- إنضم
- 8 جانفي 2010
- المشاركات
- 10,646
- نقاط التفاعل
- 10,287
- نقاط الجوائز
- 1,055
- محل الإقامة
- الجزائر
- آخر نشاط
الغيبة
من عزت عليه نفسه صانها وحماها، ومن هانت عليه أطلق لها عنانها وأرخى زمامها، فألقاها الرذائل، ولم يحفظها من المزالق، والناس عورات ومعايب، وزلات ومثالب، فلا تظن أنك علمت ما لم يعلم غيرك، أو أنك أدركت ما عجز عنه غيرك، والموفق من شغله عيبه عن عيوب الناس.
والمغتاب يفسد الدين، والسلامة في البعد عنه، يقول عبد الله بن المبارك: "فر من المغتاب فرارك من الأسد".
والغيبة جالبة للسيئات، يقول الحسن البصري: "والله للغيبة أسرع في دين الرجل من الأكلة في الجسد" ومن العجب أن الرجل لا يغتاب إلا من هو أعلى منه، أما من هو دونه فيقدم الرحمة على الغيبة.
والإسلام حارب الهوى ورتب جزاء الغيبة أن حسناتك تعطى لمن تغتابه، كل ذلك تنفير من الغيبة، يقول الإمام الشافعي: "لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت أمي، فإنها أحق الناس بحسناتي". فهي نار الحسنات التي تأكلها كما تأكل النار الحطب.
ولما تجلبه الغيبة من قسوة القلب ونتن اللسان، فقد خافها العلماء على أنفسهم، يقول البخاري "ما اغتبت أحداً منذ أن علمت أن الغيبة حرام".
فاحفظ لسانك عن أعراض الناس وعن ساقط القول ومرذوله، تكن زاكي النفس محبوباً عند الخلق، مقرباً عند الخالق.
إخلاف الوعد
الوفاء بالوعد من نعوت ذوي المروءات، والخلف فيه قدح في كمال الرجولة، وعصيان لرب العالمين، وأمارة على احتقار الآخرين، ولم يتصف بتلك الصفة إلا أراذل الخلق.
يقول عليه الصلاة والسلام: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان» متفق عليه. زاد مسلم «وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم». ومن أخلف وعده فقد عصى الله قال عز وجل: }وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا{ [الإسراء: 34] فيجب عليك الوفاء بالعهد وإنجاز الوعد.
ومن وعد و علق وعده بمشيئة الله وهو ناو عدم الوفاء به كان ذلك من إخلاف الوعد.
قال ابن رجب ([1]): "أن يعد ومن نيته أن لا يفي بوعده، وهذا أشر الخلف، ولو قال أفعل كذا إن شاء الله تعالى، ومن نيته أن لا يفعل كان كذباً وخلفاً، قاله الأوزاعي".
* أمل والديك:
أمل والديك أن تكون ممن سيرتهم فاضلة، وأخلاقهم سامية مع صحة الاستقامة، والبعد عن محقرات الأعمال ورذائل المهالك، وأن لا تقع فريسة للانحراف، أو أسيراً للملذات والشهوات، أو مطية للجهل والهوى، فلا تضيع أملك وأملهم فيك أمام لحظة من شهوة، أو ساعة من غفلة، وعليك بانتقاء الأصحاب والمؤانسة، فالنفس إن تركت وهواها ضلت وأضلت، إن هذبت اكتسبت حسن الاستقامة، ولطف الشمائل، وجميل الأخلاق. ومن لم يضبط نفسه عن الإهمال في الملاذ والركون إلى المشتبهات، فقد دخل في الغفلة، وخرم مروءته، وأضاع نفسه، وسقط من الناس دره وقتل أمل غيره من والديه وأقاربه.
([1])جامع العلوم والحكم 2/482.
من عزت عليه نفسه صانها وحماها، ومن هانت عليه أطلق لها عنانها وأرخى زمامها، فألقاها الرذائل، ولم يحفظها من المزالق، والناس عورات ومعايب، وزلات ومثالب، فلا تظن أنك علمت ما لم يعلم غيرك، أو أنك أدركت ما عجز عنه غيرك، والموفق من شغله عيبه عن عيوب الناس.
والمغتاب يفسد الدين، والسلامة في البعد عنه، يقول عبد الله بن المبارك: "فر من المغتاب فرارك من الأسد".
والغيبة جالبة للسيئات، يقول الحسن البصري: "والله للغيبة أسرع في دين الرجل من الأكلة في الجسد" ومن العجب أن الرجل لا يغتاب إلا من هو أعلى منه، أما من هو دونه فيقدم الرحمة على الغيبة.
والإسلام حارب الهوى ورتب جزاء الغيبة أن حسناتك تعطى لمن تغتابه، كل ذلك تنفير من الغيبة، يقول الإمام الشافعي: "لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت أمي، فإنها أحق الناس بحسناتي". فهي نار الحسنات التي تأكلها كما تأكل النار الحطب.
ولما تجلبه الغيبة من قسوة القلب ونتن اللسان، فقد خافها العلماء على أنفسهم، يقول البخاري "ما اغتبت أحداً منذ أن علمت أن الغيبة حرام".
فاحفظ لسانك عن أعراض الناس وعن ساقط القول ومرذوله، تكن زاكي النفس محبوباً عند الخلق، مقرباً عند الخالق.
إخلاف الوعد
الوفاء بالوعد من نعوت ذوي المروءات، والخلف فيه قدح في كمال الرجولة، وعصيان لرب العالمين، وأمارة على احتقار الآخرين، ولم يتصف بتلك الصفة إلا أراذل الخلق.
يقول عليه الصلاة والسلام: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان» متفق عليه. زاد مسلم «وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم». ومن أخلف وعده فقد عصى الله قال عز وجل: }وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا{ [الإسراء: 34] فيجب عليك الوفاء بالعهد وإنجاز الوعد.
ومن وعد و علق وعده بمشيئة الله وهو ناو عدم الوفاء به كان ذلك من إخلاف الوعد.
قال ابن رجب ([1]): "أن يعد ومن نيته أن لا يفي بوعده، وهذا أشر الخلف، ولو قال أفعل كذا إن شاء الله تعالى، ومن نيته أن لا يفعل كان كذباً وخلفاً، قاله الأوزاعي".
* أمل والديك:
أمل والديك أن تكون ممن سيرتهم فاضلة، وأخلاقهم سامية مع صحة الاستقامة، والبعد عن محقرات الأعمال ورذائل المهالك، وأن لا تقع فريسة للانحراف، أو أسيراً للملذات والشهوات، أو مطية للجهل والهوى، فلا تضيع أملك وأملهم فيك أمام لحظة من شهوة، أو ساعة من غفلة، وعليك بانتقاء الأصحاب والمؤانسة، فالنفس إن تركت وهواها ضلت وأضلت، إن هذبت اكتسبت حسن الاستقامة، ولطف الشمائل، وجميل الأخلاق. ومن لم يضبط نفسه عن الإهمال في الملاذ والركون إلى المشتبهات، فقد دخل في الغفلة، وخرم مروءته، وأضاع نفسه، وسقط من الناس دره وقتل أمل غيره من والديه وأقاربه.
([1])جامع العلوم والحكم 2/482.
آخر تعديل: