إذا آمن العبد بأنَّ الرَّزَّاق هو الله وأنَّ الرِّزق بيده احتاج في هذا المقام إلى أمرين: الأول: أن يبتغي الرِّزق عند الله لا عند غيره ؛ فلا يسأل إلَّا الله ، ولا يرجو إلَّا الله ، ولا يطمع في حصول خيراته وبركاته ونِعمَه إلَّا من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى { فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ } فيُخلِص التوجه إليه وحده في طلبه للرِّزق ، ولا يلتفت بقلبه إلى غير الله بل يفوِّض أمره إليه ويتوكَّل في حاجاته كلِّها عليه.
والأمر الثاني: بذل السَّبب ، فإنَّ الرَّزاق سُبْحَانَهُ أمَرَنا ببذل الأسباب قال تعالى: { فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }، أي فليسع في طلب الرزق ولا يعطِّل الأسباب التي أمر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى باتِّخاذها وفِعْلها.
قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله : وفي قوله تعالى {إن النفس لأمَّارةٌ بالسوء إلا ما رَحِمَ ربي } . دليل على أن هذا وصف النفس من حيث هي ، وأنها لا تخرج عن هذا الوصف إلا برحمة من الله تعالى وعناية منه ، لأن النفس ظالمة جاهلة ، والظلم والجهل لا يأتي منهما إلا كل شر ، فإن رحم الله العبد ومَنَّ عليه بالعلم النافع وسلوك طريق العدل في أخلاقه وأعماله خرجت نفسه من هذا الوصف ، وصارت مطمئنة إلى طاعة الله وذكره ، ولم تأمر صاحبها إلا بالخير ، ويكون مآلها إلى فضل الله وثوابه. المجموعة الكاملة : ثقافة إسلامية : 1 /132.
أستغفر الله العظيم الذى لا اله الا هو الحى القيوم وأتوب اليه أستغفر الله العظيم الذى لا اله الا هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العظيم الذى لا اله الا هو الحى القيوم وأتوب اليه