انا و زوجتي الجزء الخامس
اه....يا راسي يكاد ينفجر من شدة الألم.....
هل أخدت مسكن.....
لقد أخدت........
ضلت زوجتي تبكي و تنوح طوال وقت غيابي لايصال والدي لبيتهما, المسكينة لم يكفها معاملتهما الجافة القاسية فأكملا عليها اليوم بموضوع الخلفة, اضطرها الالم الذي الم برأسها أن تربطه بوشاح عله يخفف عنها بعض الألام.
لم أكن أعير موضوع الخلفة أدني اهتمام لتأكدي أن الأمر كله بيد الله سبحانه و تعالى, لكنهما ككل الاباء يودون ان يرو احفادهم امام اعينهم, لست معترضا على هذا لكنني ممتعض من طريقة كلامهم و طرحهم للموضوع.
لم أكن أود أن اناقشها في الموضوع لانه لا يستوجب النقاش اصلا, فحالتها كانت مزرية ,يكفيها ما تعاني منه من صداع جعلها تنقلب من زهرة برية متفتحت في فصل الربيع الى ذابلة لم تتذوق طعم الماء لوقت طويل.
يجب أن أغير الموضوع و أنسيها ما جري من حديث وقت العشاء.
أنا ذاهب الى الغرفة..... زوجتي العزيزة.
حسنا, سأقوم بغسل الأواني و ألحق بك.
أنصرفت للمطبخ محاولة غسل الأواني, كان تفكيرها منشغل بما سمعت من كلام, بينما حاولت يديها جاهدة ان تعارك الصحون و الاواني في محاولة يائسة لتنظيفها, كنت اشاهد ذلك من بعيد.
ذهبت متسللا خلفها مداعبا منطقة تحت الابط و قمت بدغدغتها بحركة سريعة كنت أعلم انها تغار و نقطة ضعفها تكمن هنا...لطالما استخدمتها حين أحسس انني بحاجة لاخرجها من حالة ركود او نرفزة.
تلفظة بكلمات عفوية أقرب للبذائة لم اكن لالومها لعلمي بحساسية ذاك المكان بالنسبة لها.
حرام عليك, لقد أخفتني.
ها...ها...ها.
و هل يخاف الحبيب من حبيبه, ما أخفتك الا لتــفــر لحمايتي, و هل يعقل ان تخافي من من يفترض ان يحميك من الخوف.
لكنك تعلم ان هذي نقطة ضعفي و لا احب احدا ان يقترب منها.
و هل انا اي احد, انا لك كالماء للسمكة, و الدواء للمريض,
أنا لك غطاء و رداء, و دفئ في الشتاء, و أصبح ظلا لك وقت أشاء.
أنا لك وعاء ضعي فيه ما تشائين من الأشاء, لا تضني يوما أنني سأكن لك اي جفاء.
أنا ورقة بيضاء فأكتبي فيها كل الأشياء.
أنا بيت خلا من كل الأشياء منتضرا أن تدخلي عليه الهناء.
أنا لك مصباح نجات في الليلة الضلماء.
أنا لك كلعبة في يد طفلة بيضاء.
أممم.....لقد أصبح زوجي شاعرا.
تبسمت و اثلجت قلبي بتبسمها, اصبحت أشد سعادة من السعادة نفسها لأنني استطعت أن اخرجها من حالة الاكتئاب التي ألمت بها.
و ما المشكلة في مغازلت زوجتي الحنونة.
أكملي لملمت الصحون, أنا أنتظرك في غرفة النوم.
لم تمر سوي دقائق معدودة حتى كانت أمامي و قد نزعت الوشاح من على راسها, كنت أنا قد تناولت جواز سفري و تحينت لحظة قدومها و تظاهرت بتفحصي لجواز السفر.
اذا زوجي العزيز مسافر الى لندن مدينة الضباب.
أجل, انها أول مرة اسافر فيها خارج أرض الوطن.
و لكن قل لي.
كيف برمجة هذه الرحلة فجأة؟.
لم تخبرني بشيء عنها.
حمدة الله لان زوجتي نسيت موضوع أمي و نجحت حيلة جواز السفر في جرها لموضوع السفر.
السيد المدير من المفروض ان يسافر هو و يشارك في معرض البناء و العمران بنفسه, و لكن ظروف عائلية قاهرة ألمت به فجأت منعته من السفر.
هكذا اذا !!!!!!!
و كيف تم اختيارك من بين كل موظفي الشركة.
تريدين الصراحة يا زوجتي العزيزة, السبب الوحيد الذي جعل السيد المدير يفكر في انا دون كل الموظفين هو ايجادي للغة الانجلزية فقط.
فقط.
أجل, فقط, فأنا الموظف الوحيد في الشركة الذي يتقن اللغة الانجليزية بطلاقة فالباقي يلمون بلغة مولير.
فرصة جميل ان يضع فيك مديرك هذه الثقة, و تجربة مثيرة أن تكون في لندن.
صراحة يا عزيزتي انا جد متخوف من هذه السفرية.
و لما الخوف يا زوجي العزيز؟.
تعلمين انها أول مرة اخرج مسافر و الى مدينة كبيرة كلندن, و اضيفي لذلك ثقة المدير في.
انا أعلم انك جدير بالمسئولية و ستقوم بالمهة بامتياز.
شكرا لكي على هذا الاطراء.
اذا, متى السفر؟.
يوم الخامس و العشرين.
انه موعد قريب جدا, يجب ان تبدا في اعداد العدة للسفر.
نمنا ليلتنا و كنا نسينا ما دار في دلك اليوم من حديث بين زوجتي و أمي, كانت الايام التالية روتينية الشيء الوحيد الجديد فيها انني كنت اجهز نفسي للسفر.
هل وضعتي كل الملابس في الحقيبة؟.
أنا افعل ذلك الان, فقط أخرج انت من الحمام و انهي دوشك.
لقد انهيت الاستحمام, دعيني فقط احلق ذقني.
بسرعة يا زوجي العزيز يجب ان تكون في المطار ساعتين قبل موعد الاقلاق هذا ما هو مكتوب على تذكرة السفر.
ها قد انهيت.
ما رأيك؟
ممم..... جميل جدا, ذقنك أصبحت ناعمة كالحرير.
ما هذا الكيس؟.
هذا....
أجل هذا الكيس الأبيض.
لا شيء, انه بعض الحلويات قمت بتجهيزها لتأخذها معك.
حلويات, و أخذها معي الى لندن.
أجل و ما المشكلة في ذلك, انا متأكدة أنك لن تجد احلى منها ليس فقط في لندن بل في العالم كله.
صبعا عزيزتي, لأنها من صنع يديك.
وضعت زوجتي الكيس و جميع الملابس و الأغراض و اغلقت الحقيبة معلنت و قت الرحيل, كنت أنا قد انهيت تحظير نفسي.
ما رأيك في البدلة؟.
انها تحفة, اصبحت تشبه نجوم السينما.
لا تبالغي يا زوجتي.
قمت بتقبيل زوجتي و وداعها و استقليت سيارة اجرة متوجها الى مطار هواري بومدين الدولي, كان الوقت لا يزال مبكرا لكنني قمت بجميع اجراءات السفر المعتادة و جدت نفسي داخل المطار اراقب قدوم الطائرات و ذهابا من الجدار الزجاجي, طال مكوثي و انتظاري حتى اعلنت موظفة المطار عن بدأ عملية ركوب المسافرين على متن الخطوط الجوية الجزائرية.
انا الان في الطائرة و كل شيء يسير في ظروف جيدة, بدأ الاحساس بالخوف و الريبة ينتابني مع بدأ موضيفة الطيران باستعراض تعليمات السلامة (لو حدث شيء لقدر الله), ثم صدح صوت انثوي جميل, " سيداتي سادتي اهلا و سهلا بكم على متن الخطوط الجوية الجزائرية, الرحلة رقم AL210 المتوجة من مطار هواري بمدين الدولي الي مطار هيثرو بلندن, ستستغرق الرحلة قرابةالخمس ساعات, تمنياتي لكم برحلة ممتعة و سعيدة".
تحركة الطائرة معلنت عن البدأ في العد التنازلي لوصولي الى لندن, اتجهت صوب المدرج تجر نفسها كامرأة حامل في شهرها التاسع, ثم توقفت لحظة و سمعنا قبطان الطائرة يطلب من المضيفات التزام اماكنهم ثم انطلقت الطائرة بسرعة فاقت سرعة دقات قلبي, احسست للحظة ان قلبي توقف عن الخفقان, لكنني حين التفت من النافدة و شاهدة منظر المنازل و قد اصبحت صغيرة زال عني بعض من الهلع, أخذت الطائرة في الارتفاع أكثر فأكثر حتى أصبح حجم البيوت أصغر.
بعد خمس ساعات من الطيران أمضيتها و أنا أحاول النوم بلا فائدة, مرت بطيئت و انا اتابع خط سير الطائرة على جهاز التلفاز في الطائرة, و لم ارتح و تهدئ نفسي الا بسماع المظيفة, " على السيدات و السادة المسافرين الرجوع الى أماكنهم دقائق و تنزل الطائرة في مطار هيثرو لندن".
بدأت الطائرة في النزول بطريقة لولبية و لأن أجواء لندن كانت ملبدة بالسحب كانت اهتزاز الطائرة شيئ مرعبا أفقدني حس الحركة, و لم أجد من شيئ أفعله سوي الدعاء و التضرع الى الله ان تمر هذه الدقائق على خير, ربما للاشخاص الذين تعودوا على السفر مثل هذه الأشياء تصبح أمرا عاديا بالنسبة لهم, ظل الوضع بالنسية لي متأزما, بقيت متمسك بالكرسي مغمض العينين لبضع دقائق حتى سمعت صوت و أحسست باتطام و احتكاك عجلات الطائرة بالأرض و تلاها تصفيق حارة من الركاب. علمت اننا على ارض شكسبير.
" سيداتي و سادتي الساعة تشير الى الثانية صباحا بتوقيت لندن, درجة الحرارة درجتان فوق الصفر, الاجواء ممطرة, الخطوط الجوية الجزائرية تشكركم على اختياركم لها و تتمني لكم اقامة ممتعة".
بدأ نرول الركاب من الطائرة متجهين صوب المطار للقيام باجراءات الدخول, كان الأمر سلس جدا, و البشاشة تعلوا وجوه كل من تصادفه عينك. كان بالنسبة لي دخول مطار هيثرو مفاجئة لم أدخل في حياتي سوي مطار هوري بومدين و هو الان بالنسبة لما أري كمن يقارن كشك بقصر, انه فعلا تحفة معمارية, حركت دؤوبة لا تكاد تتوقف كل خمس دقائق تسمع موظفة المطار تعلن عن وصول طائرة جديدة.
سرت متجها صوب موظف المطار المسؤول عن ختم الجوازات, سادة بشاشة و حباوة و جهه و قال مرحبا بي.
Welcome to london sir.
اجبت بعفوية.
Thanks sir.
استفسر عن اسمي, و أخذ ينظر الى الفيزا ليتأكد من صحتها, قام بادخال الجواز في جهاز خاص على يبدو أزال عنه الكثير من الشكوك التي كانت تراوده.
So, You are from algeria sir?
أجبته, أجل أنا من الجزائر.
Yes. I am.
So,What the reason for your visit?.
انا هنا لحظور معرض البناء و تعمير.
I am here for attending building construction trade shows, and this is the invitation which i got.
تناول الموظف الدعوة التي حصلت عليها من ادارة المعرض, ثم تبسم في وجهي و قال.
Have a nice stay in London sir.
Thanks sir.
اخذت جواز سفري و توجهت صوب مكان الحقائق, أرقب حقيبتي في هذه اللحظة شكرت زوجتي على نصيحتها لي بوضع خيط أحمر حول مقبض الحقيبة حتى يسهل تمميزها و فعلا ظهرت الحقيبة ذان الخيط الاحمر.
أخذj أجرها متوجها صوب المخرج أين يوجد جهاز السكانار, رفعتها و ما أثقلها و دفعتها فوق الطاولة المتحركة في اتجاه الجهاز, أخذ المسؤول عن الجهاز يدقق النظر لعدة مرات, بدأ الشك يرتابني ماذا هناك يا تري, بعدها قام بالاتصال بجهاز اللاسلكي حيث أقبل شرطيان.
This is your luggage sir؟
Yes.
Please carry your luggage and follow me.
بدأ الخوف و الريبة يزوران نفسي بعد ان طلب مني الشرطي ان أحمل الحقيبة و أتبعه.
خيرا انشاء الله.
ماذا هناك؟
يا الهي................
يتبع في الحلقة القادمة باذن الله.
عمر أبو يوسف المسيلي.