د.سيد آدم
:: عضو مُتميز ::
- إنضم
- 28 مارس 2014
- المشاركات
- 787
- نقاط التفاعل
- 472
- نقاط الجوائز
- 63
- آخر نشاط
(1)
المادية القديمة :
تشير غير دراسة إلى أن تيار الإلحاد الذي قد كان سائداً في أوروبا منذ ما يقرب من ثلاثة قرون إنما هو " نسخة من حركة الإلحاد نشَأتْ في عصور مختلفة ومتفاوتة . وأوضحُ ما تكون هذه الحركة لدى الماديين القدماء من فلاسفة الإغريق " .
لاشك أن " الاتجاه الروحي " كانت له السيادة في الفكر الإغريقي ما مثّل أساساً لتلك الحضارة التي دان لها العالم القديم طويلاً ، خاصة في فلسفة كل من الفلاسفة : فيثاغورس وسقراط وأفلاطون وأرسطو . وكان الاتجاه المقابل متمثلاً لدى كل من : ديمقريطس والقورينائيين والكلبيين والأبقوريين .
أما فيثاغورس ، ويُعَد المعلمَ الأكبر لأفلاطون ، وقد عاش في القرن السادس قبل الميلاد ما بين 571 ، 496 ق م ، فهو من أوائل من أسس فلسفة ، ومدرسة ، بغرض النهوض بالأخلاق والتشديد على كل من الإيمان والورع ... : " على الإنسان أن يبذل جهده لكي يطهّر نفسه ويعدها للحياة المستقبلية ، ذلك لأن النفس لما حلّت في البدن ، أصبح هذا الأخير ( = البدن ) قبراً لها ، فصلاحُ النفس إنما يكون بفرارها منه وبقهره ما دامت فيه " .
ومعروف أن فيثاغورس ، وأتباعَه ، من القائلين بفكرة التناسخ ! ما يعني أن هؤلاء لم يجزموا برأي قاطع في إشكالية خلود النفس خلوداً أبدياً ، حيث فكرة التناسخ عندهم انتهت إلى " انتقال النفس في أبدان مختلفة إلى أن تتبدد في نهاية الأمر وتصبح كـ الثوب الخلِق " .
ومع ذلك ، فقد جعل هؤلاء هدفَهم " تطهير النفس ، ومحاولة السمو بها شيئاً فشيئاً حتى تتشبّه بالعالم العلوي / الإلهي " ، ويتم ذلك عبر الفضيلة ، لذلك كان من مباديء الفيثاغورية : عبادة الآلهة ، واحترام الوالديْن ، والوفاء ، وحب الوطن ، واحترام القوانين الدينية والاجتماعية ، واحترام سلطة الدولة . وكان من الواجبات المفروضة على الأتباع أن يراجع المرء نفسه / ضميره كل مساء : ماذا فعل من خير ، وماذا فعل من شر . ما يعني أن هؤلاء لم يكونوا " ملاحدة " لأن القاعدة الأساس في الديانة الفيثاغورية هي " محاولة التشبة بالآلهة " .
نعم ، كانت الفكرة الدينية عند هؤلاء بدائيةً وساذَجة ، لكن الدارسين يرون أن هكذا موقف إنما هو أفضل من الإلحاد ، فقد كانت فكرةً تهدف إلى المحافظة على حياة الفرد والجماعة ، ولا تهبط بأتباعها إلى مستوى البهيمية التي لا تخضع إلا لقوانين الطبيعة وحدها .
يُتْبع ...
المادية القديمة :
تشير غير دراسة إلى أن تيار الإلحاد الذي قد كان سائداً في أوروبا منذ ما يقرب من ثلاثة قرون إنما هو " نسخة من حركة الإلحاد نشَأتْ في عصور مختلفة ومتفاوتة . وأوضحُ ما تكون هذه الحركة لدى الماديين القدماء من فلاسفة الإغريق " .
لاشك أن " الاتجاه الروحي " كانت له السيادة في الفكر الإغريقي ما مثّل أساساً لتلك الحضارة التي دان لها العالم القديم طويلاً ، خاصة في فلسفة كل من الفلاسفة : فيثاغورس وسقراط وأفلاطون وأرسطو . وكان الاتجاه المقابل متمثلاً لدى كل من : ديمقريطس والقورينائيين والكلبيين والأبقوريين .
أما فيثاغورس ، ويُعَد المعلمَ الأكبر لأفلاطون ، وقد عاش في القرن السادس قبل الميلاد ما بين 571 ، 496 ق م ، فهو من أوائل من أسس فلسفة ، ومدرسة ، بغرض النهوض بالأخلاق والتشديد على كل من الإيمان والورع ... : " على الإنسان أن يبذل جهده لكي يطهّر نفسه ويعدها للحياة المستقبلية ، ذلك لأن النفس لما حلّت في البدن ، أصبح هذا الأخير ( = البدن ) قبراً لها ، فصلاحُ النفس إنما يكون بفرارها منه وبقهره ما دامت فيه " .
ومعروف أن فيثاغورس ، وأتباعَه ، من القائلين بفكرة التناسخ ! ما يعني أن هؤلاء لم يجزموا برأي قاطع في إشكالية خلود النفس خلوداً أبدياً ، حيث فكرة التناسخ عندهم انتهت إلى " انتقال النفس في أبدان مختلفة إلى أن تتبدد في نهاية الأمر وتصبح كـ الثوب الخلِق " .
ومع ذلك ، فقد جعل هؤلاء هدفَهم " تطهير النفس ، ومحاولة السمو بها شيئاً فشيئاً حتى تتشبّه بالعالم العلوي / الإلهي " ، ويتم ذلك عبر الفضيلة ، لذلك كان من مباديء الفيثاغورية : عبادة الآلهة ، واحترام الوالديْن ، والوفاء ، وحب الوطن ، واحترام القوانين الدينية والاجتماعية ، واحترام سلطة الدولة . وكان من الواجبات المفروضة على الأتباع أن يراجع المرء نفسه / ضميره كل مساء : ماذا فعل من خير ، وماذا فعل من شر . ما يعني أن هؤلاء لم يكونوا " ملاحدة " لأن القاعدة الأساس في الديانة الفيثاغورية هي " محاولة التشبة بالآلهة " .
نعم ، كانت الفكرة الدينية عند هؤلاء بدائيةً وساذَجة ، لكن الدارسين يرون أن هكذا موقف إنما هو أفضل من الإلحاد ، فقد كانت فكرةً تهدف إلى المحافظة على حياة الفرد والجماعة ، ولا تهبط بأتباعها إلى مستوى البهيمية التي لا تخضع إلا لقوانين الطبيعة وحدها .
يُتْبع ...