رد: رآه قلبي قبل عيني، قصة حقيقية من سلسلة غمزات ونغزات قلبية
سلسلة غمزات ونغزات قلبية...
سلسلة قصص حقيقية متنوعة عن القلوب ومغامراتها..
قصص مسلسلة على أجزاء أحكيها بلسان أصحابها..
وصلت سامية بعد أن بدأ قلبي يفقد صوابه...
جلست بتأن وكأنها تتعمد تعليمي الصبر والأناة، ثم بعد السلام والكلام رمت في وجهي قنبلة بدون تقديم ولا تمهيد: باسم مرتبط يا ردينة، لقد خطب زميلتنا هيا منذ أسبوع..
جحظت عيناي من هول المفاجأة وقلت في دهشة: وكيف عرفت؟
فأخبرتني أن هيا نفسها من أكدت لها الخبر، ورأتهما في مطعم البارحة عندما كانت مع خطيبها..
دارت بي أرضية الغرفة وأدارت معها كل شيء حولي، شعرت كأن ألما يعتصر روحي ليزهقها بين جنبَيْ..
كيف أفسر كل ما مر بيننا من رسائل صامتة ونظرات ناطقة؟
كيف أفسر ما حدث لي منذ أول تواصل مع باسم؟
لالالا مستحيل، هناك خلل، هناك شيء ما لا أفهمه..
أتراه الله يعاقبني؟ يبتليني؟ أم باسم خدعني؟ أم الحب سراب يضحكون يه على عقول السذج مثلي؟
يا إلهي مخي يغلي ورأسي يدور وقلبي يفور ..
كيف خطب؟ وهل هيا أفضل مني؟ أكاد أجن ولا أفهم شيئا..
اختفت بسمتي القلقة في ثوان وألبست الصمت لساني حتى أصفي حساباتي داخلي ..
ربتت سامية على كتفي وخرجت موقنة أني لا أبالي بوجودها ولا مزاج لدي للحوار ..
أغلقت غرفتي وأطفأت النور، لتحل دموعي محل صمتي وشهيقي محل صدمتي..
فزعت أمي إلي وأنارت ضوء الغرفة المظلمة مثل قلبي التائه كالطفل في البيداء..
حضنتني بتلقائية وكأنها نست أنها لم تحضني مذ كنت طفلة في الابتدائي..
ونظرات القلق واللوعة يفضحان عينيها..
الصمت يلجم لساني والشهيق يرج ضلوعي والحيرة تستعمر فؤادي..
والألم يغرز سكينه بلا رحمة في قلبي، ويستفزني بين الفينة والأخرى بتذكيري بوجوب النسيان مما يشعل نار العذاب داخلي فتلتهم ما بقي من رشدي..
مرت أيام لم أجد فيها سوى سجادتي أبللها بدموعي التي صارت مطيعة لا تفارقني...
طلبت أجازة مرضية من العمل، لم أكن أطيق رؤيته، أو رؤية أي أحد..
كرهت كل شيء ومشاعري في أقصى تخبطها وتيهها..
مر أسبوع على حالي، لملمت فيه بعض الشتات من الاحتلال الذي شرذم كياني
ثم ساق لي ربي من يضع يدي على حقيقة خطيرة قلبت كياني...