قد يرى البعض الحب مزاجا او يراه ترفيها يرفه به عن نفسه لايلوي على شيء من خلفياته او ربما لايدركها ؛ او يراه تنفيسا عن إكتناز الروح بالغثاء , ربما؛ لكن الحب ليس هذا ولا ذاك , هو صدفة محضه ترى بالعيون دونما مناظير لكنك لاتلامسه كمادة محسوسه هو شيء ينبعث كالشرار من بوتقة الروح لتستقر بروح أخرى , قد تسيّر لكنها لاتخيّر ؛ هو شيء روحي لايمكن أن يدركه ولايعرفه ولايشرحه الا من تعايش وآهاته ! هو شيء غامض لايمكن تحليل مكامنه ولايمكن التخطيط له ولايمكن وضعه في معادلات التنظير وإن كان جذرا من جذور الروح التي تختص به ,, هو اقرب مايكون للسراب لكنه أبعد مايكون عنه ,, ولايمكن تعريفه الا إنه سلوة الروح ! فروح تهيم دون حب لايمكن ان توضع في تعداد ارواح الأسوياء وهي للعدم اقرب ؛ كثيرون هم المستنكرون للحب ويروه جريمة لاتغتفر منطلقين من ركائز عقديه او عادات قبليه دون أن يعلموا انه ضمن حزمة إفشاء السلام ,, يظهرون الغيض والضغائن ويعملوا على نشرها لأن انفسهم تعودت وإعتادت عليه فلم تعد تملك غيره ويلتمسوا من الكل السير خلفهم وعلى نهجهم القدة حذو القدة ومتى ما وجدوا متبرما نعتوه بتلك النعوت المعلبه متكئين في ذلك على تلك الاسطوانة المشروخه التي ما فتؤ من ترديدها من أنها صناعة غربيه نقول لهم لحظه انزع قميصك وبنطلونك واحذيتك من قدميك واذهب للأشجار لتستر عريتك فكل ما ترتديه صناعة غربيه !! عندها سيقولوا نأخذ منهم مايخدمنا وما ننتفع به نقول لهم لحظه هل هناك انفع من الحب وإفشائه بالمجتمع وهل هناك أجمل من الورد لتقديمة بلحظة معينه الهدف منها التسامح الروحي ؟!! كنت يوما بالخرطوم بفندق اراك وكنا بشهر يوليو عز الصيف والجو قانت بحر شديد وكان وقتها الكهرباء بالخرطوم يعمل ساعه ويغيب خمس ساعات ,, شعرت بالحر بغرفتي وادركت ان الكهرباء منقطعه ونزلت للوبي كنت سأتوجه للريسيبشن لكن لاحظت وجود فتاه صغيره سنها لايتجاوز العشرين نحيفه ترتدي بنطلون جينز مهلهل وقميص عنابي بلا اكمام تجلس بآخر اللوبي شنطتها الصغيرة على ظهرها ,, توجهت لها مستغربا وجودها بعد التحيه سألتها عما اذا كانت ضمن قروب سياحي او شيء من هذا ففهمت منها انها ألمانيه وتحررت من عائلتها قبل شهور وانها في طريقها لجنوب افريقيا لزيارة شخص تحبه كان زميلا لها بالدراسه ويقطن حيث هي !! الحقيقه لااخفيكم ظهرت على ملامحي الاستغراب والابهه العربيه كيف لفتاة صغيره بمثل سنها تذهب لوحدها عبر غياهب افريقيا لمقابلة انسان تحبه دونما ان يكترث هو لها ,, فسألتها سؤالا غبيا حيث قلت هل هو اسود قال بلى قلت اسود سوادا قاتما ام محموس بدمه مثلما يقولوا قالت بل اسود سوادا قاتما ومظلما وعيونه صفراء كعيون البوم !!! ضحكنا حينها وقلت هل انتي عاقله ومدركه لما تقومي به قال ارى ذلك في نفسي وان لم تراه ,, قلت لما لم تذهبي في الطائره وتختصري على نفسك المسافه ,, قالت ما املكه من مال لايؤهلني السفر بالطائره وإنها قدمت من المانيا عن الطريق التأشيره للسيارات ,, قلت غدا سأذهب لمصنع السكر في كوستي وهي قريبه من جوبا وبإمكانك مرافقتي ان أردتي وافقت وطول الطريق وهي تحدثني عن حبيبها وعن طيبة قلبه وعن عدم راحتها ان لم تقابله لدرجة انها قالت الحب لايعرف فروقا هو شيء مقدر ,, انزلتها بكوستي وقلت سأذهب لربك حيث مصنع السكر وهي على يمين النهر ولابد ان تنزلي هنا كي تذهبي لجوبا ومنها الى تشاد فنزلت ووقفت عندها حتى جاءت شاحنه متجهه لجوبا وطلبت من سائقها اركابها وفعل فودعتها ,,, ادرجت لك القصه كدليل على ان الحب يفوق تصرفاتنا بل ويرهنها لخدمته ,, كونه أسمى ما يكون ,, سأهدي ورده حمراء كل من أحبه بل وسأرفق معها شريطا لأغنية شمسي نصر الدين .. لاقطف لك وردة حمرا يا أهلا وسهلا بهالعين
لعيونك يا هالســمرا لأقطف بدل الوردة اتنين
شكرا .
لعيونك يا هالســمرا لأقطف بدل الوردة اتنين
شكرا .