- إنضم
- 8 جانفي 2010
- المشاركات
- 10,646
- نقاط التفاعل
- 10,287
- نقاط الجوائز
- 1,055
- محل الإقامة
- الجزائر
- آخر نشاط
لا تضعف
قضت سنة الله أن ذوي العصيان أكثر عدداً ممن يطيع الرحمن، قال تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [المائدة: 49] وقال تعالى:{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } [الأنعام: 116] ويقول جل وعلا: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }[سبأ: 13].
فإذا رأيت أن أهل المعاصي هم الكثرة الغالبة، فلا يكن هذا صادًّا لك عن تمسكك بهذا الدين، وانظر إلى الحق ولا تنظر إلى العدد من الأشخاص، فالله وصف إبراهيم عليه السلام بأنه أمة وهو وحده قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120].
وابن مسعود (رضي الله عنه) يقول: "أنت أمة وإن كنت وحدك".
وكثرة الانحراف تدعوك للتمسك بدينك لا الضعف في التمسك به، لأن ذلك يدعوك إلى شكر نعمة الله عليك، بأن اصطفاك للهداية من بين خلقه وأضل غيرك مما يوحي إليك بتذكر هذه النعمة العظيمة والمنحة الإلهية الجليلة عليك.
وهذا مما يزيدك هداية ودعوة لغيرك، يقول الفضيل بن عياض: "لا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين ولا تستوحش من الحق لقلة السالكين".
فإذا سلكت طريق الحق، فاعلم أن الخلق يودون أنهم على الحق مثلك، ولكن الهداية لا تتحقق بالأماني، فاحمد الله أن من عليك بالاستقامة.
الدنيا مزرعة الآخرة
عمر الإنسان في هذه الحياة محصور، ودرجته في الآخرة مبنية على هذه الأيام التي تعيشها، فإذا قدمت لنفسك صالحاً كنت من السعداء، وإذا أهملت نفسك في هذه الحياة وفرطت في ساعاتك ندمت في الآخرة، والله عز وجل ذكر أنك مرهون في الآخرة بعملك في الدنيا، قال سبحانه:{ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39]. ولا تعلم متى يزورك ملك الموت، وإذا نزعت روحك، فإن أقاربك وأحبابك ومن حولك بعد دفنك في شغل في هذه الحياة وسعي في الدنيا حثيث مما يجعلهم في غفلة عن الدعاء لك بعد موتك، وهذه سنة الله في الحياة بالنسيان، فأنت مثلاً لا تدعو لوالد جدك وهو ليس بعيداً عنك مع أنه سبب في وجودك في الحياة، وسيأتي الزمان الذي ينسى أحفادك ومن دونهم الدعاء لك. فإذا تقرر ذلك عندك، وأن الناس في غفلة عنك بعد موتك، فأكثر من عمل الصالحات، واطرق كل باب خير في الدنيا لعلها تقربك عند ربك في الآخرة.
لا تحتقر أي عمل
لا تحتقر أي عمل صالح تعمله ولو قل في عينيك، فقد يكون سبب دخولك الجنة.
ولا تستصغر ارتكاب أي معصية تعملها فقد تكون سبباً في دخولك النار، فاطرق جميع أبواب الأعمال الصالحة فلا تدري أيها يفتح لك في الجنان، فقد دخل رجل الجنة بإزالة غصن شجرة في الطريق.
قد تلقي كلمة أو تسدي نصيحة لأحد تسعد غيرك وتسعد بها على مر الدهور، يقول عليه الصلاة والسلام: «اتقوا النار ولو بشق تمرة» وكل عمل صالح في الإسلام فهو عظيم فأكثر من الأعمال الصالحة المتنوعة وإن قل العمل في نوع منها «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ» (متفق عليه).
واحذر جميع طرق العصيان فلا تدري أيها تهوي بك في النيران، فبهرة دخلت امرأة النار، يقول عليه الصلاة والسلام: «دخلت امرأة النار في هرة لا هي أطعمتها وسقتها، إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض». (متفق عليه).
فاسلك طريق الكرم والمروءة، وحسن الخلق والبشاشة، وخدمة الآخرين، والصدق في الحديث، والوفاء بالوعد، وحسن المعاملة المالية، وكل باب من أبواب الخير، يقول ابن القيم ([1]): "وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره، بل غرضه تتبع مرضاة الله أين كانت، فمدار تعبده عليها فهو لا يزال متنقلاً في منازل العبودية، كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها، واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى، فهذا دأبه في السير حتى ينتهي سيره، فإن رأيت العلماء رأيته معهم، وإن رأيت العباد رأيته معهم، وإن رأيت المجاهدين رأيته معهم، وإن رأيت الذاكرين رأيته معهم، وإن رأيت المتصدقين المحسنين رأيته معهم".
([1])مدارج السالكين 1/89.
قضت سنة الله أن ذوي العصيان أكثر عدداً ممن يطيع الرحمن، قال تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [المائدة: 49] وقال تعالى:{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } [الأنعام: 116] ويقول جل وعلا: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }[سبأ: 13].
فإذا رأيت أن أهل المعاصي هم الكثرة الغالبة، فلا يكن هذا صادًّا لك عن تمسكك بهذا الدين، وانظر إلى الحق ولا تنظر إلى العدد من الأشخاص، فالله وصف إبراهيم عليه السلام بأنه أمة وهو وحده قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120].
وابن مسعود (رضي الله عنه) يقول: "أنت أمة وإن كنت وحدك".
وكثرة الانحراف تدعوك للتمسك بدينك لا الضعف في التمسك به، لأن ذلك يدعوك إلى شكر نعمة الله عليك، بأن اصطفاك للهداية من بين خلقه وأضل غيرك مما يوحي إليك بتذكر هذه النعمة العظيمة والمنحة الإلهية الجليلة عليك.
وهذا مما يزيدك هداية ودعوة لغيرك، يقول الفضيل بن عياض: "لا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين ولا تستوحش من الحق لقلة السالكين".
فإذا سلكت طريق الحق، فاعلم أن الخلق يودون أنهم على الحق مثلك، ولكن الهداية لا تتحقق بالأماني، فاحمد الله أن من عليك بالاستقامة.
الدنيا مزرعة الآخرة
عمر الإنسان في هذه الحياة محصور، ودرجته في الآخرة مبنية على هذه الأيام التي تعيشها، فإذا قدمت لنفسك صالحاً كنت من السعداء، وإذا أهملت نفسك في هذه الحياة وفرطت في ساعاتك ندمت في الآخرة، والله عز وجل ذكر أنك مرهون في الآخرة بعملك في الدنيا، قال سبحانه:{ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39]. ولا تعلم متى يزورك ملك الموت، وإذا نزعت روحك، فإن أقاربك وأحبابك ومن حولك بعد دفنك في شغل في هذه الحياة وسعي في الدنيا حثيث مما يجعلهم في غفلة عن الدعاء لك بعد موتك، وهذه سنة الله في الحياة بالنسيان، فأنت مثلاً لا تدعو لوالد جدك وهو ليس بعيداً عنك مع أنه سبب في وجودك في الحياة، وسيأتي الزمان الذي ينسى أحفادك ومن دونهم الدعاء لك. فإذا تقرر ذلك عندك، وأن الناس في غفلة عنك بعد موتك، فأكثر من عمل الصالحات، واطرق كل باب خير في الدنيا لعلها تقربك عند ربك في الآخرة.
لا تحتقر أي عمل
لا تحتقر أي عمل صالح تعمله ولو قل في عينيك، فقد يكون سبب دخولك الجنة.
ولا تستصغر ارتكاب أي معصية تعملها فقد تكون سبباً في دخولك النار، فاطرق جميع أبواب الأعمال الصالحة فلا تدري أيها يفتح لك في الجنان، فقد دخل رجل الجنة بإزالة غصن شجرة في الطريق.
قد تلقي كلمة أو تسدي نصيحة لأحد تسعد غيرك وتسعد بها على مر الدهور، يقول عليه الصلاة والسلام: «اتقوا النار ولو بشق تمرة» وكل عمل صالح في الإسلام فهو عظيم فأكثر من الأعمال الصالحة المتنوعة وإن قل العمل في نوع منها «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ» (متفق عليه).
واحذر جميع طرق العصيان فلا تدري أيها تهوي بك في النيران، فبهرة دخلت امرأة النار، يقول عليه الصلاة والسلام: «دخلت امرأة النار في هرة لا هي أطعمتها وسقتها، إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض». (متفق عليه).
فاسلك طريق الكرم والمروءة، وحسن الخلق والبشاشة، وخدمة الآخرين، والصدق في الحديث، والوفاء بالوعد، وحسن المعاملة المالية، وكل باب من أبواب الخير، يقول ابن القيم ([1]): "وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره، بل غرضه تتبع مرضاة الله أين كانت، فمدار تعبده عليها فهو لا يزال متنقلاً في منازل العبودية، كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها، واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى، فهذا دأبه في السير حتى ينتهي سيره، فإن رأيت العلماء رأيته معهم، وإن رأيت العباد رأيته معهم، وإن رأيت المجاهدين رأيته معهم، وإن رأيت الذاكرين رأيته معهم، وإن رأيت المتصدقين المحسنين رأيته معهم".
([1])مدارج السالكين 1/89.
آخر تعديل: