قبل ثلاث سنوات عملت في أحد المكاتب وتحديداً في قسم الأرشيف ..
كانت تعمل معي فتاة نصرانية ( في الطاهر ظريفة ) ..
كنا في كل صباح نحتسي القهوة معاً إلى حين أن يبدأ وقت العمل فكل منا تذهب لتقضي ما عليها من أعمال ..
في هذه الأثناء كان رمضان العزيز قد بقي له يومين تقريباً ..
مرت تلك الأيام سريعاً وكنت في كل يوم أستغل إستراحتي وهي ساعة الغداء
أستغلها في قراءة القرآن وكان الله يوفقني في قراءة جزء كامل في العمل ..
وفي يوم من الأيام كنت جالسة في مكتبي فأتتني تلك الفتاة تسألني:
ما الذي تقرأينه؟
إبتسمت بوجهها وقلت: قرآن، إني أقرأ القرآن يا (..)
فسكتت وأنا تابعت قرائتي بصوت خافت، فقاطعتني ثانيةً قائلة:
أتعلمين؟ نحن لا نقرأ الإنجيل بكثرة كما تقرأونه أنتم ..
ثم غادرتني وأنا بقيت في مكاني، أنتظر صلاة الظهر ..
فإذا بها تناديني بصوتٍ عالٍ كأنها تريد مساعدة ..
دخلت وجلست بينما أنا كنت أصلي بهدوء وسكينة ..
وما أن إنتهيت حتى أبتسمت هي بوجهي قائلة:
في أوروبا تعملين وتمارسين دينك بهذا الهدوء؟!
قلت: لما لا؟ ألا أملك الوقت الكافي؟ أليس لدي مكان هادئ ووقت كافي لكي أجمع ما بينهم؟
قالت: أنتِ؟! بالتأكيد لديكِ ولديكِ وقت لـ (..) لتشربي معها القهوة وتتبادلي اطراف الحديث ..
كانت تراقبني يومياً وترى ماذا أصنع وكيف أعمل وأنهي أعمالي ..
لم أنصحها أبداً ولكني فعلت بأخلاقي التي لم أكن ألقي لها بالاً ..
تستطيع أن ترسل رسائل عدة عن الإسلام، من خلال أخلاقك وتعاملك مع الناس.