهور متّقدا
هو الجمهور لا أنتم
هو الحكام لا أنتم
أتسمعني جحافلكم؟
أتسمعني دواوين المعاقل في حكومتكم؟
هو الحكام لا أنتم ولا أخشى لكم أحدا
هو الإسلام لا أنتم، فكُفّوا عن تجارتكم
وإلّا صار مرتدّا
وخافوا إنّ هذا الشعب حمّال
وأنّ النوق إن صرمت
فلن تجدوا لها لبنًا ولن تجدوا ولدا
أنا باق وشرعي في الهوا باق
سقينا الظلم أوعية
سقينا الجهل أدعية
مللنا السقي والساقي
أحذّركم
سنبقى رغم فتنتكم
فهذا الشعب موصول
حبائلكم وإن ضعفت
فحبل الله مفتول
سأكبر تاركا للطفل
فرشاتي وألواني
ويبقى يرسم العربيَّ
ممشوقا بهامته
ويبقى صوت الحاني
بلاد العُرب أوطاني
وكلّ العُرب إخواني
قبل ثمانية عشر سنة لم تكن هنا .. الى أحمد
( 1 )
بيننا صمتُ زجاجٍ
ومجراتُ حنينْ
ويـدٌ غصَّ بها الدمعُ
وما كنتُ حزينْ
كان بي شبه ُ بكاءٍ
شبه ُ خوفٍ
وارتباكٍ وحنينْ
وفتى الدار الموشى
باسماً حولي تحييهِ عيونُ العابرينْ
يا شبيهَ الوجهِ مني
لو أخذتَ الطبعَ عني
ربما أبكاكَ وجهي
وأنا أسترُ دمعاً كل حينْ
(2 )
لا تقلْ شيئاً .. تحدثنا كثيراً
وطوينا بالأحاديثِ الأماني
زرتُ عينيكَ بعيني مراراً
ولمحتُ السحرَ فيها والأغاني
لا تقلْ ..
في لغةِ الهجرِ القواميسُ صغارٌ
ربما أصغرُ من شهقةِ حزنٍ
مسَّها عطرُ التداني
والمطاراتُ فراقٌ , والمطاراتُ لقاءٌ
غداة يمرّ على باب بيتي موتٌ أليف
غداة أعودُ
ملاكاً من الورد
أشهقُ كلّ الفضاء
أعدّ الخطايا التي لم أذقها
أعدّ الوجوه التي رسمتها عذاباتها في حروفي
وكلّ الوجوه التي مارست لعبة الأقنعة
ومرّت عليّ بثوب النصيحة ِ
آه ٍ وأعرف قلبي
سيتركني وخطاي الكسولة َ
في غمرة السابلة
سيسرفُ في ذا المسمّى " الحنين "
و لاحول لي
كي أماري صباباته
ويعرف أني صبرت عليه
وهذّبت ورد العتاب
و أتقنت عدّ خطاه
ولكن
سيمشي وحيداً
ويمضي إلى جملةٍ في الغياب
وأعرفه يستحي ويكابرْ
ولن ينحني للبكاء
إذا نادمته الحروف
وظلّلها بعريش العنب
وأعرفه
إذ يطلّ نداماه ليلاً
من الأغنيات ِ
وكأس القصيد ِ
يغنّي لهم
ويجوس المكان البعيد
براحات أنّاتِه ِ
كما ترغَبينْ
يدي سوف أبعدُها عن يديكِ
وأبعدُ عينيَّ عن مقلتيكِ
وحتى ولو ضجَّ فيَّ الحنينْ
سأنظرُ دونَ اشتياقٍ إليكِ
كما ترغبينْ..!
..
أتَينا بغيرِ الزَّمانْ
وغير المكانْ
فلا تعجبي يا نيانْ
إذا ما دخانُ السنينْ
تراكمَ حتى على الياسمينْ
فلم يبْقَ في الأرضِ شيءٌ أمينْ
..
سأطفئُ شمعي كما ترغبينْ
وأرجيءُ دمعي كما ترغبينْ
ويومَ تدقُّ العصافير بابَكِ
قولي لها
تاهَ والتائهينْ..!
يا جميعَ المياه
يا جميع الحرائقِ في الأرضْ
هل كان إلا بعيَنيْ إلهْ
مثلُ هذا المَزيجْ
مثل هذا الفرحْ
مثلُ هذا النَّشيجْ
واللظى، والأريجْ..
..
وهل في الدُّنا مقلتانْ
يَنبضُ الكونُ أجمعُهُ فيهما
حين تعترفانْ
مثلُ عينَيْ نيانْ..؟!
الآن،
في صمتٍ،
سأنزِف كلَّ حبِّكِ من كياني
حتى التفاصيلَ الصَّغيرةَ،
بالدقَّائقِ، والثَّواني
الآنَ أنزفُها
لأخرُجَ من حياتِكِ في أمانِ!
لا تأسَفي،
أنا لا أُعاني
لكنَّما اسمُكِ ما يزالَ يفزُّ سهواً في لساني!
ما زلتُ أُنصِتُ للأغاني
وأحبُّ ياني*
وأعدُّ بين السبتِ والاثنينِ آلافَ الأماني!
وتَهيمُ بي نظَّارتانِ!
..
أنا لا أُعاني
لكنْ،
ومعذرةً،
أحاولُ أن أُزيلَكِ من جَناني..!
كنتُ أزهو بكِ اليوم
ما كنتُ أزهو بنفسي
كنتِ قنديل عرسي
كلُّ حرفٍ نطقتُ به
كان يَلهجُ باسمِكْ
كلُّ بيتٍ من الشعرِ أنشدتهُ
كان ظلاً لرسمِكْ
عدتُ من منبرِ الشّعر
قلبي يرجفُ
يَبحثُ عن نبضِهِ في عيونكْ
أتراني كنتُ بحجمِ ظنونكْ؟؟
أفكنتُ كما تشتهينْ؟؟
أم أنتِ لا تأبهينْ؟!
هل بلغتُ مراقي بَهائِكْ؟؟
هل وصلت إلى كبريائِكْ؟؟
أفأرضيتُ زهوَكِ بي؟؟
هو آخرَ يومٍ في هذا العامْ
ولذا، لن أفتحَ درباً للآلامْ..
..
سأُبارِكُ كلَّ صباحٍ عشناهْ
كلَّ حديثٍ هذا العامَ تَحَدَّثناه
كلَّ خيالٍ أحبَبناه
رمزٍ للحبِّ تبادَلناه
..
كلَّ طقوسِ الحُبِّ الحلوَه
حتى فنجان القهوه!..
وسَأقلبُ فنجاني
بَينا أسمعُ موسيقى ياني
..
سأباركُها،
وسأترُكها بجهازِ التَّسجِيلِ تدورُ
إلى أن أدخُلَ في العامِ الثاني
حتى لو وَحدي!
..
وسأحفَظُ وَعدي
كلَّ وعودي أحملُها دَيناً للعامِ القادمْ
لن أتخلّى عن عهدي
حتى لو وحدي..!
..
شيءٌ واحدْ
سأظلُّ حزيناً أخشاه
أنَّ طموحَكِ لا يهدأُ قَطُّ جَناحاه!
ولذا
بينا أعبرُ متَّئداً للسَّنةِ الأخرى
ستَطيرين بأجنحةٍ أخرى
لسنينِ أخرى
وستَسقطُ بين خُطانا
مُقَلٌ عَبرى
وقلوبٌ عَبرى
وبقايا ريشٍ كانتْ منه لنا يوماً
أجنحةٌ سَكرى..!