رد: مدونتي الذاكرة السوداء
صباحٌ دافيء ولعله سيزداد سخونة في القادم من لحظات حينما يدخل أمين الى مكتبه فيطلب كأس الشاي المعتاد وقبل أن يأخذ أول رشفة فيه
يرن الهاتف : * سيد أمين المدير يريدك في مكتبه! - حسناً أنا قادم... يدخل أمين بخطى متثاقلة فيستقبله المدير بابتسامة غير معهودة... * أين
أنت يا أمين ... منذ الأمس ونحن نبحث عنك! - خير يا سيدي.. يومي كان حافلاً بالأمس.. ماذا هناك؟ * كل خير إن شاء الله... ما رأيك أن
تسافر إلى أوروبا في رحلة عمل لمدة ستة شهور.. وطبعاً فيها فائدة مالية كبيرة لك... و سوف .. قاطعه أمين بسرعة: - نعم يا سيدي يا ليت..
منذ أن عملت في هذه الشركة وانا أنتظر هذه الفرصة! * حسناً إذن جهز نفسك وسنحجز لك بعد أسبوع على الأكثر. - شكرا سيدي.. شكراً جزيلاً
.. لن أنسى لك هذا الكرم الحاتمي أبداً. خرج أمين مهرولاً وسعيداً فدخل مكتبه وأغلقه عليه وأمسك هاتفه : * فرح.. فرح... باركيلي... هي
فرصة العمر.. سأسافر يا فرح لستة شهور ... تعرفين كم كنت أتمنى ذلك... وأخيرا تحققت أمنيتي! - صحيح! سعيدة من أجلك يا حبيبي.. الف
مبروك... ولكن ستة شهور كثيره.. كيف ساتحمل غيابك؟ * ستمر الشهور بلمحة عين يا حبيبتي... وعندما أعود سأتزوجك! - يبدو أن الفرحة
أخذتك بعيدا... لا تقل شيئا لا تعنيه... أرجوك! * بل أعني كل حرف...أقسم لك أني سأتزوجك حين عودتي.. ستكون كل الظروف متاحة لذلك! -
وهل عدم السفر كان هو من يمنعك؟ * لا ...بل الحياة من كانت تمنعني! - ومتى ستسافر؟
خلال أسبوع... - حسناً ... اتمنى لك التوفيق... ولكن شيء الآن يشعرني بالخوف! * هي المرة الأولى التي سأفارقك فيها لفترة طويلة... وهذا
يجعلني أشعر بذلك أيضا. تغلق فرح الهاتف وكانت أحاسيسها ممزوجة بين الفرح والخوف.... وتشعر بنوبة تشبه نوبة الارتعاش في الأجواء
الباردة، تفتح النافذة لعل الشمس تمدها بالدفء... تحاول أن تنظر إلى أقصى ما يمكنها، وتحلم بأرض جديدة... وبيت جديد... وعائلة جديدة ..
وحبيبٌ دائم... وتصحو فجأة من حلم يقظتها على قطرات من العرق تتسايل على جبهتها فتمسحها بيدها.... وحينما تلتفت بحثاً عن أقرب كرسي
لها.. تسقط مغشياً عليها!.
هي كذلك اللحظات التي سردت هنا ربما انها قصة حلم طويلة لكنها ذو معنى كبير
مشاعر ألم في الحياة تقابلها محاولة العيش و لكن لا يستطيع هي اذن امتزاج الإرادة بلا أمل ..
فقط مجرد لقاء اريده ربما يغير في واقعنا شيء ، لم لايبنى الحب على المشاعر فقط فالحياة الواقهية شيء
و التخيلات العشوائية شيء آخر ، الشمل و الوئام يا فرح يعني الكثير لي و لا يمكن تحقيق ذلك إلا بتجانس الأوراح في العالم السفلي
فلنبتعد عن العشوائيات اذن، أن انك تريدين أن يضحك علينا القردة كما ضكحوا سابقا ...
سأنهي هذه التغريدات المزعجة هنا و لنترك الاسطر لحكايات أخرى