إنَّ الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد فقد انتشرت بين الناس أخطاء خطيرة، أشد خطرًا من أمراض الأوبئة والأسقام، ألا وهي الأخطاء الشائعة التي فشت بين الناس، بسبب الجهل، وحسبها كثير من الأمة هينة، وهي عند الله عظيمة، لأنها تحتوي على الشرك الأكبر والأصغر، والكفر، وغيرها من الأمور المهمة التي سببت للمسلمين الذل في الدنيا، وقد تسبب لبعضهم الخسران في الآخرة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم». «رواه البخاري»
وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإنه لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان». «رواه مسلم»
فإني أعرض لإخواني المسلمين بعض هذه الأخطاء وطريقة إصلاحها، ليرجعوا عنها إذا وقعوا فيها، ويتوبوا إلى ربهم، ليتحقق لهم النصر في الدنيا ودخول الجنة في الآخرة.
والله أسأل أن ينفع بها المسلمين ويجعلها خالصة لوجهه الكريم.
أخطاء من الشرك الأكبر
1- الخطأ: (يا رسول الله، يا جاه النبي، يا بدوي، أغثني، اشفني، المدد يا حسين، يا جيلاني).
وغيرها من الأدعية الشركية.
فهذا دعاء لغير الله تعالى، وهو من الشرك الأكبر الذي نهى الله عنه بقوله: [FONT="]}وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ[FONT="]{[/FONT] [يونس: 106].[/FONT] [الظالمين: المشركين]. وذلك لأن هؤلاء المدعوين لا يملكون النفع ولا الضر لا لأنفسهم ولا لغيرهم، لا في الرخاء، ولا في الشدة؛ بل هم عن دعاء هؤلاء غافلون كما قال الله تعالى:
وقال تعالى: [FONT="]}أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ[FONT="]{[/FONT] [النمل: 62].[/FONT] وقال الله على لسان إبراهيم: [FONT="]}وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ[FONT="]{[/FONT] [سورة الشعراء: 80].[/FONT]
الصواب: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، اشفني).
وغير ذلك من الأدعية الخالصة لله تعالى، لأن الشافي والمغيث هو الله وحده.
ومن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم:
أ- «اللهم رب الناس أذهب البأس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا». «متفق عليه».
ب- وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له». «صحيح رواه أحمد وغيره».
2- الخطأ: (لا حول لله): فيها نفي القدرة عن الله تعالى وهو من الكفر.
الصواب: (لا حول إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله) فيها إثبات القدرة والقوة لله تعالى وحده:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة». «صحيح رواه أحمد».
3- الخطأ: (الله موجود في كل مكان، الله في قلبي).
هذا القول يوجب تعدد ذات الله (أو حلوله) ووجوده في أماكن نجسة وقذرة كالحمامات، وهي أماكن لا تليق بالله.
الصواب: (الله على السماء وفوق العرش، والله معنا في كل مكان بعلمه يسمع ويرى).
كما قال تعالى: [FONT="]}ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ[FONT="]{[/FONT] [البقرة: 29][/FONT] أي: علا وارتفع كما جاء في البخاري. «كتاب التوحيد: ج18/175» وقال صلى الله عليه وسلم: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء». «متفق عليه» [من في السماء: أي على السماء أراد به الله تعالى]. والله معنا في كل مكان بعلمه يسمع ويرى. كما قال الله تعالى لموسى وهارون: [FONT="]}إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى[FONT="]{[/FONT] [طه: 46].[/FONT]
4- الخطأ: (خلق الله الدنيا لأجل محمد صلى الله عليه وسلم).
وهذا مخالف لصريح القرآن. فقد خلق الدنيا قبل محمد صلى الله عليه وسلم وخلقها (ومحمدًا) لعبادته وحده لا شريك له.
ومحمد صلى الله عليه وسلم بشر كسائر الناس إلا أنه يوحى إليه. قال تعالى: [FONT="]}قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ[FONT="]{[/FONT] الآية. [الكهف: 110].[/FONT]
الصواب: (خلق الله الدنيا وما فيها لعبادته). قال الله تعالى: [FONT="]}وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[FONT="]{[/FONT] [الذاريات: 56].[/FONT]
5- الخطأ: (خلق الله محمدًا صلى الله عليه وسلم من نور، ومن نوره خلقت الأشياء) وهذا كذب وافتراء على الوحي، فقد جاء الكتاب والسنة والواقع بخلاف ذلك.
أما الكتاب فقوله تعالى: [FONT="]}قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ[FONT="]{[/FONT] الآية. [الكهف: 110].[/FONT]
فقوله مثلكم: أي مثل سائر الناس في الخلق من طين والمرض والهرم والأكل والشرب والفرح والحزن وغير ذلك.
وأما السنة فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إنما أنا بشر أنسى كما تنسون». [وهذا النسيان في غير الوحي]. «حديث صحيح أخرجه أحمد» وأما الواقع: فقد اتصف صلى الله عليه وسلم بسائر صفات البشر بغير ميزة عنهم في طبائعهم وأفعالهم الفطرية إلا ما اختصه الله تعالى بالوحي والمعجزات المؤيدة لدعوته.
وهل يقول عاقل: إن الله خلق الحية والعقرب وغيرهما التي أمرنا الإسلام بقتلها من نور محمد صلى الله عليه وسلم؟
الصواب: (محمد صلى الله عليه وسلم بشر ولد من أبوين أكرمه الله بالوحي، ولم تخلق من نوره الأشياء).
6- الخطأ: (مطرنا بنوء كذا وكذا) وهو كفر أكبر إذا اعتقد أن المطر ينزل بواسطة النجوم والكواكب، ففي الحديث القدسي: «أصبح من عبادي مؤمن وكافر؛ فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي، مؤمن بالكواكب» [متفق عليه].
الصواب: (مطرنا بفضل الله، ورحمته وذلك لأن الله تعالى هو الذي خلق المطر وأنزله بقدرته).
7- الخطأ: (هذا الشيء خلقته الطبيعة، هذا من صنع الطبيعة، شاءت الطبيعة، وهبته الطبيعة، سنة الطبيعة) وهذا من الشرك فليست الطبيعة خالقة ولا لها سنة ولا صنع وهي مخلوقة وليست خالقة.
وأما السنة فقد قال صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عز وجل:
[FONT="]}وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ[FONT="]{[/FONT] قال: «يا معشر قريش – أو كلمة نحوها – اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئًا. يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئًا، يا صفية عمة رسول الله، لا أغني عنك من الله شيئًا، يا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئًا» [رواه البخاري] ومن الشرك أن يقال: كما جاء في كتاب:[/FONT] (الكافي في الرد على الوهابي):
إن لله عبادًا يقولون للشيء كن فيكون، وهذا كذب يخالف القرآن والأحاديث، سبحانك هذا بهتان عظيم.
وأما الواقع فيشهد بخلاف ذلك صراحة، وإذا كان الأمر كذلك فهل من أولياء يخرجون المسلمين من مصائبهم ومحنهم ومذلتهم التي وصلوا إليها؟
الصواب: (كل شيء بأمر الله وقدرة الله ومشيئته).
قال الله تعالى: [FONT="]}إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ[FONT="]{[/FONT] [سورة يس: 82].[/FONT]
وهذا كذب صريح على الله تعالى حيث يقول: [FONT="]}قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ[FONT="]{[/FONT] [النمل: 65].[/FONT] وكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول: «لا يعلم الغيب إلا الله», «حسن رواه الطبراني». ومخالف للواقع وهو من كلام الصوفية المردود.
الصواب:(لا يعلم الغيب إلا الله) «كما تقدم في الحديث» وقد يطلع الله تعالى بعض رسله على أمور غيبية لإظهار دلالات نبوتهم ومعجزاتهم قال الله تعالى:
10- الخطأ:(لماذا يا رب، ماذا عملت لكي تفعل بي هكذا) وهذا اعتراض على الله تعالى في تقديره، وهو من الكفر: والله تعالى يقول: [FONT="]}وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[FONT="]{[/FONT] [البقرة: 216].[/FONT]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره». «أخرجه مسلم».
الصواب: (قدَّر الله وما شاء فعل، إنا لله وإنا إليه راجعون). وعلى المصاب أن يحمد الله على ما أصابه، فلو كسرت يده مثلاً فليحمد الله على أن رجله أو ظهره لم ينكسر، وقد قال الله تعالى في شأن الصابرين [FONT="]}وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[FONT="]{[/FONT] [البقرة: 155 – 157].[/FONT]
وقال صلى الله عليه وسلم: «ولا تقل ولو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان». «رواه مسلم».
11- الخطأ: (ما صدقت على الله أن يتم الأمر الفلاني).
وفي هذا نسبة العجز لله تعالى وهو كفر، والله قادر على كل شيء. وقد قال الله تعالى: [FONT="]}إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ[FONT="]{[/FONT] [سورة يس: 82].[/FONT]
إلا أن قصد بها أنه يستبعد وقوع ذلك بعد حصوله به بعد معاناة وتعب فلا بأس، وهو خلاف الأولى.
الصواب: (ما توقعت أن ينقضي الأمر الفلاني).
12- الخطأ: (يا خيبة الدهر، هذا زمن أقشر، الزمن غدار، يا خيبة الزمن الذي رأيتك فيه).
وهذا سبٌّ للدهر وهو حرام، ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي:«يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار».
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تقولوا خيبة الدهر؛ فإن الله هو الدهر». «أخرجه البخاري».
الصواب: يقول المصاب الحمد لله، قدر الله وما شاء فعل، إنا لله وإنا إليه راجعون: قال الله تعالى: [FONT="]}الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ[FONT="]{[/FONT] [البقرة: 156].[/FONT]
الصواب: (ملك السعودية، ملك المغرب، ملك الأردن وغير ذلك من الأسماء المباحة، قال صلى الله عليه وسلم: «أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى بملك الملوك». «أخرجه البخاري».
قال سفيان: يقول غيره تفسيره: شاهان شاه.
16- الخطأ: (أنا نصراني، أنا يهودي، لو فعلت كذا): وهذا خطأ فاحش؛ يقوله بعض الناس من باب اليمين وحكمه حكم اليمين لأن القائلين بذلك يظنون أن هذه العبارة أوكد من الحلف بالله تعالى فيريدون أن يؤكدوا ما يقولون بمثل هذه العبارة.
أما إذا اعتقد تعظيم ذلك، أو أراد أن يكون متصفًا بذلك كفر، وإن أراد البعد عن ذلك لم يكفر.
الصواب: (والله، ورب الكعبة، وما أشبهها من الحلف بالله).
قال صلى الله عليه وسلم: «من كان خالفًا فليحلف بالله أو ليصمت». «متفق عليه». وقال صلى الله عليه وسلم: «من حلف بملة غير الإسلام كاذبًا فهو كما قال». «متفق عليه».
قال النووي رحمه الله: فيه بيان غلظ تحريم اليمين الفاجرة، والحلف بملة غير الإسلام كقوله: هو يهودي أو نصراني إن كان كذا وكذا.
أقول: على المسلم أن يبتعد عن هذه الكلمات التي تكون سببًا في خروجه من الإسلام.
17- الخطأ: قول البعض عند بداية حديثه: (باسم العروبة، وكذلك باسم الوطن، باسم الشعب).
الصواب: (بسم الله الرحمن الرحيم، وحمد الله والثناء عليه).
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتب للملوك ويقول في أول كلامه: (من محمد عبد الله ورسوله....). «أخرجه البخاري» قال الشيخ (محمد الحامد السوري عالم حماه) ما نصه: شاع في استفتاح الأحفال أن يقول عريف الحفل: باسم الله العلي القدير، باسم العروبة، باسم الوطن، نفتتح هذا الحفل.. إلخ.
الافتتاح باسم العلي القدير، حميد جدًا، ولا ملام عليه، بل فيه أجر مهما صحبته نية صالحة، ولم يداخل الحفل مخالفة شرعية، لكنه باسم العروبة وباسم الوطن غير جائز شرعًا لإخلاله بالتوحيد وهو آكد حق الله على العبيد.
ولو أن شركًا لفظيًا نحو هذا صحب ذكر الله على الذبيحة لحرم أكلها واعتبرت كالميتة ولو كان المذكور مع اسم الله رسولاً أو ملكًا أو كائنًا غير اسم الله عز وجل.
إننا مع تقديرنا للعروبة والوطن اللذين تكتنفها تشريعات الله تعالى وتعليماته السامية – مع تقديرنا لها، ودعوتنا لنصرهما – لا نرى بالتسمية بهما سائغة، لما فيها من خدش التوحيد، وجرحه، والتوحيد ركن الله الشديد، وعماده الأقوى، وهو أعظم مطلوب ابتعث الله عليه كل نبي مرسل. «انتهى من كتاب ردود على أباطيل»
أقول: وجدت في الكتاب المذكور أخطاء شركية تعارض التوحيد، وذلك حينما سئل: هل هناك أقطاب وأبدال وأغواث؟
فقال: نعم هناك أقطاب وأبدال وأغواث، ولكن لا يسمى الغوث غوثًا إلا حينما يلتجأ إليه. «انتهى من الكتاب السابق» وهناك شرك أكبر وقع فيه كثير من الصوفية، فالأبدال والأقطاب والأغواث يلتجئون إليهم عند الشدائد، ويستغيثون بهم عند المصائب، والله تعالى يرد عليهم حينما قال عن الصحابة:
[FONT="]}إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ[FONT="]{[/FONT] [الأنفال: 9].[/FONT] [FONT="]}وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ[FONT="]{[/FONT] [التوبة: 118].[/FONT] فالمغيث والملجأ هو الله وحده وقد طلبت من ولده عبد الرحمن أن يعلق على الكتاب فرفض وقال: أبي يتحمل المسئولية.
18- الخطأ:(الرجل الفلاني لا يستحق الخير أو الشر) هذا اعتراض على الله تعالى بأنه غير عادل وحكيم ينزل الشر على من لا يستحق، أو يعطي الخير لمن لا يستحق، وربما يؤدي هذا الاعتراض إلى الكفر الذي يخرجه من الإسلام، ولأن الشر والخير قد يكون ابتلاء من الله كما قال الله تعالى: [FONT="]}وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ[FONT="]{[/FONT] [سورة الأنبياء: 35].[/FONT]
19- الخطأ: قول بعض الناس (معبودة الجماهير، معبود الجماهير، أحبه لدرجة العبادة) وهذا شرك أكبر، لأن العبادة لا تجوز إلا لله وحده، وقد خلق الله الخلق لذلك: قال الله تعالى: [FONT="]}وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[FONT="]{[/FONT] [الذاريات: 56].[/FONT]
الصواب: (محبوب الجماهير، أحبه حبًا كثيرًا).
ولا يقول (محبوبة الجماهير) لأن المرأة لا يجوز أن يحبها غير زوجها ومحارمها من أبيها وأخيها وغير ذلك، ولا يجوز لها أن تكون محبوبة للأجانب وقد أطلق هذا اللقب الفاحش على مغنية مصرية مشهورة واسمها (شادية) وقد تابت في الآونة الأخيرة بفضل من الله تعالى، وارتدت الحجاب وتبرأت من هذا الفيلم الماجن الذي يثير الغريزة الجنسية عند النساء والرجال ويدعوهم إلى الفاحشة.
1- الخطأ: (سب الرب، وشتمه أو لعنه، أو سب الدين أو لعنه). كل هذه العبارات التي يقولها بعض المسلمين صغارًا وكبارًا تسبب الخروج من الإسلام، وهي من الشيطان الذي يريد للمسلم الكفر، والهلاك، والخسران في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: [FONT="]}كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ[FONT="]{[/FONT] [الحشر: 16، 17].[/FONT]
الصواب: (سب الشيطان ولعنه). لأن الشيطان هو الذي كان السبب في الشجار، وهو الذي وسوس للإنسان بالكفر، ولذلك نلعنه، وقد لعنه الله في القرآن، ولعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. «انظر صحيح مسلم جـ3/30» وعلينا أن ننصح من يسب الرب والدين بأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويتوب، ويستغفر الله من كلامه. ومن الخطأ أن تقول للغضبان: صل على النبي فإنه قد يسب النبي صلى الله عليه وسلم وتكون المصيبة.
2- الخطأ: (سب النبي صلى الله عليه وسلم، أو شتمه، أو تحقيره، أو الاستهزاء به).
لأن الإيمان بأن محمدًا رسول الله من أركان الإيمان لقوله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله» وحكم من سب الرسول صلى الله عليه وسلم القتل، كما ذكر شيخ الإسلام في كتاب:
(الصارم المسلول في حكم شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم) فليرجع إليه.
الصواب: (سب الشيطان ولعنه). لأن الشيطان سبب في هذا الكفر فنلعنه، ونستعين بالله عليه وعلينا أن نقول للغضبان: (استعذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا نقول له: صل على النبي).
3- الخطأ:(ومن الكفر ما قال ابن هانئ الأندلسي للحاكم):
ما شئت لا ما شاءت الأقدار
فاحكم فأنت الواحد القهار
وهذا الكلام كان من أسباب سقوط الأندلس الإسلامية في أيدي النصارى. وقريب من قول ابن هانئ قول بعضهم لأنور السادات: (لا يسأل عما يفعل) لأن هذا خاص بالله عز وجل، والعبد مسئول عما يفعل.
الصواب: (الواحد القهار: هو الله وحده، وهو الذي لا يسأل عما يفعل، وغيره مسئول عما يفعل).
قال الله تعالى: [FONT="]}وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ[FONT="]{[/FONT] [إبراهيم: 14].[/FONT] وقال تعالى: [FONT="]}لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ[FONT="]{[/FONT] [الأنبياء: 23].[/FONT]
1- الخطأ: (ما شاء الله وشئت، هذا من الله ومنك، ومثله لولا الله وفلان، الله لي في السماء وأنت لي في الأرض، هذا من فضل الله وفضلك، أنا في حب الله وحبك، أنا بالله وبك) وغيرها من الألفاظ.
ولابد من كلمة (ثم)؛ وهذا من الشرك الخفي لأنه يخفى على كثير من الناس: (فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما شاء الله وشئت قال:« أجعلتني لله ندًا؟. قل ما شاء الله وحده». «صحيح أخرجه أحمد وغيره».
الصواب: (ما شاء الله ثم شاء فلان). قال صلى الله عليه وسلم:«لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان». «صحيح رواه أحمد وأبو داود».
لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فإذا حلف أحدكم فليحلف بالله أو ليصمت». «متفق عليه».
قال عمر: فما حلفت بعدها ذاكرًا ولا آثرًا.
3- الخطأ: (شاءت الظروف أن يحصل كذا، شاءت الأقدار أن يحصل كذا وكذا) وهذا لفظ منكر، لأن الظروف جمع ظرف، والظرف هو الزمان، والأقدار جمع قدر، والزمان والقدر لا مشيئة لهما، والمشيئة لله وحده. قال الله تعالى: [FONT="]}وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا[FONT="]{[/FONT] [الإنسان: 30].[/FONT]
الصواب: (قدر الله وما شاء فعل) كما جاء في الحديث: «.... ولكن قل قدر الله وما شاء فعل». «رواه مسلم».
ب- قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله. قال الله تعالى: [FONT="]}وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ[FONT="]{[/FONT] [سورة الكهف: 39].[/FONT]
ج- قراءة التسمية الواردة في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يمسي: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم «ثلاث مرات» لم يصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث لم يصبه فجأة بلاء حتى يمسي». «صحيح رواه أبو داود».
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة» «صحيح رواه أحمد»
1- الخطأ:(فلان ربنا افتكره) وهي كلمة تطلق على من توفاه الله وهي كفر، لأن فيها نسبة الغفلة والنسيان إلى الله تعالى، وهذا تنقص لرب العالمين. قال الله تعالى عن حال القرون الأولى حكاية عن موسى: [FONT="]}قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى[FONT="]{[/FONT] [سورة طه: 51، 52].[/FONT]
وقال تعالى: [FONT="]}وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا[FONT="]{[/FONT] [سورة مريم: 64].[/FONT]
هذه الكلمة ـ كما قال ابن تيمية رحمه الله ـ من جواهر الكلام ومن أحسنه وأبلغه وأتمه، فمن رجا نصرا أو رزقا من غير الله خذله الله، والرجاء يكون للخير، والخوف يكون من الشر، والعبد إنما يصيبه الشر بسبب ذنوبه، ولا يجتمع هذان الوصفان إلا لعبد موفق لنيل ما يرجو والأمنةِ مما يحذر؛ ففي الترمذي عن أنس رضي الله عنه « أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ ، قَالَ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَرْجُو اللَّهَ ، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ».