الذي يلعن الصحابة ويقول أنهم في النار؛هل نشهد عليه بأنه كافر بعينه؟

Ma$Ter

:: عميد الأعضاء ::
أوفياء اللمة
إنضم
25 سبتمبر 2007
المشاركات
15,506
نقاط التفاعل
32,132
نقاط الجوائز
5,145
محل الإقامة
تبسة 12
الجنس
ذكر
آخر نشاط
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
هذا سؤال يقول: الذي يلعن عائشة - رضي الله عنها- على الإذاعات المرئية، ويقول إنها وأبا بكر، وعمر، وعثمان في النار خالدين فيها، ويُكفِّر من لا يعتقد ذلك؛ هل نشهد عليه بأنه كافرٌ بعينه؟

الجواب:
نعم، إيه والله، وذلك لأنه مُكَذِّبٌ للقرآن، ومُكذِّبٌ لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -، إِذْ صَحَّت الأحاديث في فضل هؤلاء - رضي الله عنهم-، النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وهذا يقول في النار!

تذكر لَهُ هذا الحديث؛ إذا أَبَى فهو فاجرٌ كاذب، مُكَذِّبٌ لرسول الله، وهو الكاذب، الله - جلَّ وعلا- مَدَحَ أبا بكرٍ - رضي الله عنه-، وقد زَكَّاه في كتابه - جلَّ وعلا- فقال - سبحانه وتعالى-: ﴿وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ ﴿١٩﴾ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ ﴿٢٠﴾ وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ﴾ وهذه في أبي بكر، والنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ))، وقال: ((مَا نَفَعَنِي مَالٌ، ما نفعني مال أبي بكر، والله يُكَافِئه)) وقال: ((فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا لِي صَاحِبِي))، والله - جلَّ وعلا- يقول في قصة الهجرة: ﴿إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّـهَ مَعَنَا﴾، فهذا صاحب من؟ صاحب رسولنا - صلَّى الله عليه وسلَّم -، فَنَسَبَهُ إليه، وبيَّن هذا الموقف العظيم في خوفه على رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم- قال له: ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّـهَ مَعَنَا﴾ فمن كانَ اللهُ معه يكونُ كافِرًا؟! اللهُ أكبر، قبَّحهم الله، وهكذا عمر، وهكذا عثمان – رضي الله عنهم -.

وأمَّا من آذى عائشة – رضي الله عنها- فذلك لن يضرها، إن شاء الله زيادةٌ في أجرها وثوابها – رضي الله عنها-، أرادَ الله – سبحانه وتعالى- أن لا ينقطع عنها الأجر، فأقامَ هؤلاء الأشرار الفُجَّار الذين يطعنون فيها، وقد ثَبَتَ في الأحاديث الصحيحة أَنَّها – رضي الله عنها- زوجة رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم- في الدُّنيا والآخرة، وقد بيَّن النبي – صلَّى الله ليه وسلَّم- فضلها، وأنَّ فضلها على سائر النساء كفضل الثَّريدِ على سائر الطعام، وأَنَّها أحبُّ النساء إليه، كما أنَّ أباها أبا بكر –رضي الله عنه- أحبُّ الرجالِ إليه – صلَّى الله عليه وسلَّم- فمن أبغَضَ من أحبَّه الله ورسوله فهذا شيطانٌ مريد، ومن طَعَنَ فيها – رضي الله تعالى عنها- فهو المطعونُ فيه عندنا.

الشيخ: محمد بن هادي المدخلي
 
العودة
Top