- إنضم
- 8 جانفي 2010
- المشاركات
- 10,646
- نقاط التفاعل
- 10,287
- نقاط الجوائز
- 1,055
- محل الإقامة
- الجزائر
- آخر نشاط
السّلام: (القدّوس- السّلام)(1)
قال رحمه الله تعالى: " ومن أسمائه القدّوس السّلام، أي: المعظم المنزّه عن صفات النّقص كلّها وأن يماثله أحد من الخلق، فهو المتنزّه عن جميع العيوب، والمتنزه عن أن يقاربه أو يماثله أحد في شيء من الكمال {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}(2) {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ}(3) {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}(4) {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً}(5) .
فالقدّوس كالسّلام، ينفيان كلّ نقص من جميع الوجوه، ويتضمّنان الكمال المطلق من جميع الوجوه، لأن النّقص إذا انتفى ثبت الكمال كلّه(6) فهو المقدّس المعظّم المنزّه عن كلّ سوء، السّالم من مماثلة أحد من خلقه ومن النّقصان ومن كلّ ما ينافي كماله.
فهذا ضابط ما ينزّه عنه، ينزه عن كلّ نقص بوجه من الوجوه، وينزّه ويعظم أن يكون له مثيل أو شبيه أو كفو أو سميّ أو ندّ أو مضاد، وينزّه عن نقص صفة من صفاته الّتي هى أكمل الصّفات وأعظمها وأوسعها.
ومن تمام تنزيهه عن ذلك إثبات صفات الكبرياء والعظمة له فإن التّنزيه مراد لغيره ومقصود به حفظ كماله عن الظّنون السّيّئة كظنّ الجاهلية الذين يظنّون به ظنّ السّوء، ظنّ غير ما يليق بجلاله وإذا قال العبد مثنياً على ربّه "سبحان الله" أو "تقدّس الله" أو "تعالى الله" ونحوها كان مثنياً عليه بالسّلامة من كلّ نقص وإثبات كلّ كمال "(7).
------------------------
(1) ودليل هذا الاسم قال الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلام...} (الحشر: 23).
(2) الشورى (11).
(3) الإخلاص (4).
(4) مريم (65).
(5) البقرة (22).
(6) التفسير (5/623).
(7) الحق الواضح المبين (ص81 و82) وانظر: توضيح الكافية الشافية (ص127).