رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

سارت ساره معهما مرغمة, وكتمت دموعها خلف قناع من الجمود بعد أن أدركت أن مقاومتها تعنى خطرا على حياة أحب الناس اليها.
لم تكن ساره تتخيل أن شعورها بالأمان والراحه عندما عادت الى على, لن يدوم طويلا, فبعد أن تركها وخرج, بدأت تشعر بالدفء وسترته الجلدية الثقيله تحتضنها, ولم تستطع أن تقاوم رغبة عارمة فى اغماض جفنيها, اعتدلت على الفراش, ووضعت رأسها على الوساده ونامت.
لم تدرى كم بقيت نائمه, ولم تعرف بالتحديد ما الذى دفعها لفتح عينيها, لكنها بمجرد أن استيقظت , انتفضت فزعا عندما رأت اثنين من الرجال يقفان بجوار الفراش, وقبل أن تصرخ كان أحدهما قد أحاط فمها بكفه ليمنعها من الصراخ, وتحدث اليها عندما وجد جسدها يرتجف رعبا : لا تخافى, لم نأتى لإيذائك, جيف يريد أن يراك, فهل ستأتى معنا فى هدوء, أم نضطر لأخذك اليه بالقوه؟
حرر فمها, فأدارت عينيها تتأمل الرجلين بخوف, ثم ابتلعت ريقها ولم تتكلم, لكنها نهضت بهدوء واستسلام عندما أدركت عدم جدوى أى مقاومه أو رفض.
تناولت حقيبتها وتأهبت لتذهب معهما, لكنها انتبهت فجأه وأصغت سمعها عندما شعرت بأقدام على أمام باب الغرفه, وبمقبض الباب يتحرك, فهتفت بلا وعى : علي....
وفى لحظة سريعة, تحرك الرجلان , فأمسك أحدهما بذراع ساره ولواه خلف ظهرها وكمم فمها بكفه, أما الثانى فقد اختبأ خلف الباب مسندا ظهره للحائط, وأمسك فى يده عصا غليظه.
ودخل على , وقبل أن يأتى بأية حركه, كان الرجل الذى خلف الباب قد ضربه على رأسه ضربة قاسية, أعقبها بركلة فى فكه عندما حاول على الإلتفات اليه.
واقتادا ساره أمامهما ودموعها لا تتوقف وهى تنظر الى على وهو ملقى ارضا يمد لها يده ولا يستطيع الحراك.
خرج الثلاثة من الفندق متجهين الى سيارة سوداء كبيرة مرتفعة لها ثلاثة ابواب فقط, اثنين فى الأمام, والثالث فى ظهر السيارة, و ونوافذها كلها سوداء تماما .
اتجه أحدهما الى مقعد القيادة و ووقف الثانى أمام الباب الذى فى الظهر وفتحه, ثم خاطب ساره التى وقفت امامه بجوار السيارة وقال بلهجة معتذرة : عفوا سيدة ساره, كنت أود أن تجلسى فى الكرسى الأمامى ولكنى مضطر , ستجلسين هنا فى الخلف, وأغلق الباب باحكام, فجيف لن يسمح لى بأى خطأ.
نظرت اليه ساره بضيق صامت, ووقف هو منتظرا .
أمسكت ساره بحقيبتها المعلقه فى كتفها الأيمن, واستدارت لتواجه باب السياره ورفعت قدمها لتركب, ولكنها فى نفس اللحظه فتحت حقيبتها بهدوء, وفى حركة سريعة أسقطت شئ ما من الحقيبه, شئ صغير تدحرج الى أسفل السيارة.
وركبت ساره بسرعه والتفتت تنظر الى الرجل الذى كان يقف الى يسارها لتتأكد أنه لم يلاحظ ما فعلته, وعندما اطمأنت اعتدلت فى مقعدها الخلفى وتركته يغلق باب السيارة باحكام, ثم جلس فى الكرسى المجاور للسائق وانطلقت السيارة
.................................................. ......
كان على يرقد مفترش الأرض لايستطيع تحريك رأسه المصابه من الألم, لكن رؤية زوجته وهى تختطف أمام عينيه دون أن يستطيع حمايتها, أصابته بغضب عارم.
تحامل على نفسه, وتجاهل آلامه الرهيبه والدوار الذى لف رأسه, ونهض بصعوبه واتجه الى النافذه وهو يمسك برأسه.
ومن الدور الثالث فى الفندق أدار عينيه فى الشارع يبحث عن ساره أو الرجلين.
لكن عيناه توقفتا أسفل النافذه مباشرة عند شئ صغير يعرفه جيدا, ثم اتجهت عيناه الى سيارة سوداء كبيرة مرتفعه تبتعد بسرعه.
اتسعت عيناه بشده عندما تذكر أن هذه السياره رآها واقفة فى هذا المكان عند عودته من شركة الطيران, ولم يكن صعب عليه استنتاج أنها السيارة المطلوبه.
انطلق يجرى مسرعا من الغرفة, وعندما خرج من الفندق, انحنى بسرعه وتناول الشئ الصغير من الأرض, ثم جرى بسرعه الى وسط الشارع وأشار لأول تاكسى رآه قادما, ووقف أمام مباشرة ليجبره على الوقوف, ليقفز فيه, وينطلق التاكسى بسرعه فى نفس الإتجاه الذى رحلت فيه السيارة السوداء
تجاهل على آلامه والدماء التى سالت من رأسه على ملابسه, وظلت عيناه تبحثان عن السيارة السوداء, وهو يستحث السائق بالإسراع, حتى لاحت السياره السوداء من بعيد, وبدأ التاكسى يقترب منها تدريجيا, حتى تأكد على تماما من أنها السيارة التى يبحث عنها, فأخذ لسانه يلهج بالحمد والشكر لله على توفيقه
حافظ السائق على المسافه التى بينه وبين السيارة حسب أوامر على, على ألا تغيب السيارة عن ناظريه.
فجأة..وقعت عينه على اللعبة الصغيرة المستقرة فى يده, تلك اللعبة التى أسقطتها ساره من حقيبتها لتتدحرج أسفل السيارة.
ابتسم على لذكائها, كانت تعلم أنه سيتبعها عندما يرى اللعبة, فهو الذى اشتراها لها بعد الحاح كبير منها, فى نفس اليوم الذى غادرا فيه عيادة د. عبد الرحيم, لتتوقف ساره أمام أحد محلات الهدايا يقع فى نفس العمارة, وتعجبها لعبة من الفراء القطيفه على شكل كلب أبيض صغير مبرقش بالأسود لايتجاوز حجمه كف اليد.
وبرغم اعتراض على وتعليقاته الساخرة التى أغرقها بها, الا أنها أجبرته على شرائها.
ابتسم على عندما تذكر كم كانت سعيدة باللعبة وهى تغيظه وتداعبة بها من آن لآخر .
انتبه من ذكرياته عندما غابت السيارة عن عينيه. أخذ ينظر فى كل اتجاه ويسأل السائق دون فائدة.
جن جنونه, لقد فقد أثر السياره, ولم يعد يدرى كيف سيصل الى زوجته, وانتابته هواجس كثيرة والشيطان يتلاعب بعقله, فهى الآن بين أيديهم مختطفه دون ارادتها, لايدرى مايفعلونه بها, وهو الذى لم يكن يحتمل فكرة ذهابها اليهم بارادتها.
أخذ لسانه يتمتم بالدعاء والإستغفار, كان يدعو الله من كل قلبه ويتوسل ويتضرع اليه أن يلهمه بأى خيط أو معلومه ترشده اليها وهو ينظر فى كل اتجاه ربما يلمح السيارة السوداء.
عبرت السيارة الأجرة على أحد التقاطعات فتضاعفت حيرته, استوقف السائق ودس اللعبة فى جيبه, وخرج يجرى من السيارة وتوقف عند التقاطع وأخذ ينظر فى اتجاهات الطريق المختلفه وحيرته تشتد وهو لا يدرى فى أى اتجاه ذهبت السيارة , ولا ينطق لسانه سوى بكلمة : يارب
فجأة.... رأى شئ ملقى على الأرض, فاتجه اليه بخطوات سريعة وتناوله من على الأرض, كانت ورقة صغيرة لها لون سماوى مميز لا تخطئه عينه, فهى ورقة من النوتة الصغيرة التى كان يكتب فيها من ساعات قليلة وهو يتناول غداءه مع ساره فى مطعم الفندق, وما قطع كل شك لديه وجعله يبتسم ابتسامة كبيرة, الكلمة التى كتبت على الورقه بالعربيه : عـــلــي
انطلق يجرى عائدا الى التاكسى ولسانه لايتوقف عن الحمد وهو يقفز اليه, وينطلق التاكسى فى نفس الطريق الذى وجد فيه الورقه, وعيناه تدوران فى كل مكان , تبحثان عن علامة أخرى, حتى رأى علي ورقة أخرى بنفس اللون, أوقف التاكسى وجرى مسرعا وتناول الورقة وعندما نظر فيها, وجد اسمه مكتوب أيضا, وفهم ما تفعله ساره, كانت تلقى اليه برسائل على أمل أن ينجح فى تتبعها .
يا الهى, لكم أنت رحيم كريم حليم, كيف كنت سأصل اليها لولا توفيقك؟
هكذا قال على لنفسه, فمن كان يصدق أن ينزع عنه السترة الجلدية ويلبسها اياها وفى جيبها النوته والقلم؟
سار التاكسى فى الطريق الفرعى الريفى الهادئ, ومن آن لآخر كان على يلمح ورقة صغيرة على الأرض, فيعرف أنه على الطريق الصحيح.
وزاد التاكسى من سرعته حسب أوامر علي الذى أخذت عيناه ترقبان الطريق بدقة.
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

توقفت السيارة بساره عندما كانت تجهز ورقة جديده وهى تجلس فى مؤخرة السياره, ومن وقت لآخر تلقى نظرة على الرجلين لتتأكد من أنهما لم يشعرا بما تفعله
أخفت ساره النوته والقلم فى جيبها بمجرد أن توقفت السياره.
بعد قليل...فتح باب السياره لتجد أمامها أحد الرجلين يدعوها للنزول من السيارة
نزلت ساره ببطء وأخذت تتأمل المكان من حولها
عرفته على الفور..انها حديقة مصحة د. توم برجمان, كانت تسير فى الحديقة وأحد الرجلين يتقدمها والثانى يسير خلفها, والذكريات تتداعى الى رأسها..مرات عديدة زارت فيها المصحه, تذكرت جلسات العلاج النفسى, والعلاج بالموجات الكهرو مغناطيسية.
دخلت المبنى وظلت تسير بين الرجلين حتى توقفت القافلة الصغيرة أمام احدى الحجرات, فتح الأول باب الحجرة وتراجع قليلا ليفسح لساره المكان لتدخل, دخلت ساره بخطوات متردده, لكنها ارتدت الى الخلف عندما وجدت جيف أمامها بنظراته الصارمه, وعندما أدركت عدم جدوى اظهار الخوف, قررت طلاء وجهها بالجمود
اقترب منها بخطوات بطيئه, وهى تحاول قدر ماتستطيع تجنب النظر اليه, حتى لا يغافلها الخوف ويهرب من ملامحها
قال بأسلوبه البطئ الهادئ, والذى بدا لها فى هذه اللحظة مخيفا بحق : للمرة الثانية تهربين منى, لقد حذرتك من قبل
قالت بصوت لم تستطع اخفاء نبرة الضعف فيه : لم أعد أريد العمل معكم
قال وصوته يحتد : ساره, أنت التى تقولين ذلك؟ وبعد كل ما فعلناه لأجلك؟ أتظنين أن ترك العمل معنا .....
تغيرت لهجته الى مزيج من السخرية والشراسة وهو يكمل : بمثل سهولة تمزيق ورقة من نوتة زرقاء صغيرة والقائها فى الطريق؟
رفعت وجهها اليه وفقدت كل سيطرة على الرعب الذى قفز من ملامحها
اقترب منها أكثر وهو ينظر اليها بشراسة : أتظنى أن حيلتك الساذجة يمكن أن تخدعنى؟
هز رأسه نفيا وهو يكمل بسخرية : أنت ساذجة للغاية يا صغيرتى.
منذ اللحظة التى وطئت قدميك فيها أرضى , وكل أنفاسك وهمساتك وحركاتك تحت عينى
بدأت ساره ترتجف رغما عنها وابعدت عينيها عنه حتى لا يزداد خوفها, لكنه استدار ووقف أمام عينيها مباشرة وقال : وكل مافعلتيه لتجعليه يتبعك الى هنا
اشتدت ضربات قلبها وبدأت تتراجع للخلف ببطء تحت وطئة نظراته الشرسه, حتى اصطدمت بأحد الكراسى , فارتمت عليه دون ارادتها, ووجهها يحملق فيه بخوف
اقترب منها وهو يكمل : بل الأكثر من ذلك , لقد أرسلت من يساعده على تتبعك, وكان يلقى اليه بأوراق مشابهه فى الطريق, ليسهل عليه أمر الوصول اليكى
أكمل بسخرية : يجب أن تكونى ممتنه لكل ما أفعله لأجلك
بدأت الدموع تملأ عينيها رغما عنها وهى تحملق فيه بخوف, وتهمس بصوت مرتجف : لماذا؟...لماذا تفعل كل هذا؟
قال : أخبرتك من قبل ..أنت ملكى, أنا الذى استلمتك قطة صغيرة وحيدة , لاتدرى شيئا عن الحياة, وعلمتك كل شئ
والآن بعد كل تلك السنوات , تكبرين, وأول من تنشبين فيه مخالبك, هو أنا !
قالت بصوت مرتجف : أنا..أنا .. لا أريد العمل معكم..من حقى أن أختار أين أعمل
قال بسخرية : للأسف, فات الأوان يا صغيرتى
سمعت ساره صوت الباب الجانبى للحجرة يفتح, أدارت وجهها بتلقائية, لتجد أمامها شابا فى أواخر الثلاثينات ,ذو وجه مربع حليق, ونظارة طبية أنيقة, وشعر اسود ناعم قصير
كان يقف عند الباب وابتسامته الشاسعه تتألق بشده وهو يقول بمرح : ساره العزيزة, اشتقت اليكى كثيرا
التفت الى جيف وقال بعتاب : جيف, كم من مرة أخبرتك ألا تكون قاسيا مع انسانة رقيقة وحساسة كساره؟
عاد يتأمل ساره وهو يبتسم ويتقدم منها ويديه داخل جيب معطفه الطبى
عقدت ساره حاجبيها وتعجبت كثيرا, فبرغم أن توم طبيب, لكنها المرة الأولى التى تراه فيها يرتدى معطفه الطبى
أخذت تنظر اليه بتوجس وهو يقول بلهجته المرحه الودوده وهو يتأمل وجهها : واو...لقد ازداد جمالك أضعافا, كما أن هذا الإيشارب يلائمك تماما , حقا يروق لى
قالت ساره بخوف وهى تنقل عينيها بينه وبين جيف الذى جلس عن يمينها : لا أريد البقاء هنا, دعونى أرحل
ابتسم لها ابتسامته الشاسعه, ثم أعطاها ظهره واتجه الى المكتب الذى يقع فى جانب الحجره وهو يقول : بالطبع يا عزيزتى, من يستطيع أن يرفض طلبا للعزيزة ساره ؟
تناول شيئا من على المكتب ثم عاد اليها , تأملت ساره الحقنه التى فى يده وبها سائل شفاف برعب وهى تسمعه يقول بلهجته المرحة المستفزة : آخر زيارة لكى هنا منحتك شيئا يخصنى, وأنا أريد ذلك الشئ, وبمجرد أن آخذه , سأدعك تذهبين بسلام.
رغم أنى سأحزن كثيرا لفراقك يا عزيزتى
نظر اليها وقال بود : هيا...اكشفى ذراعك
انتفضت برعب وضمت يديها الى صدرها وهى ترتعش : لا ..لا تفعل
قال بهدوء : يوما ما , كنت تثقين بى ثقة عمياء. كنت مؤمنة تماما بقدرتى على ازالة كل آلآمك
يجب أن تثقى بى يا عزيزتى, فمهما حدث, لا يمكننى ايذائك
انتفضت بشده والهلع يطل من عينيها وأرادت الهرب , لكن يدى جيف القويتان أمسكت بذراعها ومنعتها من الهرب
كشف عن ذراعها بقسوة وثبته الى ذراع الكرسى الذى تجلس عليه, وأمسك توم بالحقنه وغرزها فى ذراعها وهو يقول بهدوء : لا تخافى, فقط استسلمى للنوم
سقطت رأسها للوراء وبدأت أجفانها فى التثاقل وهى تنظر اليهما, واهتزت الصورة أمام عينيها بشده , حتى أظلمت تماما.

 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

ظل على يسير بالتاكسى لمدة طويلة وهو يتأمل معالم الطريق جيدا, حتى لاح له مبنى كبير مكون من عدة طوابق له حديقة كبيرة ويحيط به سور ضخم.
لم يكن بالمبنى شئ مميز يلفت الإنتباه, لكن ما جعله يعتدل فى جلسته , وتتحفز كل عضلاته, هو الإسم الذى كتب على المبنى بخط كبير(مصحة برجمان للإستشفاء)
أغمض عينيه وتنهد براحة وهو يتمتم بالحمد والشكرلله, لقد عرف أين زوجته.
كانت الذكريات تطوف برأسه, البحر, السماء, الرمال, وساره وهى تحكى له عن الأيام التى قضتها فى مصحة برجمان.
انتبه على صوت هاتفهه المحمول وهو يرن, وعندما نظر الى شاشته عرف الرقم على الفورو امتلأ وجهه بالضيق وهو يتحدث الى مصطفى فى الهاتف ويقول بحدة : ماذا تريد؟
اجابه مصطفى ببضعة عبارات مرمزه فهم منها على أن مصطفى يريد لقاءه فورا
ضغط على أسنانه بغيظ ورفض بحدة شديدة وبنفس الأسلوب المرمز
صمت مصطفى قليلا, ثم عاد ثانية يأمره بمقابلته بشكل ضرورى, ثم أعطاه عنوانا قريبا
اغلق على الهاتف وهو يتقطع من الضيق, ونظر الى الطريق الذى أخذ يلتف ويلتف معه التاكسى ليقترب أكثر وأكثر من مصحة برجمان, وعندما وصل الى الباب الرئيسى لم يتوقف, ولم يهدئ من سرعته بل تجاوزه واستمر يسير فى الطريق, عابرا من امام المصحة, ليتركها خلفه بناء على أمر من على.
سار التاكسى لفترة, ثم انحرف الى اليمين فى طريق جانبى وسار لمدة طويلة حتى استوقفه على وغادره, ورحل التاكسى ليقف على وحيدا وسط الطريق الخالى.
لم تمضى سبع دقائق حتى لاحت من بعيد سيارة زرقاء صغيرة, ظلت تقترب حتى توقفت أمام على
ركب على فى المقعد الخلفى, وانطلقت السيارة مسرعة
وصلت السيارة التى تقل علي الى فيلا أنيقة, ودخلت من الباب الكبير , لتتوقف داخل حديقة الفيلا
خرج على من السيارة واتجه بخطوات سريعه الى باب الفيلا, وعندما دخل وجد أمامه مصطفى
دخل مصطفى الى حجرة المكتب وتبعه علي بصمت, وعندما التفت مصطفى اليه, تجهم وجهه بشدة, فبادره مصطفى قائلا : حذرتك من قبل من مخالفة الأوامر, انظر الى أين وصل بنا الحال؟
قال على بحدة : لماذا اختفيت؟ تعمدت أن تختفى, اليس كذلك؟
تمسك مصطفى بصعوبة ببعض من هدوءه وهو يقول : كنت مضطرا, انت كالحصان الجامح, من الصعب السيطرة عليه
ان أردت النجاة لك ولزوجتك فيجب أن تستمع لما أقوله لك وتنفذه الأوامر بدقة, فلا مكان هنا لمزيد من المفاجآت
هز على رأسه بأسف وهو يقول : لقد اختطفوها امام عينى, والآن ..ماذا سنفعل لنخلصها من بين أيديهم؟
مصطفى : لا شئ..فقط سننتظر
على بحدة شديدة : ماذا؟ ..ننتظر ! انها الآن فى خطر داهم
مصطفى بهدوء : اطمئن, لن يؤذوها..يجب أن تثق بى
صرخ علي بحدة : لا تحدثنى عن الثقة وهى هناك وحدها بين أيديهم
اقترب مصطفى من النافذه وازاح الستائر وأعطى لعلي نظارة مكبرة وهو يقول : انظر أمامك
نظر علي من خلال النظارة المكبرة, وعلى ضوء الغروب ظهر بوضوح أمامه مبنى مصحة برجمان
قال مصطفى بهدوء : هل صدقت الآن أننى لم اترككما كما كنت تعتقد؟
قال علي باصرار : يجب أن نخرجها من هناك
مصطفى : اطمئن لن يؤذوها, هناك شئ ما يريدونه منها,يجب أن نعرف ما هو
التفت الى علي وقال بلهجة فيها الكثير من الإهتمام وهو يرفع سبابته ويشير الى رأسه بجوار أذنه مباشرة : شئ ما هنا
اتسعت عينا علي بدهشة كبيرة ومصطفى يكمل : أتذكر الأشعة التى أجرتها بناء على طلب الطبيب؟
بقى علي صامتا ليدع له الفرصة ليكمل : أظهرت صورة الأشعة وجود جسم غريب داخل رأسها بجوار الأذن اليسرى
لم يكن بامكان الأطباء العبث بدماغها ونحن لا نعرف كنه هذا الشئ ولا كيف نخرجه, فربما يؤذيها, هذا رأى المتخصصين الذين شاهدوا صورة الأشعة, كما انه لم يكن من الممكن تعريض العمليه للكشف بخطوة كتلك, لذلك فلقد احتفظنا بنسخة من صورة الأشعة وتركنا الأصل كما هو
علي بدهشة : لكن صورة الأشعة كانت سليمة تماما بشهادة الدكتور عبد الرحيم
قال مصطفى : وهل تظن أنهم بهذه السذاجة ليتركوا الأمر ينكشف, لقد قاموا بتبديل صورة الأشعة قبل أن يغادر مركز الأشعة
شرد علي بعيدا ودق الخوف قلبه وصوت مصطفى يدوى فى أذنيه : كان يجب أن نعيدها الى من أدخل ذلك الشئ فى رأسها, كنا متأكدين من أنهم يريدونه أكثر منا
وكانت الأمور تسير تماما كما خططنا, حتى هربت منهم, كنت أعلم تماما أنهم لن يتركوها, وسيجبرونها على العودة اليهم
ضاقت عينا علي وهو يقول : لهذا اختفيت, ولم تأتى لمقابلتى عندما طلبتك
مصطفى : بل الأكثر من ذلك , كنت أدبر لك خطة لإبعادك عن الأمر لتسير الخطة كما نريد, بدون عقبات ولا مفاجآت
عقد علي حاجبيه بغضب وهو ينظر الى مصطفى الذى قال : تهورك سيفسد كل شئ, يجب أن تهدأ وتفكر فى كلامى بعقل
علي : ماذا لو أخذوا مايريدون , ثم قرروا قتلها , هل ستستطيع انقاذها؟
مصطفى : اطمئن, لن يفعلوا
أكمل بتأكيد عندما وجد الشك مطلا من عينيه : ثق بى
ظل علي يتأمله بصمت والغضب يزداد فى ملامح وجهه ثم قال بعد مدة : عندما تكون وحيدة هناك بينهم فلا مكان لعقل أو تفكير
قال مصطفى : لا تنسى انها كانت بينهم من قبل
مط على شفتيه وضاقت عيناه : وقتها لم تكن زوجتى
شعر مصطفى أن علي سينفجرفى أية لحظة بتصرف ما غير مضمون العواقب, فقال مطمئنا اياه : دع الخطة تسير, وأنا أعدك أن..
قاطعه علي بحدة : لا يمكنك أن تعد بشئ, انها الان بين أيديهم مختطفه, ألا تفهم؟ زوجتى مختطفة رغم ارادتها, لقد كانت خائفة للغاية, كانت تريد فقط العودة الى مصر
اكتست ملامحه بالإصرار وهو يقول بقوة : وأنا وعدتها أن أعيدها الى مصر.....ولن أخلف وعدى
اتجه الى باب الحجرة بخطوات سريعة, لكن مصطفى جذبه من كتفه بقوة, وأمسكه من ملابسه وهو يقول : لن أدعك تفسد الخطة...
لم يكمل مصطفى الجملة, فقد لكمه على لكمة عنيفة غاضبة دفعته للخلف, وأجبرته على ترك ملابسه
اعتدل بسرعة, لكن علي كان قد غادر الحجرة بل الفيلا كلها عدوا وبسرعة كبيرة, وانطلق يجرى فى الطريق متجها نحو المصحة.
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

لم يتوقف على عن الجرى حتى وصل الى الباب الخارجى للمصحة
وقف أمام الباب, وأخذ ينظر من خلال الأعمدة الحديدية للحظات وهو يلهث بقوة وعرقه يتصبب بغزارة.
فتح الباب ودخل, سار فى الحديقة الكبيرة وعينيه تدوران فى المكان تتأملان كل جزئيات الحديقة, حتى وصل الى المبنى الكبير.
وبمجرد أن اقترب من المدخل, انفتح الباب الزجاجى اوتوماتيكيا, فدخل مباشرة بخطوات جريئة
اقترب من مكتب موظفة الإستقبال وقال مباشرة : أريد مقابلة د. جيفرى باركلى
تأملته الموظفة قليلا ببرود, ثم نظرت فى شاشة الكمبيوتر التى أمامها وقالت : ليس لدينا نزيل بهذا الإسم
قال باصرار : اذا . أريد مقابلة د. برجمان
قالت بنفس حروفها البارده : هل لديك موعد سابق؟
قال بغلظه : لا , ولكنى سأقابله الآن
هزت رأسها ببطء وقالت ببرود : عفوا, لا يمكنك ....
تركها على قبل أن تكمل الجملة واتجه الى الداخل
اعترضه رجلان يرتديان زى حرس الأمن, هم على أن يشتبك معهما, الا أن صوت الموظفة جاء من خلفه : توقف
التفت اليها فقالت وهى تنزل سماعة الهاتف من على أذنها : د. برجمان سيقابلك الآن
اقتاده أحد الحارسين الى المصعد وسار على خلفه بهدوء حتى توقف المصعد فى الدور الثالث
وسار على خلف الحارس حتى وصل الى احدى الحجرات, فتح الحارس الحجرة وتنح جانبا
دخل على بخطوات بطيئه وهو يتأمل المكان من حوله جيدا
كانت حجرة واسعه أنيقه, فى وسطها مكتب كبير أنيق يجلس خلفه جيف
تقدم علي منه ببطء وهو يتأمله مليا بتحدى,وبادله جيف بقذائف النظرات الصامته المتحديه
لم يستمر الصمت طويلا , تكلم جيف وهو يتأمل على من فوقه الى تحته : اذا....فأنت على
ظل علي على صمته وهو يتأمل جيف وفى عينيه غضب مكتوم
أكمل جيف : كم كنت أتوق لرؤيتك...أظن أنك لا تعرفنى؟
أخيرا تكلم على : على العكس, أعرفك جيدا, كما أفهمك جيدا جدا
جيف بابتسامة صفراء : حسنا , لن نضيع الوقت فى تعارف ممل, لندخل مباشرة فى الموضوع...ماذا تريد؟
بادله على بنفس أسلوبه المباشر : أريد زوجتى
نهض جيف من خلف مكتبه واقترب من على بخطوات بطيئه ونظراته القاسيه مسلطة عليه وهو يقول ببرود : ماذا لو لم تكن هنا؟
على بسخرية : أتظننى من السذاجة لأصدقك؟..أنا متأكد تماما أنها هنا.
هز جيف رأسه وقال : نعم , أعلم تماما أنك لست ساذجا أبدا, الرجل الذى يستطيع اختراق ساره لا يمكن أن يكون ساذجا
على : هل سترسل اليها لتحضر الى هنا, أم أضطر للبحث عنها بنفسى؟
نظر اليه جيف طويلا, ثم قال : يبدو أنك لاتدرك أين أنت
على بتحدى : كل ما أدركه أن زوجتى هنا ويجب أن أراها
التفت الإثنان على صوت الباب الجانبى للحجرة وهو يفتح, ويظهر من خلفه توم بردائه الطبى الذى يرتديه فى حجرة العمليات
نظر الى على وابتسم ابتسامته المستفزه وهو يقول : اذا, هذا هو البطل , أتى لإنقاذ حبيبته من الأسر.
عجبا, ولكن أين السيف؟
ضاقت عينا على وهو يتأمل توم الذى أخذ يدور فى الحجرة قائلا : أتعلم؟ أنا أتأثر كثيرا بقصص الحب العنيفه وتتساقط دموعى كلما رأيت مشهدا رومانسيا
يبدو أن القصة هذه المرة لم تنتهى بزواج الحبيبين, بل بدأت بالزواج..ترى ماذا ستكون النهايه؟
والان, الفارس النبيل فى موقف لايحسد عليه, ماذا سيختار؟ حبيبته.......أم وطنه؟
عقد علي حاجبيه بشدة وظهرت الدهشة فى ملامحه
ابتسم توم بسخريه وقال : لاتتعجب, فأنا أعشق اللعب بالورق المكشوف, كل منا يعلم من يكون الآخر, فلم المناورات اذا؟
ان الصفة المميزة فيك والتى جذبت ساره اليك , هى صدقك
تنهد وهو يكمل : حقا لا أدرى, هل الصدق فى هذا العالم ميزة أم عيبا؟ كانت ساره دائما تبحث عن الصدق فى كل شئ, ولكن للأسف بعض الصدق يكون انتحارا
فالرجل الذى أحبته لصدقه, هونفسه الذى سيلف حبل المشنقه حول عنقها
قال على بحدة : لم آت الى هنا لأستمع الى محاضرة عن الصدق, أريد زوجتى حالا
قال توم وابتسامته المميزة تتسع : أتعلم أننى معجب بك كثيرا؟ أنت وحدك استطعت التغلب على أبحاث سنوات وسنوات
تنهد وشرد بعيدا وكأنه يحكى قصه : جاءت ساره الى أمريكا وهى صغيرة للغاية.
من أول يوم لها فى الجامعه وهى تبدو مختلفه عن الأخريات
حاولنا بكل الوسائل ان نشكل عقلها وشخصيتها الجديدة, لكن عقلها كان شديد الجموح, يصعب السيطرة عليه, بذلنا معها مجهود لايمكن أن تتخيله, استخدمنا معها العقاقير الطبية والموجات الكهرومغناطيسية, ورغم كل هذا, لم نستطع أن نحكم سيطرتنا على عقلها تماما, فكلما وضعت فى اختبار, كانت دائما تختار الأسوء
وكأن هناك شئ ما يردها الى ماضيها البعيد, ويقف سدا منيعا بيننا وبينها, شئ لم نستطع قهره فيها
فكرنا أكثر من مرة فى انهاء الأمر واعادتها الى مصر, لكن موقع أبيها كان شديد الإغراء بالنسبة لنا, كانت فرصه من الغباء تركها
ولكن .. ظهورك فى حياتها أفسد كل شئ
هز رأسه ومط شفتيه وهو يقول : أخطأت كثيرا بقدومك الى هنا, كان عليك أن تطيع صديقك ....مصطفى البندارى
عقد على حاجبيه بشدة وهو ينظر الى توم بغضب وتحفز, لكن توم أكمل بسخرية لاذعه : أتظن أننا أغبياء؟ ساره مهمة بالنسبة لنا. لذلك فهى دائما تحت أعيننا,هنا, أو فى مصر, ومن الطبيعى عندما يقترب منها انسان بمثل هذه الدرجه يصبح هو الآخر تحت أعيننا.
ومن قبل حتى أن تطأ قدميك مكتب صديقك مصطفى البندارى
ضغط علي أسنانه بغيظ وقال بحدة : أين ساره؟
توم ببرود : عجبا, ماذا تريد منها؟ أتريد أن تسلمها اليهم ليشنقوها؟
علي بنفاذ صبر : أين زوجتى
توم : اطمئن, زوجتك هنا فى أمان
علي بحده : ماذا فعلتم بها؟
توم ببرود : لم نفعل شئ, فقط استعدنا شئ لنا كان بحوزتها
فتح توم كفه أمام على ليظهر فيه جهاز الكترونى غريب الشكل وصغير للغايه وهو يقول بسخريه : لا شك أن صديقك مصطفى قد يقتل نفسه ليحصل على هذا, منذ أن رأى صورة الأشعه وانا متأكد أنه لن يهنأ له بال الا اذا عرف ما هذا
تأمل علي الجهاز بدهشه كبيره, ولمعت عينا جيف وقال بلهفه : استطعت اخراجه أخيرا؟ولكنك استغرقت وقت أطول هذه المرة
التفت اليه توم وقال : لقد تحرك الجهاز من مكانه, كان من الصعوبة حقا اخراجه, وبعد أن نجح د. آدمز فى اخراجه, اكتشفنا انه تعطل تماما
جيف باهتمام كبير : كيف حدث هذا؟
توم : يبدو أنها سقطت على رأسها سقطة عنيفة, أو اصطدمت بشئ, أو أصيبت بشكل ما, أو.........
التفت الى علي وضاقت عيناه وهو يكمل ببطء : أو تعرضت لصفعة عنيفه
ظهر الذهول على وجه على, وشرد بعيدا وهو يتذكر ذلك اليوم الذى صفع فيه ساره, أفاق من شروده عندما اقترب منه توم وهو يقول : لقد صفعتها...أليس كذلك؟
تحولت ملامحه الى كتله من الغضب ونظر اليه بشراسه وقال : أتعلم ماذا فعلت؟ لقد أفسدت جهاز بملايين الدولارات
صفعة واحدة أضاعت سنوات من الجهد والعمل المتواصل والتدريبات المستمره
علي بتساؤل حقيقى : ما هذا الشئ؟
توم : أقدر مدى قلقك على زوجتك , لذلك سأحاول أن أشرح لك الأمر بشكل مبسط ,لأنك لن تفهم الجانب العلمى
هذا الجهاز هو أحدث وأصغر كاميرا الكترونيه فى العالم, أعظم اختراع عرفته البشريه فى مجال التجسس حتى الآن
بعمليه جراحيه بسيطه للغايه وبمنظار جراحى توضع هذه الكاميرا داخل الرأس
أمسك بأصابعه رقاقه شفافه صغيره للغايه تشبه عدسات العيون الطبيه وأكمل : أما هذه فهى شريحه الكترونيه شفافة وحساسه للضوء للغايه, تثبت فوق عدسة العين مباشرة, انها تشبه العدسات الطبيه, ولكن لايستطيع أحد نزعها سوى الطبيب الذى وضعها.
عندما يسقط الضوء عليها, تتضح الصوره التى أمامها بكل معالمها, وعندما تغلق الجفون تسجل الصوره وترسلها مباشرة لتخزن فى جهاز الكمبيوتر المثبت داخل الرأس
هذا الجهاز يخزن بلايين البلايين من الصور, وعندما تمتلئ سعته, يغلق ذاتيا ويعمل كحافظه للصور التى التقطها
حتى يأتى الطبيب المختص ويقوم بنزعه لتبدأ عملية استخراج الصور وتنزيلها على جهاز خاص يكبرها ثم يبدأ الخبراء فى عملية تنسيق الصور وفرزها واستخراج ماهو مهم لنا منها
لا يمكننى أن أنكر كم استفدنا من المعلومات القيمه التى أحضرتها لنا ساره طوال ثلاث سنوات كامله دون أن تدرى
ولكنك ظهرت, وبصفعة واحده, هدمت كل شئ, دمرت جهاز بملايين الدولارات, وكشفت عملية محكمة السريه
شرد على بعيدا وابتسم بحنان : اذا....ساره بريئه...بريئه
ابتعدت عينا توم عن وجهه قليلا, لتتأمل الباب الذى خلفه وهو يقول : ولكن, من سيصدق ذلك؟ والآن بعد أن استعدنا الكاميرا, لا أمل فى إثبات براءتها, ولا أمل لها للنجاة من الإعدام
ترى, ماذا ستفعل ساره عندما تعرف أن حبيبها الوحيد هو الذى أبلغ عنها وقادها بيديه الى حبل المشنقه؟
نظر اليه علي بغضب وهم أن يقول شئ, لكنه انتبه أن توم لا ينظر اليه, بل الى شئ ما خلفه
التفت بحده الى حيث ينظر توم ليفاجأ بساره تقف عند الباب وهى ترتعش والدموع تسيل على وجنتيها أنهارا, ووجهها ينضح بالألم
لكن أكثر ما استفز شياطين الغضب بداخله عندما رأى شعرها الأسود الناعم ينسدل على كتفيها.
تقافز الغضب من ملامحه واعتصر قبضتيه بقوه وتحفزت كل عضلاته وتقدم منها .
.................................................. .......... .
يتبع>>>>>>إن شاء الله>>>>>
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

لا خويا رانا متابعين الحلقات راهم طوال بزاف كاينين ما يكفيهومش الوقت يكملو يقراوهم كامل
في انتظار التكلمة
بالتوفيق
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

تنبيه للاخ
تستطيع ان تضع جزء واحد في اليوم فقط

ليتسنى لنا المتابعة واعطاء كل جزء حقه
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

وانا واش راني ندير حتى انا كل يوم جزء ما دام مكانش متابعين للرووايه خلي على الأقل نوفي بوعدي ونكملها كامل باه تعود متاحه للجميع يلي باغي يقرأه يقرأها في أي وقت شاء
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

بانتظار التكملة يا اخي و الرواية جد جميلة شكرا جزيلا لك​
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

هاذي تكملة القصه
كتم علي مشاعره بداخله فقد كان كل ما يشغله فى هذه اللحظه هو كيف يخرج بساره بسلام من هذا المكان
وتحول كل غضبه الى قلق ولهفه دفعته ليتقدم منها بخطوات سريعه وهو يهتف : ساره, هل أنت بخير؟هل آذاك أحد؟
نظرت اليه بعينين يتساقط منهما الألم : لماذا؟, لماذا يا علي؟ لماذا فعلت بى ذلك؟
لقد كنت على استعداد أن أبيع الدنيا بكل ما فيها وأشتريك.
وأترك كل شئ فقط لأبقى معك, كل ما أردته هو أن أحيا معك, ولكنك سقتنى الى الموت...لماذا يا علي؟
أمسك بكفيها بين يديه وقال : انسى كل هذا, لا وقت الآن للكلام, يجب أن نغادر هذا المكان فورا
قالت بسخريه تحترق ألما : الى أين؟ الى حبل المشنقه؟ كنت دائما أشعر معك بأمان لا حدود له, لم أكن أتخيل يوما أن يكون هلاكى على يديك
على باصرار : يجب أن نعود الى مصر, وأنا متأكد أنهم...
هزت رأسها بالنفى وهى تنتحب : لقد قطعت بيديك خط العوده الى الأبد
قال : لن يمسك أحد بسوء فأنت بريئه
صرخت بحده : انت لا تفهم, لو عدت اليهم لن يرحمونى, أى قضيه بحاجه الى جانى, والجانى الوحيد الذى يستطيعوا الوصول اليه هو أنا, سيجعلونى كبش فداء لانهاء القضيه بسرعه وإرضاء رؤسائهم
عقد على حاجبيه وقال بغضب : واذا بقيت هنا فستتحولين بالفعل الى جاسوسه..اسمعينى جيدا, أنا أحاول انقاذك, يجب أن تظلى كما أنت, بريئه نقيه
صرخت فى وجهه : هذا العالم المتوحش لا يعترف بالبراءه, لن أعود أبدا, لن أدعهم يشنقونى
صمت على تماما وأخذ يتأمل وجهها الذى أغرقته فيضانات الدموع, ثم ابتلع ريقه وقال بهدوء : ساره, أنت زوجتى, ويجب أن تطيعينى, تذكرى ما بيننا, أنا آمرك كزوج أن تطيعينى وتعودى معى فورا
نظرت ساره فى وجهه وبدأ الضعف والتأثر يبدو واضحا فى ملامح وجهها
وفجأه ..انتفض الإثنان على صوت توم الذى تدخل بسرعه ليقطع تأثير علي عليها : أعتقد أنك هنا ليس لك اى حقوق أو سلطات تمارسها على ساره, لذلك أنصحك بـ..
صرخ على بحدة كبيره : لا تتدخل بينى وبين زوجتى
ضحك توم بسخريه كبيره وقال بتعالى : انت لا تفهم حقيقة موقفك تماما, دعنى أوضح لك خطورة الموقف
اتجه بخطوات واثقة الى المكتب وتناول من عليه جهاز ريموت كنترول صغير, وجهه الى التلفاز الموضوع على منضدة صغيره فى ركن الحجره,
فتح التلفاز وأخذ يتنقل بين القنوات حتى استقر على واحده تبث الأخبار
اتجهت انظار كل من فى المكان الى التلفاز وأخذوا يستمعون الى ما تقوله المذيعه.
اتسعت عينا ساره برعب واقتربت من التلفاز بخطوات مهتزه, أما على فقد عقد حاجبيه بدهشه كبيره, ثم مالبث ان تفجر غضبه عارما .فقد كانت صورته تظهر واضحه على الشاشه بلحيته المميزه
وكانت المذيعه تتحدث عن عملية تفجير حدثت فى مطعم الفندق الذى تناول فيه على وساره طعام الغداء, نتج عن قنبلة شديدة الإنفجار كانت موضوعه أسفل احدى الموائد, وأن التفجير أسفر عن سبعة من القتلى واثنى عشر جريحا
وأن ذلك الإرهابى الذى وضع القنبله كان يعد لسلسلة من التفجيرات فى أماكن مختلفه , وأنهم وجدوا فى حقيبته التى تركها فى غرفته فى الفندق وهرب أجهزة ومعدات وحزام ناسف لهذا الغرض
وجارى البحث عن الإرهابى ذو اللحية السوداء
أغلق توم التلفاز والتفت الى على وقال بسخريه لاذعه : الآن أصبحت أشهر من رئيس الولايات المتحدة نفسه
نصف سكان نيويورك يسعون خلفك, فأين ستذهب أيها البطل؟
بالتأكيد لم تكن تتوقع أن لعبة الأطفال التى جلبتها معك ستتحول الى حقيقه بمجرد أن تلمسها عصا الساحر العجيبه
حتى صديقك العزيز, لن يستطيع فك التعويذة السحريه واخراجك من تلك الورطه
والآن, أمازلت مصرا على تلك اللهجة المتغطرسه؟
صمت على تماما وهو ينظر الى توم والغضب والكراهيه تعتصر ملامحه عصرا
ثم قال بلهجه حاول ان يجعلها هادئه قدر ما يستطيع : خبرتكم لا تضاهى فى حبك المؤامرات وتلفيق التهم وصناعة الجريمه.
تصلون الى أغراضكم حتى لو على رقاب ودماء الأبرياء ولو من بنى جلدتكم
توم بسخريه : لقد فهمت الآن موقفك بوضوح
انهارت ساره على أقرب كرسى عندما عجزت قدميها عن حملها, ثم غطت وجهها بكفيها وأخذت تنتحب بشده
التفت على اليها ولان وجهه بحنان عندما وجدها فى تلك الحاله من الإنهيار, فنزل على ركبتيه ببطء وأمسك بوجهها ورفعه لتلتقى عينيها بعينيه وقال بأكبر قدر من التماسك : ساره, يجب أن نخرج من هنا ونعود الى مصر
نظرت اليه بحسره وقالت بانهيار : فات الأوان, ليس هناك أى أمل
قال بلهجة قويه : ساره , أنا زوجك وآمرك أن تطيعينى, يجب أن تأتى معى
قالت بألم : كان ذلك فى البداية صعبا, والآن, أصبح مستحيل
لو بقينا معا فسيسحقونا معا, النجاه فى أن يذهب كل منا فى طريق
نظرت الى توم والشرر يتطاير من نظراتها : أعلم تماما أن بيدهم مفتاح النجاه, أليس كذلك؟
ابتسم توم بمكر, وهز رأسه موافقا : بل والأكثر من ذلك
سنبرئك منها ونعيدك الى مصر وكأن شيئا لم يكن
قال على بقوه : لا يمكننى الوثوق بهم, فهم يفعلون اى شئ وكل شئ من أجل أغراضهم الوضيعه
لآخر مرة أقول لك, يجب أن تنفذى اتفاقنا وتطيعينى فى كل شئ
نظرت الى عينيه طويلا وقالت ببطء : يوما ما, وعدتنى أن تمنحنى حريتى بمجرد أن أطلبها بلسانى, يجب أن تفى بوعدك الآن
علي........ أريد الطلاق
صمت على تماما وظل يتأملها بجمود
أبى توم الا أن يحسم الموقف فقال بهدوء : هذا هو الطريق الوحيد للخروج من النفق المظلم, ان ذهبت معك فستهلك, وان بقيت انت معها فستهلك وتهلكها معك
ولكن ان افترقتما, فستعيش هى هنا وتبدأ حياة جديدة
أما أنت, نستطيع بسهوله اخراجك من ورطتك واعادتك الى مصر
ساره بألم : على, أعلم أنك رجل لا يخلف وعده, يجب أن تنجز وعدك لى, ...أريد حريتى
صمت على طويلا وهو يتأمل وجهها , ثم ضغط أسنانه بغيظ شديد وهو يقول ببطء : أقسم بالله ...لو لم أكن وعدتك هذا الوعد, لما استطاع أى مخلوق اجبارى أن أقولها ....
أنت طالق
أخذت ساره تحدق بوجهه بذهول وهربت الدماء من وجهها كما لو كانت لا تصدق أنه استطاع أن يقولها
تحرك توم بسرعه ليقطع الطريق على أى خطوة للتراجع
وضغط زرا خاصا فى مكتبه وهو يقول مباشرة : والآن, لاداعى لإضاعة المزيد من الوقت
فتح الباب فجأة, وظهر من خلفه رجل قوى ذو وجه عريض وبشرة سمراء, يرتدى حلة سوداء أنيقه
قال توم : براون سيخرجك من هذه البلاد, فهو يعرف تماما ماذا سيفعل
لم يرد علي, بل لم يلتفت اليه,فقد كانت عينيه معلقتين بساره, التى مازال الذهول لايفارق ملامحها
نهضت ساره فجأة عندما جذبه براون من ذراعه الى خارج الحجره وعيناه تنظران لساره كما لو ان هناك شئ ما انكسر, حتى حال بينهما باب الحجره وهو يغلق
بقيت ساره ذاهله واقفه كالتمثال تحدق فى باب الحجره الذى غاب خلفه على, والدموع تروى خديها وملابسها, كما لو كانت تنتظر ان يفاجأها على بعودته, أو تنتظر استفاقتها من ذلك الكابوس الرهيب
والدقائق تمر, ومازالت تنتظر وتنتظر
وطيور الأمل ترحل بعيدا مع شمس ذلك اليوم الكئيب
ليسدل الليل ستائره معلنا انتهاء القصه بفراق الأحبه.

جلس على فى سيارة براون فى رداء كئيب من الحزن الصامت
لا يرى الطريق من شدة شروده, ولم يخرجه من كهف شروده الا عندما شعر بالسياره تتوقف, تلفت حوله ليجد نفسه فى مكان نائى والسياره تقف الى جانب الطريق, سأل براون بصرامه : لماذا توقفت
براون بهدوء: هناك شئ ما خطأ, سأتفحص العجلات الخلفيه
غادر السياره واتجه الى العجلات الخلفيه
بعد قليل سمع علي صوته يناديه, خرج من السياره واتجه اليه وهو يتساءل : ماذا هناك؟
كان براون منكبا على العجله الخلفيه يتفحصها, وبمجرد أن رأى على اعتدل ونظر فى عينيه, شعر علي بشئ ما من خلال نظراته الغريبه وابتسامته الساخره التى ظهرت على جانب فمه
فجأة …أخرج براون مسدسه وأطلق منه رصاصة سريعه مباشرة فى قلب علي
تفجرت الدماء غزيرة من صدر علي مكان الطلقه وهو ينظر الى براون, ثم سقط أرضا
لم يتردد براون لحظة واحده وأسرع بفتح الحقيبة الخلفية للسياره, وحمل جسد على ودماءه تسيل, وألقاه بقسوة فى حقيبة السيارة, وضم ذراعيه وساقيه الى جسده, ثم أغلق حقيبة السيارة جيدا, وعاد ببرود الى مقعد القيادة, وانطلق بالسيارة.
ظل يقود السيارة مسافة طويلة حتى وصل الى طريق فرعى, فانحرف فيه بالسيارة
سارت السيارة قرابة الساعة فى هذا الطريق حتى وصلت أخيرا الىمكان فسيح يمتلئ بسيارات قديمه, ومع اقتراب السيارة من المكان ووضوح معالمه كانت ابتسامة براون تتسع, لقد كان المكان عبارة عن مقبرة للسيارات
حيث تتحول السيارات القديمة فيه الى قطعة من الحديد لا معالم لها, عن طريق وضعها تحت آلة كبس الحديد الضخمة
توقف براون بالسيارة فى مكان محدد اختاره بعنايه, ثم غادرها متجها الى مبنى قديم يقبع فى جانب هذا المكان الفسيح
داخل المبنى كان هناك رجل قصير سمين له كرش بارز, يجلس الى مكتب صغير يأكل شطيرة ويشرب علبة من الجعه
خاطبه براون مباشرة وهو يخرج من جيبه رزمة مالية : هذا هو المبلغ الذى اتفقنا عليه…والآن, قم بعملك
أخذ الرجل يلوك قضمة من الشطيرة فى فمه, وبيده الأخرى تناول الرزمة المالية ووضعها فى جيبه, ثم قال ببطء : حسنا, فى الصباح سأ…
قاطعه براون بصرامه : الآن…هذا هو شرطى
نظر اليه الرجل ومط شفتيه بلا مبالاه, ثم هز رأسه موافقا.
نهض من مكانه وأفرغ ماتبقى من الجعة فى فمه ثم قذف بالعلبة الفارغه فى سلة القمامه, وخرج خلف براون يمشى ببطء وكرشه السمين يهتز أمامه.
وصلا الى السيارة وقال الرجل بعجب : ياللخسارة. سيارة جيدة بالفعل
اتجه الى ماكينة التحكم فى المكبس الضخم, وبدأ فى تشغيلها
تحرك المكبس الضخم وأخذ يضغط على السيارة, وبراون يبتسم بخبث وهو يستمع الى أصوات فرقعة وتكسرالحديد تحت ضغط المكبس, وبدأت السيارة تنكمش وتختفى معالمها
أخرج براون هاتفه المحمول, وتحدث الى توم قائلا : تم كل شئ حسب الخطة تماما, أنا فى انتظار السيارة التى ستقلنى من هنا.
…………………………………..
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

أنهى توم المكالمه دون أى كلمة توضح من هو المتحدث, أو عن أى شئ دار الحديث, فقد كان شديد الحرص ألا تسمعه ساره التى كانت تجلس فى نفس الحجرة شاردة حزينة وكأن وجهها نحت من الألم
أغلق توم هاتفهه المحمول وتركه فوق مكتبه واتجه الى ساره التى تجلس فى مقعد وثير منكسة الرأس, وقال بلهجة لينة : عزيزتى ساره, يجب أن تثقى تماما أننى فعلت كل هذا من أجلك, من أجل أن أنقذك, والآن, انتهى كل شئ على مايرام, وعليك أن تطوى تلك الصفحة الكئيبه وتنسى تماما ما حدث لتبدئ حياة جديدة
رفعت رأسها ببطء شديد وقالت بصوت كسير: لم ينتهى بعد…أريد أن أرى علي
لم يستطع توم اخفاء أثر الصدمه من على وجهه وهو يقول : ماذا؟
ضحك ضحكة متوترة وحاول السيطرة على ملامح وجهه : لقد انتهى الأمر وحلت المشكله, يجب أن تنسيه تماما
ساره بغضب : لم تحل المشكلة بعد, يجب أن أتأكد أنه فى أمان, وأنه غادر أمريكا سالما بالفعل
تبادل توم نظرات طويلة مع جيف الذى يجلس خلف المكتب, ثم قال بعد صمت : حسنا , ستشاهدينه بنفسك وهو يركب الطائرة ويرحل, وبعدها ستنطوى تلك الصفحة من حياتك الى الأبد
وقفت ساره خلف نافذة مكتبها فى المركز عاقدة ذراعيها تتأمل السماء بشرود تام
اقترب منها جيف وقال بهدوء : مر أكثر من أسبوع الآن ولم تخرجى بعد من حالة الحزن والإكتئاب؟ لقد تم كل شئ كما أردتى تماما, وشاهدتيه بنفسك وهو يصعد سلم الطائره, وبقيت واقفة حتى أقلعت الطائرة
وبعد مضى كل هذا الوقت لم تتخلصى بعد من تأثيره عليكى…أى رجل هذا؟
حتى وهو بعيد عنكى بآلاف الأميال لازال يسيطر على عقلك ويحتل تفكيرك
تحرك لسان ساره بصعوبه وقالت بكلمات تقطر مراره : تستطيع ببساطة أن تنتزع قلبى من صدرى بسكين بارد وتسحقه بقدميك, ولكنك أبدا لن تستطيع اخراج هذا الرجل منه
لم يستطع جيف أن يخفى لهجته الحادة وهو يقول : ان كان الأمر كذلك, فلم لم تختاريه, واخترت البقاء هنا؟
ساره بمراره ولازالت عيناها فى السماء : لأنكم لم تتركوا لى أى اختيار, فى كل الأحوال كنت سأخسره….ولكنى اخترت الحياة
جيف : وهذا هو الإختيار الصحيح, يجب أن تستفيقى بسرعه من تلك الحاله, وتخضعى لبرنامج التأهيل والعلاج النفسى الذى وضعه لك توم قبل سفره
لدينا عمل كثير يجب أن ننجزه, وأول خطوة هى أن تتخلصى من ذلك الإيشارب السخيف الذى على رأسك
مد يده ليمسك بالطرحه التى تلفها حول وجهها , لكنها دفعت يده بعيدا عنها بعنف وقالت بصرامه غاضبه : هذا الشئ خاص بى تماما, وأنا الوحيدة التى أقرر كيف ومتى سأتخلص منه, أما الآن, فلست مستعدة لذلك
لان صوته تحت وطأة غضبها وقال مهادنا : ولكن هذا لا يتناسب مـ …
قاطعته وقد بدأت تستعيد قليلا من هدوءها : يمكنك أن تعتبره ذكرى غاليه من رجل كان يوما………….زوجى
قالت الكلمة الأخيره بصوت يمتلئ بالمشاعر
استعادت ثباتها بسرعه وقالت بجمود : هل هناك مشكلة فى احتفاظى به حتى أقرر بنفسى الوقت المناسب لتركه؟
ابتسم جيف ابتسامة مغتصبة وقال مدعيا الهدوء : اطلاقا يا عزيزتى, لك مطلق الحرية فى التصرف كما تشائين
اكتسى صوته ببعض الصرامه وهو يقول : ولكن عليك الخضوع للبرنامج الذى أعده توم من اليوم, سأذهب الآن وأرسل لك د. ***
هو الذى سيتولى مسؤلية اعادة تأهيلك بعد سفر توم
ومن الضرورى أن ألفت نظرك الى ضرورة التعاون التام
لم يبد على ساره الإهتمام بكلام جيف, بل أدارت وجهها الى النافذه تتأمل السماء بصمت
زفر جيف بضيق واستدار راحلا, وعندما وصل الى الباب قال بصوت خفيض لا يصل الى ساره وهو يضغط أسنانه بغيظ : فأر **** محظوظ
غادر المكان وصفع الباب خلفه بعصبيه. وبقيت ساره وحيده تتأمل السماء ساهمة
ولمعت دمعة فى عينيها وهى تهمس : اخترت حياته هو

------------------------------------------
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

خطأ...خطأ...
انتفضت ساره على صراخ جيف الغاضب, ونظرت اليه بمزيج من الدهشه والغضب, كانت ساره تجلس أمام *** فى واحده من جلسات العلاج النفسى التأهيلى, وجيف يجوب الحجره ذهابا وايابا بخطوات غاضبه وهو يهتف : شهرين حتى الآن ولم نتقدم خطوة واحده, كنت أظن أن جلسات العلاج النفسى ستؤتى ثمارها, ولكنها فشلت فشلا مريعا
نتائج الإختبارات سيئة للغايه
نظر باتجاه *** الذى جلس صامتا تماما وعينيه تتنقل بينهما
مرر جيف أصابعه فى شعره وهو يقول بتوتر : اذا استمر الحال هكذا فسنحتاج لمائة سنه على الأقل لإعادة تأهيلك
عجبا..ان زواجكما لم يستمر أكثر من شهرين, ومع ذلك تأثيره عليكى طاغى.
منصب نائب رئيس المركز ليس منصبا عاديا, يجب أن تتخلصى من أى شئ يؤثر على عقلك, لابد وأن يكون ولائك التام لعملك وللمركز
قالت ساره بهدوء : أنا أقوم بعملى كما ينبغى, وأظنك تدرك تماما مدى جديتى والتزامى فى عملى, فماذا تريد أكثر من هذا؟
جيف بغضب : ماذا؟ أتسمين العمل المكتبى عملا؟
ان عملك الحقيقى هناك, فى المدارس مع الفتيات, بين الناس, أما العمل المكتبى فلا حاجة لنا به
قالت بلا مبالاه : وهل أسندت الى عملا ولم أنجزه؟
صرخ بغضب : وهل تظنى أن بامكانى اسناد أى عمل ميدانى اليك وانت تصرين على وضع ذلك الشئ السخيف على رأسك؟
انتفضت غاضبه : أخبرتك من قبل أن ذلك أمر لادخل لأى انسان به
ثم ما دخل طبيعة عملى بما أرتديه؟ على العكس, ان عملى أساسه فى الدول العربيه, وبين فتيات عربيات, لذلك فلن يكون غريبا أن أرتديه فى عملى
صمت جيف ولم يرد, ثم نظر الى *** وكأنه يطلب مشورته, ولكن *** هز رأسه مؤيدا
طال صمت جيف ثم تنهد بقوه وقال وهو يحاول السيطرة على ضيقه : حسنا, سأعيدك الى العمل الميدانى, ولكنى أحذرك, لو أحدث هذا الذى ترتديه أى تأثير سلبى على عملك, فلن يكون لك أى خيار, وستضطرين فورا الى نزعه سواء بارادتك أو رغما عنك
صمت قليلا ثم قال : ستسافرين غدا الى المغرب, فرع المركز هناك يحتاجك
قالت ساره بدهشه : المغرب؟
ولكنى لم أنهى عملى هنا بعد, مازال لدى بعض الـ...
هتف جيف بغضب : يستطيع أى موظف مبتدئ القيام بتلك الأعمال
ستسافرين غدا, ولا أريد أية اعتراضات
نهضت ساره من مكانها بعصبيه وقالت وهى تتجه نحو الباب : اذا على ان اسهر الليلة فى انهاء كل الأعمال والمشاريع المعلقه قبل سفرى
وصلت الى الباب ولكنها توقفت قبل أن تفتحه, ثم التفتت اليه وسألته : وماذا عن برنامج التأهيل النفسى؟ هل توقفنا عند هذا الحد؟
جيف : بالتأكيد لا...ستكملينه هناك فى المغرب, وبمساعدة مجموعه من الأطباء المختصين
لن أرتاح الا عندما تعودى ساره التى أعرفها
تأملته ساره بمزيج من الإستهتار والامبالاه, ثم فتحت الباب وخرجت وتركته يمضغ الغيظ مضغا.
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

ظلت ساره تعمل فى مكتبها(مكتب نائب رئيس المركز)حتى وقت متأخر ليلا
وأخيرا رفعت وجهها من جهاز الكمبيوتر وأسندت رأسها الى الكرسى الذى تجلس عليه بارهاق وفركت عينيها باصابعها, ثم نهضت من مكانها بارهاق واضح وتناولت مجموعه من الأوراق من الطابعه ونسقتهم معا ثم حملت بعض الملفات وخرجت من مكتبها, وسارت فى ممر المركز تحت الأضواء الخافته وبين الحجرات الخاليه فى تلك الساعة المتأخره, حتى وصلت الى مكتب جيف, دخلت بثقه وأغلقت الباب خلفها وأضاءت الحجرة الخاليه, ودارت عينيها فى الحجره قبل أن تتجه الى مكتب جيف وتضع عليه الملفات
تركت المكتب واتجهت الى منضده صغيره فى ركن الحجره عليها الكمبيوتر الشخصى الخاص بجيف, وهو كمبيوتر مستقل عن المركز
جلست أمام الجهاز وبدأت بتشغيله وهى تهمس فى عقلها
أعلم أن ما أفعله الآن هو خطأ فادح, ولكن ليس أمامى أى بديل
للمره الألف يضعنى جيف فى خانه لا أستطيع الخروج منها
لو سافرت الآن فلن أستطيع العودة قبل أعوام, على أن أنهى الأمر بأى وسيلة كانت
بدأت ساره بالبحث عبر ملفات الجهاز كلها, وأثناء عملية البحث بدأت الذكريات تجرى فى عقلها كنهر انهارت سدوده ...أمها..أختها...أبيها...أحمد ...هبه...علي...حماتها
بدأ قطار الذكريات يهدئ عندما وصل الى آخر مرة كانت فيها فى بيت حماتها, وعلي فى الإسكندريه
وبعد أن تناولت الغداء مع أسرة زوجها, غادرت عائده الى بيتها, لكنها لم تستطع اكمال الطريق, فلقد اشتدت آلام رأسها قوة, فقررت أن تعرج على عيادة د. عبد الرحيم
بمجرد أن انتهى من الكشف عليها وجلست أمامه تستمع اليه حتى اتسعت عيناها بشده وأضاءت ببريق عجيب وتجمد كل شئ فيها من المفاجأه
والدكتور عبد الرحيم يقول باسلوبه الساخر الذى اعتادت عليه : أخطأت عنوان العياده..أعراض الحمل ليست من اختصاصى
ظلت ساره على صمتها تحدق فيه بذهول, ثم قالت أخيرا : عفوا, لم أسمع جيدا, هل قلت حمل؟
قال بسخريه : هل أثر الحمل على أذنيك؟
ظلت تحدق فيه والدموع تتجمع فى عينيها, ثم ضحكت بتوتر شديد وقالت : أنا ! أنا سيكون لى طفل؟
قال بسخريه : أهناك مشكله؟ ملايين النساء لديهن أطفال
سيطرت على دموعها قبل أن تغادر عينيها : ولكن رعاية الأطفال ليست بالأمر السهل...تحتاج الى تفرغ كامل, أظن أنه يجب على أن أترك عملى
حدق بها د. عبد الرحيم بدهشة كبيرة وقال بعجب : أتريدين ترك عملك؟
ضحك ضحكة قصيره متهكمه وهو يقول : أنت أول سيدة أراها تفكر بهذه الطريقه..والأعجب أن زوجك أخبرنى انك تلقيت تعليمك فى أمريكا
هزت رأسها بتوتر وقالت بحنين : نعم ..ولكن عملى يتطلب منى السفر من وقت لآخر, ولم يعد هذا بمقدورى الآن, فلدى زوج وطفل قادم بحاجة الى
تأملها د. عبد الرحيم قليلا. ثم مط شفتيه وقال بدهشه : اذا فقدت عملك فلن تستطيعى الحصول على غيره , فى هذه الأيام من لديه عمل لايفرط فيه ابدا
قالت بحنين : هناك أشياء فى الحياه أكثر أهمية بكثير
تنهد وهز رأسه بعجب وقال : اذا , فلقد اتخذت قرارك بترك العمل
ابتسمت بسعادة وقالت : كان هذا الأمر يشغل بالى منذ مدة, وبقيت أياما فى حيره عاجزه عن اتخاذ أى قرار بشأن عملى, والآن لم يعد هناك أى مجال للتردد
هز د. عبد الرحيم رأسه بتفهم وقال : حسنا, من الأفضل أن تلتقى بأحد أصدقائى المختصين
قالت بتساؤل : أهو طبيب متخصص فى أمراض النسا
صمت قليلا ثم قال : انه متخصص, وماهر أيضا
قالت بتردد : أفضل أن أنتظر حتى أستشير زوجى فى الأمر
د. عبد الرحيم : الأمر بسيط, يمكنك أن تسأليه فى ما تريدين, سيفيدك كثيرا, كما أنه ثقه
هلا انتظرت فى غرفة الإنتظار قليلا, فهو على وشك الوصول
قضت ساره الدقائق التاليه فى غرفة الإنتظار تفكر فى علي, وكيف ستبلغه الخبر, وأخذت تعد مئات السيناريوهات, هل تتصل به ؟ ربما لو انتظرت حتى يعود يكون أفضل, فهى تفضل رؤية وقع الخبر على وجهه, ولكنها لا تستطيع الإنتظار, هل تسافر اليه؟ لن يكون ذلك مناسبا, وقد لا يخلو من بعض الخطوره, ولكنها لا,.....
قطع سيل أفكارها قدوم الممرضه تخبرها ان د. عبد الرحيم يطلبها
دخلت الى حجرة الكشف وأخذت تتأمل الموجودين بدهشه
كان د. عبد الرحيم يجلس خلف مكتبه وعن يمينه يجلس رجل لا تعرفه ساره, وفى الناحية الأخرى وقفت فتاة فى زى الممرضات
نهض د. عبد الرحيم من خلف مكتبه وهو يقول : السيد مصطفى البندارى, يمكنك أن تسأليه فى كل ما يخطر على بالك, فهو خبير محنك
بدأ يظهر على وجه ساره عدم الإرتياح, وهمت أن تسأل د.عبد الرحيم , لكنه لم يمنحها الفرصه, وغادر الحجره ولم يبق سوى الممرضه والسيد مصطفى البندارى الذى تقدم بخطوات واثقه وجلس خلف المكتب وجلست الممرضه على الكرسى الآخر
وبدأ حديثه قائلا بهدوء : سيدة ساره هل تنوين حقا ترك عملك؟
ظهر فى عينيها شئ من التحدى والكثير من الإرتياب وهى تسأله مباشرة : هل انت طبيب؟
أجابها مباشرة عندما وجدها تتهيأ للمغادره : لأ...أنا صديق لزوجك السيد علي
هبت قائمه بعصبيه وقالت بغضب : زوجى لديه مكتب يقابل فيه أصدقائه, أعتقد أننى أخطأت بالبقاء كل هذا الوقت, يجب أن أرحل فورا
قال بسرعه : سيده ساره , أظن أنك بحاجه لتعرفى أنك وزوجك فى خطر داهم
توقفت والتفتت اليه وعينيها تمتلئ بالشك وعدم التصديق
فقال بهدوء : أولا يجب أن أعرفك بنفسى وبزميلتى, وبعدها سأخبرك بكل شئ من البدايه
.................................................. ..
الحمد لله......وجدته
همست ساره بعد أن وجدت ضالتها بعد عناء كبير فى البحث, ولكنها اصطدمت بمشكله, لقد وضع جيف كود سرى لفتح القوائم, زفرت بضيق وأخذت تتلفت حولها وهى تمسح وجهها بكفيها, ثم فركت أصابعها وبدأت المحاولات لمعرفة كلمة المرور
بدأت تغرق من جديد فى ذكرياتها وأصابعها وعينيها يعملان فى جهاز الكمبيوتر
تذكرت صدمتها الرهيبه عندما علمت بالحقيقه, والمعاناه التى كابدتها والخوف الذى انتابها عندما عرفت انهم لن يتركوها وزوجها بل سيسعون خلفها بكل وسيله, وأن علي هو الباب الذى يجب أن يكسر ليصلوا اليها
كانت لديها رغبة صادقه لإصلاح الأمر والتكفير عما ارتكبته دون علمها, والخلاص من شبكة العنكبوت التى أحكمت خيوطها حولها وحول زوجها الذى سقط فى الشبكه لمجرد أنه حاول أن يخرجها منها
كل هذا جعلها تنصاع تماما لأوامر مصطفى والتى كانت تتلقاها عن طريق زميلته داليا المسئوله المباشره عنها, حيث كانت تلتقيها فى الخفاء بعيدا عن جواسيس جيف
تذكرت ساره موجات الرعب الرهيبه التى كانت تنتابها كثيرا والمعاناة النفسيه التى مرت بها, مما كان يدفعها فى بعض الأحيان الى الرغبه فى البقاء وعدم الذهاب اليهم
تذكرت عدم استطاعتها الصمود أمام جيف فى أول لقاء لها معه بعد أن عرفت الحقيقه, وحالة الهلع التى انتابتها مما جعلها تفر هاربه وتعود الى علي
تذكرت استسلامها التام لجيف بعد أن أيقنت تماما أنه حاصرها هى وعلى, لقد فعلت كل هذا لتخلصه من بين أيديهم, وحتى تستطيع البقاء بينهم حتى تنهى المهمة التى كلفها بها مصطفى
أخيرا.........
همست ساره بفرح بعد أن استطاعت الوصول الى كلمة السر الصحيحه
ظهر أمامها على الشاشه مجموعة كبيرة من القوائم, ولكنها لم تستطع أن تفهم منها شئ, كانت مكتوبه بالشيفره
بدأت بسرعه فى ارسال القوائم عبر البريد الإليكترونى الى العناوين التى حفظتها من داليا, ليتولوا عملية فك الشيفرة
بقيت منتظره قليلا, وعندما تمت العمليه بنجاح , ابتسمت برضا
هل أنجزت عملك؟
انتفضت ساره برعب شديد واستدارت بحده بالكرسى الدوار الذى تجلس عليه, لتفاجأ بجيف أمامها, يحمل فى يده مسدس صغير وفى عينيه بريق مخيف
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
يتبع>>>>>>>>>>>>>>>
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة


االظاهر أني سأكمل الروايه وحدي بدون أن يقرأها أحد لكن ما فيش مشكل ...:up:
ماهذا الكلام ؟؟؟
سأغضب منك هاه

 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة


مع التكمله التي لا ينتظرها أحد
آه الآن أنا غاضبة حقاااااااااااا
:mad::mad::mad:...
وأخيرا ً وجدنا من يتابعنا ويغضب علينا بالفعل انا كنت مخطئ متابعه شيقه آنسه قطه :regards01:
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top