"تأمل ساعة ، واسمح لفكرك بالذهاب .. ما ذا لو لم ينعم الله علينا بنعمة الإسلام ، أتعبد حجرا أم شجرا ، وثنا أم بقرا ، أتَظلم الناس أم تُظلم ، تالله إنها أعظم نعمة فاعرف قدرها واحفظها فقد حُرمها خلق كثير حائرون تائهون بين أمواج الدنيا " .
"لا تحقرن ما يدور في خَلَدِك إذا أويت إلى فراشك ، بل أطلق عَنان الفكر وقَيِّد صَيدَ الخاطر ، فقد يُضاء لك الدرب المظلم أو يُفتح البابُ المُوصَد ، أو تَخرج من فِيك حِكمة هي خير لك من حُمْر النَّعَم ".
"إنما يُذم السعي وراء الشهرة إن كان الدينُ مَطيةً لتحقيق مآربَ دنيوية، فإن جمعت بين الدين والدنيا فأجره مناصفة ، وإن كانت لدنيا يصيبها فهي لا تعدو الإباحة بل هي من لوازم الضرب في الأرض ، وإن تمحّضت لله فهو الكمال ".
" ليست المشكلة دولتين ، فالدولة الفردة آضت حزبين، وكل حزب بَرِحَ اليوم جماعتين ، وقريتي افترقت أمسِ إلى قبيلتين، وقبيلتي صارت بَيْن بَيْن، حتى انقسم المرئ على نفسه نصفين ومشى بين إخوته بوجهين –
"من عظمة الله أن يخرج الحي من الميت ، ويخرج الميت من الحي ، فهذا ابراهيم عليه السلام قال لأبيه يا أبت لا تعبد الشيطان ، وهذا نوح عليه السلام قال لابنه : يابني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ..
ومن العظمة أيضا أن يخرج الحي والميت من بطن واحد ، فتجد الأخ مفارقا لأخيه في دينه وصفاته ومروءته حتى يكون أبعد الناس عنك طبعا ، فسبحان الله العظيم ".
"مقولة لابن الجوزي حفظتها قديما ولا زلت أذكرها من حلاوتها ..
يقول :" العاقل لا يدخل في شيء حتى يهيء الخروج منه، فإن الأشياء لا تثبت ،والمحبة لا تدوم ، والتغير مقرون بكل حال"
وأعجب من ذلك حين سأل معاوية بن سفيان عمرَو بن العاص : "ما بلغ من دهائك ؟
قال عمرو : لم أدخل في أمر قط فكرهته إلا خرجت منه !!
قال معاوية : لكني لم أدخل في أمر قط وأردت الخروج منه ".
"إذا أردت أن تريح النفس من كَدِّ الحياة ، وترسم على وجهك الأمل فترى الدنيا باسمة كثغر الطفل البريء .. فاسمع زخاتِ المطر، وانظر إليها وهي تتهادى على وجه الأرض".